سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

كيف تتعامل مع «حرامي الأفكار»

آراء

«س» من الناس هو «الحرامي» ومنذ البداية أقول لا يشترط فيه أن يكون مديراً أو مسؤولاً، فقد يكون موظفاً صغيراً، لكنه يتقن فن أولئك الذين يخطفون أو «يسترقون السمع» فتُفاجَأ بأن فكرتك أصبحت ملكه بعد أن مَهرَها باسمه. أمر آخر مهم لابد من وضعه في الاعتبار، إذ ليست الأفكار وحدها هي التي تُسرق! بل إن جهودك وعملك وإبداعك، أحياناً، يُسلب منك ويُنهب ثم يُمنح إلى آخر، أو بمعنى أوضح إن الآخر يسرقه في وضح النهار!

أما «ص» من الناس فهو ذلك الطيب دائماً، طيبة قلب ممزوجة بسذاجة، يرى حقوقه تُنسب إلى غيره ولا يحرك ساكناً. هنا وفي هذا المقال أطمح لأن يكون هذا الضعيف قوياً يجد مَن يدافع عن حقه فلا يسمح لأحد بسرقة بضاعته وحماسه وإنتاجه.

وقد سبق لي أن أشرت إلى حساب جامعة هارفارد على تويتر، ولا أجد مانعاً من التكرار، فهذا الحساب يقدم تغريدات قمة في الروعة عن التميز المؤسسي، ومنها: التغريدات التي تعالج مثل هذا المُشكل الذي لا تكاد تخلو منه مؤسسة، فقبل أيام وقع نظري على مقال جميل مؤلف من ثلاث نقاط مختصرة، عنوانه:

Don’t Let Your Colleague Claim All the Credit

في مثل هذه المواقف تفشل إن كنت إنساناً خجولاً أو كثير الحياء، لأن أول العلاج هنا هو أن تكون صريحاً، فواجه من يسرق مجهودك وجهاً لوجه، ألا تراه يسرقك «عيني عينك»! لذلك من الواجب عليك أن تُطلّق الخجل في مثل هذا المقام، وأن تجهر بالقول، قل له: كما سهرت وتعبت على نسج خيوط عملك، فأنا كذلك واصلت عمل النهار بالليل حتى خرج جهدي هذا إلى النور ولامس الحياة.

علاج آخر: قابل مسؤولك، ليس للوشاية وهي آخر الكي، ولكن لمناقشته في المشروع نفسه، أي: ما تم إنجازه، وما تراه حلولاً لمشاكل على أرض الواقع، وليكن هدفك هنا بيان جهودك ووضع حد لهذا السارق والقول له، دون مواربة أو خجل، «أنا هنا» أيها الحرامي!

أمر أخير، من الجدير ذكره، إن تكررت مثل هذه المواقف، عند أي مشروع جديد، قف واشترط أن تكون المهمات مكتملة ومقسمة بالعدل والتساوي، وأن تكون المسؤوليات واضحة أمام الجميع، ومثل هذه البداية تحقق القاعدة التي تقول «الذي أوله شرط آخره نور»!

وعلى الرغم من اعتقادي أن الحرامي لن يتوقف في يوم من الأيام عن سرقاته، ولن يستيقظ الطيب من سباته، فإنني أذكّر، إن نفعت الذكرى، وعسى أن تنفع القارئين ممن غمط السُّرّاق حقوقهم، ويبقى الميزان متمثلاً بقول الرسول الكريم «من غشنا فليس منا».

المصدر: صحيفة الرؤية