جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

اليمن.. محافظة إيرانية جديدة!

الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤

ماذا يعني أن تطوّق ميليشيات الحوثي العاصمة اليمنية (صنعاء) وترفع صور الخميني في قلب «مملكة بلقيس»؟ ماذا يعني أن يهدّد الحوثيون كل القبائل والأقاليم اليمنية، ويواجهوا الجيش والأمن بالسلاح؟ ماذا وراء الاستماتة الحوثية في السيطرة على التلفزيون الحكومي؟ ماذا يعني أن تُصر ميليشيا متمردة على فرض شروطها بالقوة على كل اليمنيين؟ لم تكن أهداف ونيات جماعة الحوثي خفية في السابق، لكنها ظهرت بشكل أوضح خلال الأيام الماضية، بعد محاصرتها العاصمة (صنعاء)، بهدف فرض واقع سياسي جديد عبر رفع السلاح واستعراض القوة! الحوثي يتوسع عسكرياً، وتقوى شوكته داخل اليمن، مستفيداً من ضعف وتذبذب حكم الرئيس عبدربه منصور هادي ومن الصراع القبلي والسياسي بين النخب اليمنية منذ الانتفاضة الشعبية عام ٢٠١١، التي أرغمت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنازل عن الحكم سلمياً وفق مبادرة خليجية. ما تقوم به جماعة الحوثي (أنصار الله) وهي حركة دينية تتطابق إلى حد بعيد مع جماعة «حزب الله» في لبنان وتُدعم من إيران، إذ كلتاهما تطبّق العقيدة العسكرية ذاتها، وتمجّد الثورة الخمينية، ولهما الأهداف ذاتها، هو السيطرة على الحكم في اليمن. يهدف الحوثي من وراء التصعيد والتهديد والاحتجاجات والاعتصامات ومحاولة إسقاط العاصمة إلى تطويق اليمن والسيطرة على الدولة، وفرض سياسة الأمر الواقع، ومن ثم تهيئة إيران للحضور، وإشغال الجارة السعودية، باستنزافها لاحقاً في حروب عصابات حدودية…

حاكموا المالكي.. أولاً!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

عندما تجلس إلى بعض العراقيين، وتسمع أنين كلماتهم وقهرهم، والخطر الذي يطوّق حياتهم وأمنهم، تعرف كمعانى العراقيون من الدماء والإرهاب والدمار وخراب الديار بسبب سياسات نوري المالكي وطائفيته وديكتاتوريته وفساده وفشله. ما أعرفه شخصياً، حينما تسلّم المالكي رئاسة وزراء العراق عام 2006، أبدت السعودية رغبة في التعاون معه وهنأته رسمياً، وأعلنت استعدادها لمساعدة العراق في تجاوز ظروفه، لكن المالكي كان في كل مرة يراوغ ويتذاكى ويكذب إزاء ما يتم الاتفاق عليه وما يعد به، وعندما انكشف زيف وعوده وسوء إدارته وخبث سياساته، تجاهلته الرياض نهائياً، فحاول آنذاك الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، التوسط عند العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمقابلة المالكي أو الرد عليه، فرفض بشدة، مشدداً على أن العراق أكبر من المالكي، وأنه شخص غير صادق ومراوغ، وسيقود العراق إلى مستنقع خطر. وكذلك حاول بعض المسؤولين الأميركان لاحقاً، فكان العاهل السعودي يرد بالإجابة نفسها التي رد بها على بوش. أخيراً، عندما انتفض العراقيون على طائفية وسياسة المالكي المخزية، ما كان من واشنطن وطهران إلا أن لفظتاه سريعاً بطريقة أشبه بالتخلص من «كرت» سياسي محترق، منتهي الصلاحية، ويتضح ذلك من خلال تطابق لغة تصريحاتهما وتقارب لحظاتها الزمانية، ما جعل المالكي يخرج «مجبراً صاغراً»، لكن «بعد خراب مالطا»! مارس المالكي صاحب مشروع «فرسنة» العراق، كل أصناف الطائفية البغيضة والعنصرية النتنة والإقصائية…

الملك عبدالله يحذّر.. ويلوم ويتألم

السبت ٠٢ أغسطس ٢٠١٤

في كلمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس مرتكزات عدة، يدقُّ فيها ناقوس الخطر ويحذّر من مخاطر، ويلوم المجتمع الدولي تجاه تراخيه المستمر وصمته أمام العربدة الإسرائيلية لقتل الفلسطينيين، كما يعبّر عن ألمه حيال التقاعس العالمي عن إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه يحذّر قادة وعلماء الدول الإسلامية من مخاطر اختطاف دينهم. يشدد على موضوع «الفتنة»، وكيف سهّل لها المغرضون والحاقدون، حتى أصبح الإرهابيون يعيثون في الأرض إرهاباً وإفساداً. وصف العاهل السعودي ما يقوم به الإرهابيون من أفعال إجرامية بـ «المعيب والعار» وتشويه لصورة الإسلام، حتى ألصقت به أفعالهم وطغيانهم وإجرامهم. ويصفهم في موقع آخر بـ «الخونة»، مذكراً بأنه يتحدث من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية، مقدماً دعوته إلى قادة وعلماء الأمة الإسلامية للاضطلاع بواجباتهم تجاه دينهم. ويؤكد أن الأمة تمرُّ بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا «الأداة» التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة. وفي موقع آخر يصف الملك عبدالله ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين من سفك دماء ومجازر جماعية بأنه جريمة حرب وإرهاب تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الصامت والمتخاذل، وأنه يخشى من جيل يرفض السلام والحوار ويؤمن بصراع الحضارات. ويحذّر الملك المتخاذلين عن أداء مسؤولياتهم ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة بأنهم سيكونون أول ضحاياه مستقبلاً، لأنهم يتجاهلون الاستفادة…

١١ سبتمبر جديدة!

الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠١٤

عالم عربي يموج بالأزمات والاضطرابات والصراعات التي تحتاج إلى قرارات جريئة تاريخية لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. لا شك في أن من أسباب ما يحدث في الإقليم تمكّن الجماعات الإسلاموية الإرهابية من استغلال حجم الهوة الكبيرة والخلافات المتزايدة بين دول المنطقة. جميع دول المنطقة بينها خلافات، ونزاعات، ومطارحات، سواء علنية أم صامتة! لو كان بين هذه الدول الجارة والشقيقة علاقات جيدة وتنسيق أمني وسياسي، لما وصلت المنطقة إلى هذا المستوى من المراهقة السياسية والانفلات الأمني كما وصلت إليه اليوم. تكاد تكون غالبية دول المنطقة دولاً منتهية الصلاحية، ولا بد لها من رأب التصدعات في العلاقات، أو ستكبر كرة ثلج التطرف والإرهاب، وتتدحرج لتشمل الكل، لتكون المنطقة كلها حمام دماء وشعوبها نازحة ولاجئة، حتى من لا يزال يعتقد أنه محصّن وبمنأى عما يحدث من حوله من أحداث. من متابعتي للصحافة الغربية خلال الأيام الماضية، خصوصاً صحيفة «التايمز» البريطانية، أعتقد أن الغرب أضحى في «محنة» حيال ما يجب عليه القيام به لتحجيم «داعش» ووقف تمدده في العراق وسورية تحديداً. وبينما نحن في هذا الجانب من العالم نتوقع أن الغرب سيقوم بهذه المهمة نيابة عنا، فإنّ الرأي العام الغربي لا يكترث كثيراً بما يقوم به «داعش» وأخواته، وما يهمه في هذا الأمر هو منع إرسال قوات عسكرية غربية، حتى لا يضيع أبناؤهم في…

جدار الماء (خالد الفيصل.. «هرول» إلى كوريا!)

الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠١٤

لا أتذكر أنني قرأت كلمة فائضة بالتشريح الصادق والبعيد عن المجاملة المعتادة لأمير منطقة سعودية تشخّص الحال التعليمية في المملكة، أفضل مما قرأت لأمير منطقة حائل سعود بن عبدالمحسن خلال كلمة ألقاها في حفلة جائزة محمد بن فهد للتفوق العلمي بالمنطقة الشرقية في نيسان (أبريل) 2012، إذ شنّ فيها هجوماً كاسحاً على نتائج العملية التعليمية في المملكة. تذكرت خلال قراءتي كلمة سعود بن عبدالمحسن كتاب الصديق مدير جامعة اليمامة سابقاً الدكتور أحمد العيسى «إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية»، الذي شخّص فيه الحال التعليمية البائسة، وأسهم في وضع «روشتة» علاجية مناسبة لإصلاح وتطوير التعليم العام والجامعي. أقرأ من فترة لأخرى لبعض «رجيع» وزارة التربية والتعليم عبر تقديم بعض الخبرات الإنشائية، وسرد الحكايات، والترويج للذات، والتنظير على الناس بعد خروجهم من المؤسسة التعليمية، إما بكتابة كلام إنشائي عجزوا عن تطبيقه إبان عملهم، وإما انتقادات ركيكة، كما أن من أفضل ما قُدم في شأن إصلاح البيئة التعليمية وتطوير المناهج، ما عرضه عبدالعزيز القاسم وإبراهيم السكران خلال مؤتمر الحوار الوطني الثاني في مكة المكرمة عام 2003. يرى أمير منطقة حائل أن المدخلات المادية واللوجستية في قطاع التعليم لا تتناسب مع حجم مخرجاته، مذكراً بأنه على رغم الإنفاق السخي من جانب الدولة على التعليم، «إلا أن…

الأحواز.. عضواً في مجلس التعاون!

الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤

 مع تأييدي لدعم ومساندة السعودية والإمارات والكويت لمصر بنحو ٢٠ بليون دولار في سبيل استقرارها واستعادة عافيتها، لكنني أردت أن أطرح تساؤلاً مشروعاً ومحقاً في ظل الأوضاع الراهنة.. ماذا لو قدمت دول الخليج العربية مثل تلك البلايين لدعم قيام إمارة الأحواز العربية نحو استقلالها، لتصبح شوكة في خاصرة إيران؟ هل تعلم دول الخليج ما حجم الفوائد التي ستجنيها لمستقبل أجيالها ولمصلحة أمنها واستقرارها؟ وكم سينشغل «البعبع» الإيراني بنفسه أعواماً، بعد أن يفقد منطقة استراتيجية كلها خيرات وثروات وفيرة؟ ماذا لو قدّر لدول الخليج العربية دعم المشروع الأحوازي؟ أليس ذلك سيضعف الطموح الإيراني ويشتت خططه؟ خصوصاً أن سكان الأحواز عرب أقحاح (سنة وشيعة)، ينتظرون المساعدة من أشقائهم، بعد أن عانوا الويلات والقهر والفقر والغبن، جراء الحكم الفارسي العنصري ضدهم. الأحواز إمارة عربية ثرية، تنام على أراضٍ خصبة ومياه وفيرة وأنهار عملاقة ومعادن ونفط وغاز، وعلى رغم تلك الثروات الطبيعية الضخمة، يعيش شعبها العربي تحت وطأة القمع وخط الفقر المدقع! يراوح عدد سكان الأحواز بين 9 و11 مليون نسمة، من أصل 70 مليون نسمة هم سكان إيران، وتشير الإحصاءات إلى أن احتياط النفط فيها يبلغ 183 بليون برميل، بما يقدر بأكثر من 85 في المئة من موارد إيران النفطية، كما تشير الإحصاءات إلى أن منطقة الأحواز تعد ثاني أكبر احتياط للغاز في…

أبوظبي.. القاهرة.. ورجل العرب

الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤

العلاقات السعودية - الإماراتية في الفترة الأخيرة مميزة ومتميزة وصامدة في وجه أية محاولات لاستغلال ظروف الإقليم للمس بأمن دول الخليج، حفاظاً على وحدة الصف والمصير الواحد والتعاون البنّاء. الرياض وأبوظبي، توافقتا على الموقف من سياسة قطر، وهو ما دعاهما إلى جانب البحرين لسحب سفرائها من الدوحة. الإعلان عن موقف موحد يدعم مصر مادياً ومعنوياً، ويرفض أية محاولة للضغط عليها للاستجابة لجماعة «الإخوان المسلمين». رؤية واحدة حتى وإن اختلفت نوعية التصريحات الإعلامية حول الممارسات والسلوكيات الإيرانية، وكذلك السياسة التركية بالتدخل في شؤون مصر. دعوة الفلسطينيين إلى ترتيب البيت الداخلي، وعدم استمرار الخصومة والانقسام بين الفصائل المتطارحة، ما أضرّ بالقضية الفلسطينية. استهجان سياسات حكومة المالكي، واستخدامها سلاح الطائفية، وإطلاق يد إيران في العراق. الاتفاق في شأن الأزمة السورية، وأن الحل في رحيل نظام بشار الأسد. دعم حكومة منصور هادي في اليمن، وضرورة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية. قبل شهر، كرّمت أبوظبي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتباره شخصية العام، مانحة إياه جائزة الشيخ زايد التي تسلّمها نيابة عنه نجله الأمير متعب بن عبدالله. ثم لم تمضِ 72 ساعة بعد التكريم إلا وأُطلق اسم الملك عبدالله على أحد الشوارع الرئيسة الشهيرة في أبوظبي، تقديراً وعرفاناً لمواقفه تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية. وقبل أيام أُعلن في أبوظبي عن اتفاق السعودية والإمارات على تشكيل…

جدار الماء (حفتر.. بين «العار والنار»!)

الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠١٤

غابت أخبار ليبيا عن صدارة الأخبار العربية والعالمية منذ سقوط نظام معمر القذافي، واحتفال بنغازي وطرابلس بقتله وإنهاء حكمه «الطائش»، لكن اللواء خليفة حفتر أعادها إلى الواجهة مرة أخرى! يخطئ من يعتقد أن الليبيين بعد مقتل القذافي وشتات «جرذانه» ذهبوا إلى منازلهم المهدمة لإعادة بنائها آمنين، أو أنهم كانوا يضعون رؤوسهم للنوم كل ليلة بجفون آمنة مطمئنة على مستقبل بلادهم وأمنها واستقرارها وسيادتها. يقول صديق ليبي يقيم في لندن (يرفض ذكر اسمه)، ليبيا تعيش على أرتال من الأحزان والآلام، يتفشى الإرهاب والفساد والمحسوبيات والاغتيالات، وتتكاثر الميليشيات، ويكثر القتل والسطو والخطف والتعذيب حتى الموت، وعناصر من نظام القذافي لا تزال تُمسك بمراكز حساسة في أجهزة الدولة. ويشير ذلك الصديق الذي غادر بلاده قبل 35 عاماً، وعاد إليها بعد زوال حكم القذافي، إلى أن الليبيين يؤيدون حفتر، ويناصرون صولته ضد «الإخوان» والجماعات التكفيرية، لتطهير البلاد من تنطع تلك الميليشيات. في ليبيا، عصابات وجماعات مسلحة ومتطرفة، ومنافقون وأصحاب مصالح سعوا منذ اللحظات الأولى إلى تقاسم ثروات ليبيا، ورسم دويلاتهم على خرائط ضيقة لا تكترث بمستقبل البلاد والعباد. انتصرت الثورة على القذافي، لكن أخبار الاغتيالات والعصابات والعنف والخطف والأعمال الوحشية لم تغب عن المدن والمحافظات الليبية. في كل يوم تهب رياح الفتنة على ليبيا، ما كان يستوجبُ تدخل حكمائها ورجالاتها المخلصين لإنقاذها وحقن الدماء،…

«مؤامرة» المرأة.. وقيادة السيارة!

الثلاثاء ٠٨ أبريل ٢٠١٤

تتركز غالبية النقاشات والسجالات في السعودية خلال الفترة الأخيرة حول مسائل ثلاث: الأولى «سياسية» بامتياز، والثانية «اجتماعية» - سياسية، أما الثالثة فهي «رياضية»! الأولى حول الأزمة السورية، ودموية نظام الأسد، وموقف واشنطن المتخاذل منها، وتدخل إيران وتعنّت روسيا، إضافة إلى القانون السعودي الجديد حول الإرهاب، وتعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد. والمسألة الثانية تدور رحاها في المجالس النسوية والرجالية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدث عنها كثر، وعلى رغم أنها قضية «شد وجذب» قديمة مرّت عليها عقود، إلا أنها لا تزال تراوح في المربع الأول، ويبدو أن الحكومة لا ترغب في إغلاق هذا الملف، فيما المستفيد السائق الأجنبي، والمتضرر المرأة في السعودية! أما «الرياضية»، فظهرت بتصدر نادي النصر الدوري السعودي وقبل حصوله على البطولة، إذ أصبح شعار جماهيره «متصدر لا تكلمني»! لن أتحدث هنا عن سجالات النخب أو جماهير الرياضة، ولذلك اخترت الحديث عن القضية الوسطى، فكما يقال: «خير الأمور أوسطها»، وقضية قيادة المرأة السيارة هي الأكثر حيوية، والكل يفتي فيها. قبل فترة ليست بعيدة، تقدمت ثلاث سيدات فاضلات، بصفتهن عضوات في مجلس الشورى، بتوصية لحل مشكلة بنات جلدتهن، وتمكينهن من قيادة السيارة في ظل معاناة المرأة، وما تواجهه من مشكلات عدة، فرُفضت تلك التوصية، وبدأت الناشطات في السعودية بتحديد مواعيد عدة للقيادة. وقبل تلك المواعيد وبعدها قُذفن في أخلاقهن ووطنيتهن، واتهمن…

كيف عبَّرت الرياض عن استيائها؟

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

بدا واضحاً حجم الاستياء السعودي من السياسات التي ينتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما في قضايا المنطقة، وذلك من خلال اقتصار استقباله وتوديعه في مطار الرياض على أمير المنطقة ونائبه، مقارنة بزيارته الأولى للمملكة العام 2009. وسبق ذلك قيام مسؤولين سعوديين بانتقاد إدارة أوباما في مناسبات عدة، ورفض الرياض مقعدها في مجلس الأمن الدولي بعد ٢٤ ساعة من فوزها به بالغالبية، في رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الكبرى الدائمة العضوية في المجلس. ويبدو أن «قمة روضة خريم» لم تَحُلْ التباينات الكبيرة في وجهات النظر بين البلدين حول القضايا الراهنة. تختلف الرياض مع واشنطن في ملفات رئيسة: الأزمة السورية، البرنامج النووي الإيراني، الموقف من مصر، والقضية الفلسطينية. تخاذلت واشنطن في الأزمة السورية عن مساعدة الشعب السوري ضد النظام المجرم في دمشق، حتى وهو يقصف شعبه بالسلاح الكيماوي، ويرتكب المذابح في وضح النهار. كما تختلف المملكة مع أميركا في شأن تعاطيها مع ملف إيران النووي، فبدلاً من أن تضغط على طهران لوقف ممارساتها وتدخلاتها المستمرة في شؤون العراق وسورية والبحرين، كافأتها بـ«اتفاق جنيف»، ورفع بعض العقوبات عنها، وتقديم الحوافز إليها، على رغم عدم تغير سلوكها، وتدخلها الإجرامي في سورية، وإرسالها الميليشيات الشيعية المتطرفة مثل «حزب الله» و«أبو الفضل العباس» لقتل السوريين. كما أن إيران لا تتوقف عن…

بلا مجاملة.. ماذا نريد؟

الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤

بعد إعلان البيت الأبيض عزم الرئيس أوباما زيارة الرياض، يجمع معظم المحللين على أن هناك «فتقاً» كبيراً وواضحاً في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، لا بد له من «رتق»، كون الرياض حليفاً عريقاً لواشنطن. في الوقت نفسه، لا بد من تصحيح معلومات من يزعم أن التحالف بين البلدين تتم فيه مقايضة النفط بحماية السعودية. الأسباب عدة وراء تلك العلاقة، منـــها أن السعودية دولة استــــراتيجية مؤثرة ومحمية برجالها ومكـــانتها الكبيرة وتأثيـــرها في العالمين العــــربي والإسلامــــي، وهذا التحالف ديدنه تبادل المنافـــع والمصـــالح كما بين كل الأمم والشعوب. ومن المؤكد أن السعودية لديها «خطوط حمر» في شأن أمنها وأمن الخليج ومنطقتها، وسط إقليم يمور بالاضطرابات واللااستقرار، وتتربص به دول وجهات تتباهى بأنها غدت الحليف الأفضل لواشنطن، مثل إيران وجماعة «الإخوان» التي تريد أن تتمدد من مصر إلى دول الخليج العربي بمساندة دول في المنطقة مثل قطر وتركيا، وربما كانت تلك بداية «الفتق» في العلاقة بين الرياض وواشنطن. في حين أبدت المملكة استياء «قوياً» من سياسة البيت الأبيض حيال أحداث مصر، التي كان واضحاً أن واشنطن باركت فيها استيلاء «الإخوان» على الثورة المصرية، والعمل وفق مصالح البيت الأبيض بعد تسريب وثائق واتفاقات بين الطرفين، ثم اتسعت «الهوة» بعدما اختارت واشنطن مواقف متراخية ومترددة حيال إمعان نظام بشار الأسد في قتل شعبه، وتهديد…

ليس على حسابنا!

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

يجمع غالبية السياسيين على أنه لم يمر على الولايات المتحدة رئيس ضعيف متردد متذبذب، مشتت القرارات ومتناقض التصريحات وضعيف المبادرات، مثل الرئيس الحالي باراك أوباما! ففي مقارنة سريعة مع سلفه (جورج دبليو بوش) لا من سبقوه بعقود، كان بوش يقول ويفعل، يضغط ويتحرك ويحرك العالم خلفه بالقوة والإرادة الأميركية. كان الحاكم العربي لا ينام ليلَهُ إذا كان بوش سيلقي خطاباً أو يدلي بتصريح. كان زعماء العرب في عهد بوش يتحسسون كراسيهم ورؤوسهم، أما اليوم فيخطب أوباما كثيراً، لكنهم لا يكترثون بعد أن اكتشفوا أنه ليس من أصحاب القرار أو صُناعه، بل من مسوقي الأقوال، حتى أصبح محل تندر في الداخل الأميركي قبل الخارج! ومع مضي خمسة أعوام على وجود «ابن حسين» في البيت الأبيض، ظهر أنه غير فاعل أو مؤثر على رغم محاولات التلميع لشخصيته منذ تنصيبه، بل عمل على تلاشي الهيبة الأميركية والشخصية القوية، انعكاساً لشخصيته، ما دعا مجلة «فوربس» في إحدى مقالاتها إلى القول بأن تردد أوباما حيال ضرب سورية يوجه رسالة إلى إيران بأن بإمكانها المضي قدماً في تخصيب اليورانيوم، وصنع قنبلتها النووية من دون أن تخشى أميركا، واعتبرت أنه بعد الإخفاق الأميركي في التعامل مع الثورة المصرية، جاءت مواقف أوباما المترددة حيال سورية لترسم صورة أكثر قتامة للقوة والقدرة الأميركية، وأن صورة أميركا تهتز في جميع…