عبدالرحيم الزرعوني
عبدالرحيم الزرعوني
كاتب إماراتي

من أنت؟

الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠١٤

بين فترة وأخرى وسط معترك الحياة وفي خضم أحداثها المتسارعة أجد نفسي محتاجاً للتوقف برهة .. أرجع خطوة إلى الوراء، وآخذ نفساً عميقاً أستجمع شتات نفسي، لأراجع ما مضى وما أنا مقبل عليه. أراجعها وفق مقاييسي التي أؤمن بها، ومنطلقاتي التي جعلتني أمضي في هذه الطريق أو تلك. ومن أبسط تلك المقاييس والمنطلقات وأكثرها تشاركاً مع الآخرين كوني إنساناً .. إنساناً فحسب، دون ديباجة ولا هالات خادعة. ولكي نسترجع هذا المقياس من منابعه، علينا الاستماع لما قاله الفلاسفة الأوائل، حيث عرفوا الإنسان بأنه ذاتٌ عاقلة تمتلك الإرادة والوعي والحرية، وتعيش بموجب الحق والقانون، وتلتزم بالقيم الأخلاقية، وتسعى باستمرار إلى السعادة وتحقيق الأفضل. وهو بشكل فريد بارع في استخدام نظم التواصل للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والتنظيم. ويتميز بحسه الجمالي وتقديره وتذوقه للجمال وهو ما يبعث في الإنسان الحاجة للتعبير عن الذات والإبداع. كما أن أصل كلمة إنسان في كلام العرب يرجع إلى معنى الظهور عكس الجن. فهو ظاهر في مبادئه وقيمه وأخلاقه ودينه الذي يؤمن به، فلا يستخفي ولا يتوارى كما يتوارى الجن. فمجرد أن نتذكر إنسانيتنا نستحضر كل معاني النبل والتسامح والتواصل في سبيل تحقيق الأفضل للمجتمع الإنساني وصولاً إلى السعادة التي ينشدها الأسوياء من البشر، والتي أضحت مقياساً عالمياً تقاس به رفاهية الشعوب ومستوى جودة الخدمات المقدمة للإنسان.…

نحن بين الاهتمام والتأثير

الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤

كما أن لبعض الأشخاص حضوراً لا يمكنك إغفاله، كذلك بعض الكلمات تعلق في الذاكرة وتحفر فيها مكاناً تعجز الأيام عن محوه. أغلبنا حضر أو استمع للعديد من المدربين في مجال التنمية البشرية، ولكنه يخرج غالباً ولم يعلق فيه سوى بقايا طعام البوفيه الذي يقدم بين الجلسات. ولست هنا للحديث عن موضوع الدورات التدريبية ومدى جدواها، فلعل الزمان يسعفنا للتطرق إليها لاحقاً، إلا أنني هنا للإشارة إلى قوة الكلمة وخطورتها إذا ما التصقت بالوجدان، وتشكلت في قالب عملي ملموس تسد ثغرة في جدار تجاربنا الحياتية، أو تحل لغزاً طالما حيرنا. وبالتأكيد، ليست كل الكلمات تقدر على ذلك. من تلكم الكلمات، كلمة سمعتها منذ زمن للرائع الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، رحمة الله عليه، قال إن كلاً منا يحيط به دائرة ضيقة تسمى دائرة التأثير، ودائرة أوسع تسمى دائرة الاهتمام! فالناجحون يصرفون جهودهم في دائرة تأثيرهم حتى تتسع، والفاشلون هم من يفنون أعمارهم في النظر في دائرة اهتماماتهم فتتسع على حساب دائرة التأثير. ما معنى هذه الكلمة؟ إنها أيها السادة الكلمة السحرية التي تفك لغز نجاح الناجحين، وكذلك أسباب تقهقر الفشلة والمحبطين. وأنا أعتبرها أداة فعالة في يد أي مرب أو أخصائي نفسي أو مدرب في التنمية البشرية، بل كل إنسان يود أن يتغير للأفضل، أو يريد أن يخرج من حالة الاكتئاب والإحباط…