لا ننافس سوى أنفسنا! — شيخة المسكري

أخبار

اثبتت المعارض العالمية أهميتها عبر السنين عبر عرضها لأحدث الابتكارات الثقافية والصناعية والتكنولوجية. أزيح الستار لأول مرة عن المعرض العالمي (والذي يسمى في يومنا الحالي بمعرض اكسبو العالمي) في لندن في العام 1851. يعتبر معرض اكسبو العالمي الذي يستضاف كل ٥ اعوام لفترة ستة أشهر في كل دورة، الحدث الأكبر والأطول من نوعه في التاريخ وفي كل دورة تقوم المدينة المستضيفة باختيار قضية تشغل العالم وتستلهم من خلالها المحور الذي ستقوم عليه الدورة. الدوافع لاستضافة معرض اكسبو كثيرة ولعل أهمها كونه باكورة لاستقطاب الملايين من العقول المفكرة من مختلف الثقافات تحت سقف واحد لتبادل الافكار والآراء والنقاش والتواصل في المدينة المستضيفة للحدث.

تم انشاء المكتب الدولي للمعارض في العام 1928 في باريس كجهة تشريعية لتنظيم عملية اختيار المدينة المستضيفة ولتسهيل عمليات الاشراف علي اتمام تنفيذ المشاريع المتعلقة باكسبو. المعايير والشروط التي يجب استيفاؤها من قبل أي مدينة تود أن تستضيف معرض اكسبو هي أن تكون عضواً في المكتب الدولي للمعارض وأن يكون طلب الاستضافة مقدماً بتزكية من حكومة البلد، ويجب أن يكون الموقع الذي سيقام عليه معرض مقرراً، بالاضافة الى توفر دراسة جدوى بالمشروع بجدول تفصيلي للمهام المطلوب تنفيذها وبمواعيد واقعية مرفقة بالتكاليف، وأيضاً يسلم ملف آخر يحتوي على معلومات عن المدينة المستضيفة. هناك عوامل تسهم في توجيه دفة القرار الايجابي ومنها الممارسات المستدامة التي يتم اتباعها في المدينة التي تود استضافة الحدث وأهما توفر خطة لإعادة استخدام المباني التي ستستضيف معرض اكسبو بعد انتهاء المعرض، وأيضاً التواجد على الشبكة العنكبوتية من خلال موقع متميز والتفاعل المستمر مع المجتمع عبر شبكات التواصل الاجتماعي. بعد استلام كل المعلومات المطلوبة يقوم فريق رسمي من المكتب الدولي للمعارض بزيارة المدينة وعقب الزيارة يرفع خطاب توصيتهم إلى الجمعية العامة خلال الاجتماع السنوي في باريس.

في الاجتماع المرتقب المزمع عقده في ٢٧ نوفمبر سيتم التصويت في شأن المدينة التي ستشهد الحدث الأكبر -اكسبو 2020 والقائمة تضم: ايكاترينبرغ من روسيا، أزمير من تركيا ، ساو باولو من البرازيل ، وأخيراً وليس آخراً. دانة الدنيا- دبي من دولة الامارات العربية المتحدة. يفصل بين التصويت وبيننا أقل من ثلاثين يوماً، ومن البديهي أن تكون جميع المدن المشاركة في السباق متوترة في هذه الفترة إلا مدينتنا الواثقة والشامخة بإنجازاتها الضخمة ومشاريعها العملاقة وحلولها المستدامة ومبادراتها الإنسانية العظيمة. قدمت دبي ملفها بمحور “تواصل العقول، وصنع المستقبل” لأنها واعية ومدركة أن المشاركة الاستراتيجية وتزاوج العقول المفكرة وتعاونها من الجهات المعنية هو الحل الأمثل للتغلب على التحديات التي التواجه العالم.

دولة الامارات تستضيف على أرضها ما تزيد عن المئتا جنسية ممن تتمتع برغد العيش في مجتمع مسالم متسامح مع الديانات وتحترم الثقافات تنعم بالأمن والأمان تحت قيادة رشيدة برؤية ثاقبة واضحة وطموحة ترسم مستقبل دولتها وأولويتها الأولى هي سعادة شعبها ورضاهم وازدهار اقتصادهم. أثبتت دبي عبر السنين قدرتها على تخطي الصعوبات وتجاوز التحديات، فمواقفها تتحدث عنها، لكونها وجهة للاستثمار. ومع تدفق الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تقدر بمليارات الدولارات؛ ما هي إلا شهادة على الاستقرار الاقتصادي والأمن السياسي التي تتمتع بها المدينة الحالمة.

الموقع الاستراتيحي لمدينة دبي ساهم في ربط دبي بالمراكز العالمية في الشرق والغرب وجعلها حلقة الوصل لأهم المدن في العالم من خلال ناقلها الرسمي (طيران الامارات). وفي عام 2012، بلغ عدد المسافرين العابرين من خلال مطار دبي الدولي حوالي 57 مليون مسافراً ومن المتوقع أن يصبح مطار دبي الدولي الأكثر ازدحاماً في العالم متجاوزاً بذلك “مطار هيثرو الدولي”. وعلاوة على ذلك، مع الافتتاح الأخير لمطار آل مكتوم الدولي في هذا الأسبوع فإن هذا من شأنه أن يعزز القدرة على التواصل مع مدن عالمية أكثر وأن يزيد من القدرة التنافسية. وبحلول العام 2030 ستزيد القدرة الاستعابية للمطار لتصل إلى 160 مليون مسافر وستبلغ حينها عدد المدرجات لخمس مدرجات.من الأمور الأخرى التي تميز دولة الامارات عن غيرها، كونها متفوقة تكنولوجياً، وقد تم مؤخراً الإفصاح عن خطط طموحة لتحويل مدينة دبي إلى مدينة ذكية تتعامل مع سكانها بطريقة فاعلة وسريعة في تنفيذ جميع معاملتهم الحكومية.

ولعل أكثر ما يميزنا عن غيرنا من الدول هو شعبنا! كل فرد يقف بكل حب وراء دولة الإمارات يعطي بحب ويخدم بلا كلل ويكون خير مثال لخير بلد. هذا الشعب الذي رسم لوحة فنية تعبِّر بخصالها عن الامارات وقيمها عن الاتحاد وأخلاقها عن الدستور- لوحة إسمها “البيت متوحد”. إذا كان بمقدور دبي الفتية صنع كل هذه الانجازات في 2013، فتخيلوا ما تستطيع ان تصل اليه في 2020؟ نحن نخطو نحو المجد والنجاح- لأننا تعريف المجد والنجاح! ونحن دبي- وبكل أمانة، ليس لنا منافس سوى أنفسنا.

خاص لـــ (الهتلان بوست)