فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

مبادرات إنسانية لدعم اليمنيين

آراء

على موقع وزارة الداخلية السعودية صفحة خاصة تعنى بشكل خاص بأوضاع اليمنيين في المملكة، بها بعض الشروط المتساهلة جدا، من بينها ما يقول: يعفى المخالف من الغرامات والعقوبات المترتبة على مخالفة نظامي الإقامة والعمل، والإعفاء من الأثر النظامي (بصمة مرحل). وقد أفادت المديرية العامة للجوازات أمس، الخميس، بأن عدد اليمنيين المصححة أوضاعهم في المملكة بلغ 128 ألفا و601. وأوضحت المديرية أن توجيهات اللواء سليمان اليحيى مدير عام الجوازات إلى جميع إدارات الجوازات في المناطق والمحافظات، بالتأكيد على تقديم التسهيلات كافة إلى اليمنيين في تصحيح أوضاع إقامتهم في المملكة. كل ذلك إضافة إلى تشكيل فريق إداري متكامل، تم دعمه بجميع الإمكانات البشرية والتقنية في جوازات المناطق ومراكز التصحيح. وقد دعت المواطنين والمقيمين بشكل جاد إلى الاستفادة من خدماتها الإلكترونية، التي تسهل عليهم إنهاء إجراءاتهم. وقد قدمت الوزارة جداول خاصة بأرقام مباشرة وإيميلات في كل منطقة وكل حي منها.

المتخلفون عن نظام الإقامة، إما متخلف عن طريق العمرة أو الحج، وإما متسلل لظروف بسبب الأوضاع الحالية في اليمن. والمبادرة الملكية الأخيرة تعني ألا يعامل اليمني كأي مقيم آخر، بل حالة استثنائية، تعمل فيها الأجهزة الحكومية، وبخاصة الجوازات، حتى وقت متأخر من الليل. وهناك بعض الأخبار التي تقول بفتح معبر الوديعة أمام اليمنيين العالقين للدخول إلى أراضي المملكة بعد إغلاقه لأسباب أمنية. في الحقيقة أجدني مدفوعة لأن أقدر هذه الجهود الكبيرة بعيدا عن المدح الممجوج. فوزارة الداخلية السعودية بقيادة الأمير محمد بن نايف قدمت في السنوات الأخيرة خدمات كبيرة جدا من التسهيلات للمواطنين والمقيمين، أولا من خلال الخدمات الإلكترونية، وثانيا من خلال تقدمها في التفكير على المواطن نفسه في خدماتها. وهذا يحسب للوزارة أن تفكر بشكل متقدم.

ما من شك أن تصحيح أوضاع اليمنيين هو امتداد لمشروع “إعادة الأمل”. واليمن بشعبها امتداد تاريخي وجغرافي للمملكة، ولطالما عاش اليمنيون بسلام بين أهلهم وإخوانهم في هذه البلاد. والحق أن تصحيح أوضاع اليمنيين الذين دخلوا المملكة غالبا بصورة غير نظامية، وبهذا المستوى من التنظيم والاهتمام والاستنفار، هو بلا شك مبادرة إنسانية مستحقة من الملك سلمان لدعم اليمنيين، وبالتالي دعم عائلاتهم.

عدد اليمنيين في الداخل لم يعلن حتى الآن بشكل دقيق، لكن هناك من يؤكد أنه تجاوز ثلاثة ملايين. يقول أحد اليمنيين المقيمين إن كثيرا من العائلات اليمنية داخل اليمن يعتمدون على أبنائهم في السعودية. وهؤلاء الملايين الثلاثة قد يعيلون ربما أكثر عن عشرة ملايين يمني داخل اليمن، ما يعني أكثر من نصف سكان اليمن الذين وصل عددهم إلى 24 مليونا.

واليمنيون لدينا بهذا العدد الكبير، إضافة إلى عائلاتهم داخل اليمن قد يكونون مشروعا استراتيجيا، كما يشكلون قوة خارجية وداخلية لا يستهان بها. ولربما يمكن الاستفادة منها حتى في إحلال النظام داخل اليمن مستقبلا، هم الذين قد يشكلون أيضا دعما للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي خارج وداخل اليمن.

المصدر: الإقتصادية