عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

عناية رسمية بالمناسبات الدينية

آراء

حسب العادة الميمونة التي جرى عليها عمل أولياء أمور بلادنا المباركة، منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ـ رحمه الله ـ إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ سدده الله ـ، يتم بعد يومين غسل الكعبة المشرفة ـ غرة شعبان: الثلاثاء ـ، بعد أن كان يتم في الخامس عشر من شعبان، وقبله كان يتم في الخامس والعشرين، أو السابع والعشرين منه، وهو الغسل السنوي الأول، الذي يعقبه الغسل الثاني في منتصف محرم، بعد أن كان يتم في السابع من ذي الحجة، وقبله كان يتم في الخامس، أو الأول منه.

تاريخيا لم يُكتب بالتفصيل ـ كثيرا ـ عن مواعيد فتح وغسل الكعبة، أما في العصر الحالي فنجد أن من أفضل من وثق ذلك العالم الجليل خطاط المصحف الشريف، فضيلة الشيخ محمد طاهر بن عبدالقادر الكردي المكي، المتوفى عام 1400 ـ رحمه الله ـ، عضو اللجنة التنفيذية لتوسعة وعمارة الحرم، ورئيس قسم التأليف والآثار التاريخية لمكتب التوسعة، وأحد المشاركين في وضع الحجر الأساسي للتوسعة، وأحد واضعي الإطار الفضي للحجر الأسود، وأحد المشرفين والمشاركين في ترميم الكعبة.. ذكر الشيخ طاهر الكردي في كتابه (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم ـ 6 أجزاء)، أن الكعبة الغراء تفتح ـ حسب مشاهداته ـ يومي الإثنين والجمعة، وفي رجب يوميا، ويوم 10 ذي الحجة للرجال، ويوم 11 للنساء، ويوم 10 محرم للرجال، ويوم 11 للنساء، وليلة ويوم 12 ربيع الأول للرجال، وليلة 13 للنساء، ويوم 21 (لغسلها)، وأول جمعة من رجب للرجال، واليوم التالي للنساء، وليلة 27 (للدعاء لجلالة الملك)، ويوم 27 للرجال، ومساء للنساء، وليلة 15 شعبان للدعاء، ويوم 15 للرجال، ومساء للنساء، ويوم الجمعة الأول من رمضان للرجال، واليوم التالي للنساء، وليلة 17 (للدعاء لجلالة الملك)، وآخر جمعة للدعاء، و15 ذي القعدة للرجال، واليوم التالي للنساء، ويوم 20 (لغسلها).

قريبا تتجدد صلة قائد البلاد بقول الله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، وقوله سبحانه: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، ويتجدد الاتصال بالأصل الأصيل في غسل الكعبة، وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (36919)، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما – قال: أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بلالاً فرقي على ظهر الكعبة فأذن بالصلاة، وقام المسلمون فتجرروا في الأزر، وأخذوا الدلاء، وارتجزوا على زمزم فغسلوا الكعبة ظهرها وباطنها، فلم يدعوا أثرا من آثار المشركين إلا محوه وغسلوه”..

غسل الكعبة مناسبة جميلة ومهيبة ودقيقة؛ يحضر رئيس السدنة بعد شروق الشمس مباشرة إلى (الحطيم)، ومعه بقية السدنة المباركين من أسرة آل الشيبي، ويَفتح باب الكعبة، وتبدأ مراسم الغسل بماء زمزم للأجزاء السفلى، ومقدار قامة، فالتجفيف، والتطييب بعطر الورد، والتبخير بالعود؛ وكواحد من أبرز الأدلة المتسلسلة على العناية الرسمية بالمناسبات والذكريات الدينية، يتشرف ولي الأمر، أو من ينيبه بحضور المناسبة الشريفة.. اللَّهُمَّ زِدْ بَيْتَكَ تَشْرِيفًا، وَتَعْظِيمًا، وَتَكْرِيمًا، وَبِرًّا، وَمَهَابَةً، وَزِدْ مِنْ شَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ تَعْظِيمًا، وَتَشْرِيفًا، وَبِرًّا، وَمَهَابَةً؛ اللهم آمين.

المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=26316