أحمد التيهاني
أحمد التيهاني
كاتب سعودي

“شياطين إبراهيم طالع”

الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠١٤

الرمز الشعري، مختلف عن "الرمزية" بوصفها مذهبا أدبيا، إذ يعرف في اللغة بأنه: "الإشارة بالشفتين، أو العينين، أو الحاجبين، أو اليد، أو الفم، أو اللسان"، وصفته العامة هي الخفاء، مما يعني أن فهمه يحتاج إلى شيء من التأمل والذكاء. أما في الشعر والأدب، فهو كما يعرفه جبور عبدالنور: "الإشارة بكلمة تدل على محسوس، أو غير محسوس، إلى معنى غير محدّد بدقة، ومختلف حسب خيال الأديب، وقد يتفاوت القرّاء في فهمه وإدراك مداه، بمقدار ثقافتهم ورهافة حسهم، فيتبين بعضهم جانباً منه، وآخرون جانبا ثانيا، أو قد يبرز للعيان فيهتدي إليه المثقف بيسر". ومن الشّواهد الشعرية التي أدت الصورة فيها وظيفة الرمز، وجمعت في مصادر صورتها، بين: القرآن الكريم، والأسطورة، قصيدة عنوانها: "وقفة مع شيطان الشعر"، للشاعر إبراهيم طالع الألمعي، يصور فيها فئة ما، تدعي الأخلاق، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتكتب الشعر الحديث، لكنه لا يحدد هذه الفئة، وإنما يجعل أفرادها شياطين، ويبدو أن "شياطين إبراهيم طالع"، لم يكونوا من المصفدين في شهر رمضان، بل ازدادوا "شيطنة" وغواية، متوهمين أن الناس يجهلون صفة الأفعال الشيطانية. يقول الألمعي: شياطيننا لم يعد طلْعُها غريباً علينا رؤوسُ الشياطينِ أضحت لنا موردا تعارض عنا وتحمي حقوق البشرْ وتغـزل فينا من الشعر بيتاً حديثَ العروض… طليقاً من القافيهْ فإبراهيم طالع يستمد الصورة من قوله تعالى عن شجرة…