سطام الثقيل
سطام الثقيل
صحافي وكاتب سعودي

عندك واسطة في الصحة؟

آراء

لا يمكن أن يمر يوم إلا وترى أحدهم يبحث عن “واسطة” لعلاج قريب له في أحد المستشفيات الحكومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كم هائل من المناشدة والتوسل الذي يصل في أحيان كثيرة إلى “التسول”. موضوع مكرر وتحدث عنه الجميع سواء في مواقع التواصل أو في وسائل الإعلام، ومع ذلك ما زال الوضع يتفاقم دون مجيب.

لا يهم إن كانت وزارة الصحة تتلقى ميزانية تعادل ميزانية دول، وغير مهم تلك الصور والأخبار التي نطالعها في الصحف وتتحدث عن افتتاح مزيد من المستشفيات الفخمة في كل مناطق السعودية، المهم هل يجد المواطن الباب مفتوحا له للعلاج في أي مستشفى دون واسطة أو منة؟ بالطبع لا ولو كان يجد لما رأينا كثرة التوسلات الباحثة عن “واسطة”.

هاجس العلاج لا يصيب المرضى فقط الذين يموتون ببطء وهم يبحثون عن واسطة لمراجعة طبيب، أو ينتظرون في قائمة الانتظار بحثا عن سرير، بل أصبح هاجسا للأصحاء أيضا الذين يتخوفون أن يصيبهم مرض أو يصيب أحد أفراد أسرهم ــ لا سمح الله ــ ويجدون أنفسهم مع المتوسلين والباحثين عن واسطة لدخول مستشفى يخفف من آلامهم.

خلال الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة الصينية عن إدراج كل المواطنين الصينيين العاملين منهم والعاطلين في نظام التأمين الصحي، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 1.3 مليار نسمة، وهو عدد مهول لو تمت مقارنته بعدد سكان السعودية الذي لا يتجاوز 18 مليونا.

المواطن في السعودية يحتاج إلى بطاقة في جيبه يخرجها متى يشاء وتمكنه من العلاج في أي مستشفى يختاره سواء حكومي أو خاص، وهو أمر مقدور عليه متى ما تم التأمين الصحي على المواطنين كافة.

التأمين الصحي هو القادر على لجم كل مظاهر التوسل والتسول التي نشاهدها يوميا، وهو ما يجب أن تبادر به وزارة الصحة وتضعه في مقدمة أولوياتها وألا تتأخر في تطبيقه، فالناس يموتون في اليوم ألف مرة وهم يبحثون عن واسطة للعلاج.

الصحة هي أغلى ما يملكه المواطن، وتوفير العلاج له يجب أن يكون في مقدمة أولويات الحكومات، ويجب أن يوفر له دون واسطة أو منة، فوالله إنه لأمر معيب أن يتوسل المواطن علاجه كما نشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: الاقتصادية