البرازيل «تلعب لعبتها» السياحية عن طريق كرة القدم

منوعات

travel1.773398

استقبلت البرازيل في عام 2012، وهو آخر عام تتوافر له إحصاءات، 5.7 مليون سائح، لكي تتقلد قمة الوجهات السياحية في قارة أميركا الجنوبية. ولكنها مع بداية العام الجاري تشهد نموا مطردا في الإقبال السياحي المتعلق بدورة كأس العالم لكرة القدم التي تعقد هناك خلال هذا الصيف. وتتوقع البرازيل أن تضاعف عدد سياحها هذا العام إلى ما يقرب من 12 مليون سائح. وتحقق البرازيل من العوائد السياحية نحو سبعة مليارات دولار سنويا.

وتوفر البرازيل الكثير من عوامل الجذب لسياحها ولكن النسبة الغالبة ما زالت تذهب إلى البرازيل من أجل الاسترخاء على شواطئها الرملية والاستمتاع بشمس فصل الشتاء الشمالي فيها. ولكن توجهات السياحة الحديثة في البرازيل تتغير نحو استكشاف مدنها الصاخبة وأدغال غابات الأمازون فيها.

وبالإضافة إلى مواردها الطبيعية تعد البرازيل من وجهات السياحة الثقافية أيضا نظرا لوجود الكثير من الآثار التراثية المحمية فيها. ويقول أحدث تقرير سياحي عن البرازيل إن أكبر معوقات السياحة فيها حاليا عدم تطوير شبكة المواصلات الأرضية، كما أن قطاع الطيران فيها لم يتحرر بالقدر الكافي الذي يسمح بخفض أسعار تذاكر السفر الجوي.

وما زالت مدينة ريو دي جانيرو تمثل الوجهة السياحية الأولى في البرازيل، بينما تجتذب العاصمة ساو باولو معظم رحلات الأعمال من الخارج. ويمثل السياح من الأرجنتين والولايات المتحدة أكبر أعداد السياح في البرازيل يليهم سياح ألمانيا وأوروغواي. ولا تظهر أي دول عربية على قائمة أكبر الدول المصدرة للسياح إلى البرازيل.

* تأشيرات الدخول ويتعين على المسافرين من منطقة الشرق الأوسط الحصول على تأشيرات دخول سياحية قبل الزيارة حيث لا تشمل الإعفاءات من المنطقة إلا تركيا وتونس والمغرب، ولكن الإعفاء من التأشيرة يعم على مواطني أوروبا وأميركا اللاتينية.

وخلال هذا الصيف تعقد دورة كأس العالم في 12 مدينة برازيلية تحوي الكثير من عوامل الجذب السياحي. وتشتهر ريو وساو باولو بأنهما تضمان مراكز الأعمال والموضة وأفخم الفنادق والمطاعم في البرازيل. وهما أيضا من مراكز كرة القدم المهمة في الدولة اللاتينية حيث تسيطر فرقهما على المجموعة الأولى في الدوري البرازيلي.

وسوف تجذب ساو باولو السياح الذين يفضلون سياحة المدن، ولكنها أيضا قريبة من غابات كوستا فيردي التي توفر رحلات سفاري للسياح يوميا. أما ريو فيقع في قلبها منتجع ومحمية طبيعية تمثل أجواء الأمازون على نطاق مصغر. كما يتمتع سكان المدينة بأحد أجمل شواطئ أميركا اللاتينية.

وتوفر مسابقة كأس العالم فرصة نادرة لاكتشاف مناطق ومدن في البرازيل كانت في الماضي معزولة عن السياح تماما. ويمكن التوجه إلى البرازيل عبر الخطوط البرازيلية مباشرة أو من خلال الخطوط البرتغالية في أوروبا التي تسافر إلى معظم أرجاء البرازيل مباشرة من لشبونة. كما توجد شبكة خطوط داخلية تسمى «أزول» تربط بين معظم مدن البرازيل.

* استكشاف البرازيل برا ولمن يريد استكشاف البرازيل على الأرض هناك شبكة طرق يجري تطويرها حاليا، وأفضل الطرق فيها تقع على الساحل وتربط بين ساو باولو وولاية ناتال في الشمال الشرقي. ويمكن استئجار السيارات في البرازيل ولكن أسعار ترك السيارة في مواقع بعيدة عن موقع تسلم السيارة تعد باهظة في تكلفتها. ولا توجد خطوط سكك حديدية مفيدة في السفر بين المدن البرازيلية.

ولكن السفر الأرضي يعوقه المساحات الشاسعة بين المدن التي تصل إلى آلاف الكيلومترات، ويتعين في بعض الرحلات الأرضية الاستعانة بسفن لعبور المسطحات المائية مما يضيع الكثير من زمن الرحلة.

ولمن يريد التوجه إلى البرازيل لحضور مباريات كرة القدم، فإن أفضل وسيلة هي شراء رحلة شاملة الإقامة والسفر وتذاكر الدخول إلى المباريات. وأشهر الشركات التي تقدم مثل هذه الرحلات هي توماس كوك وتومسون. أما المسافر بترتيبات خاصة لا تشمل الإقامة وتذاكر السفر، فأفضل وجهة له في البرازيل هذا الصيف هي مدينة ريو.

ففي ريو يمكن تنظيم الكثير من الخطوات بسهولة أكثر من أي موقع برازيلي آخر مثل ترتيب حضور المباريات والسفر الداخلي إلى مدن أخرى، ولأنها تستضيف الكثير من مباريات كأس العالم منها مباريات الدور ربع النهائي ونهائي كأس العالم. وإذا وصلت البرازيل إلى مرحلة النهائي فسوف تتحول ريو إلى مهرجان دائم على مدار الساعة.

* الأمن من ناحية الأمان، تعرضت البرازيل إلى موجة احتجاجات غير متوقعة في صيف العام الماضي، ويمكن لهذه الاضطرابات أن تتكرر، ولكن بوجه عام تعتبر البرازيل الآن أكثر أمانا من أي وقت مضى. وحتى في المدن التي كانت تشتهر بالجريمة مثل ريو وساو باولو، تم القضاء على أوكار الجريمة في الأحياء العشوائية مع تطبيق صارم للقانون تكفل بخفض معدلات الجريمة بأنواعها إلى حدود غير مسبوقة.

ومع ذلك فلابد من توخي الأمان في البرازيل خصوصا بعد حلول الظلام. ويتعين الحرص عند استخدام أجهزة الصرف الآلي. ويجب محاكاة البرازيليين الذين يذهبون إلى المناسبات العامة بملابس بسيطة ويتركون الساعات الغالية والمجوهرات في المنزل. وأفضل وسائل الأمان هي الانخراط في العادات المحلية وعدم الظهور المختلف الذي يلفت الأنظار.

وتقول مصادر السياحة البرازيلية إن 70 في المائة من السياح المقبلين إلى البرازيل يأتون بصفة مستقلة وليس مع شركة سياحة تنظم لهم برنامجا سياحيا يشمل السفر والإقامة. ويجري المسافرون إلى البرازيل أبحاثهم على الإنترنت ويشترون تذاكر السفر وفترات الإقامة في الفنادق مباشرة. ويزداد الطلب في الوقت الحاضر على الإقامة في بنسيونات صغيرة تسمى «بوسادا» بدلا من الفنادق الضخمة.

وتخطط البرازيل لزوار كأس العالم الذين سوف يقومون بجولات سياحية بين فترات المباريات في المدن التي يقيمون فيها والمناطق المحيطة بها. ولكن هناك أيضا آراء تقول إن المسافرين خلال فترة كأس العالم لا يهتمون بأي أجواء سياحية أو ثقافية في البرازيل وكل ما يهمهم هو الحدث الكروي نفسه. ولذلك فمعظم سياح كأس العالم قد يبقون في فنادقهم بين المباريات خصوصا إذا كانت الفكرة السائدة بينهم هي أن البلد غالي التكاليف وقليل الأمان. وقد سبق وحدث مثل هذا السيناريو في نهائيات كأس العالم السابقة في جنوب أفريقيا.

وينادي أصحاب هذا الرأي بتوجيه الاهتمام إلى المسافرين المستقلين وليس إلى مشجعي كرة القدم الزائرين، كما يطلبون المزيد من الدعم للفنادق الصغيرة وليس للمنتجعات والفنادق الفاخرة.

وتجري محاولات في البرازيل لتشجيع المدونين المحليين عن قطاع السياحة خصوصا بلغات أجنبية غير البرتغالية، لكي يساهم هؤلاء في تصحيح فكرة الأجانب عن البرازيل وتشجيع المزيد من الرحلات المستقلة إلى الدولة اللاتينية.

وتتوقع البرازيل ضعف عدد السياح العاديين خلال فترة كأس العالم. وما زالت أعداد السياح المجردة ضعيفة بالمقياس العالمي حيث يزور فرنسا سنويا نحو 80 مليون سائح ويزور الولايات المتحدة 60 مليون سائح سنويا. ولكن البرازيل ظلت تعاني في السنوات الماضية من سمعة سلبية من حيث معدلات الجرائم كما أن أسعار السفر إليها مرتفعة نظرا لموقعها الجغرافي البعيد.

وقد لا تكون فترة كأس العالم هي الأنسب لقضاء عطلة سياحية في البرازيل، ولكن حتى بعد انقضاء المهرجان الكروي هناك الكثير من المزايا السياحية التي تتميز بها البرازيل وتستحق الزيارة من أجلها.

* من هذه المعالم السياحية البرازيلية:

– شلالات أغوازو: وهي إحدى عجائب الطبيعة وتقع على الحدود بين البرازيل والأرجنتين. ويتكون النظام المائي في المنطقة من 275 شلالا على نهر يحمل اسم أغوازو، وأكبرها حجما يرتفع بمقدار 82 مترا. ويمكن الوصول إلى الشلالات من البرازيل أو من الأرجنتين أو باراغواي. ويوجد على الجانب البرازيلي ممر فوق الشلالات.

– نهر الأمازون: ويمتد لمسافة 6400 كيلومتر، وهو أكبر أنهار العالم من حيث حجم المياه فيه وثاني أطول انهار العالم بعد نهر النيل. ويغطي حوض الأمازون نصف الغابات الاستوائية الباقية في العالم. ومن حيث الحياة الطبيعية يعيش في هذه الغابات عشرة ملايين كائن حي بالإضافة إلى ثلاثة آلاف نوع من الأسماك. وتغطي الجولات السياحية مسار النهر ولكنها لا تدخل إلى الغابات.

– كرنفال ريو: هناك الكثير من الكرنفالات في أنحاء البرازيل ولكن أكبرها وأشهرها هو كرنفال ريو. ويحضر هذا الكرنفال سنويا نحو مليوني زائر، منهم نصف مليون سائح أجنبي، ينتشرون يوميا في شوارع المدينة. ويجري الكرنفال على أربعة أيام وموعده السنوي هو شهر فبراير (شباط).

– شواطئ سلفادور: وهي منطقة سياحية من الطراز الأول تحيط بمدينة باهيا، وهي توفر مناخا هادئا للسباحة والغوص والإبحار، كما توفر مناطق أخرى الرياح والأمواج العالية التي تناسب التزلج على الأمواج. وبعض الخلجان في هذه المنطقة توفر مياه ضحلة تناسب سباحة الأطفال.

– تياترو امازوناس: وهو دار للأوبرا في مدينة مناوس في قلب الأمازون، وجرى بناء الدار أثناء عصر النهضة لإنتاج المطاط في المنطقة. وتم استيراد الرخام من إيطاليا والتجهيز الداخلي من فرنسا والصلب من إنجلترا. وتغطي دار الأوبرا قبة مكسوة بألواح من السيراميك الملون بألوان العلم البرازيلي. وكان أول عرض في الدار في عام 1897 لعرض أوبرا الجيوكوندا الإيطالية. ولكن الدار أغلقت لفترة 90 عاما لشح موارد المدينة حتى تم إعادة الافتتاح في عام 1990. ويمكن حضور عروض في الأوبرا أو مجرد التجول فيها لمشاهدة معالمها.

المصدر: «الشرق الأوسط»