حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

«الأخوة الإنسانية».. صورة زايد

السبت ٠٥ فبراير ٢٠٢٢

لم تكن الصورة التي التقطت للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد في حاضرة الفاتيكان في العام 1951 مجرّد توثيق للحظة آنية في رحلة ما، بل كانت إشارة إلى قيمة إنسانية متجذرة في الشخصية الإماراتية، ورسالة من الراحل الكبير لكل الأجيال بأن التسامح والتعايش هما الأصل في الحياة، وأن الحوار الحضاري هو الطريق للمستقبل. اليوم، تستدعي الذاكرة هذه اللقطة، وقد تحولت دلالاتها إلى مشروع إنساني كبير، سرعان ما ترجمته الإمارات إلى «وثيقة» خرجت من أبوظبي إلى العالم تحمل الملامح نفسها والرسالة ذاتها بكل ما حوته من قيم تنحاز دائماً إلى الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من كرامة وتسامح وتعايش. ولذلك، فإننا نعتبر الرابع من فبراير من كل عام شاهداً على إنسانية الإمارات، واعترافاً دولياً برؤيتها الحكيمة للتواصل الحضاري والحوار الإنساني والقيم المشتركة وتبنّى الوسطية والاعتدال والانفتاح والتنوّع، والوقوف في وجه نزعات التطرف والكراهية وكل من يتبناها مفهوماً ولغة وسلوكاً. ففي «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» يدرك العالم جانباً من «العبقرية الإماراتية» ووعيها المبكر للانفتاح على الآخر وقبوله، وعلى جذور التسامح في مجتمعها، والسياسة المنفتحة والمتسامحة التي تنتهجها، باعتبارها مثالاً يحتذى به في ترسيخ قيم التعايش، وحرية ممارسة الأديان. وفي ذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» تزيد قناعتنا بالتجربة الإماراتية التي اعتبرت الأديان مصدراً للقيم، والاعتدال، وخير الإنسان، ورفضت سعي التطرف المستمر إلى زج…

مأزق الحوثي والأقلام الرخيصة

الإثنين ٢٤ يناير ٢٠٢٢

لا مفاجأة في أن تكتب «أقلام رخيصة» أو تتحدّث «حسابات إلكترونية ساذجة»، وبنبرة دعائية، عن تداعيات محتملة على اقتصاد الإمارات جرّاء اعتداء الحوثي الذي وقع مؤخراً. الغريب أنّ دولاً كثيرة في العالم، ومنها دول كبرى تعرضت لأعمال إرهابية أشدّ من هذا الاعتداء، غير أننا لم نقرأ لهذه الأقلام حديثاً عن تداعيات، ولا رأيناها راحت تحلّل في مآلات اقتصادية، كما تفعل اليوم مع الإمارات المصنفة دولياً على أنها أكثر الدول أمناً وأماناً ورخاءً. على كل حال.. فإننا نعرف أن هذه الأكاذيب تهدف إلى التغطية على إحباط ميليشيا الإرهاب الحوثي ويأسها وتبديد التّوتّر الذي يسيطر على أفرادها وقيادتها التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي، بعد أن كشفت عن وجهها القبيح أمام العالم، ولفتت الأنظار إلى سلوكها الإجرامي الذي يهدد أمن المنطقة، الأمر الذي قوبل باستنكار عالمي واسع، كان آخره من مجلس الأمن الذي أدان الجريمة بالإجماع، وكذلك الجامعة العربية التي طالبت دول العالم بتصنيف تلك الميليشيا منظمة إرهابية. إنّ اقتصاداً بحجم اقتصاد الإمارات، احتوى بركائزه القوية تداعيات أكبر أزمة مالية عصفت بالعالم، ونجح في أن يتخطى «الجائحة» بكل ما فرضته من تداعيات إغلاق لم تستثنِ دولاً عظمى، لهو أكبر وأعظم من أن يتأثر بحادث اقترفته «أيدٍ مرتعشة» بلغت أقصى توتّرها وانفعالها وتخبّطها. يشهد لذلك مستوى الأمن والأمان الذي تنعم به بلادنا بشهادات…

أهلاً 2022

السبت ٠١ يناير ٢٠٢٢

تملؤنا الثقة بأن العام الجديد سيشهد كتابة قصص تفوّق جديدة في الإمارات، خاصة وأنه يأتي في ظل مرحلة دقيقة من مراحل العمل الوطني، سبقتها استراتيجيات وخطط كبرى وعزم أكيد على تحوّل فاعل ومستدام للخمسين عاماً المقبلة. كثيرة هي دوافع وأسباب هذه الثقة، أبرزها: قناعتنا الأكيدة بأن بلادنا تمتلك المشروع الأكثر جاهزية للمستقبل، بفضل قيادة رشيدة لديها من الرؤى ما يمكّنها من استشرافه ووضع الخطط الفاعلة للتعامل مع آفاقه وتحدياته وفرصه، متكئة على طاقات بشرية وطنية محترفة تعتمد على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والإبداع والابتكار والاستدامة البيئية وريادة الأعمال. وكما حافظنا على تنافسيتنا في العام الماضي، وتصدرنا 152 مؤشراً عالمياً، أهمها -من وجهة نظرنا- مستويات الأمن والأمان واستقطاب المواهب وسيادة القانون والتعليم، لن نتوقف -في العام الجديد- عن ارتياد تلك المؤشرات، وفق استراتيجيات أعلنّاها قبل سنوات، ونمضي بخطى ثابتة في تنفيذها، ونضع نتائجها في مقدمة أهدافنا الاستراتيجية. إضافة لذلك، فإن قدرتنا على مضاعفة العمل والإنجاز في ظل الجائحة، يثبت للجميع أن عملية التنمية في بلادنا لم تكن أبداً مجرد شعارات بل إنجازات متتالية، وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، الأمر الذي يجعلنا واثقين بأن مسيرتنا مستمرة وقافلتنا لن تقف. نستقبل 2022، وقد امتلكنا كل أسباب «القوة الناعمة»، حيث ترسخت سمعتنا دولة حديثة، منفتحة، متسامحة ومحبة لكافة شعوب الدنيا وحاضرة بقوة…

«إعلان الإمارات للغة العربية»

الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١

«إعلان الإمارات للغة العربية»، الذي تم إطلاقه أمس من قلب «إكسبو دبي»، يحمل تأكيداً جديداً على أن الإمارات كانت جادّة حينما قالت إنها عازمة على استئناف رحلة الحضارة العربية من جديد. عشرة بنود أساسية تضمنها الإعلان، تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، نظرة إماراتية عميقة لواقع ومستقبل لغتنا الأم، وإيماناً راسخاً بدورها في الحفاظ على مكوناتنا الحضارية وتنميتها وفاعليتها من جهة، وقدرتها على استيعاب تجليات الحداثة في العالم من جهة أخرى. الإمارات، وعبر هذا الإعلان، أرادت أن تعيد البريق للعنصر الأبلغ في ضمير الأمة الجمعي، والذي يتمثل في اللغة التي تفاعلت مع أمجادنا، ومن خلالها علّمنا أجيالنا، وبمفرداتها وبمعانيها طرّزنا أحلامنا. ومن وجهة نظرنا، فإن هذا الإعلان جزء من التزام بلادنا نحو هويتها الثقافية، ومساهمة إماراتية فعالة لاستكمال جهود المحافظة على اللغة العربية، باعتبارها وطناً جامعاً وصلة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا. كما أننا ننظر إلى هذا الإعلان على أنه بصمة إماراتية جديدة في الشخصية العربية، ترسخ من خلاله بلادُنا مكانتها المتميزة على الخريطة الثقافية العربية، وتصنع عبرَه الفرق لدى الأجيال المتجهة نحو المستقبل. كل التحية لوزارة الثقافة والشباب التي تقود مجمل السياسات الساعية إلى إثراء لغتنا بالدراسات العلمية والفكرية، واستطاعت ببراعة وإصرار أن تعبر عن رؤية قيادتنا الطموحة لمستقبل الأمة وتمكين لغتها من مواكبة متطلبات…

سوريا.. آن الأوان

الخميس ١١ نوفمبر ٢٠٢١

دلالات كثيرة تشير إليها زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لدمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد، لعلّ أبرزها: وجود رغبة إماراتية أكيدة في دور عربي بسوريا يساعد على حل الأزمة التي امتدت لعقد من الزمان، وكان لها تداعياتها التي لا تخفى على أحد. تنطلق هذه الرغبة من إدراك قوي بأبعاد غياب الدور العربي عن سوريا، وآثاره الوخيمة ليست على الشعب السوري الشقيق فقط، بل على المنطقة برمتها، ولا نبالغ إن قلنا: بل وعلى العالم بأسره، في ظل مرحلة دقيقة تتصاعد خلالها وتيرة التحديات والمخاطر. ويدرك المتابع للسياسة الخارجية الإماراتية إيمانها الراسخ بأهمية الحفاظ على الأمن العربي، الذي تمثل سوريا أحد أهم أركانه، بما تملكه من عوامل تاريخية وسياسية وثقافية، تدعمها أواصر أخوية ظلت حاضرة في الوجدان الشعبي للأمة بأسرها. كإماراتيين، نرى أن بناء الجسور عبر الحوار والمشاركة البناءة ركائز أساسية لحل أي نزاعات أو صراعات، بينما حماية الأمن القومي العربي وتعظيم التعاون والتنسيق مع الأشقاء دعامة رئيسية في سياساتنا، فيما شعارنا الدائم: لا لاستنزاف جهود ومقدرات الشعوب، نعم للدولة الوطنية، نعم للبناء والتنمية والاستقرار. ومن هنا، نرى أنه آن الأوان لتبني مقاربة جديدة ورؤية واقعية، تؤصل لخيارات عربية تساهم إيجاباً في إيجاد حلول سلمية تعزز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري، وتتمسك بوحدة ترابه الوطني، وتقطع الطريق أمام تحول بلاده…

«إكسبو».. موعد مع التاريخ

الخميس ٣٠ سبتمبر ٢٠٢١

يملؤنا الفخر بانطلاقة «إكسبو 2020» الذي يمثل أحد أكبر الفصول في قصة الطموح الإماراتي، متوجاً سلسلة من الإنجازات التي حققتها دولتنا منذ قيامها قبل 50 عاماً، وحجزت من خلالها موقعها اللائق بها في العالم المتحضر، بعد أن أثبتت أنها بحق دولة المستقبل. كنّا قد وعدنا العالم بأننا سنبهره.. واليوم يتحقق الوعد، لنثبت أننا جديرون بأن تكون بلادنا المكان الأمثل لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات وصناعة الإبداع. اليوم، لدينا الكثير مما سنقوله للدنيا في أكبر معرض دولي على الإطلاق وثالث أكبر حدث في العالم، حيث استطعنا أن نكون في قلب الحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني الدولي. سيروي «إكسبو دبي» للعالم قصة دولة عربية نهضت في أقل من نصف قرن، وسخّرت مواردها للتنمية البشرية والاستثمار في الإنسان، وحقق مواطنوها مستويات عالية من الرفاهية، وفتحت أرضها لشعوب الأرض للعمل والإقامة، حتى باتت مركزاً مرموقاً من مراكز التسامح والسلام، ومثالاً على «تواصل العقول، وصنع المستقبل». سنقول للعالم: هذه ثمار التنمية في بلادنا بعد 50 عاماً من التأسيس، وعازمون أيضاََ على 50 عاماً أخرى من التنافسية والحراك التنموي الذي لن يتوقف، وسيبقى عنوانه الانفتاح والطموح والثقة، والرغبة الأكيدة لقيادة تحولات كبرى تليق باسم «عيال زايد»، ودولة الإمارات العربية المتحدة. سنقول أيضاً: إننا دولة فتية، خضنا سباقاً شاقاً، والتحقنا بركب العالم المتقدم في أقل من خمسين عاماً،…

«الإمارات العالمية»

الثلاثاء ٠٧ سبتمبر ٢٠٢١

كثيرة هي دلالات حملة «الإمارات العالمية المتحدة» التي تم إطلاقها أمس، بالتوازي مع «مشاريع الخمسين».. لكن أبرزها، من وجهة نظرنا، هو أن الإمارات قررت أن تعزز تفاعلها مع العالم بأدوات إضافية ولغة جديدة. فمن شأن هذه الحملة إضفاء مزيد من الجاذبية على نموذجنا التنموي المتفرد ببعده الدولي، وإلقاء الضوء على مزايانا التنافسية العالمية في سهولة ممارسة الأعمال واستقطاب الاستثمار الأجنبي، لتترسخ بذلك مكانتنا نقطة جذب محورية ورئيسة للمواهب والخبرات والمستثمرين من كل أنحاء الدنيا. لدينا الكثير مما سنقوله للعالم، بعد 50 عاماً من الإنجازات التي وضعتنا في قلب حراكه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني. سنقول للعالم: إننا عازمون على 50 عاماً جديدة من التنمية والتنافسية وجودة الحياة، بحراك تنموي لا يتوقف، عنوانه الانفتاح والطموح والثقة، والرغبة الأكيدة لقيادة تحولات كبرى تليق باسم الإمارات العربية بجذورها، الخليجية بانتمائها، المتحدة بهويتها، العالمية في طموحاتها وسياساتها وتطلعاتها. سنقول أيضاً: إننا، وبناءً على خبرتنا في إدارة اقتصاد هو الأبرز على خريطة العالم، نجحنا في وضع الأساس القوي للمرحلة الجديدة، مستلهمين «روح الاتحاد» وبيتنا المتوحد، قوة دافعة لعجلة مسيرتنا المدعومة بتكامل البنية التحتية والتسهيلات التشريعية والقانونية والبيئة المعيشية الاستثنائية لجميع الجنسيات والشركات الدولية والصناعات. عبر «الإمارات العالمية المتحدة».. تتعزز مكانتنا سوقاً مفتوحة وعاصمة للتجارة والاقتصاد والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، لنبقى عالميين بطموحاتنا وتطلعاتنا وتنافسيتنا وريادتنا، وتظل التنمية…

«حقوق الإنسان» وعُمقنا الحضاري

الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١

لم تكن «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان»، والتي صدر قانون بإنشائها مؤخراً، إلا امتداداً لنهج إماراتي راسخ، وتأكيداً لقيمة حضارية أصيلة، وتتويجاً لسلسلة طويلة ومتفردة من جهود وإجراءات اتخذتها بلادنا، كان محورَها وغايتَها الإنسانُ وحقوقه وصون كرامته وحرّيته. فربّما لا يعرف كثيرون من المتابعين للشأن المحلّي أن «سياسة الأبواب المفتوحة»، السائدة بين الحكام والمواطنين في الإمارات، والتي تشكل أهم سمات مجتمعنا اليوم، كانت نهجاً أصيلاً شكّل جوهر العلاقة بين أجدادنا وحكامهم على مدى عقود طويلة قبل الاتحاد، ومثَّلت أعلى درجات التواصل الديمقراطي بين حاكم ومحكوم، حتى إننا لا نبالغ إن قلنا: إن قيام الدولة جاء نتيجة مباشرة لرسوخ هذا النهج. ولعلّ ذلك يفسر سرّ العلاقة الفريدة بين قيادة الإمارات وشعبها، والتي جعلت من بلادنا المشروع الوحدوي الأكثر نجاحاً في المنطقة والعالم، ومثّلت أحد مكامن قوته، وكانت وراء الإنجاز الذي تحقق في أرضنا، في ظل منظومة متكاملة من التشريعات والإجراءات التنفيذية التي تكفل الحقوق وتصونها في مجتمع يسوده التسامح، وتتعدد فيه الثقافات، ويعيش فيه أناس من شتى أرجاء العالم بانسجام ووئام. «حقوق الإنسان» ليست أمراً جديداً أو طارئاً أو عابراً في الإمارات، بل نصّ في دستورنا، سبقته ممارسات لها جذورها الحضارية في تاريخنا، وعرفها أسلافنا قبل أن يعرف العالم «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، وقبل أن تعتمد الأمم المتحدة هذا الإعلان لاحقاً كمعيار…

المرأة الإماراتية وقيمنا الراقية

السبت ٢٨ أغسطس ٢٠٢١

يمثل الـ28 من أغسطس، أحد أهم الشواهد على مكانة المرأة في منظومة قيمنا الراقية التي جعلت منها شريكاً أساسياً في صنع التاريخ الحضاري للإمارات. فلقد بات تمكين المرأة في بلادنا نهجاً راسخاً تمتد جذوره إلى حضارتنا العربية وسماحة ديننا الحنيف وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان للمرأة النصيب الأوفى في مشروعه الطموح لبناء الوطن والإنسان، وأعلنها مبكراً مع تأسيس الدولة: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة وهي تأخذ دورها المتميز في المجتمع». كان يقين الشيخ زايد بأن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من حيث الناحية العددية والتكوين، بل كل المجتمع من حيث التأثير، لأنها الأمّ والأخت والزوجة والجدّة والمعلّمة والمربّية، الأمر الذي ترسخ لاحقاً في «مرحلة التمكين» ليزيد الإيمان بمواهبها وقدرتها على المشاركة في دفع عجلة التنمية والتطور، بل وصناعة القرار. ومن هذه الزاوية، نقرأ مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «نحن لا نمكّن المرأة في المجتمع، بل نمكّن المجتمع بالمرأة». وكما واجهت جدّاتنا قسوة الحياة بعزيمة وصبر، وكافحن مع أجدادنا في تدبير معيشة أسرهن وشؤون بيوتهن، ونجحن في تربية أجيال واثقة بثقافتها وتراثها معتدّة بشخصيتها فخورة بانتمائها، فإن ابنة الإمارات اليوم ركن أساسي في النهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا، وتشارك الرجل كتفاً بكتف في مضمار التنمية، لتتكامل الأدوار وتتوالى الإنجازات ويكبر الطموح…

«الكونغرس العالمي للإعلام»

الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١

تواصل الإمارات دورها في قيادة تحولات بنّاءة في المنطقة والعالم، انطلاقاً من مسؤوليتها كدولة فاعلة وقادرة وواعية. المبادرة، هذه المرة، خرجت من بوابة الإعلام، حيث «الكونغرس العالمي»، الذي أعلن أمس عن استضافة العاصمة أبوظبي له، ليشير بجلاء إلى أحد جوانب الريادة التي ترسخت عبر عقود، ويعكس بوضوح رغبة إماراتية أكيدة في تعزيز التفاعل مع العالم، عبر بلورة رؤية استشرافية لمستقبل صناعة الإعلام التي باتت محفزاً رئيسياً للتنمية المستدامة في المجتمعات. لدى الإعلان عن استضافة «الكونغرس»، كان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أكثر قدرة على التعبير عن رؤية وانفتاح الإمارات وأصالتها وإيمانها بذاتها، حينما أشار إلى كونها حاضنة عالمية ومنصة فاعلة لقطاعات الإعلام المتنوعة، تتسم بتكامل البنية التحتية الرقمية والتسهيلات التشريعية والقانونية الداعمة، والبيئة المعيشية الاستثنائية لجميع الجنسيات والشركات الدولية المؤثرة في قطاعات الإعلام والصناعات الثقافية والمحتوى الإخباري عبر مختلف الوسائل التقليدية والحديثة. فلم يكن الإعلام بمنأى عن المكتسبات النوعية التي حققتها بلادنا في الأعوام الخمسين الماضية، حيث تعاملت مع القطاع كأحد أعمدة التطوير والتنمية، خاصة في ظل التحولات الهامة التي شهدها على المستويين التقني والتكنولوجي. اليوم، تستضيف الإمارات المقار الإقليمية للشبكات والوكالات العالمية، وتضم آلاف المؤسسات الإعلامية، وتُبَث منها مئات القنوات التلفزيونية والإذاعية، وتصدر منها آلاف المطبوعات، وهي ملتقى لتأهيل وإعداد أجيال من الإعلاميين. واليوم، يأتي «الكونغرس» ليؤكد…

«الإخوان».. السقوط الكبير

الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١

لا يخفى على متابع أن «تنظيم الإخوان» يقف حالياً أمام مأزق كبير، بل ومعضلة وجودية، فالانتكاسات تتوالى، والخسائر أكثر من أن تحصى، وآخرها في تونس. داخلياً، يعاني «التنظيم» من انقسامات وانهيارات حادة، وانسحابات متزايدة، وتفكك تنظيمي وفكري، بالتوازي مع غضب يشتعل داخل قواعده. أما على مستوى الرأي العام العربي فحدّث ولا حرج، فالمسكّنات ما عادت تجدي نفعاً، و«الشعارات الرنانة» لم تعد تنطلي على الشارع، فيما العبء يشتدّ على الرعاة الإقليميين الذين باتوا يراودهم التفكير في التخلص من «الجماعة»، خاصة بعدما أصبحت خارج الخدمة والتجربة في دول عربية كبرى، فضلاً عن سمعتها السيئة في المجتمع الدولي. ونرى أن سقوط «الجماعة» في عالمنا العربي كان أمراً حتمياً، خاصة بعد أن انكشفت بوضوح بشاعة «ربيع الفوضى» بكلّ أوهامه وترّهاته، فيما وقفت الشعوب على عنف «التنظيم» الحقيقي، وأدركت أنه تنظيم إقصائي، يحتكر تمثيل الإسلام، وينكر الدولة الوطنية، بل ويبيح الخروج عليها، ويتبنّى شعارات دعوية، يتخفى خلفها شعار رئيسي هو: «الغاية تبرر الوسيلة». كان السقوط حتمياً، لأنّ «الجماعة» وضعت الأوطان في سياق مكتمل للجريمة والكراهية خطاباً وسلوكاً وانحيازاً، بينما الشعوب بطبيعتها ترنو إلى العيش في مجتمعات متنوعة متعاضدة تنبذ التطرف وتمقت الإرهاب وقوى الظلام. كان السقوط حتمياً، لأن «الجماعة» وقفت ضد الحريات وحقوق وكرامة الإنسان والمساواة الفعلية بين المرأة والرجل، وأقصت وشيطنت كل من يخالفها،…

الغنّوشي وأحاديثه الهزلية

الأربعاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢١

لم نستغرب اتّهام المدعو راشد الغنّوشي الإمارات بأنها تقف وراء ما أسماه «انقلابــاً حدث في تونس»، ذلك لأننا ندرك «سلوك الإخوان» كجماعة براغماتية ورثت الخداع، ودرجت على قلب الحقائق والقفز على الأحداث، ووقفنا على عنفها الحقيقي كتنظيم يدمغ التآمر مساره السياسي، وبين هذا وذلك الخيانات المستمرة للأوطان وأهلها. الأمر الوحيد الذي نستغربه هنا هو أن «الجماعة» لم تقتنع حتى الآن بأن الشعوب العربية تغيّرت بعد «ربيع الفوضى»، واستوعبت الدرس جيداً، ولم يعد من الممكن خداعها تحت أي شعارات أو دعاوى. أمور كثيرة تناساها المدعو الغنوشي، أهمها أن الرئيس التونسي هو بالأساس خبير في القانون الدستوري، وأن القرارات الأخيرة التي أصدرها تمت وفق دستور وضعته «حركة النهضة» نفسها. كما تناسى الغنوشي أن عين الشارع التّونسي أصبحت أكثر اتّساعاً، وأنه يردد اليوم المقولة الشهيرة: «لقد هرِمنا»، لكن في سياق آخر هذه المرة، بعد عشر سنوات كادت أن تبعث «بوعزيزي» آخر أنهكه الإحباط والفساد واستشراء النفوذ، وارتفاع الأسعار وفشل المنظومة الصحية، والأدهى من ذلك كله استغلال البلاد في خدمة أهداف «تنظيم دولي» لا تهمّه تونس ولا التونسيون، ولا يؤمن بالدولة الوطنية أو قيمها. وللغنوشي نقول: هل الإمارات هي من أفشلت المنظومة الصحية في البلاد؟ أو جعلت للمحسوبية سوقاً رائجة في دهاليز جماعتك؟ وهل هي المسؤولة عن «المهازل» و«البلطجة السياسية» التي يمارسها نواب في…