الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤
هل بدأ التنوير في النهضة العربية من ثُقب إبرة، كما يقول الكاتب رفعت السعيد؟ أم أن المعركة دارت بين من يشدّون العربة إلى الأمام، وبين من يضعون الهراوات في دواليبها؟ وهل أصبح قدرنا أن نعود إلى أول السطر بعد كل قرن؟ فما قاله رواد النهضة العربية خصوصاً هؤلاء الذين لاذوا بمصر هرباً من مطاردة الباب العالي لو وجد مجالات حيوية لترجمته إلى واقع، لكان المشهد العربي على غير ما هو الآن، لكن النهضة تعرضت لإجهاض مبكر وفي الرحم . وما أشبه الليلة بالبارحة، فما قطعه العرب المعاصرون من مسافات نحو العصرنة والتحديث واللحاق بالعالم الأكثر تقدماً، أصبح الآن في خطر، وفي مهب عواصف رملية تحجب الآفاق وتسدها، إذاً هي حرب مستمرة بين العقل ومضاداته، خصوصاً تلك التي تتأسس على تجهيل مؤدلج ومبرمج، بهدف تجريف الوعي وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن المستقبل ليس محايداً إزاء هذه الحرب، فهو حليف استراتيجي لمن راهنوا على العقل ضد الخرافة، وعلى التنوير مقابل الإظلام،…
الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤
ترحيب وسائل إعلام سورية بالغارات الأميركية على مواقع تنظيم داعش، وحديثها عن أن أميركا تحارب في خندق واحد مع القوات السورية، قد يبدو نكتة سمجة أو محرجة في واشنطن، لكنه يعكس في الواقع كيف قلب «داعش» الموازين في الحرب السورية، وكيف بدّل الكثير من التحالفات والمواقف في المنطقة. فنظام الأسد يستفيد بلا شك من الغارات الأميركية على مواقع «داعش»، ويسعده الهدف المعلن للتحالف الدولي في القضاء على التنظيم. صحيح أن الاستراتيجية الدولية لا تهدف لمساعدة النظام السوري بالضرورة، لكنها لا تستطيع تفادي استفادته من نتائجها العسكرية. دمشق تستغل هذا الأمر إعلاميا وسياسيا لتروج أن أميركا باتت معها في «خندق واحد» ضد الإرهاب. الانقلاب الحقيقي سيكون إذا صحت القراءات المستنتجة من التطورات على الأرض، التي تشير إلى أن الإدارة الأميركية بدأت تراجع موقفها، وتتريث في موضوع إطاحة نظام الأسد. فواشنطن تشعر بالقلق من احتمالات الفراغ الذي سيحدث في ظل تفكك المعارضة السورية، وتنامي نفوذ الحركات «الإسلامية» التي تسيطر مع «داعش» على…
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من أصحاب العقول الراجحة، وهو امتداد للطرح الديني الصافي؛ مثله في ذلك مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، يرحمهما الله. وأتذكر بإجلال وتقدير أن المفتي كان أول عالم دين أنكر العمليات الانتحارية التي كان يقوم بها بعض الشباب في فلسطين، وكانت وقتها الحماسة والعاطفة توجهان بوصلة بعض أهل الفتوى لتأييد هذه العمليات الانتحارية، لكن سماحة المفتي كان صارما، وأصر أن مثل هذه العمليات ليست عملا صالحا. ثم مرت الأيام، وبدأت المجتمعات المسلمة تكتوي بهذه العمليات، وبدأ بعض مَن أجازوا هذه العمليات يتراجعون عن ذلك، بعد أن شهدوا مراهقين يهدرون أرواحهم معتقدين أن ذلك يوصلهم إلى الحور العين.. ولا تزال هذه العمليات طعنة في الخاصرة. بالأمس قرأت ما نقلته "الاقتصادية" عن سماحة المفتي، بشأن "تويتر". قال المفتي إن هناك مَن يستغل "تويتر" لزرع الفتنة ونشر الفوضى. وقال سماحته، بحسب الصحيفة، إن "بعض المغردين لا يعرفون…
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
للحكيم الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، مقولة بليغة (جارحة) هي أنه: «عندما يفشل الياباني ينتحر وعندما يفشل العربي يرقى»! وما يسبق ترقيات الفاشلين في العالم العربي هو توظيفهم، دون تردد، في مواقع صناعة القرار وصياغة حياة الناس من بطون أمهاتهم إلى قبورهم. والسبب هو أن الوظيفة عند العربي مزرعة بينما هي عند الياباني مصنع. في الأولى يربى كل شيء ويكبر وينتفخ على يد المالك وفي ظله ومن أجل سواد عينيه وطرب أذنيه. وفي الثانية تتداخل خطوط الإنتاج وتنجح أو تفشل بناء على العزف الجماعي للباحثين عن المصلحة الوطنية العامة التي يتشاركون فوائدها بالتساوي. ولذلك، تحت وطأة الممارسة الفلاحية، يتأخر الوطن العربي كل هذا التأخر ويهاجر أبناؤه إلى أصقاع الممارسات الصناعية يتكسبون رزقهم ويبنون كراماتهم التي تهدر لسقيا أحواض الواصلين والمتنفذين والفاسدين والفاشلين. ولو أنك ألقيت نظرة واحدة على الأسماء العربية المبدعة التي تشرق عليها شمس الغرب والشرق كل يوم لفهمت ما أقول هنا. كل الموهوبين العرب من الشباب لا نسمع…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
«الجدل الدائر حول الاكتتاب في «البنك الأهلي» السعودي، هو نقاشٌ حول مسألة فقهية بحتة / الربا، (غير المختلَف في حكمها ولكن في إنزالها على الواقعة) أخذ منحىً سياسياً وحزبياً مؤدلجاً أكثر مما هو شرعي. ولا شك أن كتابات استفزازية معينة هي الفتيل الذي أشعل هذا النقاش المتأزم. لست أعمم هذا التوجه على كل المناقشين للمسألة، ففيهم الكثير من الباحثين عن الصواب، لكن وجود هؤلاء الصادقين يكاد يُلوَّث براغبي «تويتر» وتحزيب النقاش من متطرفي الطرفين. لا أتحدث عن الحكم الشرعي بل عن طريقة الوصول إليه». كان هذا تعليقي في موقع «تويتر» على الاحتراب والتأزم الذي غشي المجتمع السعودي طوال الأيام الماضية، وما زالت أعراضه باقية، حول طرح أسهم أحد أضخم البنوك السعودية للاكتتاب الشعبي العام. فسّر البعض تعليقي هذا بأنه ميل لتوجّه أيديولوجي دون آخر، فيما رآه آخرون انحيازاً لبنكٍ دون آخر! أما تفسيري لتعليقي فهو أنه انحياز لطريقة في التعبير عن الرأي دون أخرى، ولذا فقد ختمت تعليقي ذاك بعبارة:…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
عين العرب - أو كوباني كما يسمّيها الأتراك والأكراد - صارت في حسابات السياسة الشرق أوسطية أهم من حلب. لقد استدعت البلدة الصغيرة، ذات الغالبية السكانية الكردية، تحرّكا أميركيا ودوليا لم يتيّسر على امتداد ثلاث سنوات لحلب، الحاضرة السورية الكبرى، وثاني أقدم مدن العالم، وعاصمة المحافظة التي تتبعها عين العرب. حلب تواجه في هذه الساعات الصعبة تصعيدا خطيرا لهجمات النظام. وتشير التقارير المحايدة إلى أن النظام يسعى الآن ليس فقط إلى رفع حصار قوى الثورة والجماعات الإسلامية عن الأحياء الحلبية والبلدات المجاورة التي ما زال يُحكم قبضته عليها، بل يعمل بكثير من الثقة - مدعوما بالميليشيات الطائفية التي تدعمه - على استعادة زمام المبادرة في شمال غربي سوريا. وهو في ذلك يستفيد من صرف المجتمع الدولي الأنظار عن إجرامه، وتركيزها على تنظيم داعش في غياب استراتيجية واضحة لمرحلة «ما بعد داعش». واشنطن حتى اللحظة لم توضح مصير المناطق التي يؤمل أن تنجح الغارات الجوية للتحالف الدولي في إبعاد «داعش» عنها.…
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
بعض المظاهر الاجتماعية -على رغم الرخاء الظاهر في بلادنا- تكشف لنا أن بعض أفراد المجتمع يعيشون في ظروف معيشية واجتماعية ونفسية لا يمكن أن نتخيلها، فقد عايشت تجربة شخصية عندما مررت بحديقة جميلة وصغيرة وبطرفها مقهى صغير، ولمّا وصلت إليه وجدته مغلقاً، ولكن تفاجأت بوجود شخصين من مواطني هذا البلد في حال لا يمكن وصفها من العوز، فهما يسكنان في تلك الحديقة منذ أكثر من عامين، وقد استأذنتهما وقضيت وقتاً جاوز الساعة في الحوار وتبادل الحديث، وقد سألت في البداية العم صالح إن كان يمكننا أن أعرف سر هذا التشرد والحال التي أوصلتهما إلى هذا فقال لي بلهجته المحلية لإحدى مناطقنا العزيزة: إذا كنت تريد أن تحزن وتتحمل سماع مآسينا فأهلاً بك. قبلت عرضه وقص عليَّ قصته، وقال: إن له منزلاً يملكه في جنوب العاصمة، ولكن تطورت مشكلاته مع أولاده وزوجاتهم، وضيقوا عليه في حياته، ففضل التشرد وحياة الشوارع والتهيان، بدل أن يعيش في كنف أسرته ويرعاه أولاده. وتذكّر زوجته…
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
يتصاعد خطر الإرهاب في الوطن العربي يوماً بعد يوم، ويمتد إلى مناطق أوسع في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وغير هذه الحالات، ولا يبدو حتى الآن أن ثمة نجاحاً حاسماً في مواجهة هذا الإرهاب حتى بعد أن بدأ التحالف الدولي غاراته على موقع «داعش» في العراق وسوريا، ولأن كثيرين يؤمنون بأن مواجهة الإرهاب لابد وأن تكون عربية فإن البعض من هؤلاء بدأ يطرح فكرة ضرورة الدعوة لقمة عربية استثنائية تنظر حصراً في هذا الخطر، وتضع خطط المواجهة وآليات التنفيذ. صحيح أن المجالس الوزارية العربية سواء على مستوى الجامعة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اتخذت قرارات مهمة وشاملة في هذا الصدد، وصحيح أيضاً أن مؤسسة القمة الخليجية قد فعلت الشيء نفسه، لكن قرارات آخر قمتين عربيتين في الدوحة (2013) والكويت (2014) لم تتضمن شيئاً يتعلق بمواجهة الإرهاب، وفي كل هذه الأحوال لم يُوضع أي من القرارات التي اتخذت موضع التنفيذ على النحو الذي يحقق النقلة النوعية المطلوبة في مواجهة الإرهاب.…
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
على مستوى مسؤوليات وواجبات المؤسسات فإن الأنظمة هي التي تحكم علاقة الناس ببعضهم وليس (حب الخشوم) وسامحنا غلطانين وكنا نظن وما إلى ذلك من أعذار واهية لا تقدم ولا تؤخر. أما إذا أردتم التمسك بهذه العادة فلا مانع بشرط أن يصاحبها إنفاذ للقانون على من أخطأ في حق أحد أو اتهمه بما ليس فيه. أي أن نستقبل قبلات المخطئين من غير أن نلغي التصرف تجاه الخطأ الذي ارتكب هنا أو هناك، لكي لا يتكرر ثم نعود مرة أخرى نقفز على (الخشوم) وأصحابها وهكذا دواليك. نريد فعلا أن نؤطر كل العلاقات بين الأجهزة والمواطنين، وبين المواطنين وبعضهم، على أساس من احترام خصوصية الآخر وبراءته وبياض تصرفاته، بدلا من هذه (الشواحن) اليومية. وهذا أمر طبيعي جبل عليه الناس منذ الأزل وليس اختراعا ابتدعناه أمس ونحاول أن نفرضه اليوم. وبالتالي ما هو مفروض أولا قبل الوقوع في ورطات (حب الخشوم) أن نحسن الظن بالآخرين وتقديم حسن النية في النظر إلى حركاتهم…
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
قبل عدة سنوات فجر الكاتب عبدالله بن بخيت قنبلة مدوية بالمقاييس السعودية ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك في برنامج (إضاءات) الشهير الذي كان يقدمه الزميل تركي الدخيل، حين قال بأن هذا الجهاز لا يخضع لمقاييس طبيعية في توظيف المنتسبين إليه أي أنه لا يوظفهم حسب الشهادة أو الطول والوزن والمواصفات الجسمانية بل يوظفهم بناء على انتمائهم الفكري، فمن لا ينتمي لهذه الأيدلوجيا الفكرية لا يمكن توظيفه وهذا لا يصح في أي وظيفة حكومية. وبالطبع قامت الدنيا ولم تقعد ضد ابن بخيت وانهمر طوفان الشتائم عليه من كل حدب وصوب لمجرد أنه أبدى وجهة نظره ولا أستبعد أن الزميل تركي الدخيل قد طاله شيء من هذا الهجوم الشرس لمجرد أنه أتاح الفرصة لابن بخيت كي يبدي وجهة النظر هذه، وقد تم نفي تهمة (الأدلجة) جملة وتفصيلا من قبل أنصار الهيئة واعتبروا ذلك افتراء مكشوفا من ابن بخيت. واليوم ها نحن نشاهد دلائل هذه الأدلجة التي تحدث عنها ابن…
هيفاء المعشيمديرة إدارة الدراسات الجيوسياسية في مركز "بحوث" - دبي
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
من داخل ساحة العروض في خور مكسر داخل مدينة عدن أعلن شلال شايع أحد قيادي مكونات الحراك السلمي الجنوبي وسط الحشود الكثيفة التي قدمت من جميع المحافظات الجنوبية للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر، أن الجنوب العربي سيعود كما كان دولة مستقلة ولو اقتضى الأمر إعلان الكفاح المسلح. رسالة القائد الجنوبي القادم من الضالع ألهبت الحشود ولاقت تجاوبا كبيراً خصوصا وأن مشاهد مذبحة الضالع التي ذهب ضحيتها 20 مواطناً جنوبياً لم تغب عن أذهانهم. الضحايا قُتلوا من قبل اللواء 33 مدرع وهم مجتمعين في مخيم عزاء نصب لشهداء سبقوهم وتم قتلهم بنفس السلاح ومن قبل نفس الأشخاص. ما حصل في عدن لا يمكن وصفه بالمشهد المكرر لمشاهد احتفالات سابقة قادها الحراك الجنوبي في السنوات الماضية لكونه حدث في خضم تغيرات سياسية حادة في شمال اليمن يقودها الحكام الجدد غير المتوجين في صنعاء: الحوثيون. فهل اتفق كل من حراكيي عدن وحوثيي صنعاء على تغيير الخارطة السياسية لليمن لإعادة الإمامة في الشمال وإحياء…
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
أتذكر زياراتي أثناء المرحلة الجامعية لبعض المكتبات لشراء بعض الكتب التي كان يوصي بها بعض أساتذتي الذين كانوا بالنسبة لنا مرشدين وموجهين على المستويين الأكاديمي والفكري، وكيف كانت المفاجأة كبيرة عندما أبلغني في إحدى المرات مسؤول المكتبة بأن الكتاب الذي أبحث عنه غير مسموح به، بل وينصحني بألا أبحث عنه وألا ألوث عقلي الشاب بأفكار سخيفة لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا الحميدة. تذكرت هذه القصة، عندما كنت أتحدث قبل أيام مع أحد الزملاء عن سياسة الحجب والمنع لبعض المواقع الإلكترونية التي يعلم الكثيرون أنها أصبحت أكثر جذبا للفرد من الكتب الورقية، وأكثر قدرة على التأثير، إلا أن لكل زمن ظروفا ومعطيات كما يقال، فما كان في التسعينات ـ على سبيل المثال ـ ممنوعا من حيث الأفكار والآراء أصبح اليوم من المسلمات التي تناقش في مجلس الشورى بشكل علني، فما كان ممنوعا في الماضي أصبح مسموحا بعضه، وما كان مسموحا بعضه أصبح اليوم يحارب بشكل علني من قبل الدولة خصوصا فيما يتعلق…