خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

كلهم ضد الإسلام

آراء

المظاهرات التي انطلقت شرارتها في ألمانيا والسويد ضد الإسلام؛ تمثل تطورا لافتا، ونتيجة متوقعة لحالات التطرف والغلو لدى بعض السنة والشيعة. وأصبحت هناك أحزاب تتاجر بهذه القضية، في مظهر عنصري فج للغاية.

في العراق؛ بدأت مرحلة جديدة من اضطهاد السنة العراقيين الذين يمثلون الأغلبية في ديالى في إطار الحرب ضد “داعش”، وتحدثت التقارير عن تهجير للسنة وإحراق للمساجد والمنازل.

في خلفية الصورة الأولى والثانية هناك متطرف مسلم أو غير مسلم، يزعم أنه يمتلك الحقيقة، ويريد أن يرسم الصورة بلون واحد، بعيدا عن حتمية التنوع التي تمثل سنة كونية.

إن السلة التي أفرزت “داعش” وجبهة النصرة، هي ذاتها السلة التي أفرزت التكوينات الشيعية الإقصائية التي تتحرك حاليا في العراق بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية هناك، وإشاعة مزيد من القهر للطيف السني. وهي النتيجة نفسها التي جعلت العداء للإسلام والمسلمين يحظى بتأييد في بعض الدول الحاضنة للأقليات المسلمة. في مقابل ذلك تنهش عصابة “داعش” في الجسد السوري والعراقي، وتسعى لمد أذاها إلى السعودية كما حصل في محاولة التسلل التي أسفرت عن استشهاد عدد من جنودنا البواسل.

إن التطرف لدى أطياف من السنة والشيعة، يشير إلى أن صورتنا الذهنية في الخارج بدأت تتشكل على نحو مؤذ للغاية. وما تلك المظاهرات التي شهدتها ألمانيا ووجدت صدى في أماكن أخرى، سوى تطرف مضاد، قد يتطور ـــ لا سمح الله ـــ ويشكل عاملا ضاغطا على الطيف الإسلامي المعتدل في أوروبا. لقد زاد غلو وفجور المتطرفين من السنة والشيعة، من قناعات العقلاء، بأهمية عدم السكوت أو التصالح مع الآراء المائية، التي تجامل التطرف ودعاته. هذا التطرف أودى بمجتمعات عدة، والتصدي له بوضوح، صمام أمان لنا وللمجتمعات الأخرى. وهذه المهمة وإن كانت ناجحة في شقها الأمني، إلا أن الشق الفكري منها لا يزال أقل من المأمول؛ بسبب مجاملة بعض الدعاة للمتطرفين والتبرير لهم وعدم إظهار موقف واضح ضدهم، الأمر الذي يجعل بعض السذج يعتقد أن انتقاد المتطرفين السنة والشيعة خطأ، اعتمادا على سكوت بعض المشايخ والمراجع الدينية عن مثل هؤلاء المتطرفين وممارساتهم.

إن وطننا أمانة، وأمان مجتمعنا يتطلب التعاضد والتعاون والحفاظ على وحدة الصف؛ وعدم السماح لأي كان أن يستثمر التطرف لاستخدامه أداة ضد سلام هذا المجتمع وأمنه. حفظ الله بلادنا من كل من يتربص بها.

المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/01/07/article_920755.html