مدارس التسامح

آراء

حرصت الدولة على استحداث نظام مدارس التسامح لأبناء الأسر المقيمة محدودة الدخل لضمان حصولها على فرص التعليم أسوة بغيرهم، ووفرت البيئة المثالية لذلك، تجسيداً لقيم التسامح والتعايش التي قامت عليها إمارات الخير والمحبة، وقواعد نهج المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

توفر مدارس التسامح المنتشرة في العديد من مناطق الدولة، الدراسة في كل المراحل التعليمية بحلقاته الأولى والثانية والثالثة، ولها اشتراطاتها الخاصة لضمان استفادة المستحقين من الفرصة التي توفرها الدولة.

التجربة الإنسانية واللفتة الحضارية بحاجة للتعزيز في جانب مهم يتعلق بتوفير النقل المدرسي لها في بعض المناطق، وبحاجة لوضع المسؤولية المجتمعية في الاعتبار بعيداً عن حسابات الربح والخسارة لبعض المؤسسات التي يعهد لها بقضايا ومسائل نقل الطلاب، والتي تبالغ في أسعار خدماتها، لتدفع أولياء الأمور لاختيار بدائل غير مريحة أو تفتقر لاشتراطات السلامة، بالذات اللجوء لأصحاب السيارات الخاصة غير المرخصين.

وهناك شريحة من المقيمين تسمح لأبنائها من طلاب «التسامح» باستخدام حافلات البلدية رغم المسافة البعيدة من محطة الإنزال أو الصعود من المدرسة، مع ما يحمله ذلك من معاناة ومشقة للطلاب، خاصة عند الظهيرة وارتفاع درجات الحرارة.

ما ذكرني بالأمر يوم أمس اتصال أحد الأخوة المواطنين عبر البرنامج الجماهيري «استديو 1» من إذاعة أبوظبي، متحدثاً عن الأمر الذي يشاهده يومياً مع طلاب أحد مدارس «التسامح» في «الشعبية» التي يقطنها، لأن محطة حافلة البلدية تقع على بعد كيلومترين من مدرستهم، وحيث يتطوع بعض أهالي المنطقة بتوصيلهم في بعض الأحيان.

هناك حلول يمكن تبنيها لتحقيق الغاية السامية من وجود مثل هذه المدارس، ومنها إقناع البلدية لمد خط حافلاتها إلى أقرب نقطة للمدرسة أو مناقشة المؤسسة المعنية بالنقل المدرسي، وضمن المسؤولية المجتمعية لها بتقديم خدماتها برسوم رمزية للغاية، بعد التشاور والتنسيق مع إدارات المدارس وأولياء الأمور.

جهد كبير وغايات سامية للتجربة التعليمية المتميزة، ينبغي ألا يؤثر عليها مثل هذا الأمر الذي يتطلب تعاون كل الجهات المشاركة لتجاوزه لتعزيز البيئة المدرسية بصورة مريحة وسلسة، متمنين أن نسمع قريباً بحله بصورة تسعد وترضي الجميع، خاصة ونحن نتابع الجهد الاستثنائي الكبير الذي تقوم به الجهات المعنية بالنقل المدرسي من مبادرات نوعية لضمان توصيل الطلاب من وإلى مدارسهم، وتتيح لأولياء الأمور من خلال توظيف التقنيات الحديثة متابعة أبنائهم من لحظة مغادرة المنزل بالحافلة المدرسية والعودة.

المصدر: الاتحاد