منذ ظهور فيروس كورونا .. الإمارات نموذج في معالجة الأزمات

آراء

خاص لـ هات بوست:

منذ ظهور فيروس كورونا على أرض البلاد، انطلقت قيادة الدولة الرشيدة بروح الحكمة والحنكه وبعد النظر في معالجة آثار هذه الجائحة على البشر والبنية التحتية، ما يدل على أنها تنتهج استراتيجية واضحة المعالم في كافة جوانبها العلمية والثقافية والاقتصادية إزاء الأزمات. ونتيجة لهذه السياسة، تراجع انتشار هذا الوباء إلى أقل درجاته، وتمكنت من الحد من تأثيراته المباشرة على قطاعات العمل في الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة.

وبما أن الدولة لها رؤية بعيدة، لجأت إلى التنسيق مع الجهات الصحية الدولية المعنية في هذا المجال، وعلى الخصوص منظمة الصحة العالمية، وقامت بالعديد من الاجراءات الحاسمة في توجيه المواطنين على كيفية التعامل مع هذا الوباء وطرق تجنب الإصابة به، والحد من نقل العدوى.

واجهت الدولة الكثير من التحديات العاجلة والآجلة، وتميزت بالتعاون مع الجميع سواء الأفراد أو المؤسسات والأطراف الخارجية بكل شفافية. وفي المقابل تفاعل المجتمع الإماراتي مع اجراءات الحكومة وساندها بكل ما يمتلك من طاقة ودينامكية من أجل تطبيق الإجراءات الوقائية والصحية، ما وفر غطاءً سليمًا لحماية المجتمع وضمان أمنه الصحي وسلامته.

لم تتأخر الحكومة الإماراتية في الاستجابة لمقاومة وباء الكورونا مبكرًا مع ظهوره الأول في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر من عام 2019 وذلك من خلال استعداداتها الطبية الوقائية واتخاذ التدابير اللازمة التي وفرتها وزارة الصحة من كوادر طبية ذات كفاءة عالية، ومستلزمات طبية، وتعميم الدليل الطبي على المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، وكذلك قطاعات التعليم والمنافذ والسياحة. وجندت المطارات استعداداتها من خلال الإجراءات الاحترازية بكل تقنياتها وأداوتها وتجهيزاتها مثل المستشعرات الحرارية لقياس درجات حرارة المسافرين والزائرين، وتطبيق نظام الفحص السريع للحالات المشتبه في اصابتها من أجل تطويق الوباء والتقليل من انتشاره.

وفي هذا الاطار، تتجلى مسؤولية الدولة في أبهى صورها وتطبيقاتها، حيث تضع الإنسانية في أعلى درجات سلّمها في الأهمية، وهدفها احلال الأمن والأمان للمواطنين والوافدين، وانقاذ ضحايا وباء الكورونا بأحدث الطرق التقنية المتوفرة. والجميع يتذكر جيدًا نشر الوعي بين أفراد المجتمع، والتآلف الفكري بين القيادة والشعب، وبفضل هذه اللحمة تم محاصرة هذا الفيروس اللعين والحد من اتشاره وتأثيراته.

وقد جاء هذا الدعم في مواجهة الوباء من أعلى الجهات السياسية، وتجلى ذلك في التعاون الدولي ومد الجسور بين الأطراف المعنية، كما عبّر  صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلح، بمقولته “نتابع باهتمام جهود الحكومة الصينية لاحتوائها انتشار فيروس كورونا.. نحن على ثقة بقدرة الصين الصديقة على تجاوز هذه الأزمة، ودولة الإمارات وفي إطار نهجها الإنساني على استعداد لتقديم أشكال الدعم كافة للصين والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لهذا الفيروس”. وأضاف في نصيحة أبوية مؤثرة بتغريدته

” عاداتنا وتقاليدنا غالية .. لكن للضرورة أحكام ..أطلب من كل إماراتي ومقيم أن يتحفظ عليها خلال هذه الفترة ، ولا نجعلها سببا لضررنا ولا فرصة لإيذاء أهلنا وأسرنا ومجتمعنا، أوصيكم بآبائكم وأمهاتكم وأهلكم”.

وبذلك قطعت الدولة شوطًا كبيرًا في هذا الانجاز وأصبحت على رأس الدول الأكثر أمنا في معالجة الأزمات والكوارث والطوارئ وتأمين الخدمات العاجلة. وتكللت هذه الجهود بنتائج مبهرة على صعيد التشافي من الوباء، ما يدل على أن الدولة استطاعت برؤيتها الثاقبة البعيدة أن تسيطر على هذه الجائحة الخطيرة، وتطوق تأثيراتها السلبية، وحصلت دولة الإمارات العربية المتحدة بإشادة وتكريم منظمة الصحة العالمية التي أكدت أن الإمارات كانت ولا تزال نموذجًا يُحتذى به في مجال مواجهة فيروس الكورونا بكل شفافية وموضوعية ما جعلها تُقارن بأرقى البلدان الأوروبية والغربية في توفير العيش الكريم لمواطنيها وللمقيمين على أرضها من مختلف الجنسيات بروح التآخي والمودة والرحمة.