آراء

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

الجهاديات الجديدة والأوضاع الاستراتيجية

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

يوم الأربعاء الماضي حاول انتحاريان نسف السفارة الإيرانية في بيروت. وقد سقط نتيجة هذه الهجمة عشرات القتلى ومئات الجرحى والمُصابين. وهذه عملية انتحارية عُرفت مثائلها في كل موطن ظهر فيه أو تحرك متشددو «القاعدة»؛ وبخاصة في العراق وسوريا في السنوات الأخيرة. والمُلاحَظُ حصول «تطور» في اتجاه هذه العمليات. فقد بدأت في تسعينيات القرن الماضي من جانب «حماس» والجهاديين الآخرين ضد القوات والمؤسسات الإسرائيلية. ثم صارت تجري ضد المؤسسات والجهات الأميركية والغربية في العالم. والتطور الثالث في العقد الماضي التفجير والانتحار ضدّ المؤسسات والجهات العربية والإسلامية. أمّا هذه الموجة التي أعتبرها رابعة الموجات أو العواصف فتتجه إلى المؤسسات والجهات الشيعية المعروفة بولائها لإيران، دون أن تختفي بالطبع المظاهر والظواهر السابقة كلياً. وفي هذه المرحلة بالذات يتفرد المشهد المصري في سيناء حيث لا عمل للجهاديين غير قتل رجالات الجيش والشرطة، ومن جانب منظمة تُسمّي نفسَها بيت المقدس أو ما شابه. ولستُ أدري كيف يُسهم قتل العسكريين المصريين في تحرير القدس. لكنها كما…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

اليمن: الحزبية قبل الوطن!

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

نصت المادة «7 - ب» من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على أن «تبدأ المرحلة الثانية ومدتها عامان مع تنصيب الرئيس بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة وتنتهي بإجراء الانتخابات العامة وفقا للدستور الجديد وتنصيب رئيس الجمهورية الجديد». اليوم بدأ الساسة التفكير في وسائل للتخلص من حبائل فشلهم في التوصل إلى نهاية مرحلة توهم أغلب اليمنيين أنها بداية الانتقال إلى عهد جديد، فإذ بهم يقادون إلى تفسيرات متأخرة من معدي المبادرة وآليتها شاركهم فيها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بل إنه كان أعلاهم صوتا وأكثرهم صراخا متبوعا بوعيد أممي، وأنا هنا لا أسجل اعتراضا على النصوص ولا على الظروف القاهرة التي اعتدنا سماع مبرراتها، ولكني كنت أتمنى أن يجري الإخراج بصورة فيها احترام لآمال الشباب الذين قادوا حركة التغيير في ميادين اليمن وانتهت أحلامهم بارتباك وحيرة شارك في صنعهما الذين استولوا عليها وتوهموا أنفسهم حملة مشاعل المستقبل في قاعات الموفينبيك! جرت العادة أن يتجاهل الحزبيون اليمنيون كل نص مكتوب متفق عليه، ثم يكتفون…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

في صراع المثقف والداعية.. من ينتصر؟

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣

في الجملة الأولى من تقديمه لمناظرة الأخوين الكريمين: الشيخ الدكتور محمد النجيمي، والمفكر الأديب محمد زايد الألمعي، وفي برنامجه الصاعد المثير: "هاشتاق خليجي"، طرح الصديق الأثير، إبراهيم الفرحان سؤالاً جوهرياً عن صراع القطبين: من صراع المثقف والداعية.. من ينتصر؟ سؤال جريء لا يمكن طرحه بمفردة: "صراع" إلا في مجتمع منقسم منفصم؛ لأنني مؤمن تمام الإيمان أن تقابلية "الداعية والمثقف" يجب أن تكون في الأصل تقابلية تكاملية تطابقية في الأهداف، لا تناقضية تباينية كما هو الحال ـ للأسف الشديد ـ في المجتمع السعودي. ومن وجهة نظري الخاصة فإن "الانتصار" محسوم سلفاً، وبنتيجة ساحقة لصالح الداعية على حساب المفكر والمثقف؛ لأن التركيب الهيكلي لبنية الثقافة المجتمعية المحلية قد مهدت طريقاً مفتوحاً للمنتصر، بالتأهيل وبالحسابين: الرسمي والمجتمعي، وأيضاً عبر الصندوق البريدي الأسود "Black mail" الذي جعل من المثقف والمفكر في المجتمع السعودي فكرة منبوذة تستأثر بآلاف رسائل التخويف وعشرات التهم الكاذبة التي ابتدأت قبل أربعين سنة بمصطلح "الماسونية" وتنتهي الآن بتهم التغريب والعلمنة.…

الروليت الروسي في عيون (الخليجي)!

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

في الوقت الذي طالبت فيه عدة أطراف دولية بالالتفات إلى معاناة الشعب السوري – التي امتدت لأكثر من عامين – جرى قتل نحو 100 ألف شخص وتشريد الملايين إلى المنافي إثر تصدي السلطات السورية للمتظاهرين المنادين بالكرامة. وفي الوقت الذي شاهد العالم «تردد» الولايات المتحدة في اتخاذ قرار توجيه ضربة رادعة للنظام السوري جراء استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه.. وفي الوقت الذي انقسم فيه «الكونغرس» الأميركي على نفسه، ولم يحصل الرئيس الأميركي (باراك أوباما) على أرجحية لقراره توجيه ضربة إلى النظام السوري... في هذا الوقت، ولدت المبادرة الروسية، في مناخ امتلأ بالشكوك حول اتفاق (موسكو) و(واشنطن) على «تخريجة» سياسية، لربما تجنب الولايات المتحدة «إثم» ضرب سوريا، لكنها في ذات الوقت «تريح» إسرائيل بوضع الأسلحة الكيماوية السورية في قبضة الأمم المتحدة، وحرمان سوريا من استخدامها إلى الأبد! ولقد تلقفت سوريا هذه المبادرة بيد «الامتنان»، وقام وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) بالترحيب الجم بالاقتراح الروسي فرض رقابة دولية على الأسلحة الكيماوية في…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

الحُب أم القُوّة؟

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

يُحكى أن "ستيف جوبز" رئيس آبل الراحل كان شديد القسوة على موظفيه، سليط اللسان، صفيق الوجه، لا يتوانى عن شتمهم وإهانتهم، وطردهم من العمل أمام الملأ دون تردد. وكان معظم موظفيه يتحاشون الركوب معه في المصعد، أو الحديث عن عملهم أمامه لأنه، في أغلب الأحيان، سيشتمهم ويصرخ في وجوههم. ويحكى أنه أدخل المستشفى مرة ووضع له الطبيب قناع الأوكسجين على وجهه، فنزعه وصرخ في الطبيب طالبا منه أن يأتِيه بخمسة أقنعة أخرى ذات أشكال مختلفة حتى يختار أحدها. حتى الجهاز الموصول بإصبعه لم يعجبه، وكان ينزعه من يده منتقداً تصميمه البشع! إلا أن ستيف أحدث تغييراً تاريخياً في مجرى التكنولوجياً.. وجعل حياتنا تدور حول منتجات آبل إلى أن صارت ثقافة عالمية باتت تُسمى بثقافة "آيبود". وخلال عقد من الزمان نقل ستيف البشرية سنوات ضوئية إلى الأمام على مستوى الاتصالات، وقواعد المعلومات، والتطبيقات الإلكترونية وغيرها من المجالات التي يصعب حصرها. وفي التاريخ، كان الرئيس الصيني "ماو تسي تونغ" أحد أشد القادة…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

كيري والإخوان اللصوص

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

هذا من تعابير وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي فاجأنا بتصريحه الانقلابي، أن الإخوان المسلمين في مصر هم من سرق الثورة. انقلب الوزير على موقفه، وموقف الإدارة الأميركية، التي لطالما رفضت الاعتراف بعزل محمد مرسي من الرئاسة، وأصرت على معاقبة النظام الجديد، وأنه غير شرعي أخذ الحكم من رئيس شرعي منتخب، يعني أنهم سرقوا الحكم من الإخوان. لا بأس بهذا التوصيف التصحيحي الجديد، حيث يمكن وفق الخارجية الأميركية اختصار التاريخ بالقول إن الجيش المصري سرق الحكم من الإخوان الذين سرقوا الثورة، وبالتالي لا يصبح هناك تناقض في الموقف الأميركي. أيضا، في نفس التوجه الجديد، أعلنت بريطانيا أنها تخلت عن الحظر الذي عوقبت بموجبه مصر ومنع تصدير السلاح إليها. الحكومة البريطانية قالت إنها ستستأنف تسليم وبيع السلاح لمصر. وهذا على خطى الولايات المتحدة، التي أعلنت أنها سلمت بارجة عسكرية واحدة من ثلاث، وستبحر إلى المياه المصرية فورا. ما الذي قلب الموقف الغربي لصالح النظام المصري الجديد؟ أعتقد أنها نتيجة طبيعية لفشل…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

لا بد من «عنوان آخر» و «أمن» للراغبين بالجهاد في سورية

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

طالما أن بشار الأسد موجود ومستمر في جرائمه، ستكون سورية «مغناطيساً» لجيل جديد من «الجهاديين» العرب. بالطبع لا يريد رجل الأمن العربي حالاً كهذه، ولكن يجب أن يعترف بعجزه عن وقف سيل الراغبين في اللحاق بركب الجهاد في سورية، فما العمل؟ قبل الإجابة عن ذلك لنتعرف إلى هؤلاء الجهاديين الجدد. إنهم شباب في أوائل العشرينات وحتى دون ذلك، لا يزالون على مقاعد الدراسة، يعيشون وسط أبوين وإخوة من كل الطبقات الاجتماعية، عاديون، وليس بالضرورة أن يكونوا شديدي التدين، ولا تنم تصرفاتهم عما ينوون فعله، بل هم لم يتوقعوا ما أقدموا عليه، ولكنهم يتعرضون لامتحان قاس منذ عامين ونصف، وهم يشهدون على شاشات القنوات الإخبارية المعروفة، ويسمعون في المجالس، ويتابعون في وسائط الإعلام الاجتماعي، الفظائع التي ترتكب في سورية ضد شبان مثلهم، وشابات مثل أخواتهم، ونساء ورجال محترمين مثل والديهم، ثم يتابعون تصريحات المسؤولين العرب والأجانب التي تندد بهذه الجرائم ولكن لا توقفها، والمؤتمرات التي تعقد، والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

حزب يلغي وطناً

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

تكرّرت مؤخراً، وبمناسبة عاشوراء، الإطلالات الخطابية لحسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني. وبين أمور عديدة أثارها في خطاباته، كان أكثر ما استوقف المراقبين والمعلقين، المؤيدين له والمخاصمين، توكيده أن حزبه ليس بحاجة لأي غطاء في تدخله في سوريا، «لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً»، على ما قال حرفياً وأعاد. والموقف هذا لم يكن مفاجئاً في حزب لم يعترف بأي شراكة مع الدولة أو المجتمع اللبنانيين فيما خص أمور الحرب والسلام. مع هذا فما كان مفاجئاً هو الصراحة والإصرار اللذان اتسم بهما كلامه. ذاك أن نصرالله كان من قبل يغطي مواقف كهذه بزعم المصلحة العامة، أو بطلب الحوار مع الآخرين، أو بمحاولة البرهنة على عدم التعارض مع سيادة الدولة. أما الآن فاختلف الأمر تماماً ولم تعد هناك أية حاجة إلى أوراق التوت. نفهم، حيال حالات كهذه وحالات مشابهة سابقة، حجم ما أنزلته سنوات وصاية النظام السوري بلبنان. فالسلطة الأمنية في دمشق، وبالتعاون والتنسيق الوثيقين مع النظام الإيراني، أنزلت تدميراً…

زين العابدين الركابي
زين العابدين الركابي
كاتب ومفكر سعودي

لماذا أجمع الأئمة الكبار.. على نقض «بدعة التكفير»؟

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣

في سطور معدودة، نتم مقال الأسبوع الماضي عن منهج الإمام أحمد بن حنبل، ثم نبسط القول في الموضوع الذي يحمله العنوان أعلاه. الإمام أبو الحسن الأشعري: إمام كبير قدير، لا نحسب أن أحدا يستطيع أن يعرف تاريخ الفكر الإسلامي وهو لم يقرأ كتاب الأشعري «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين». ولقد سرنا الاحتفاء بهذا الإمام عبر مؤتمر خاص - عقد منذ عام تقريبا - يحمل اسمه.. ومن المفارقات أن هذا المؤتمر بدا وكأنه قد كثف الضوء، وأطال القول في «التضاد» المنهجي بين الأشعري وابن حنبل.. وهذا خلاف الحق الموضوعي، والواقع التاريخي، ذلك أن الأشعري نفسه يَعُد نفسه مقتديا بالإمام أحمد بن حنبل. فقد حرر الأشعري عقيدته ومنهجه في الفقرة التالية إذ قال - وهذه عبارته: «قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل - نضر الله…

سارة مطر
سارة مطر
كاتبة وروائية سعودية

Free Hug

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣

في شارع التحلية بجدة، قام شاب سعودي برفع لافتة كتب عليها Free Hug، حمل الشاب اللافتة وطاف بها أهم شارع في جدّة، حيث تكثر أعداد السيارات والشباب على الأخص، نظراً لحيوية هذا الشارع. الفكرة ليست بجديدة، بل هي مستنسخة من فكرة أجنبية، حيث رفعت عدد من الشابات في أميركا وعدد من الدول الأوروبية، لوحة دوّن عليها عبارة Free Hug، وتلقت الشابات الجميلات العديد من الأحضان ممن كانوا في حاجة ماسة إلى حضن حقيقي، أو ربما لم يكونوا في حاجة إليه، ولكن يبقى الأهم من كل ذاك، أن الفكرة حققت الهدف المنشود منها. ولم أكن أتخيل أن تنجح فكرة الشاب السعودي، فنحن نخجل من الأحضان، ونخجل من إظهار محبتنا لمن هم أقرب إلينا من حبل الوريد، ونخجل حتى من إظهارنا الجميل منا وسترنا القبيح. الخجل، ذلك الكائن الذي نتوارثه، مثل أسماء أجدادنا وقبائلنا، ونطوي تحت ذراعيه رغبتنا الحقيقية في الإعلان عن حاجتنا الماسة.. ليس فقط للحب، إنما للرغبة في أن نكون…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

الفكرة رقم 3000!

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣

«لا يهم كيف ستستخرج الفكرة، المهم أين ستضعها» ليندا مور. في منتصف هذا العام حضرت ملتقى للإبداع في هلسنكي عاصمة الدولة الأسكندنافية فنلندا، حضره المئات من المهتمين بالأفكار الخلاقة مع عشرات العروض القيمة، إلا أن عرضاً واحداً شدني جداً، فكان المحاضر يتحدث فيه عن رحلة الفكرة من البداية إلى النهاية. المحاضر يومها عرض رسماً بيانياً، فاجأ الجميع (سأضعه على حسابي في تويتر)، يوضح في دراسة قام بها أن من بين 3000 فكرة تطويرية غير مكتوبة، فقط هناك 300 منها ينالها حظ الكتابة والحفظ، ويستمر بقوله «غير أن 125 فكرة تتحول إلى مشروعات، الغريب أن تسعة أفكار وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأربعة أفكار إلى مراحلها النهائية، و1.7 تم إطلاقها بالكامل، والأشد غرابة ألا ينجح من جميع هذه الـ3000 فكرة غير واحدة فقط لا غير»! تحدث الكاتب ماجد العمري في مقال له عن الملياردير المغامر الشهير ريتشارد برانسون، إذ يقول في كتابه «قوة الاقتحام»: إن جميع العاملين في شركة «فيرجن» أو المشروعات…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

الرومي وابن سينا.. وطريق السلف الآمن

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣

أمضيت أياماً في رحاب «ابن سينا»، إنه أكثر من طبيب، إنه مسلم محتار، حياته صاخبة بالأسئلة والسياسة والحب والرغبة في الحياة ومتعها، إنها رواية «ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان» للقاص الفرنسي المغرم بالشرق «جيلبرت سينويه»، وقبل أن تهدأ أسئلتي التي فجرتها الرواية الرائعة، أهدتني زوجتي فيلماً عن «جلال الدين الرومي» ليزيد من الأسئلة والحيرة. أعتقد أن فهم ابن سينا «توفي 1037 ميلادية» أقل صعوبة من جلال الدين الرومي «توفي 1273» فالأول كان يبحث عن السعادة في هذه الدنيا بالبعد عن السياسة والتفرغ للعلم وخدمة الإنسان، بل وحب الإنسان دون التفكير في أصله وكينونته وعرقه ودينه، الرومي اتفق مع ابن سينا في ذلك، ولكنه يبحث عن السعادة بعيداً عن هذه الدنيا، بل حتى بعيداً عن «العالمين» إنه يريد حباً مطلقاً، مثالياً، بعيداً، لا حدود مادية أو جسدية له، بينما كان للجسد واللذة مكان في سعادة ابن سينا. جلال الدين الرومي أبحر بالصوفية بعيداً، حتى كاد أن يجعلها مذهباً له طقوسه،…