آراء

ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

عام كارثي.. ما الجديد!

الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤

بعد غد هو آخر يوم لهذا العام الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه امتداد لما عشناه في السنوات الأخيرة من تبدل سياسي واجتماعي حقيقي نتج كما يقول البعض لمخرجات لحظة تاريخية ومفصلية من التاريخ الحديث والمتمثلة في أحداث سبتمبر، وقد يختلف الناس حول تحديد أهم ملامح هذا العام وأحداثه، ولكن إن كنا نريد أن ننظر للأمور متجاوزين حدودنا الضيقة، فإن علينا أن نرى ما أوردته وسائل الإعلام الدولية التي عنيت بتغطية الأحداث متجردين عن نظرتها المحدودة لمنطقتنا. كان أولها سقوط مدينة الموصل في أيدي جماعة "داعش" التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى دولة لها اقتصاداتها وجيشها والآلاف من المريدين من داخل العالم الإسلامي وخارجه، وهي اللحظة المفصلية التي بها أفاق العالم من سباته واكتشف الخطر الحقيقي الذي يحدق بنا جميعا، وذلك بوجود دولة تنتهج سفك الدماء وتجيد حربها الإلكترونية واستقطاب العناصر. الحرب في أوكرانيا كانت هي كذلك نقطة تحول في الصراع الغربي الشرقي، وأعاد للأذهان مرحلة الحرب الباردة رغم أنها…

علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

#محشوم_يا_شيخ_محمد_بن_زايد

الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤

(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). هكذا هم الماكرون دائما، يخططون ويسعون لتحقيق أهدافهم الشريرة، ويريد الله أن يفسد عليهم تخطيطهم ويبطل مسعاهم، فيحدث عكس ما خططوا له وسعوا. خطط إخوان الخليج للإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في شخص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فأفشل الله خططهم وأبطل مسعاهم، وتحولت كلمات الناعق باسمهم إلى رصاصات ارتدت إلى نحورهم، وهبّ أبناء الكويت الشرفاء الطيبون. مثلما هبّ أبناء الإمارات الفخورون بشيخهم، ليلهبوا مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاقات وتغريدات تعبر عن حبهم لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتحصر الماكرين في زاوية ضيقة، كي يعرفوا حجمهم الحقيقي، ومكانهم ومكانتهم في المجتمع الكويتي. فكان مهرجان حب ووفاء لهذا القائد الذي يحتل مكانة رفيعة، ليس في قلوب أبناء الإمارات فقط، وإنما في قلوب الخليجيين والعرب جميعا، الذين يقدرون دوره في قيادة منهج الاعتدال، ومحاربة أوكار الإرهاب والتطرف، وكشف خفافيش الظلام الذين يعتقدون أنهم وحدهم يمثلون الإسلام، وأن كل من لا…

ديانا مقلد
ديانا مقلد
كاتبة لبنانية

يورغن تودينهوفر عاد حيا

الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤

أي شعور وهاجس ذاك الذي دفع بكاتب وسياسي وباحث ألماني يبلغ من العمر 74 عاما أن يطرق باب «داعش» ويفاوض عناصر فيه لأشهر عدة ويذهب إليهم باحثا وسائلا بقدميه رغم كل احتمالات عدم عودته إن لم يكن أفظع؟ ليس غريبا أن تنهمر دموع عائلة الرجل كما روى لدى عودته بعد عشرة أيام أمضاها مع الجماعة الإرهابية في العراق وسوريا وعاد منهما حيا وراويا لما نعرفه عن شرها ومخاطرها وانتشارها، لكنها رواية تحمل بصمات شاهد ورؤيته من الداخل.. هل هو العمر المتقدم وما يحمله من امتلاء بسنوات حافلة وبالتالي لا ضير من مغامرة قد تعود بالكثير على الرغم من أنها تحمل مخاطر موت ونهاية؟ أم هي تلك القناعات التي تلازمنا كبشر فلا نحسن الإفلات منها مهما أوغلنا في العمر وفي التجربة؟ نعم، لقد فاجأنا «يورغن تودينهوفر».. لقد عاد حيّا رغم ما يمثله من إغراء لهذا التنظيم لخطفه وقتله ربما.. لكنه عاد ومعه الكثير من القصص التي شرع يرويها عبر «فيسبوك» بداية…

حرب البترول!

الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤

قبل سنوات طويلة، استخدمت السعودية سلاح النفط في حربها ضد الدول التي «لا تملك النفط». واليوم يُقال انها عادت لاستخدام السلاح ذاته في حرب موجهة ضد الدول التي «تملك النفط». قبل عقود جففت المنابع للتأثير في جهات المصب. قطعت الإمدادات البترولية للتعبير عن خيبة الأمل في الحلفاء الغربيين الذين يستهلكون النفط العربي بشراهة من غير أن يقدموا مقابلاً استراتيجياً لذلك. واليوم أغرقت السوق النفطية بحصة «أوبك» الثابتة للتعبير عن غضبها من النفطيين الذين يتآمرون ضدها وضد الاستقرار في محيطها الإقليمي. الحرب الأولى نعرفها جميعاً ونؤكدها جميعاً، أما الحرب الثانية فنشاهدها ولا نستطيع تأكيد حقيقتها أو رفضها! في هذه المقالة سأفترض صدقية الحد الثاني من هذه الثنائية، وأقارن ما بين الوضعين النفطيين المتعاكسين، وأرصد الخسائر والأرباح لكل منهما. في السبعينات، قرر الملك فيصل وضع مستقبل الاقتصاد السعودي في دائرة المجهول، وقرر قطع البترول عن أميركا بسبب وقوفها مع إسرائيل ضد الحقوق العربية التي لم تكن كلها وطنية خالصة بالكامل، بل كان…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

هل ننجو من أزمة النفط؟

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

خسرت الحكومة السعودية، مثل بقية الدول المصدرة للنفط، 50 في المائة من مداخيلها اليومية، منذ أن هبط سعر البرميل تحت 60 دولارا. الصدمة الحالية مؤقتة ومحدودة. ولأن الحكومة غنية، فقد عوضت العجز، وضغطت بعض النفقات، وقد نزفت سوق الأسهم قليلا، وانتهت المشكلة! لا لم تنتهِ، بل لم تبدأ بعد، وهي ستحدث في يوم ما. وهذه ليست نبوءة بل قراءة واقعية جدا. فكروا جيدا، هل سنستطيع أن نعيش لو انحدر سعر البرميل إلى 30 دولارا، فأقل، ودام الوضع هكذا 10 سنوات وأكثر؟ حينها، لن تفي مداخيل الحكومة بمرتبات موظفيها، وتدعم سعر الرز، والخبز، والماء، والكهرباء، وتمول الجامعات، والمستشفيات، والصناعات، والقطارات. وبالطبع ستستنفد مخزونها المالي الذي وفرته، وستزيد ديونها من صناديقها المحلية، وستفر الأموال المكدسة في البنوك المحلية إلى الخارج. فهل بوسعنا أن ننتظر لإصلاح الوضع فقط حين نبلغ حافة الهاوية؟ أم أن اليوم المشمس هو الأفضل، طالما أن الحكومة ليست مدينة لأحد، وفي جيوبها ادخرت نحو تريليون دولار، والوضع السياسي مستقر؟…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

حصاد عام من الحزن

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

بعد 3 أيام يمضي عام بائس من عمر اليمنيين لا بد أن ذكرياته المريرة ستبقى عالقة في عقولهم وقلوبهم بما حملته من مآس وأحزان وقتل وتدمير للمنازل وانتهاك للحريات العامة منها والخاصة، وتبدد أحلام راودت مخيلتهم وانتهت إلى سرداب بلا نهاية ولا ضوء في نهايته. بدأ عام 2013 بأوهام وزعها عليهم الساسة المتكئون على المجتمع الدولي عبر لقاءات «الموفينبيك» ومخرجاته التي ستدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وعول عليها البسطاء من اليمنيين ثم بعثرت الأحزاب ما تبقى عندهم من آمال وطموحات، وجاء منتصفه ليبدد كثيرا منها ولم يصل العام إلى خواتمه إلا وقد امتلأت نفوسهم بالإحباط واليأس والخوف والبؤس، ولتعود إلى ذاكرتهم الجمعية أبيات الشاعر الراحل الفذ محمد محمود الزبيري: «(ما لليمانيين) في لحظاتهم/ بؤس وفي كلماتهم آلام/ جهل وأمراض وظلم فـــــادح/ ومخافة ومجاعة وإمام». عندما يبزع فجر اليوم الأول من العام الجديد لن يكون بمقدور أحد ممن عبثوا بما يمتلكه اليمني من رغبة في غد أفضل له ولأولاده، أن يشرح…

عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

يمه.. ودي ببوسه وضمه

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

كثيرة هي المواضيع التي يمكن أن أكتب عنها، وكلما فكرت في أحدها أجد نفسي عاجزا عن البدء.. شعرت حقا أنني مصاب بـ(أجرافيا) Agraphia، أو ما سماه الفرنسي الشهير، وأحد أبرز مؤسسي علم الأعصاب، جان مرتان شاركو، أستاذ الطبيب النمساوي فرويد: "حبسة اليد". فقدت قدرتي على الكتابة، مع أن اليدين -بفضل ربي- سليمتان. تبصرت في مشكلتي، فوجدت أن العقل المشغول لا يمكن أن يعطي بارتياح، وأحمد ربي أن المانع هو انشغالي بتاج رأسي. أواخر الأسبوع الماضي، وأنا في المكتب اتصلت علي سيدتي الوالدة، وقالت: "إذا خلصت شغلك أحتاجك".. صوت أمي لا أخطئه، لكن النبرة هذه المرة مختلفة، أقفلت الملفات، وذهبت لغرفتها الجميلة، المزينة بصورة سيدي الوالد، وأخي -رحمهما الله- وصورة زواجي، وصور لأحفادها، وفي ركنها سجادتها، ومصحفها، ومسبحتها، ومبخرتها، وقهوتها.. ناديتها كما تحب: يا أمي يا "سلمى"، خيرا إن شاء الله يا ستي"؟ فقالت: "لا تقلق.. آلام مفاجئة، وأحب أن تأخذ لي موعدا في المستشفى". حالة انحباس اليد، أضيف إليها انحباس…

ميساء راشد غدير
ميساء راشد غدير
عضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان

الإمارات والكويت.. تاريخ عظيم

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

فوجئنا في الإمارات كما فوجئ الأشقاء في الكويت، باتهامات مبارك الدويلة عضو مجلس الأمة السابق، للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باستهداف الإسلام السني، وبتلفيق التهم للإخوان المسلمين في الإمارات، وبالمواقف الشخصانية العدائية، وجاء ذلك في حديثه لقناة تلفزيونية. ونحن إذ نعلق على هذا الاتهام، ليس دفاعاً عن شخصية سمو الشيخ محمد بن زايد، لأننا نرفض أن يكون في موقع دفاع، فمواقفه ومواقف دولة الإمارات وسياستها تكفي العاقل للرد على الدويلة وغيره من الباحثين عن أبواب يفتحونها للفتن. مبارك الدويلة اتهم وتحدث، وربما عبّر عن آراء جماعة ينتمي لها، ولا يهمنا أمرها، ولكن ما يهمنا هو موقف القناة نفسها، والتي كان المذيع فيها هو المبادر بفتح الموضوع والإشارة إلى الإمارات تحديداً، دون أن نعرف أسباب ذلك. وأكثر ما اكتفت به هو إصدار بيانين، أحدهما أكدت فيه أن ضيوف القناة يعبرون عن آرائهم وليس عن آراء القناة أو المجلس، وبيان آخر تعتذر فيه لدولة الإمارات وشعبها، وكلاهما لم…

وجه المرأة في قبضة الاستفزاز

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

تحتل المبادئ خانة المصداقية عندما تقع على المحك؛ مصداقية الشيخ الغامدي في فتواه ألهبت حماسة مجتمع الخصوصية فملأوا الدنيا ضجيجاً وصراخاً همجياًً،، تجلّت مصداقية الشيخ بظهوره بصحبة زوجته كاشفة الوجه والكفين وبالزينة فيما ظهر منها.. ظهرت جواهر( زوجة الشيخ السلفي أحمد الغامدي) بكامل حشمتها، فاستفزت مجتمع التغطية والحجب. مفهوم الاستفزاز في مجتمع الفضيلة الشكلانية مفهوم هلامي لا ارتباط له بالأخلاق، فالاستفزاز الذي ردده من استفزهم ظهور وجه "جواهر" استفزاز ضيّع موطئ قدمه، استفزاز زئبقي لا يؤمن بنقاش ولا حوار، ولا يتقبل الجدل فضلاً عن احترام الاختلاف، يدير دفة "هيجانه" الأهوج عصبة كهنة الجهل والتعصب والتشدد والغباء. فإن تتساءل عن أمر مستفز لتجده يكيل الهجوم والإرهاب اللفظي على تصرف طبيعي شخصي، فهذه حالة لا تتصور سوى في مجتمع طال عليه مفهوم لم يفهمه" احترام حق الاختلاف"، فسُرِقت حياته وحريته واستقلاله، تحت ذريعة عصمة هلامية تدّعي وهم الخصوصية وأحلام الفضيلة؛ فضيلة شكلانية؛ لاتتجاوز رمي المرأة في جحر التراث وتكميمها بالمخاوف "المستفزة" كلما…

أيمن العريشي
أيمن العريشي
كاتب وأكاديمي سعودي

جوناثان هيلي وأسئلة “التحجير”

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

"جوناثان هيلي" هو مذيع إيرلندي شهير يطل بصوته عبر الأثير كل ظهيرة في إذاعة "نيوز توك" في فقرة تسمى "لانش تايم" وذلك نسبة إلى موعد بثها الذي يتوافق مع استراحة الغداء للكثير من الموظفين هنا في ايرلندا. يستضيف جوناثان كل يوم مسؤولا ايرلنديا رفيعا لمناقشة قضية من قضايا الساعة: فرض رسوم على المياه، المشردون في الشوارع ، ارتفاع أسعار العقار إلى غير ذلك من القضايا التي تشغل المواطن الإيرلندي البسيط وتتعلق بحياته اليومية. دأبت منذ قدومي إلى دبلن على متابعة فقرة جوناثان. وأكثر ما يجذبني في أسلوبه هو ما نسميه عندنا بالعامية"أسئلة التحجير" التي لا تقبل سوى الإجابة بنعم أو لا . مما يضع المسؤول غالبا في حرجٍ كبير ، خصوصاً حين يحاول بعض المسؤولين الهروب بإجابتهم إلى منطقة رمادية. ويحصل كثيراً أن ينهي جوناثان فقرته بأن يعلق مخطاباً جمهوره بأن أسئلته بسيطة جداً ولا تخرج عن "نعم" أو "لا" لكن بعض الضيوف يصعبونها على أنفسهم كثيراً ! ليس في…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

الحاجة إلى الرحيل

السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤

جلستُ أتحدث مع الطبيب، قبل بدء العلاج، عن زيارتي إلى مدينته لوس أنجلوس، إذ تركها قبل أكثر من خمسة عشر عاماً واستقر في دبي. قُلتُ له مازحاً إنني سأنتقل للعيش في كاليفورنيا عندما أتقاعد، فضحك وقال أما هو فسيتقاعد هنا. خرجتُ من عنده وأنا أفكر في حوارنا، وتساءلتُ: لماذا أريد العيش في مدينته ويريد العيش في مدينتي؟ كلتا المدينتين جميلة وتقدم الكثير لزوارها والقاطنين بها، لكن هنالك شيء دفع كلاً منا للبحث خارج حدود حياته. قد يكون الرزق ما يدفع الناس للترحال، لكن ليس في حالتي أنا والطبيب، هنالك شيء أكثر إلحاحاً، أكثر أهمية.. إنها رغبة صادقة في البحث. وقد يسأل أحدكم: عن ماذا؟ لا أدري، وربما تكمن روعة هذه الرغبة في أننا لا ندري لماذا نبحث! بعض الأماكن التي نزورها تصدمنا بقوة، يَخنقنا الذهول عندما نغوص في أعماقها، كفلورنسا الجميلة التي أعتبرها أجمل مدينة رأيتها في حياتي. شعرتُ عندما دخلتها لأول مرة أنني أمشي بين صفحات كتاب تاريخ قديم،…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

الخطة «ج»: تنحوا جانباً أيها «الإخوان»… لتمر الديموقراطية

السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤

ماذا يريد الإخوان المسلمون، أن يحكموا أم أن تسود الديموقراطية التي تدعهم يعيشون وتدع غيرهم يعيش؟ الإجابة عن هذا السؤال ستحدد خطوتهم التالية بعد أسبوع حافل بأحداث مفصلية من الدوحة حتى تونس. أمامهم الحقائق التالية، أن شرارة الربيع العربي قدحت في لحظة تاريخية مناسبة لم يخطط لها أحد وإنما سنن إلهية، ثم مضت وتركت البشر يرتبون أمرهم بعدها، فمن أحسن التصرف فله ومن أساء فعليه، ولن يستطيع أحد أن يرتب لها من جديد، أو يبدأ دورة ثانية تعوضه عما فاته. الحقيقة الثانية، أن النظام العربي القديم ومن حوله طائفة معتبرة في كل دولة عربية تتوجس خيفة من التغيّرات الجذرية التي حركتها موجة الربيع، وهي مستعدة أن تقاوم بشراسة هذا التغيير أو الإسلام السياسي المتداخلين، بقوة صناديق الانتخاب، وقد عبّرت عن ذلك مرتين في استحقاقين انتخابيين حقيقيين، الأول الانتخابات المصرية عام 2012 التي فاز فيها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بنسبة ضئيلة، ولكن «عشيرته» من الإخوان رأوا نصرهم فقط، واعتبروه شرعية…