مرزوق بن تنباك
مرزوق بن تنباك
كاتب وناقد سعودي

النائب المحافظ

آراء

كم نسبة المسلمين في بريطانيا؟ وكم نسبة المسلمين في دائرة السيد ديفيد بيشب الذي سيخوض فيها الانتخابات المحلية عن حزب المحافظين الحاكم؟ الجواب: نسبة المسلمين في بريطانيا حسب آخر إحصاء مسجل هي 2،7 بالمئة من السكان، ولا أظنهم يكونون واحدا في المئة من سكان دائرته الانتخابية (اسيكس) جنوب إنجلترا، إذ المسلمون في الجنوب البريطاني قليلون جدا، ووجودهم الأكثر وارتكازهم في مدن شمال إنجلترا، خاصة برمنجهام، وشفلد ومدن الوسط والغرب. وأغلبهم من المهاجرين الذين جاؤوا إليها هربا من الفقر في بلادهم وطلبا للرزق عندما ضاقت بهم أرضهم وشحت عليهم مواردها، أو هربا من الحروب والفتن التي لا يخلو منها أكثر بلاد المسلمين مع الأسف الشديد، وطلبا للأمن الذي لا يجدونه إلا فيها.

ما علاقة هذا المقال بالسيد ديفيد ودائرته الانتخابية وبالمسلمين في بريطانيا؟ إليكم الخبر:
(قدم أحد أعضاء حزب المحافظين الحاكم استقالته من الحزب، إثر نشره عددا من التغريدات وصفت بأنها معادية للإسلام على تويتر، وأعرب النائب ديفيد بيشوب الذي كان مرشحا للحزب لخوض انتخابات المجالس المحلية في إسيكس جنوب إنجلترا عن أسفه البالغ لتعليقاته التي وصفها بأنها خذلت الحزب والناخبين، مشددا على أنه لن يخوض الانتخابات المقررة في 22 من مايو الجاري).

هذا الرجل لم ينل في تغريداته من طائفة من طوائف مذهبه، ولم يشتم أحدا على دينه، ولم يبدع ولم يكفر أحدا من أهل ملته، ولكنه أظهر رأيه في بعض ما يراه من ممارسة المسلمين لدين لم يعتنقه ولا يؤمن به ولا يعرف مبادئه وأصوله، فغرد متسرعا بما يرى ثم أدرك أنه قد أساء لعدد من مواطنيه وسكان دولته، ولم يحترم حقوق المواطنة وواجباتها، ولم يحافظ على شعور الآخرين، فدفعه ندمه وشعوره بواجبه الوطني والأخلاقي نحو هذا العدد القليل من السكان أن يعتذر على الملأ لمن أساء إليهم، وليس هذا فحسب، بل يعاقب نفسه على الخطأ ويعلن أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى في أي دائرة انتخابية.

ذكرت ما فعل الرجل عندما سمعت بعض أئمة مساجدنا الأفاضل عندما يعتلون منابر الدعوة ويتوجهون إلى أمتهم وأبناء دينهم وأهل قبلتهم فيصنفون ويجرمون ويحرضون على من قد يكون في الصف الأول يستمع إليهم، ويكفرون طائفة ويبدعون أخرى ويقسمون عامة المسلمين وجماعاتهم إلى فرق وأحزاب وأهل يمين وأهل يسار، يرسلون الشتائم ويكيلون التهم تلميحا مرة وتصريحا أخرى، وهم يقرؤون: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، و»كنتم خير أمة أخرجت للناس».. وغيرها كثير في كتاب ربنا وفي سنة نبينا التي تجمع ولا تفرق، وتحث على حسن الظن بالناس كافة فضلا عن أهل الملة الواحدة الذين تجمعهم دائرة الإسلام الواسعة، ويستظلون بسماحة شريعته وطاعة نبيه.

وتعاليم الإسلام تدعو إلى الرفق والرحمة وجمع الكلمة وتحترم الإنسان أيا كان، هذا منهج الإسلام وتعاليمه وعمل النبي وقوله، وليس من أخلاق المسلم الشتم والتسرع في الأحكام على من خالف في رأي أو عمل، وإن المسلم ليتألم كثيرا عندما يسمع وهو يؤدي ركنا من أركان الإسلام الابتهالات والدعاء على المسلمين، من قوم يرجى منهم غير ذلك.

المصدر: مكة أون لاين