الشباب حاضرون بقوة

آراء

عوّدتنا الإمارات دائماً، بالجديد الملهم، والضروري، والمهم، والسباق في صناعة مجد الإنسان وإنارة وعيه.

مائتا طالب يشاركون في منتدى الإعلام والذي يضم 3000 مشارك متخصصين في مجال الإعلام ولهم باع وتاريخ مجيد في خدمة هذا المجال الحيوي، والجوهري في صناعة الوعي، بأهمية القوة الناعمة في بناء الجسور بين الشعوب قاطبة.

في دبي تبدأ حركة العقل في تذويب الجليد، وإعادة صياغة الخطاب الإعلامي، والذي أصبح اليوم مهدداً من قبل مغرضين ومتسللين ومتسولين ومتوسلين، اقتحموا الميدان بقدرة قادر، واستطاعوا أن يحتلوا مساحة واسعة في هذا الميدان، ونستطيع أن نقول إنهم أقصوا إلى حد ما الإعلام الحقيقي وحيدوا قدراته، وكبدوا العالم خسائر فادحة لإشاعتهم اللغط، ونشر الأكاذيب، وبث القصص الخرافية.

وبعض مواقع التواصل الاجتماعي والمحسوبة جوراً وظلماً وعدواناً على الإعلام، تخصصت في التجارة على حساب الحقيقة وللأسف فإن بعضنا صدق الكذبة، فتبع ظلها، وسارت القوافل الاجتماعية تجثو على الركب أمام أرباب هذه المواقع، بحجة أنهم يملكون قوة التأثير، ومن دون أن نسأل أنفسنا، من أعطى هؤلاء القوة، ومن منحهم الشهرة؟ ومن فتح لهم الباب ليدخلوا منه إلى بيوت الناس، حاملين سيوفهم البتارة، يقصقصون الأخبار وصورها حسبما شاؤوا، وشاءت لهم قدراتهم، وهي كبيرة جداً لأنه ليس من الصعب على كل مدع كذاب، وكل مشاء بنميم، أن يختلق الأحداث الخرافية، وينقلها على أساس أنها حقائق، لأن هناك من يصدق، وهناك من يبصم على صدقية ما يسمع، ويسهم في نشرها، وعلى الرغم من صدور القوانين التي تعاقب هذا اللغو، وهذا العبث، فإن المحترفين لديهم القدرة في التملص، ولديهم الحيلة في الهروب، ولديهم الإمكانية في تهريب سمومهم عبر مختلف الوسائل، لأن المتلقي لا يجد وسيلة أخرى تكذب هذه الخرافات، فالإعلام الورقي يقف مكتوف الأيدي مشدوها، مندهشاً من هذا (الإبداع) الذي تزفه لنا وسائل التواصل الاجتماعي، وكم من قضايا حرفت، وكم من أحداث زيفت، وكم من مشاكل سياسية أثيرت بين الدول، بسبب هذه الاقتحامات المجنونة، وبسبب هذا الغزو المجحف لحقيقة أننا بحاجة إلى عقول تؤلف، ولا تحرف، وإعلام يبني ولا يهدم، ولهذا السبب تسعى الإمارات ممثلة بعقولها المبدعة، إلى عقد مثل هذه المؤتمرات والمنتديات والمنصات، لبث الوعي بأهمية دور الإعلام الحقيقي في مواجهة رائحة البيض الفاسد، وكشف حقيقةٍ، هي أن الإعلام الحقيقي قادر على صناعة الخبر المؤثر، وقادر على هزيمة غير الإعلام، وقادر على بناء جسور المودة بينه وبين القارئ، مهما تمددت مخالب الإعلام الزائف.

وتقريب الشباب من هذه المحافل الإعلامية يدل على أننا بخير، وأن الإعلام الحقيقي قادم بقوة، وبقدرة الشباب، فهم فخر الوطن، وهم ذخره، ورصيده.

المصدر: الاتحاد