حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

الاكتشافات النفطية

الإثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠

لن تكون الاكتشافات الجديدة التي أعلن عنها في أبوظبي أمس، الأخيرة في سجل الإنجازات الضخمة والقفزات الكبرى التي حققها ويحققها قطاعنا النفطي، والتي عززت أمن الطاقة، ورسخت مكانتنا مورداً عالمياً أساسياً وموثوقاً لأجود أنواع النفط الخام. نقول ذلك، ونحن نتابع بإعجاب شديد التوسع الكبير لنشاطات واستثمارات شركة بترول أبوظبي العملاقة «أدنوك»، والنقلة النوعية في مختلف أعمالها، والتي حققت قيمة مستدامة من مواردنا، بفضل متابعة قيادتنا الرشيدة، وتوجيهاتها المستمرة لضمان مستقبل أمثل للإمارات والإماراتيين.  استندت هذه النقلة النوعية، إلى ركائز صلبة، معتمدة في المقام الأول على الارتقاء بالأداء، وزيادة المرونة، وتعزيز الربحية في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، ورفع الكفاءة التشغيلية لأصولها ومنشآتها، وزيادة طاقتها الإنتاجية، والمحافظة على ميزاتها التنافسية، ما زاد من الاكتشافات النفطية، وعزز العائد الاقتصادي والنشاط التجاري، ورسخ جاذبية أبوظبي مركزاً عالمياً متكاملاً للطاقة. وكمراقبين، نتوقع لـ«أدنوك» نجاحات استثنائية في ظل «الاستراتيجية المتكاملة 2030 للنمو الذكي» التي تنتهجها على نحو يعزز مكانتها محركاً رئيساً لاقتصاد وطني يحقق تنمية مستدامة، ويزيد قناعتنا بدورها المركزي والمحوري الذي تقوم به، بما تملكه من إمكانات وخبرات استطاعت من خلالها ترسيخ مكانة العاصمة، ومنحها جدارة مستحقة. بالاكتشافات الجديدة، نمنح قطاعنا النفطي موارد جديدة، ونشير بجلاء إلى قدرتنا على تطويره، ومن ثم استثمار عوائده، فضلاً عن استدامة موقعنا القيادي في أسواق الطاقة كأحد أبرز القوى…

المدرسة الرقمية: رؤيتنا رسالتنا

الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠

لم تكن «المدرسة الرقمية» التي أُعلن عنها مؤخراً، إلا رسالة جديدة من الإمارات بأن «كورونا» لن يعوق مشروعها الحضاري أو رسالتها التي تحملها للعالم، وأن مقتضيات الإغلاق التي فرضها في بعض دول العالم لن تثنيها عن القيام بواجباتها تجاه الإنسان أياً كان وأينما كان. وكما كان قدرنا أن نربط العالم ونكون محطته الرئيسة، فإن قدرنا أيضاً أن نكون شغوفين بصنع مستقبل أفضل له، يتخلل فيه النورُ آفاقَ الإنسان، ويسير به نحو دروب المعرفة، بمبادرات تتجاوز عوائق الزمان والمكان والجائحة. المبادرة هذه المرة جاءت عبر «نافذة التعليم» بإنشاء أول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومعتمدة، في إطار سلسلة من المشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية والتعليمية والإنسانية التي دأبت بلادنا على إطلاقها منذ نشأتها، ولم تتوقف حتى في ظل الجائحة التي تضرب العالم. ولأن النهج الإنساني قيمة لا تستغني بلادنا عنها، فإن المدرسة تستهدف بالمقام الأول الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً واللاجئين في المجتمعات العربية والعالمية، وبطريقة ذكية ومرنة. الإمارات، وعبر المبادرة الجديدة، تصنع من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا فرصة جديدة، تشرع من خلالها نوافذ المعرفة للعالم، وتضع التعليم في متناول الجميع. ربما لا يعلم كثيرون أن قطاع الطيران إبان مختلف الأزمات التي ألمت بالمنطقة لم يتوقف لحظة، وكان همزة الوصل الوحيدة بين المنطقة والعالم، ليعود اليوم بالقدر ذاته من الشجاعة والاستراتيجية،…

عمان منّا ونحن منهم

الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠

نتشارك مع سلطنة عُمان حدود الجغرافيا، وتجمعنا روابط الدم والنسب والقربى والعادات والتقاليد، وعلاقات اجتماعية وثقافية ضاربة في عمق التاريخ، لذلك، فإن «عُمان منا ونحن منهم». وكما نحتفي مع الأشقاء في السلطنة بيومهم الوطني، تحت هذا الشعار.. نحتفي أيضاً بعلاقات تُواصل تطورها في ظل إرادة سياسية مشتركة وإطار من المبادئ والأهداف والقيم، التي يجمعها نسيج واحد، وتحمل طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق يسوده الخير والنهضة والتنمية، في ظل تاريخ واحد، وترابط اجتماعي أصيل، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة، لم تعكر صفوها التقلبات الإقليمية والدولية، ولم تخضع يوماً إلا لمعايير الأخوة الصادقة. كإماراتيين، ننظر إلى السلطنة بتقدير كبير، ونستذكر بكثير من الإجلال الراحل الكبير السلطان قابوس، الذي أسس دولة عصرية لها حضورها اللافت في ميادين التقدم والبناء والنهضة والرقي والنبل الإنساني. ونثق في أن السلطنة تنطلق من هذه الإنجازات لتمضي بخطى واثقة نحو تحقيق المزيد بقيادة طموحة وإرادة صلبة في ظل جلالة السلطان هيثم بن طارق، الذي يعمل لإضافة عناوين جديدة لرصيد السلطنة الحضاري وفق المبادئ العُمانية الأصيلة والثوابت الراسخة التي تتخذ من الحكمة مبدأً ومن الاعتدال قيمةً، ومن العمل لاستقرار المنطقة وشعوبها منهجاً، مع رغبة صادقة في إعلاء شأن الإنسانية وسلامها، وتكريس ثقافة نبذ النزاعات والصراعات. نحتفي مع سلطنة عُمان بيومها الوطني، ونرسل رسالة للجميع بأن علاقاتنا نموذج استثنائي، وروابطنا القوية متأصلة…

رجل الأناضول المريض

الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٠

كثيرة هي المآزق السياسية والاقتصادية التي يواجهها «الخليفة العثماني الجديد»، بعد أن أصبحت عباءة الدين التي يرتديها «شفافة للغاية»، فيما «اتسع الخرق على الراتق». آخر استطلاعات الرأي تفيد بتدني شعبية أردوغان وحزبه بشكل لافت، في ظل توتر سياسي تعيشه بلاده، وأزمة اقتصادية تضغط على مواطنيه وتلقي بثقلها على كواهلهم، مخلّفة تداعيات اجتماعية وصحية ومعيشية، زادت من نسب البطالة ومعدلات الفقر، وارتفعت بالأسعار، وتراجعت بقيمة الليرة، فيما تضاءل هامش الحرية إلى حد بات معه آلاف الأتراك غير آمنين على أنفسهم وأسرهم. وبدلاً من أن يتفرغ لإيجاد حلول لكل هذه الأزمات المزمنة، يواصل «الخليفة المزعوم» غطرسته، محاولاً صرف النظر عن تدهور نظامه وخسائره المتتالية داخلياً وخارجياً، ثم يعمد إلى تحميل دول خليجية مسؤولية فشله الذريع في معالجة كل هذه الملفات، بل ويزعم أن هذه الدول «لم تكن في الماضي، ولن تكون موجودة في المستقبل». ندرك أن الكذب هو الحرفة الوحيدة التي يجيدها أردوغان ومن على شاكلته، بينما التشويه لديهم فنّ له مبادئه وقواعده وصعاليكه ولجانه الإلكترونية المحترفة في اختلاق الأزمات وإيقاع الجماهير في فخ الشائعات والدعاية المضللة. كما ندرك أيضاً بأنه صاحب تاريخ مليء بالعبث السياسي والانفلات، وأدنى مستويات الكياسة والدبلوماسية، مع كثير من «المحتوى الدعائي». ونعي جيداً أن مثل هذه التصريحات تنم عن «حقد دفين» تجاه دول بعينها في المنطقة، كان…

لغة الأرقام

الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠

بينما تعصف أزمة كورونا باقتصادات دول كثيرة حول العالم، تضاعف الإمارات إنجازاتها، بفعل رؤية قيادتها التي نجحت في إيجاد نموذج اقتصادي عالمي فريد، استطاع مواجهة أي تحديات يمكن أن تعوق ديناميكية عمله، وخلق فرص جديدة للتنمية رغماً عن أي أزمات، «في الأزمات.. نضاعف الإنجازات» هكذا عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. بلغة الأرقام، تتصدّر بلادنا اليوم دول العالم بأسره في 121 مؤشراً من بين أهم تقارير التنافسية العالمية، وتتبوأ المركز الأول عربياً في 479 مؤشراً، فيما دخلت نادي العشرة الكبار في 314 مؤشراً، وكل ذلك لم يكن اعتباطاً أو على سبيل الصدفة، بل من خلال تخطيط دقيق ومحكم وسياسات وطنية خلاقة عكست كفاءة رفيعة المستوى في إدارة الموارد البشرية والطبيعية والمالية، وشكّلت في مجملها استراتيجية تنموية طموحة ثبتت فاعليتها وكفاءتها وشهد لها العالم. ولعل أبرز ما نفاخر به في هذه الاستراتيجية أنها أوجدت بيئات عمل مبدعة، وهيأت الظروف لتوحيد الجهود وإطلاق الطاقات، عبر مؤسسات اتحادية لا زالت تؤدي دورها في تناسق تام مع الحكومات المحلية. فلقد نجح هذا التناسق اللافت في دفع الاقتصاد نحو آفاق جديدة بعيداً عن النفط، وحلق بقطاعات الأعمال، وفتح الباب على مصراعيه أمام مشاريع الطاقة المتجدّدة والفضاء والذكاء الاصطناعي، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغيرها، وجعل من التكنولوجيا واستشراف المستقبل محفزاً ومسرعاً للارتقاء بشتى مناحي…

عمود الخيمة

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠

كما توحّدت إرادتنا، تتوحّد مشاعرنا مجدداً مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل اليوم الوطني لمملكة العز ذكرى عزيزة على قلب وعقل وفكر كل إماراتي، في ظل عمق علاقات الود والمحبة بين شعبينا، والتقدير الذي نُكنّه جميعاً لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. نؤمن كإماراتيين بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة هي أقوى أركان الأمة وصمام أمانها والمدافع القوي عن مصالحها. وننظر بتقدير كبير إلى جهودها في إعادة أمتنا إلى مكانتها ووقوفها بحزم في وجه أي أطماع أو مؤامرات تحاك ضدها، فيما سيذكر التاريخ بكثير من العرفان المواقف والقرارات الحاسمة لقيادتها في هذا الصدد. ولا نبالغ حينما نقول: إن علاقاتنا مع المملكة تجاوزت التضامن والتعاون إلى «التوأمة» على الصعيدين الرسمي والشعبي، الأمر الذي تشهد له المواقف التاريخية والآفاق الاستراتيجية القائمة على أسس تاريخية صلبة تعززها روابط الدم والمصير. ويأتي احتفالنا اليوم، ليشير بجلاء إلى أن مواطني البلدين يعيشون في نسيج واحد، ويحملون طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق، في ظل ترابط ثقافي واجتماعي متأصل، وتاريخ واحد، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة، وضع أساسها الآباء المؤسسون، وتستكمل مسيرتها قيادة حكيمة، خاصة مع إنشاء «المجلس التنسيقي الإماراتي- السعودي» الذي أضاف لبنة قوية إلى العلاقات، وارتقى بها إلى آفاق استراتيجية تنعكس بشكل إيجابي على جوانب الحياة اليومية لشعبي البلدين، وتحقق أمن واستقرار المنطقة، وتعزز مكانة الدولتين…

السلام.. قمة الإنسانية

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠

تشهد الولايات المتحدة اليوم إبرام معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، «اتفاق إبراهيم» حدث تاريخي للمنطقة والإقليم منح المنطقة فرصة منطقية لتحقيق سلام شامل ينهي سنوات أثقلتها الصراعات. ويؤكد أن كل تقدم وتطور حققته البشرية كان مرتبطاً في المقام الأول بالتوجه للمستقبل، بمعنى التطلع إلى حياة أفضل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتوافر أجواء السلام والتعايش. التاريخ يشهد أن الصراعات والعداءات تعطّل روح الأمم، وتجمد حركتها، وإذا قرأت وقائع التاريخ وتحولاته عبر العصور كلها، سنعرف أنه لم يحدث مرة أن قامت وتأسست حضارة في بيئة من الصراع والعداء والتوجس، فمثل هذه الأجواء لا تحقق تنمية ولا تطوراً، ولا تؤدي إلى تقدم إنساني، بل تساهم في التراجع، وترسخ الجهل والتخلف. النظر إلى ما يعيشه العالم من تحديات إقليمية توضح لنا ما يعنيه أن يكون السلام الذي يصون الحقوق، ويصون حياة الإنسان ومستقبله، منقذاً ومخرجاً وضرورة عاجلة، وبهذا المعنى يصبح السلام خيار الذين يعرفون قيمة الغد، قيمة البحث عن المشتركات التي تجمع بين البشر، المشتركات التي ترسخ التعايش والتآخي في إطار وحدة إنسانية شاملة. من هنا يمكن وصف نهج السلام الإماراتي باعتباره نهجاً مستقبلياً وشجاعاً يضع حداً للصراع بين أطراف الإقليم، نهجاً يدشن مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة، والإمارات بذلك تمارس سيادتها واستقلالها على قرارها الوطني. وتعرف كيف تحافظ على مصالحها ومصالح الأشقاء والأصدقاء…

رسالة سلام تتحدى التشويه والتحريض

الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠٢٠

مستغرب ومستنكر إصرار القيادة الفلسطينية على التمسك بالفراغ، وكيل الاتهامات غير المبررة التي انتهت إلى إحراجها خلال الدورة الـ 154 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بخلافات كادت تغيّب قرار القضية المركزية، إلا من بقية مبادئ ثابتة حول حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، ومرجعية القرارات الدولية. عبثاً حاولت رئاسة فلسطين لهذه الدورة، التحريض على رفض معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مستخدمة ألفاظاً جارحة كـ «التواطؤ» وغيرها، لكنها فشلت في مسعاها لسبب بسيط جداً، أن أحداً من الدول الأعضاء لا يستطيع التشكيك في الرؤية الإماراتية، سواء إزاء القضية الفلسطينية، أو أي قضية أخرى تهم الدول العربية. الإمارات أمام «الوزاري العربي»، وأي محفل في العالم، واضحة في الفصل بين قرارها السيادي الاستراتيجي حول معاهدة السلام مع إسرائيل الذي يطمح إلى فتح آفاق جديدة تدعم قضايا الازدهار والاستقرار في المنطقة، وبين التأكيد على موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. معادلة إماراتية لا تحتمل الجدل، في التأكيد على أن المعاهدة التي نجحت حيث فشل الآخرون عربياً وعالمياً في وقف مخطط الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية المحتلة، لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بل تشكل إنجازاً وخطوة مهمة، وفرصة حقيقية باتجاه السلام. لكن المؤسف،…

نحن من يصنع الحدث اليوم

الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠٢٠

قبل سنوات قليلة، قررت الإمارات أن هذا الجزء من العالم ليس منذوراً للنزاعات والعواصف السياسية فقط، كما أنه ليس موطناً أبدياً لليأس، وأن العرب مؤهلون لاستئناف حضارة عظيمة، قدمت للبشرية إنجازات لا تنسى، وكل ما ينقصهم الثقة بالذات، والأمل، والدافعية الإيجابية، ثم استلهام روح العصر، كأمة منتجة، وليست مجرد أسواق لاستهلاك منتجات الأمم المتقدمة. كان لا بد من إلهام كبير، يجعل الطموحات أكبر من الواقع، وأكبر من كل الصور النمطية التي ترسخت في أذهان الآخرين عن العرب. وكان لا بد من بناء قاعدة صلبة لنهضة علمية، قوامها الأساسي القوى البشرية المتعلمة والمؤهلة، القادرة على تشكيل روافع قوية، لمشروعات حضارية، تلفت الأنظار إلى عقود طويلة من الاستثمار في التعليم، وبناء إنسان القرن الحادي والعشرين، القادر على الاشتباك مع تحديات العصر، وتحويلها إلى مكاسب حقيقية، تجعل أي طموح ممكناً وقريباً. من الإمارات التي تكتب، دون كلل، قصة نهضة، منذ نصف قرن، بزغ شعاع الأمل، قبل أقل من سبع سنوات، ولم يكن شعاراً تسويقياً أننا نريد استئناف حضارة أجدادنا، والإسهام في ثورات العلوم المتتالية، فلا يمكن لأمة أن تدعي أنها جزء من حركة التقدم الإنسانية، ما لم تسهم فيها وتضع بصمتها إذا كانت تؤمن بذاتها وقدرتها على النهوض ومنافسة الكبار في مسارات العلوم، والوثوب الواثق إلى المستقبل. مسبار الأمل الإماراتي العربي الذي انطلق…

مناعة الدولة

الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠

الإمارات، الدولة العربية الأكثر أماناً للعيش، في ظل جائحة «كوفيد- 19»، تبعاً لتقرير نشرته مجلة «فوربس» الأميركية، واختبرت بموجبه مؤشرات عدة في مواجهة الفيروس، خلال الشهور الماضية في مئة بلد، وقد جاءت الإمارات في المرتبة الحادية عشرة عالمياً، متقدمة على معظم الدول الأوروبية، والولايات المتحدة. المؤشرات تقصت معايير كثيرة، مثل «كفاءة الحجر الصحي والمراقبة والكشف والاستعداد الصحي والكفاءة الحكومية»، وهذه كلها تشكل العوامل الأكثر فاعلية في المواجهة والتكيف العام مع الجائحة، وتكشف مدى متانة قطاعات الدول الصحية والاقتصادية، وقدرتها على احتواء الصدمات الاجتماعية عند انتشار الأوبئة. موقعنا في هذا التصنيف يمنحنا ثقة تتعدى مواصلة النجاح في التصدي للوباء، مع استمرار انتشاره صيفاً، ووسط توقعات علمية بموجة ثانية الشتاء المقبل، فنحن نتعامل محلياً مع أزمة عالمية، ترتفع أرقام ضحاياها في كل لحظة، وتعصف بأكبر الاقتصادات، وتضع أسساً جديدة للسياسة الدولية، وكل نجاح في هذا السياق ينطوي على اكتشاف لمكامن قوتنا في إدارة الأزمات الكبرى، سواء في ظل «كورونا» أو غيرها. الإدارة والتخطيط والفاعلية في الاستجابة، ظهرت في الأيام الأولى لتسجيل إصابات في الإمارات، فكانت محط ثناء منظمة الصحة العالمية ودول أخرى في العالم، حينما سخّرت الدولة كل إمكانياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، لمواجهة لم تختبرها سابقاً، وعلى قدر محاكاتنا لنماذج عالمية كانت لنا خصوصيتنا في سياسات وإجراءات، ساهمت في بقاء الوفيات عند…

«غيث الإمارات»..

الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠

يسعدنا جداً، ما يحصده برنامج «قلبي اطمأن» على قناة أبوظبي من نجاح جماهيري في العالم العربي، وهو يواصل للموسم الثالث نشر القيم الإنسانية، التي تشكلت منها الشخصية الإماراتية، ويصل بأهدافه إلى مساعدة معوزين ومحتاجين وفك كربة أشخاص وعائلات محرومة، في وقت يشهد فيه بعض التنافس الإنتاجي العربي في المواسم الرمضانية تحطيماً لقيم الشهر الفضيل، باتخاذ عمل الخير طريقاً للشهرة، وللدعاية. «غيث الإمارات» هو أحد وجوهنا المعروفة منذ عقود، وحينما ينهمك الناس في محركات الإنترنت في البحث عن صورته، فالدوافع تتعدى التشويق والإعجاب، إلى الامتنان للمبادئ الجوهرية في عمل الخير، دون رياء الناس، وهذا نهج خطه لنا زايد الخير، وقد عرفنا جميعاً بعد وفاته، رحمه الله عن كثير من المشروعات الإنسانية والخيرية، خارج الأضواء الإعلامية. البحث عن وجه «غيث الإمارات»، يحسب نجاحاً للبرنامج وفكرته وأهدافه، وفي الطريق إلى تلبية هذا الفضول الجماهيري، يجد كثيرون وجوهاً عدة للخير الإماراتي في المنطقة والعالم. يجدون قرى نائية وفقيرة في إفريقيا، أقامت فيها الإمارات مراكز صحية ومدارس، يجدون مخيمات أنشأها الهلال الأحمر الإماراتي لغوث اللاجئين، ويتعرفون إلى وجوه إماراتية حقيقية من الموظفين والمتطوعين على امتداد خريطة الغوث، التي ترسمها بلادنا، دون انتظار مغانم أو مدائح. لكن، لكل نجاح خصوم وحاسدون، حتى ولو كان المجال قضاء دين عن غارم، أو إسعاف مريض بالدواء، أو بناء مسكن…

التكيّف مع تداعيات الوباء

الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠

من المهم، أن نعرف جميعاً أنّ المواجهة مع «كوفيد-19» تحتاج وقتاً طويلاً، حتى يتمكن العلماء من تطوير اللقاح وإنتاجه وتوفيره لحقن مليارات الناس، وقبل ذلك، على البشرية أن تجد وسائل التكيف اللازمة، وفقاً لواقع كل بلد، واقتصاده، وإمكانات قطاعه الصحي، ومستوى الوعي الاجتماعي فيه. الفيروس المستجد فاجأ العلماء والأطباء بقوة العدوى وسرعة انتشارها، وفرض على الدول جهود مكافحة طويلة، فعلى الرغم من استقرار أرقام الإصابات والوفيات في دول قليلة، إلا أنّ تصاعدها لا يزال مقلقا في دول أخرى، أولها الولايات المتحدة، مما يجعل البشرية غير قادرة الآن على وضع سقوف زمنية واضحة لانتهاء المرحلة الأولى من التصدي للوباء. إدارة الأزمة في الإمارات تدرك أنّ التكيف بات مطلوباً، وتعمل الآن على استقرار منحنى الإصابات، بجهود جبارة، حالت دون تركز بؤر للإصابة، ودون ضغوطات كبيرة على نظامنا الصحي، والتكيف المطلوب اجتماعي بالدرجة الأولى، فما دمنا نسجل إصابات فعلينا جميعاً التزام المعايير العالمية للتجنب والوقاية والتباعد، والحذر من أي مخالطة عشوائية، واتباع الإرشادات والتعليمات الرسمية. البشرية كلها تعيش حياة يومية مختلفة، لم تعرف تفاصيلها من قبل؛ لا تجمعات كبيرة، لا مباريات لكرة القدم، التسوق اختلف، اللقاءات العالمية والاحتفال بالأعياد، والصلوات في دور العبادة، وكل مشاهد الحياة المكتظة السابقة تغيرت، وعلى الناس إيجاد وسائل التأقلم، حتى تمر الجائحة أو يجد العلماءُ الحلول المناسبة. كثير…