خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

مطلوب بريطانيون في كل مكان !

آراء

يبدو أن هذا هو الأسبوع البريطاني في المملكة ولكنه ليس أسبوعا ثقافيا أو تجاريا بل أسبوع لكشف ما يختبئ تحت سجادتنا الهائلة من مشاكل لا نرى حجمها الحقيقي إلا إذا تم النظر إليها من اليسار إلى اليمين، فبعد حادثة اعتداء أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مقيم بريطاني والتي انتهت بإيقاع عقوبات (لطيفة) على أعضاء الهيئة المتورطين في الحادثة تمثلت في نقلهم وتحويلهم إلى العمل الإداري، اهتمت وزارة الشؤون البلدية برسالة مواطنة بريطانية انتقدت تدهور أوضاع دورات المياه والمرافق الصحية في الاستراحات الموجودة على طريق الحرمين الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
 
وملخص القصة أن وزارة الشؤون البلدية والقروية ساءلت 3 من أمانات المدن في المنطقة الغربية عن ما ورد في رسالة زائرة بريطانية لاحظت تدهور الخدمات في المحطات الموجودة على الطريق الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وركزت في رسالتها تلك على أوضاع دورات المياه وأماكن الوضوء والاستحمام، وقد طلبت الوزارة من أمانات العاصمة المقدسة والمدينة المنورة وجدة موافاتها بتقرير كل 3 أشهر عن كل محطة تقع على طريق الحرمين، وبحسب صحيفة الوطن فإن الوزارة طلبت هذه التقارير لحين قيام أصحاب هذه المحطات بالتعاقد مع منشأة مؤهلة لإدارة وتشغيل وصيانة هذه المحطات.
 
والحق أن أوضاع هذه المحطات مخجل ومزعج ومزرٍ وغير صحي وخصوصا فيما يتعلق بدورات المياه ولا يمكن مقارنته أبدا بأوضاع المحطات في أوروبا التي قدمت منها هذه الزائرة البريطانية حيث تعتبر المحطات في تلك الديار من العوامل التي تزيد من متعة السفر لتوفر جميع الخدمات الحيوية وفي مقدمتها بالطبع دورات المياه النظيفة التي لا تتجاهل ذوي الاحتياجات الخاصة، وما ذكرته الزائرة البريطانية صحيح (مع العلم أنها لم تر إلا طريقا واحدا قد تكون الأوضاع فيه أفضل من غيره) وتجاوب الوزارة مع رسالة هذه الزائرة وتفاعلها الفوري مع ما ورد فيها من ملاحظات أمر محمود، ولكن الأمر الذي يثير اهتمامي كمواطن أولا وكصحفي ثانيا أنني خلال السنوات الماضية قرأت مقالات كثيرة لعدد من الزملاء الأفاضل أتذكر منهم صالح الشيحي وعبده خال وعبدالله المغلوث ومحمد الحساني وغيرهم وشاهدت برامج تلفزيونية تتحدث عن الأوضاع المزرية لمحطات السفر وخصوصا ما يتعلق بأحوال دورات المياه وأماكن الوضوء هذا بخلاف شكاوى المواطنين المنشورة في الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي ولكن كل هذه الصرخات لم تلق أذنا صاغية وتفاعلا سريعا مثلما حدث مع رسالة الزائرة البريطانية التي نتج عنها إلزام ثلاث من أمانات المدن تقديم تقارير دورية عن أوضاع هذه المحطات.
 
لذلك أناشد الأخوة البريطانيين بالإكثار من زيارة بلادنا وعدم التردد في إبداء ملاحظاتهم حول مختلف الخدمات ما داموا يملكون هذه القدرة العجيبة على تحريك إنزيمات التفاعل في بعض القطاعات الحكومية، فبرغم تأكيد معالي رئيس الهيئات أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تفرق بين عربي أو أعجمي بخصوص الشكاوى التي ترد إليها إلا أن ما حدث خلال (الأسبوع البريطاني) يثبت عكس ذلك فقد استجابت الهيئة لشكوى المقيم البريطاني بسرعة قياسية وتحركت وزارة الشؤون البلدية والقروية لمعالجة الخلل الذي لاحظته الزائرة البريطانية (فقط في الطريق الذي مرت به!!).

المصدر: عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/mobile/20140908