الإمارات جبل لا تهزه رياح المدعين

آراء

لا يترك الحاقدون مدخلاً لغلهم وحقدهم إلا يقذفونه في وجه الحقيقة، الإمارات حقيقة لا تقبل الزيف ولا الحيف ولا تخاريف المزيفين والمدعين، والمفترين، والذين تفيض قلوبهم كيداً ونكداً، هؤلاء عندما لا يجدون ما يقولونه، فإنهم يقولون ما لا يقال، ولا يصدقه عقل إنسان وهبه الله العقل كي يفكر فيه وينصف عباد الله، وليس ليفرح فيه غبار مراحل ما قبل عصور الوعي.

الإمارات في السلام منهج، ورؤية وطريق، ولا مجال للمساومات، لا مجال للخداع البصرية، لا مجال للكذب والخيالات المريضة. هؤلاء حفنة من جمرات اللغو، والثرثرة على أطراف مقاهي العبثية، هؤلاء هم الذين يحيق بهم الحقد، ويجعل منهم زبداً لبحار البؤس، والرجس، وسوء الحس، وغي البخس.

هؤلاء، يعملون دوماً على التقاط خشاش الأرض ليصنعوا منه أفكارهم، وقناعاتهم، وتصرفاتهم، وتوجهاتهم، وكل ما لا يخطر على بال بشر.

هؤلاء يعيشون على حثالة التصورات، والتهيئة، وكل ما تسديه لهم النفس الإمارة من دوافع، مريرة تقف عائقاً أمامهم، فلا يفهموا الحقيقة، ولا يستوعبوا ما يحدث من حولهم، لأنهم غرقوا حتى قمم رؤوسهم في مستنقعات الخبث، والرثاثة وباتوا في الحياة مثل الطفيليات لا تعيش إلا في المناطق الرمادية الرثة، ولا يحلو لهم إلا ممارسة اللعب على حبال المسرحيات الهزلية، هؤلاء لا يطيب لهم العيش إلا في الأماكن غير النظيفة، يتغذون عليها وتكبر أوهامهم، وتتورم أنواتهم، وتتضخم كرات النار في نفوسهم، حتى أصبحوا في العالمين مثل الورم الخبيث، حتى صاروا مثل الدمامل في الجسد.

ولكن مهما بلغ بهؤلاء من أي وطغيان تبقى الإمارات في العالم بلسماً وترياق سلام، ووئاماً، تبقى الإمارات النهر الذي تسبح فيه طيور الحرية وتنعم زعانف الخبر بفضيلة هذا البلد، والذي ما هبت عاصفة في منازل الناس إلا ووثبت للغوث والعون، كما هي أعمدة السقف التي تحميه من السقوط.

الإمارات لا يعنيها كثيراً هذا الرعاف، ولا يزعجها هذا الزحف على البطون، ولا يشكل لها هذا الصياح إزعاجاً، لأنها ماضية في تفنيد رؤيتها عملياً ومن دون شعارات صفراء.

الإمارات شفافة في معطياتها، وسياستها قائمة على مبادئ ثابتة لا تهزها أراجيح الذين يعيشون على الأكاذيب، وتتغذى عقولهم على الأفكار التائهة مثل حشرات ضيعت بوصلة الوصول إلى النور.

الإمارات معنية بسلام العالم، لأنها نشأت على فكرة أن الحب طريق التطور، وأن التضامن بين الشعوب هو جبلة أهل الأرض، والأرض هي بيتهم والسماء سقفهم.

المصدر: الاتحاد