جيلان جبر
جيلان جبر
صحفية وكاتبة سياسية مصرية

الجماعة فى زنزانة!

آراء

نهضت مصر فوق مشروع النهضة.. واعتصمت أجهزة الدولة وتوحدت ضد من حاول أن يفتك بها ويسخرها لمصلحة عشيرته وجماعته فقط.. فانتفض المواطنون فى المحافظات والميادين.. وظهرت ردود الفعل لحالة الانتماء والولاء وسقطت ورقة التوت من على عدد من الشخصيات والأحزاب والحركات التى شاركت يوم 25 يناير 2011 فنجد على سبيل المثال «أبوالفتوح» يعتبر الخروج على الحاكم خيانة وطنية!! ووائل غنيم، الذى ظنه البعض بطلاً سابقاً، متعاون حالياً باستيحاء بين الإخوان والأمريكان، مواقف وتصريحات لهؤلاء وغيرهم من أسماء وأحزاب لمعت وازدهرت وأصبح لها قيمة وكيان ثورى على الشاشة فى البرامج السياسية ونحن الآن فى حالة الانكشاف للنوايا والتصحيح واجب وأمانة علينا فمن يسقط من نظرنا لا يجب علينا أن ننحنى لالتقاطه مرة أخرى مهما كانت الأعذار،

فهناك كتلة إسلامية حاكمة وأمامها معارضة عاجزة متنازعة داخلياً فيما بينها.. فى حين يتعرض أمن مصر القومى للانتهاك.. ولم نجد إنجازاً واحداً أمنياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، وهناك فشل فى النظام من كل اتجاه.. وهذا هو الفراغ السياسى الذى سمح لحركة «شباب تمرد» بالصعود فلم تجد أمامها كفاءة سياسية فى حزب أو زعامة مخلصة فى قامة وطنية أو إبداعاً سياسياً فى حركة أو تجمع يسمح برفع الغمة عن الشعب المصرى فاخترع الشباب ورقة «تمرد» التى وحدت الشعب من جديد ضد فصيل ما يسمى الإخوان وشركائهم فى الأفعال والأقوال..

نعم هناك حالة تملق وتزلف أشاهدها من العديد من الشخصيات فى اتجاه هؤلاء الشباب، ولكن فى النهاية الالتحام الوطنى هو الخيار الوحيد لاستعادة هوية مصر واسترداد المصير والقرار وكرامة الأزهر وحق الكنيسة واستقلال القضاء وشعبية الجيش والاحترام للمخابرات وعودة الشرطة لصورتها الوطنية التى ظلمت كثيراً بسبب حاكم أو وزير فأسرهم وذووهم يقفون معنا وبيننا فى الميدان.

وأصبح أفراد الجماعة محاصرين وحدهم فى زنزانة بين ثورة فى الميادين ولعنة غضب لخطيئة عام فى الحكم تسطر لهم فى التاريخ، جردتهم من الأقنعة، تظهر عقولاً متحجرة وقلوباً حاقدة، تحاصرهم وتحاسبهم عليه الأجيال القادمة.

المصدر: المصري اليوم