12 طريقة لمكافحة التطرف

آراء

أول مخاطر التطرف الانقسام والتفتت سواء على المستوى الديني والفكري، أو الوطني والاجتماعي..

فالتطرف بطبيعته يعني الابتعاد عن الوسطية حيث يعيش عامة الناس وتوجد معظم الأفكار وحيث يحاول علماء الدين التوفيق بين معظم الآراء والتيارات.. ومخاطره على الدين تكمن في ظهور خوارج وتكفيريين يرون أنفسهم (على قلة عددهم) محوراً لما ينبغي أن يكون عليه الإسلام (رغم سعته وتنوع مدارسه) ويفعله عامة المسلمين (رغم توزعهم بين ثقافات عالمية مختلفة).. ولأن التطرف يعني غالباً الاستقلالية والابتداع والخروج عن الجماعة يتسبب في تقسيم الدين إلى فرق ومذاهب متناحرة جميعها في النار باستثناء فرقة واحدة متمسكة بمنهج السنة والجماعة (كما جاء في الحديث الصحيح)…

والحقيقة هي أن التطرف والرأي الوحيد أخطر على الدين من الانفتاح والتعددية والخلافات الفرعية.. فالأول يجنح (دون نقاش أو استئذان) الى الإقصاء والتكفير، في حين لا يتحرج الثاني من التحاور والتداول ومحاولة التوصل لأرضية مشتركة تحفظ الدين من التفكك لفرق متناحرة..

ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر التطرف على الوطن والمجتمع.. فالمتطرف لا يرضى بغير الاتفاق معه، وتسيير المجتمع وفق نظرته، وتقسيمه بحسب اقترابه أو ابتعاده عنه.. وحين يجد المتطرف نفسه معزولاً عن سياق المجتمع يصبح ميالاً إلى العنف للفت الأنظار لوجوده ويزداد احتمال لجوئه للعنف بارتفاع نسبة عزلته عن المجتمع…

وحماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد تتطلب الاعتراف بأسباب نشوئه وطبيعة الثقافة المولدة له هذا أولاً وثانياً تجفيف منابعه في المجتمع (وخصصت لهذا الجانب مقالاً سابقاً بعنوان: لو لم يكن متشدداً لما أصبح متطرفاً)..

ومن الحلول التي أراها ضرورية لحماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد مايلي:

1 تفعيل قوانين تجرم التكفير، والتحريض، وتجييش العواطف، والدعوة للكراهية..

2 عدم التمسك بتيار فقهي واحد وتشجيع العودة للمدارس الفقية السائدة سابقاً في كل منطقة..

3 استمرارية العمل بالأمر الملكي الكريم القاضي بقصر مهمة الإفتاء على هيئة كبار العلماء..

4 تأكيد العلماء على أن الدين واسع، وحسن الظن مقدم، وأن من كفّر مؤمناً فقد كفر..

5 عدم المغالاة في قاعدة “سد الذرائع” وتبني قاعدة “فتح الذرائع” والأخذ بفقه الواقع..

6 إقرار ثقافة الحوار المؤدب كمنهج مدرسي وتقبل فكرة وجود آراء مغايرة في المجتمع..

7 عدم الخلط بين المحرمات الاجتماعية والمحرمات الدينية وإضفاء قدسية دينية على الأولى..

8 عدم الخوض في الخلافات الفرعية أو الظنون الاستباقية أو تحويلها لقضية اجتماعية كبرى..

9 إغلاق المواقع والمحطات والفضائيات ذات الطبيعة القبلية والمذهبية والمحرضة على الفتنة..

10 تحكيم العقل والمنطق والمصلحة العامة فيما لم يرد فيه نص شرعي صحيح ومباشر..

11 تربية أطفالنا على التسامح وأدب الخلاف وتنبيههم لخطورة “تأجير” عقولهم للغير..

12 وأخيراً فضح الأفكار المتطرفة على الملأ، والضرب بيد من حديد على مايخرج منها لحيز التطبيق..

والله خير الحافظين..

المصدر: صحيفة الرياض