ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

مترو الرياض ورفع سعر الوقود

آراء

لا شك في أن مترو الرياض الذي أعلن عن ترسيته على ثلاثة ائتلافات عالمية الأسبوع الماضي يعد من أهم المشاريع التنموية التي تشهدها العاصمة منذ زمن طويل، وهو مشروع يأتي امتدادا للطفرة التي تشهدها البلاد ولله الحمد في مشاريع البنى التحية وبرامج الإصلاح الإداري والحكومي والتي بدأت قبل بضعة أعوام وأصبحت واضحة للجميع، تجلت في تحسن الخدمات المقدمة للمواطن وتسهيل حصوله على متطلباته المختلفة.

وكأحد سكان العاصمة كان الازدحام الشديد في الطرق أحد أكبر المنغصات اليومية، فلم يكن من السهل علي أن أقضي أكثر من مشوارين في الفترة الصباحية وربما مثلهما في فترة المساء نظرا لاتساع الرقعة الجغرافية للمدينة وزيادة عدد سكانها ومركباتها المتنقلة، لدرجة كان واضحا أن على الدولة أن تقوم بتقديم حل جذري يجعل الحياة والعمل ممكنا، فقد وصل الأمر لحد كان من الصعب جدا الاستمرار في تجاهل المشكلة والتعاطي معها بالطرق السطحية من خلال فتح مسارات طرق فرعية أو تحديد اتجاه الطرق كما عمل به في مدن أصغر مساحة واختلافا جغرافيا وعمرانيا.

فرحتي كانت غامرة عندما أعلن عن ترسية المشروع رغم أن المشروع حتى الآن حبر على ورق، وتبقى السنوات الخمس المقبلة الشاهد على حقيقة ما إذا كان سيتحول هذا المشروع لمنقذ من اختناقات المدينة، إلا أنه في ذات الوقت أقلقني كثيرا تصريح للمهندس إبراهيم السلطان، رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة العليا لتطوير الرياض، فسر فيه النص الذي تضمنه قرار مجلس الوزراء الصادر لمشروع النقل العام في الرياض والذي يدعو إلى ضرورة وضع حوافز لاستخدام القطارات والحافلات حيث ذكر أن “رفع سعر الوقود من ضمن الحلول التي يتم النظر فيها، لتأسيس ثقافة نقل حديثة، إضافة إلى رفع أسعار مواقف السيارات بحيث لا تكون مجانية، إذ يجد المواطنون والمقيمون أنه لا بد من استخدام النقل العام”..

ليس خافيا على أحد بأن المواطن يشتكي من ارتفاع تكاليف الحياة في الضروريات قبل الكماليات، كما أنه ليس خافيا على أحد أن المشاريع التنموية يراها المواطن وهي كذلك حق له، كما أن الوقود وهو المنتج الذي نصدره للعالم يرى المواطن أنه يجب أن يبقى رخيصا.

تشجيع الناس لاستخدام النقل العام لن يأتي عن طريق الإجبار، بل عن طريق تقديم خدمات تستحق الاستخدام، فلتفكر الهيئة في تحديها الحقيقي وهو تشغيل المشروع وفق أعلى المستويات لتخذب الناس، ولتتعلم من الخطوط السعودية التي فقدت احتكارها داخليا بعد أن دخل المنافس الإقليمي ليقدم خدماته ذات الخمس نجوم.

المصدر: الوطن أون لاين