نووي الامارات وجزيرة القناة

آراء

خاص لـ هات بوست :

فبراير ١٩٩٠ كانت أول زيارة لي للإمارات العربية المتحدة.

لم اتفاجأ بمستوى المباني والشوارع . فهذا شعوري اينما حللت ببلد عربي يزيد وينقص مستوى التنمية بمستويات متقاربة.

المباني لم تكن تلك الملفتة للانظار سوى مبنى واحد وبعض البنايات العادية. الشارقة كانت ايضا لا تختلف عن دبي فشوارعها ومقاهيها تشعرك بالبيوت التي رسمها مسلسل درب الزلق .

ثلاثون عاما لاحقة لهذا التاريخ لتعلن الامارات قيادة وشعبا غزو الفضاء واستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية وقبلها خططت الامارات لتكون وجهة سياحية واقتصادية خليجية وعربية وعالمية.

ثلاثون عاما في عمررالدول هي عمر قصير جدا لأن تنقل دولة في اطراف الخليج الى دولة عصرية ذات ملامح عالمية تنافس اكبر دول العالم،

إن الوجه الجديد للامارات لم يكن محض صدفة أو اعتباطا بل كان نتاج اخلاص في العمل والجد والمثابرة وقطع دابر يد الفساد والأدلجة منذ تواريخ مبكرة.

كعربي شعرت بكثير من الغبطة والأمل والفخر واعادة روح الاصرار للنهوض بأمتنا العربية بدلا من مناظر الدم والخراب وتناقل وسائل الاعلام العالمية مصائبنا المتلاحقة وعجزنا وهواننا على شعوب الأرض.

يأتي انجاز الامارات الهاديء وفي صمت مطبق وبدون بهرجة اعلامية ليقول أن العمل في صمت هو السلاح الناجع. وهو الصفعة المدوية لأولئك الشاتمون لابناء الخليج والذين يصمونهم بأنهم أعراب ولا يستحقون حتى الحياة.

هناك دول تزرع الفرح والتقدم وتضرب اروع الأمثلة على الاصرار ومواكبة التحضر والسعي لبلوغ المرام والاصطفاف مع الدول المتقدمة بالعلم واستغلال ثرواتها في بناء الانسان ونشر ثقافة الحب والسلام.

وفي الجهة الاخرى دول لم تستطع الا أن توظف كل ماهو ضار بأمنها وأمن جيرانها ونشر الخراب والدمار والفوضى واراقة الدماء وكأنها اتخذت من عرش ابليس مكانة لها. فأصبحت الحاضنة الأولى وبإمتياز لعش الدبابير من مرتزقة وخونة الأوطان من كافة ارجاء العالم.

فالتحريض والتآمر والخيانة وغدر القريب قبل الغريب هي نهج استنفذت فيه كل طاقات الشر والحقد والحسد إما لشعور بالنقص أو انها لم تعد تمتلك قرارها.

الأمارات ضربت مثالا نموذجيا على مستوى دول العالم في الاستثمار الحقيقي لمعنى الثروة فجعلت اماراتها السبع خلال ثلاثين عاما بدءا من التسعينات الى اليوم نموذجا يشار له بالبنان في خلق بنية تحتية تضاهي دولا

استغرقت اضعاف الزمن الذي استغرقته الامارات العربية المتحدة.

هناك على الطرف الأخر من ضفة الخليج دويلة تأكل نفسها وتتلاشى ليس ماديا بل واخلاقيا ضاربة بعرض الحائط أواصر الدم و الجيرة والعروبة والاخاء.

لم تكتفِ ببث الفرقة والخيانة بل زادتها ببوقها المتصهين في النفخ في نار الفتنة حتى اصبح العالم العربي أكثر تشرذما تحقيقا لأجندات مشبوهة.

لم ترد تلك الجزيرة المعزولة وقناتها الاعتراف بأنها اصبحت منبوذة وأن جيرانها قد تخطوها بسنين ضوئية واضعين نصب اعينهم مصالحهم الوطنية فوق كل اعتبار وأنهم لن يلتفتوا الى مظلوميتهم الشريرة بوجوه الحملان وقلوب الذئاب وعقل وحقد الجمال.

بالأمس اطلقت الامارات مسبار الأمل لتكون أول دولة عربية تستثمر في ابحاث الفضاء ثم لحقها بإنجاز لا يقل أهمية لدخول النادي النووي السلمي لانتاج ربع طاقة البلاد من الكهرباء والطاقة النظيفة.

كل هذا وقناة الفجور في الخصومة تنتقص من عمل عملاق شهدت له منظمة الطاقة الذرية بانتهاجه لأعلى معايير السلامة.

كل هذا وتلك القناة المشبوهة تحاول أن تقول في الوقت الضائع نحن هنا ولكن بوجه اقبح من ذي قبل.

لم تفق تلك الجزيرة وقناتها الموبوءة من صدمة الأنجاز فانحازت كعادتها بكيل الأكاذيب وادعاء خطورة المفاعلات النووية والاجدر استخدام الطاقة الشمسية كبديل طاقة نظيف وكأن الأمارات كانت لتنتظر لتأخذ الإذن أو المشورة ممن فجر في الخصومة وتآمر على جيرانه ودبر وكاد وعاث في الأرض فسادا، فالطريق الى صناعة المجد لا يجعل العمالقة الالتفات الى إعلام مأجور قزم، و الأشجار المثمرة دائما تحذف بحصاة الحسد لكنها تظل شامخة باسقة في علو الى السماء وطموحاتها كبيرة بحجم الأفق الواسع.

سأقول كما قال الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح لتلك الجزيرة وقناتها لقد فاتكم القطار وتبقى الإمارات شامخة تزرع الفرح وتبني مستقبل الأجيال.