باقر النجار
باقر النجار
باحث بحريني

حتى يخرج العرب من مآزقهم

الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠١٣

تجسد الحالة المصرية بصراعات جماعاتها المختلفة على السلطة، حالة عربية عامة لم يُمأسس فيها الصراع على السلطة ضمن أطر دستورية، منذ أن بدأت تتشكل فيها هياكل الدولة في أطرها الحديثة. وهي حالة تجسد انسدادات الأفق المتعلق بالتغيير الذي لا يمكن حصره في فريق دون آخر. وككل الصراعات العربية على السلطة، فإنها ونتيجة لافتقادها للأطر المؤسساتية، بل لافتقاد نخبها السياسية لثقافة سياسية ضابطة لأشكال الصراع السياسي، فإنه نتيجة لذلك يتجه ليكون صراعا على الحكم والسلطة أكثر منه صراعا على تطوير آليات الحكم والسلطة. وأعتقد أن الطريق نحو الديمقراطية أو لنقل بناء نظام جديد وحديث للحكم، لن يكون سهلا وممكنا في مداه الزمني القصير. فالطريق إليه وكما يبدو قد سبقته صراعات ليس فحسب بين النخب السياسية القائمة، أو بين أولئك الماسكين بالحكم والخارجين عليهم، بل إنه بدا صراعا اجتماعيا عميقا أخذ تجلياته في الصراعات المستعرة الآن بين الطوائف والمذاهب والإثنيات. وهي صراعات قد لا تتوقف عند تدمير المجتمع فحسب، بل إن تداعياتها على الدولة أكبر من ذلك بكثير. وهي كذلك لا تأتي على الدول المستعرة فيها هذه الصراعات بل إن تداعياتها وامتداداتها، وبفعل التواصل التكنولوجي الذي بات مكتسحا ومؤثرا، باتت مخترقة لبعض إن لم يكن جل مستويات الإقليم العربي وزواياه الاجتماعية، وإن أصابت في ذلك المشرق العربي بفعل طبيعته الفسيفسائية المتشكلة فيه…