مع الناس

آراء

مع الناس وبشيم الكبار تبدو الابتسامة العفوية كأنها السحابة تسبك قطرات الفرح على قلوب البسطاء الذين تحلقوا حول القامة الهيابة في لحظة من أسعد لحظات المسلم وهو ينتظر صوت الجلالة يرتقي إلى فضاءات الأرواح المشغوفة بقطرة البلل تسقي شفة ظمأى.

وعيون القائد تقرأ ملامح الفرحة على وجنات وجباه، عيون القائد تتأمل هذه الوجوه المفتوحة على السماء، منشرحة بالمناسبة التي ظللت أعناقهم بالعز والفخر، لأن المشهد لا يتكرر إلا في الإمارات، والحدث لا يسطع قمره إلا في هذا البلد الذي تخرج جل أبنائه في مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، مدرسة زايد الخير رسخت قيم الإخاء والتضامن والتسامح والتواضع والحب، حب الآخر بما تقتضيه الحاجة الوجودية لعالم يحتاج إلى الحب أكثر من حاجته إلى الماء والهواء، وهذه السمات الجليلة لا أثر لها ولا صورة ولا سيرة إلا في هذا البلد، في الإمارات التي نهل أهلها من معين لا ينضب، ومن رحيق لا يجف، والشذا مستمر لأن عيال زايد أخلصوا لله وللإنسان وللوطن، وهذه هي قافلة المعاني الطيبة تبرز اليوم في مختلف المناسبات الدينية والرسمية، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس الأول، إلى جامع الشيخ زايد الكبير، وتناول طعام الإفطار مع جموع المسلمين، لفتة كريمة كان لها الأثر البالغ في نفوس الحضور، وهي ليست غريبة على صاحب القلب الكبير، بل هي سمة من سمات القائد الفذ، فهو النموذج والمثال لرأس الدولة، والذي يتقدم الصفوف دائماً في تقديم العبارات الأمثل لأخلاق مجتمع نشأ وترعرع ونمت ضلوع صدره على حماية الأهداف السامية التي زرعها ديننا الحنيف في ضمائرنا، وهي المدرسة الأعظم في التاريخ، وهي الرسالة الأوسع على مدى الجغرافيا، والإمارات تتبنى هذه القيم السامية بروح شفافة وعقلية مفتوحة على الحياة، ويتجلى ذلك عندما يتقدم صاحب السمو رئيس الدولة، حفـظه الله، الصفوف ليجلس وسط فئات أنعم الله عليها بالعفوية، كما أكرمها بأنها تعيش في بلد يحترم الصغير والكبير والغني والفقير، هنا يعيشون سواسية كأسنان المشط، يجمعهم الحب، ويؤلف بينهم الصدق، ويحفظهم الانتماء إلى ثقافة بلدٍ ينفتح على الوجود كالمحيط، ويتسرب في وجدان الناس كالجداول، ويسمق في الفضاء كالجبال الشم، ويرسخ في السماء كالأقمار.

هذه هي الإمارات، وهذه هي قيمها، وهذه قيادتها خرجت من الناس وتصبو إليهم، والهدف هو بناء عالم خالٍ من تغضنات التعب النفسي، عالم نقي من تشوهات الزيف الحضاري، عالم تسوده فكرة واحدة، أننا أبناء الأرض، وواجبنا أن نتكاتف لأجل أن تستمر الحياة من دون عثرات ولا كبوات.

المصدر: الاتحاد