مقتل 47 من الأمن اليمنــــي بتفجيرين استهدفا مقرّين للشرطة في المكلا

أخبار

قتل 47 عنصراً على الأقل من قوات الأمن اليمنية، بالإضافة إلى إصابة 52، في تفجيرين داميين، أمس، في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، أحدهما انتحاري، على مقر للشرطة تبناه تنظيم «داعش»، هو الثاني خلال أيام، ويأتي في أعقاب طرد تنظيم «القاعدة» من المنطقة، والثاني أصيب خلاله مدير أمن حضرموت، العميد مبارك العوبثاني، بينما قتل ستة من مرافقيه، في تفجير عبوة ناسفة أمام مكتبه بُعيد الهجوم على مقر الشرطة.

وفي التفاصيل، قتل ما يقارب 41 شخصاً، وجرح 52 آخرون في تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر تنظيم «داعش» في اليمن، واستهدف تجمعاً لطالبي التجنيد في مقر شرطة النجدة بمدينة المكلا في حضرموت، في عملية انتحارية جديدة تشهدها المدينة التي تم تحريرها، أخيراً، من عناصر تنظيم «القاعدة»، من قبل القوات اليمنية بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي.

إلى ذلك، أصيب مدير أمن حضرموت، العميد مبارك العوبثاني، وقتل ستة من مرافقيه، في تفجير عبوة ناسفة أمام مقر عمله في المكلا، بُعيد الهجوم على مقر الشرطة، الذي غادره العوبثاني متجهاً إلى مقر عمله، ليتم استهدافه بعبوة ناسفة في الطريق إلى مكتبه، فيما أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا حالة الطوارئ، ومنع استخدام الدراجات النارية في المدينة وضواحيها، وتشديد الإجراءات الأمنية، ومنع التجوال من الساعة الرابعة عصراً حتى السادسة فجراً، ودعت السلطات المواطنين إلى حمل الهوية أثناء تنقلهم في شوارع المدينة والمدن الساحلية في حضرموت كلها.

وذكر مصدر أمني في المكلا لـ«الإمارات اليوم» أن انتحارياً من الجماعات الإرهابية التي تم دحرها في المكلا وحضرموت، اخترق تجمعاً لعدد من شباب المحافظة، ممن قدموا إلى مقر شرطة النجدة بمنطقة «فوة»، عند الأطراف الجنوبية الغربية للمكلا، لتسجيل أسمائهم في صفوف المتقدمين للتجنيد في شرطة النجدة، وهو يرتدي حزاماً ناسفاً، وفجر نفسه في وسط الجموع، الأمر الذي تسبب في سقوط هذه الحصيلة الكبيرة من القتلى والمصابين.

وأكد المصدر أن 41 شاباً قتلوا في العملية الإرهابية وأصيب أكثر من 52 آخرين، إصابة بعضهم خطيرة، ما يرشح ارتفاع حصيلة القتلى، مشيراً إلى أن مستشفيات المدينة تعاني نقصاً كبيراً في المعدات الطبية لمواجهة مثل تلك الأمور، وأن هناك نقصاً حاداً في الدم أعلنت عنه تلك المستشفيات التي نقل إليها الجرحى.

ويعد الهجوم الانتحاري الثاني، خلال أسبوع، الذي يستهدف قوات الأمن والجيش في المكلا، من قبل تنظيم «داعش»، فيما يعد الثالث على مستوى حضرموت خلال 10 أيام، حيث تم استهداف قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء الركن عبدالرحمن الحليلي، في منطقة القطن، الأمر الذي يعده محللون عسكريون طبيعياً ومتوقعاً من قبل العناصر الإرهابية، انتقاماً لهزيمتها النكراء التي تلقتها على يد قوات الجيش اليمني والتحالف العربي في محافظات يمنية عدة، وعلى رأسها حضرموت.

وقال التنظيم في بيان له إن أحد انتحارييه، الذي سماه «أبوالبراء المهاجر» ونشر صورته المرفقة، فجر حزامه الناسف وسط تجمع عناصر الأمن داخل مبنى النجدة في منطقة فوه بمدينة المكلا، وخلّف عشرات القتلى والجرحى.

وكان تنظيم «أنصار الشريعة»، فرع «القاعدة» في اليمن، توعد في بيان له أخيراً عناصر الجيش الوطني وقوات التحالف، على خلفية تحرير مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، من قبضة «القاعدة»، في 24 أبريل الماضي.

في السياق نفسه، ذكر مصدر أمني في منطقة الشحر، لـ«الإمارات اليوم»، أن الأجهزة الأمنية وقوات النخبة الحضرمية، بالتعاون مع قوات التحالف العربي، المشاركة في تحرير المحافظة وحفظ أمنها من «القاعدة»، تمكنت من إحباط عمليتين انتحاريتين بسيارتين مفخختين كانتا تستهدفان مقار أمنية وعسكرية في المكلا، وذلك بالتزامن مع التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الشرطة في المدينة.

وذكر المصدر أن نقطة تفتيش بمنطقة حالة، غربي مدينة المكلا، ضبطت سيارتين مفخختين محملتين بالمتفجرات، وجاهزتين للتفجير، كما ألقت القبض على خمسة أشخاص كانوا على متنها، في عملية أمنية نوعية وإنجاز أمني جديد لقوات الجيش والتحالف في حضرموت، مشيراً إلى أن التحقيقات لاتزال جارية مع المعتقلين لمعرفة المناطق التي كانوا ينوون استهدافها، فضلاً عن مواقع وأماكن تجمعهم في الساحل والصحراء الحضرمية.

يأتي ذلك في وقت دعت قيادة الجيش والمقاومة في تعز عناصرها للاستعداد والجاهزية للمرحلة المقبلة، والتصدي لهجمات ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، والتحلي بالصبر والشجاعة في مواجهات تلك الميليشيا التي تواصل قتل المدنيين من أبناء المدينة، ضاربة بقرارات التهدئة ووقف إطلاق النار والقرارات الدولية عرض الحائط.

وكان محافظ تعز، علي المعمري، أكد أن جميع أفراد المقاومة سينخرطون في الألوية العسكرية التابعة للشرعية في تعز، المتمثلة في ألوية 35 مدرع و22 ميكا و17 مشاة، والانتشار في جميع الجبهات والمحاور القتالية، إلى جانب قوات الجيش، الأمر الذي يدل على أن طبول مرحلة الحسم العسكري في اليمن بدأت تقرع.

في المقابل، واصلت الميليشيا استعداداتها القتالية هي الأخرى، في جبهات تعز المختلفة، خصوصاً في ضواحي المحافظة من الجهة الجنوبية والغربية، التي تسعى تلك الميليشيا من خلالها إلى فتح جبهات جديدة باتجاه الجنوب، وكذلك الوصول إلى باب المندب، الهدف الاستراتيجي الأول للجماعة وحليفتهم إيران.

وفي محافظة لحج المجاورة، تجددت المعارك العنيفة مع الميليشيا في المناطق الممتدة بين الشريجة وكرش، شمال المحافظة، التي تحاول الميليشيا التوغل باتجاه مناطق جديدة باتجاه معسكر لبوزة وعقان، المتاخمتين لقاعدة العند الجوية ذات الأهمية الاستراتيجية للجيش في الجنوب.

وذكر مصدر عسكري في لحج أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من صد هجوم واسع على مناطق الحويمي وجمرك كرش السابق، ومنطقة السائلة في كرش، وأحبطت عملية عسكرية للميليشيا كانت تهدف للتمركز في أحد التباب المطلة على منطقة كرش بالكامل.

وفي محافظة الضالع، لقي عدد من عناصر الميليشيا مصرعهم في هجوم شنته المقاومة على دورية للميلشيا بمنطقة يعيس في مريس شمال المحافظة، الأمر الذي دفع الميليشيا المتمركزة في العرفاف، جنوب دمت، لقصف مواقع المقاومة والجيش في جبهة مريس.

وذكر مصدر في المقاومة أن اثنين من قيادة الحوثي قتلا في العملية، وأصيب آخرون، فيما تم تدمير العربة العسكرية التي كانوا يستقلونها في عملية التسلل نحو يعيس بالكامل، مشيراً إلى أن المنطقة باتت مسرحاً كبيراً للعمليات العسكرية بين الجانبين، وتشهد خروقات متواصلة من قبل الميليشيا منذ انطلاق الهدنة في 10 أبريل الماضي.

وفي صعدة، المعقل الرئيس للمليشيات، عاودت مقاتلات التحالف شن غاراتها المكثفة على مواقع الانقلابيين، الذين خرقوا الاتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن التهدئة على الحدود، وقاموا بمهاجمة الأراضي السعودية بمقذوفات من صعدة.

المصدر: الإمارات اليوم