آراء

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

إسرائيل تخسر، ولا أحد يربح

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

تناول عدد معتبر من المعلّقين العرب والإسرائيليّين وسواهم تحوّلات الرأي العامّ الأوروبيّ بعد حرب غزّة. ولئن ساد نوع من الإجماع المُحقّ على أنّ إسرائيل خسرت معركة الرأي العامّ الأوروبيّ، وهذا مكسب كبير من حيث المبدأ، لم تظهر آراء جازمة في ما خصّ الطرف المستفيد من خسارة إسرائيل أو القادر على توظيفها واستثمارها. ففي أواخر الستينات وفي السبعينات، كان الكلام على الرأي العامّ الغربيّ وضرورة كسبه يستند ضمناً إلى وجود طرف يمكنه، ولو نظريّاً، أن يكسب. وكان الطرف المذكور والمعوّل عليه هو «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» في ظلّ قيادة غير دينيّة على رأسها، وفي ظلّ اندراجها في حركات التحرّر الوطنيّ من روديسيا (زيمبابوي) وجنوب إفريقيا إلى أنغولا والموزامبيق انتهاء بفيتنام وكمبوديا ولاوس. فعلى اختلاف هذه الحركات، والتباين بين واحدتها والأخرى، تضافر وجود الحرب الباردة والطلب العالميّ الواسع على نزع الاستعمار لتوسيع مؤيّديها وخدمة أغراضها. لكنّ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة» لم تستطع أن تكسب المعركة التي كسبتها الحركات الأخرى، ليس فقط لأنّ الرأي العام…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

لماذا غضب الملك عبدالله من العلماء؟

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

لو انتصر فيصل الدويش وسلطان بن بجاد وضيدان بن حثلين ومن خلفهم بضعة آلاف من «الإخوان» المتعصبين على مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود في معركة السبلة عام 1929 لكانت لدينا «داعش» مبكرة، ولكن ما كان لها أن تعمر مثلما عمرت وازدهرت الدولة السعودية الحالية، فمثل هذه الحركات المنغلقة والمتعصبة تحمل بذور فنائها في داخلها. استحضرت هذه القصة واختصرتها، بينما كنت أتأمل وجه الملك عبدالله الغاضب مساء الجمعة قبل الماضية، وهو يتحدث بلهجة غير مسبوقة إلى علماء الدين، ويعاتبهم بقسوة أنهم لم ينشطوا في الدفاع عن الدين وهو يعتدى عليه في مقتل من «داعش» والتطرف. قبل نحو 80 عاماً وفي مواجهة «الإخوان» (وهم غير الإخوان المسلمين المغضوب عليهم هذه الأيام)، استخدم والده الصبر والعلماء وأخيراً الحرب. لم يقدم على مواجهتهم وحسم الصراع معهم باستخدام القوة إلا بعد أكثر من مؤتمر جمعهم فيه مع علماء الدين، في حوار مفتوح بمؤتمر عام، عرض قادة «الإخوان» تحفظاتهم على كبار علماء نجد،…

ميرزا الخويلدي
ميرزا الخويلدي
كاتب وصحفي سعودي

«خيارات صعبة» يا عرب !

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤

قبل 12 عاما (في 28 يوليو/ تموز 2002) كتبت في هذه الصحيفة مقالا يستعرض كتاب المؤلف الفرنسي تيري ميسان الذي صدر باللغة العربية في طبعتين: «الخديعة المرعبة»، و«الخدعة الرهيبة»، يجزم فيه الكاتب أن الاعتداء الإرهابي الذي جرى في نيويورك وواشنطن في 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، مجرد «مسرحية دموية» جرت صياغتها بعناية لتعطي الولايات المتحدة الذريعة الكاملة للاستفراد بالعالم تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والبحث عن عدو جديد بعد زوال الخطر السوفياتي. هذا الكتاب لقي رواجا في العالم العربي منقطع النظير، ووجدت نفسي بعد نشر القصة أجيب على أسئلة واستفسارات من قراء من مختلف العالم العربي، يسألونني: أين يجدون هذا الكتاب؟! في الوقت الذي كان فيه النقاد الأوروبيون يسخرون من قصة المؤلف، ورفضت طباعة كتابه دور نشر محترمة. في العالم العربي هناك من يعشق هذه القصص، وينفخ في رمادها، ويطير مع دخانها في الفضاء، وهو يعلم أنها مجرد أساطير لا قيمة لها. أخيرا، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة مشابهة، لم…

عبدالله بن ربيعان
عبدالله بن ربيعان
أكاديمي سعودي متخصص في الاقتصاد والمالية

خصخصة الرياضة السعودية

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

على رغم أن حديث الرياضة، خصوصاً كرة القدم، لا يكاد يغيب في السعودية، إلا أن هذا الشهر كان الأعلى صوتاً مقارنة ببقية القضايا الأخرى. السبب يعود إلى ثلاثة أمور تُقرأ على الوجهين، الوجه الأول الرياضة، والآخر هو المال والاقتصاد. فالأمر الأول: وهو اختيار الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً لرعاية الشباب بدلاً من الأمير نواف بن فيصل. الثاني: أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء 11 ملعباً جديداً في مناطق المملكة المختلفة. الثالث: فوز تحالف تقوده قناة «إم بي سي» هذا الأسبوع بحقوق نقل الدوري السعودي حصرياً في مقابل عقد ضخم بلغت قيمته 4.1 بليون ريال لعشرة أعوام. ولنبدأ من الأخيرة، ففي صفقة هي الأكبر في تاريخ الرياضة السعودية، فاز تحالف مجموعة «إم بي سي» مع القنوات الرياضية السعودية بحقوق نقل الدوري السعودي حصرياً في مقابل دفعهما 4.1 بليون ريال لعشرة أعوام. إذ ستتخصص الأولى في نقل فعاليات دوري أندية الدرجة الممتازة، وستكتفي الثانية بنقل فعاليات دوري أندية الدرجة…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

قروب المونديال!

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

قبيل انطلاقة مونديال البرازيل بأيام التقيت ابن أخي (أحمد) عند باب الفيلا، وكنا ـ حينذاك ـ عائدَيْن من الدوام، فقال لي: عمي سعيد أنشئ مجموعة على الـ«واتساب» لمونديال كأس العالم فهل ترغب في الانضمام؟ قلت له: مشكورعندي مجموعتين. ودارت الأيام ليننتهى المونديال بغصة برازيلية ومرارة أرجنتينية وحلاوة ألمانية، لكن قصة «قروب أحمد» لم تنتهِ. يقول أحمد: «انضمَّ إلى القروب (المجموعة) عشرون عضواً، عرفتُ بعضاً منهم فقط، فأجرينا مسابقات للنتائج وأفضل لاعب، وخصّصنا للفائز جائزة، ومضت الأيام كالسحاب حتى انفض السامر وهدأت الأنفس». الجمعة الماضي خرج أحمد مع زملائه لمردف سيتي سنتر، ففوجئ بأن أعضاء المجموعة كلهم تجمعوا هناك بأسلوب احتفالي، حيث تم تكريمه بهدية جميلة. ويتابع أحمد: اكتشفت خلال الجلسة أنهم بعد انتهاء المونديال تجمعوا في قروب آخر دون علمي، أطلقوا عليه «تكريم مدير القروب»، ناقشوا فيه نوعية التكريم، وشكل الهدية، وتجميع المبلغ بالشراكة بينهم، ومكان التجمع، وغيره. بعد أن حكى لي أحمد هذه الحادثة، قلتُ له: هؤلاء الأصدقاء مثل…

واجبات على المسيحيين أيضاً

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

صحيح كل ما كُتب في معرض الدفاع عن المسيحيين ودورهم في المشرق العربي. وسليم تماماً الاعتراف بفضلهم على الثقافة واللغة العربيتين والإقرار لهم بدور جوهري في منح معنى إنساني شامل لتمسكهم بالبقاء في هذه المنطقة من العالم على رغم كل ما عانوه ومروا به على امتداد القرون، تارة باسم الدين وطوراً باسم الاستبداد السلطاني. وجاهل من لا يرى في اضمحلال الدور والحضور المسيحيين في المنطقة ضربة قاسية الى قلب المجتمعات والثقافة العربية والإسلامية، ذلك أن اختفاء المسيحيين من المشرق سيحيله صحراء عرقية ودينية وحضارية لا أمل فيها بنمو وتطور أي ظاهرة حضارية تتأسس حكماً على التفاعل والتبادل والحوار. ملامح الصحراء هذه بدأت تتكرس في نواح شاسعة اجتاحتها جحافل الإرهابيين المستترين بستار الدين، الذين لا يخجلون من وضع عبارة «الحمد لله» تحت صور الرؤوس التي يجزونها. ويصب في إطار الحرص العربي على دور مهم لمسيحيي المشرق، الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية في لبنان في عهدة شخصية مسيحية تحظى بتمثيل وازن في…

محمد الباهلي
محمد الباهلي
كاتب من الإمارات

الحرب الرابعة

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

في عددها الصادر في أغسطس 2014 نشرت مجلة «الأزهر» في افتتاحيتها التي كتبها الدكتور محمد عمارة مجموعة من المشاريع والمخططات التي قام بها الغرب لتفتيت العالم العربي والإسلامي بدءاً من الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت على مصر عام 1798 لبناء إمبراطوريته الاستعمارية عبر تفتيت العالم العربي والإسلامي على أسس دينية ومذهبية وقومية لتسهيل ابتلاع ولاياته وأقاليمه، مروراً باتفاقية «سايكس -بيكو» التي رسمت من خلالها خرائط التجزئة الاستعمارية لشعوب العالم العربي والإسلامي التي عاشت قروناً طويلة في إطار «الرابطة الإسلامية»، وصولاً إلى المخطط الذي اقترحه المستشرق الصهيوني برنارد لويس عام 1980 والمنشور في مجلة وزارة الدفاع الأميركية، والذي تضمّن إعادة تفتيت العالم الإسلامي، عبر إضافة أكثر من ثلاثين كياناً سياسياً جديداً، بدعوى حل مشكلة الأقليات الدينية والمذهبية والثقافية. وظهر بعد ذلك مخطط «الشرق الأوسط الكبير» الذي تحدث عنه بوش الابن في سيناريو «الفوضى الخلاقة»، وحدد لتنفيذه، حسب المؤرخ الدكتور عاصم دسوقي (مجلة «أكتوبر» 27/يوليو/2014) أدوات كثيرة داخلية وخارجية، منها حركات…

مصطفى فحص
مصطفى فحص
كاتب وصحفي

طهران بين التمسك بالمالكي والإمساك بالشيعة

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

مررت طهران في الأيام الأخيرة أكثر من إشارة سياسية، عن إمكانية تخليها عن ترشيح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي لولاية ثالثة، ولكن الرسائل الأوضح، حسبما ينقله مراقبون للوضع العراقي، ما جرى تسريبه إلى وسائل الإعلام عن اجتماعات جرت أخيرا بين قيادات ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه المالكي، بأن كتلتي «بدر»، بزعامة هادي العامري، و«مستقلون»، بزعامة حسين الشهرستاني (يملكان 55 مقعدا من أصل 93 لدولة القانون في البرلمان العراقي)، على استعداد للقبول بمرشح غير المالكي من دولة القانون، من أجل الحفاظ على وحدة التحالف الوطني، وعدم التفريط فيه وبأطرافه، ولكن بشرط الاتفاق بين جميع الكتل على الذهاب بمرشح واحد إلى البرلمان. تلميحات هادي العامري وحسين الشهرستاني، وهما الحليفان الأبرز لطهران، داخل ائتلاف دولة القانون بالانسحاب من الائتلاف، بمثابة الضربة القاسية لنوري المالكي، الذي يسعى، عبر الضغط على المحكمة الاتحادية، لكي يثبت أنه يمثل الكتلة الأكبر، ويحق له الترشح دستوريا لولاية ثالثة، ويجعلهما من جهة ثانية لاعبين مستقويين بإيران ضمن…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

الحرائق الإيرانية تصل إلى لبنان

الجمعة ٠٨ أغسطس ٢٠١٤

منذ سقوط الموصل بأيدي المسلَّحين في 10-11 يونيو (حزيران) 2014، انصرفتُ مثل كثيرين غيري إلى تعداد الحرائق التي أقبل الإيرانيون على إشعالها في العالم العربي، ردا على خسارتهم الصاعقة في العراق. ذكرتُ الحوثيين باليمن، وذكرت المصائب التي نزلت بغزة في الثوران الحماسي المفاجئ للمقاومة، وذكرْتُ استشراس النظام السوري و«حزب الله» لأخذ حلب بعد حمص، وذكرتُ إصرار الإيرانيين على النظام السوري لمواجهة «داعش» بسوريا بعد أن لم يعد استخدام «داعش» مفيدا. وما خطر لأحدٍ منا أن يحاول الإيرانيون إشعال الموقف بشرق لبنان. نحن نعلم منذ أكثر من سنتين أنّ عرسال تحولت إلى شوكةٍ في خاصرة حزب الله، بسبب موقعها على الحدود، والجرود والجبال الوعرة التي تمتدُّ فوقها على مساحة مائة كيلومتر، وأنّ عرسال تؤوي عائلات مهجَّرين سوريين ارتفعت أعدادهم لأكثر من مائة ألف؛ في حين أنّ سكان البلدة لا تزيد أعدادُهم في الأصل على الثلاثين ألفا! ما توقعتُ هذا الاشتعال لأنّ الحزب أعلن انتصاره في كل مكانٍ، وزايَدَ في ذلك على…

عبدالرحمن الخطيب
عبدالرحمن الخطيب
باحث في الشؤون الإسلامية.

حتى اسم المرأة بات عورة!

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠١٤

في العيد خرجت مع أسرتي لأتناول طعام العشاء في أحد المطاعم في السعودية. كان المطعم مزدحماً جداً، لذا تعالت الأصوات. لكن أشد ما لفت نظري هناك هو مناداة الرجال لنسائهم بأسماء ما أنزل بها من سلطان. فمنهم من استدعى زوجته بقوله: (يا ولد)، ومنهم من ناداها (بابا). الغريب أيضاً أن إحداهن كانت قد حجزت طاولة باسم رجل، وحين نادوا على اسم الرجل ليجلس على طاولته تبين أن الزبائن كن نساء فقط. ويكأن إعطاء اسم أنثى وهمي لعامل الحجز يعد حراماً أو عيباً. إن قضية الاستعارة والخجل من ذكر أسماء النساء قضية يظن بعضهم أن لها أصلاً في الدين والشرع. وهذا أمر مجانب للصواب، وفهم سقيم، وأحكام مغلوطة. ومحط الغرابة والاستفهام أن وزارة التربية والتعليم تشارك أيضاً في الحط والانتقاص من قيمة المرأة المسلمة. فهي بدل أن تسمي مدارس البنات الحكومية تيمناً بأسماء الصحابيات، والعالمات، والفقيهات، والفضليات المشهورات، تسميها بأرقام فقط. بل إنه حين ينادي الآباء أو السائقون على الطالبات الصغيرات…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

السوريون بشر أيها الإسبان

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠١٤

سبق أن كتبت هنا تلميحاً، واليوم لا ينفع التلميح، فالوضع بات أكثر من طاقة شعب على التحمل، فأن تصبح مشبوهاً لأن حرباً تدور في بلدك لمجرد أنك تحمل جنسيتها فتغدو منبوذا من العالم كله، وترفض الدول استقبالك أيا كنت ومهما كان وضعك الثقافي والإعلامي فتلك كارثة بحق شعب لم يرتكب ذنبا، ويدفع ثمن صراع على السلطة وطموحات قتلة ومرتزقة وجماعات إرهابية يتناهبون ويتبارون قتلا وتدميرا. مثال ذلك فهم الإسبان الثقافة من باب أعوج، فأي سوري لديهم هو مشروع لاجئ، ولأن بلادهم مشبعة بالعاطلين عن العمل واقتصادهم في حالة يرثى لها من التردي، فقد قرروا ألا يمنحوا تأشيرات للسوريين حتى وإن كانت سياحية، ولا يهمهم إن كان من يريد السياحة شخص لديه عدة مؤلفات وآلاف المقالات ومئات المحاضرات والأمسيات الأدبية، فجريمته لدى الإسبان أنه "سوري" وتلك صارت كما يبدو تتخطى التهمة لديهم إلى الوصمة وإلى الامتهان وعدم إبداء أي احترام. ما أكتبه ليس نقلا عن أحد، بل تجربة شخصية مسنودة بالوثائق…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

جدة.. وأنا.. وكذبة “إيبولا”

الخميس ٠٧ أغسطس ٢٠١٤

على رف الصحف، وأمامي في البقالة المجاورة لسكني الموقت في مدينة جدة، تبارت الصفحات الأولى في نشر الخبر الصادم عن ضبط عمالة (إيبولا) في هذه المدينة، وأضيفوا (اسمي) إلى العنوان؛ لأنني تقريباً وصلت مع (إيبولا) إلى جدة في اللحظة نفسها، وكنت من قبل أشفق على أطفالي المدمنين لهذه المدينة الساحرة من (هكذا) عناوين في ظرف السنوات الماضية، كنت أخاف عليهم من حمى الضنك حتى ضربت (كورونا) بكذبتها الإعلامية وهيلمانها الذي تقول عنه الجرائد ذاتها إنه يدر على عوالم البيزنس ما ناهز 18 مليار ريال من إعلانات الصابون وسوائل المطهرات، حتى الكمامة وإعلانات التوعية، ناهيك عن مليارات الأدوية الوقائية وجيوش التوعية الوقائية. اليوم، وبصوت مرتفع سأقول: آن لنا أن نواجه أخبار الفيروسات والأمراض الوبائية بفعل المنطق لا بصوت العاطفة، نحن بالأرقام على رأس دول الكون بأكملها في فاتورة الخسائر المفتوحة لهيلمان أنفلونزا (الخنازير)، اشترينا لقاحاً واحداً لكل أربعة مواطنين بينما اكتفت السويد بلقاح واحد لكل أربعين مواطنا، نحن اقتصاد ضخم تستهدفه…