المساعدات كدروس إنسانية

السبت ١٩ أكتوبر ٢٠٢٤

سرعة تحرك القيادة السياسية الإماراتية في الوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان؛ حيث لم يسبقها أحد عندما أعلنت تخصيص 100 مليون دولار أمريكي، ثم تبعها حملة إغاثية لإعطاء المجال للمشاركة الشعبية، والتي تفاعل معها الجميع، وافدين ومواطنين، هذه الاستجابة السريعة ضاعفت من الصورة الإنسانية الناصعة التي تم رسمها عن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيس اتحادها قبل خمسة عقود مضت في أذهان الرأي العام العالمي. ليس غريباً ذلك التحرك القيادي الإماراتي في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء أثناء الكوارث والأزمات والمحن، فهذا الأمر يكاد يكون سلوكاً دبلوماسياً متكرراً، بل إن الأمر لا يقتصر على الأشقاء، وإنما يتسع ليشمل كل الناس في كل مكان وبغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم وأعراقهم، وهذا يرجع لجملة من الأسباب، أهم تلك الأسباب ذلك الإرث السياسي لواحد من أعظم الزعماء الإنسانيين النادرين، وهو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، حيث سارت على دربه القيادة الرشيدة. الذي أريد التوقف عنده في هذه المساعدات ليس هي بذاتها، ولا في الكمية المقدمة برغم أهمية الأمرين، ولكن في نظري الشيء الذي ينبغي التوقف عنده والتفكر فيه هو سرعة اتخاذ قرار المساعدات دون انتظار أو تأجيل. وهذا الأمر له دلالة سياسية في الفلسفة الإنسانية لدولة الإمارات، وهي استشعار حاجة الناس أثناء الأزمة، والشيء الثاني أن تقديم المساعدات أصبح…

الإعلام للتواصل الإنساني

السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٤

حمّلت كلمة معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي اختتم فعالياته يوم الخميس الماضي الإعلاميين مسؤولية توظيف الإعلام في خدمة الإنسانية والأوطان، حيث وصف معاليه هذه الوسيلة بأنها «شريان الحضارات.. وأنها عصب التواصل وبناء الجسور بين الشعوب». أهمية كلمة معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد تتضاعف كونها جاءت في لحظة مهمة من تاريخ إعادة توجيه الإعلام الخليجي بعد تلك المبادرة التي أطلقها لأبناء دول الخليج العربي بشأن إيقاف الإساءات ضد الدول الخليجية، والتي تفاعلت معها كل الدول الخليجية، ولاقت اهتماماً من العديد من المسؤولين والإعلاميين العرب بعدما أصبحت هذه الوسيلة للأسف الشديد إحدى أدوات خلق الخصومات بين الشعوب، وكذلك أداة للإساءة ضد الرموز الدينية والسياسية والوطنية. علة الإعلام في وقتنا الحالي أنه أصبح مشاعاً، فالكل يعمل بهذه المهنة ذات الأهمية الكبرى في بناء المجتمعات وخلق التواصل بين الحضارات، والسبب يعود إلى حالة الانفجار والفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت في يد كل الناس بمن فيهم الذين لا علاقة لهم بهذا المجال، بل إنها أتاحت الفرصة لأصحاب النوايا السيئة والخبيثة ضد الشعوب والأوطان لتوظيف الإعلام خدمة لأجنداتهم التخريبية، ولخلق مشكلات بين أبناء الوطن الواحد أو بث الفرقة والتسبب في خلافات بين الشعوب التي تجمعها الروابط الاجتماعية والثقافية، لذا أصبح…

إعادة المسار الإعلامي الخليجي

الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤

العلاقات الاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نموذجية من حيث تحقيق أهدافها العليا، وتتمثل هذه العلاقات في جوانب نذكر منها جانبين، الأول هو الجانب السياسي، حيث تميزت العلاقات السياسية بين البلدين ومن خلال التنسيق والتشاور في العديد من الملفات الدولية والإقليمية بتحقيق نتائج تعود بالفائدة ليس فقط على البلدين بل على المنطقة، ومن أمثلة ذلك التحرك الإماراتي السعودي وموقف البلدين القوي والشجاع لإعادة الاستقرار في مصر، بعد محاولة جماعة الإخوان أخونة الدولة المصرية. أما الجانب الثاني فهو التنسيق والتعاون العسكري، والتفاعل مع طلب الحكومة اليمنية الشرعية، حيث تم تشكيل التحالف العسكري لإعادة الشرعية ضد المتمردين الحوثيين المنقلبين على السلطة، ومن ثم أكملوا تحالفهم لإعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق ومحاولة إنقاذه وإخراجه من آثار الحروب والفقر والمرض. اليوم نحن أمام مرحلة جديدة مهمة تقودها أصوات الحكمة الإماراتية والسعودية، ليس بغريب خروج أصحاب الحكمة والعقل من أبناء الخليج عامة وأبناء الإمارات والسعودية خاصة لتنادي وتقول كفى لأصحاب الأصوات النشاز ولأهل الفتنة والفرقة الذين يعملون ليل نهار للتفريق بين الشعوب الخليجية، الشعوب التي تربت على كلمات وشعارات «خليجنا واحد، وشعبنا واحد» نشأت الأجيال الخليجية على حب دول الخليج العربي كلها، وحب القيادات الخليجية والشعوب الخليجية. بأصوات الحكمة الإعلامية الخليجية تبرز لنا مبادرة العقلاء للتوقف عن التفاعل مع المسيئين، سواء…

الفكر القيادي عند محمد بن راشد

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

كانت صدفة جميلة بالنسبة لي، أن تتزامن كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً، على منصة إكس (تويتر سابقاً) التي ذكر فيها تأثير القائد في الموظفين، مع مشاركتي في جلسة حوارية نظمتها لجنة الأدباء والقراءة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي حول الفكر القيادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. الجلسة كانت بعنوان: المستقبل يبدأ من اليوم وليس غداً، وهي ضمن مبادرات شرطة أبوظبي التي تهدف إلى تعزيز وترسيخ ثقافة القراءة وتبادل المعرفة، ما يعني أن دور القائد في المؤسسات أو الدول لا يقتصر على ترؤسه المنصب، بقدر الأثر الإيجابي الذي يتركه على الموظفين أو الشعوب. أود أن أشارك القراء نقطتين من النقاط التي تم عرضها ومناقشتها في الجلسة، حيث تناولت المسيرة القيادية الحافلة لقائد عظيم صنع معجزة وأثبت للعالم أنه لا وجود للمستحيل لمن يمتلك رؤية وهدفاً، ومن ثم خطط وعمل بإخلاص وتفانٍ، واستثمر في وطنه ومواطنيه. والقائد الحقيقي تتوافق كلماته مع أفعاله وأفكاره مع أعماله، وهذا ما نجده ونراه في الشخصية القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي النقطة التي تناولتها كلمة لسموه عبر منصة (إكس) قال فيها: «علمتني الحياة لا يوجد قائد حقيقي من غير أن يمثل قدوة حقيقية لمن…

فلسطين قضية عربية خالصة

السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤

تابعنا القمة العربية التي أقيمت في مملكة البحرين يوم أول من أمس الخميس 16/05/2024، اعتقد أننا نستطيع أن نقول إنها قمة قضية فلسطين العادلة، كل الكلمات التي ألقيت خلال القمة ركزت على دعم القضية الفلسطينية وأكدت على أنها القضية العربية الأولى وأنها تأتي دائماً على رأس وقمة الأولويات لدى القادة العرب. بشكل عام حظيت القضية الفلسطينية وخصوصاً الأحداث في غزة والتهديدات على رفح ونتائج العدوان الإسرائيلي عليها على الأولوية في المناقشات والكلمات، وجاء من ضمن الكلمات والخطابات دعوات للسلام في المنطقة ودعوة لتعزيز قيم التعايش والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على تنفيذ برامج تنموية ونشر التعليم والخدمات الصحية في كل الدول العربية المتأثرة بالصراعات والنزاعات التي لم تأتي على الشعوب إلا بالدمار والفساد. تميزت قمة البحرين بالهدوء والابتعاد عن طرح ومناقشة الملفات الخلافية بين الدول العربية، وهنا تأتي حكمة القادة على التركيز على الأولويات وتأجيل مناقشة الخلافات البينية، فالواقع والظروف الحالية تحتم على الجميع تجاوز الخلافات والتركيز على مصالح الدول العربية ومواجهة التهديدات الخارجية والاهتمام بتخليص الشعب الفلسطيني في غزة من معاناته ومن الظلم الواقع عليه والسعي لتبديل وضعه ليعيش بأمن وراحة واستقرار وسعادة. عقدت القمة العربية والعالم والمنطقة يمران بظروف وأزمات عدة ومعقدة، ولن نتطرق إلى أن النظام الدولي في طور إعادة التشكل بل حتى النظام الإقليمي في طور…

وداعاً والدنا «بو سعيد»

السبت ٠٤ مايو ٢٠٢٤

ودّعت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أبنائها البررة؛ المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، القامة والرمز الوطني العظيم، رافق وأسهم وعمل بجهد وإخلاص في بناء مسيرة تأسيس الاتحاد المبارك لدولة الإمارات، وكان له الدور الكبير في تأسيس وتنظيم النظام الإداري في مدينة العين، فقد كان قريباً ومرافقاً لمؤسس دولة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أي أن الشيخ طحنون بن محمد خريج مدرسة زايد؛ المدرسة التي تمنحك الفكر القيادي والحس الإنساني والصفات الإيجابية وبعد النظر والعمل على تحقيق المستحيلات. تميّز الشيخ طحنون بن محمد منذ نشأته بالذكاء والفطنة وقربه ومحبته للناس وحب الناس له، صفات وسمات جعلت منه أحد الأعمدة التي قامت عليها الدولة، حيث عمل من خلال مناصبه ومهامه المختلفة على تنظيم وتطوير الهيكل التنظيمي والإداري الحكومي المحلي في مدينة العين، وتابع وأشرف على تنفيذ توجيهات المغفور له الشيخ زايد حتى أصبحت مدينة العين على ما هي عليه الآن. كان له مساهمات وأدوار عدة، سواء على المستوى الحكومي الاتحادي أو المستوى المحلي، كذلك مساهماته المجتمعية، وإذا نظرنا إلى سجله سنجده حافلاً بالإنجازات. مصابنا جلل بفقدان ورحيل الشيخ طحنون بن محمد، وسيفتقد أهالي مدينة العين والدهم الذي عودهم على وجوده الدائم بينهم، رحمه الله، فقد كان حريصاً على مشاركة أبناء…

الإمارات حديث العالم

السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤

هكذا هو قدرها، دولة الإمارات العربية المتحدة أيقونة النجاح في العالم قاهرة المستحيلات ووطن الأخلاق والإنسانية، قدر الناجحين سواء كانوا دولاً أو مؤسسات أو أفراداً أن يكونوا حديث الآخرين ومحط أنظارهم ومتابعتهم بل يسعون لمعرفة ما يجول في أعماق عقول الناجحين من الأفكار الإبداعية غير المتوقعة التي لا تستطيع عقولهم إدراكها، هذا حال أصحاب الفكر البسيط أن يكون الناجحون محور متابعتهم واهتمامهم. خلال الأيام الماضية مرت على دول منطقة الخليج العربي ومن ضمنها دولة الإمارات حالة جوية استثنائية من حيث قوة وغزارة الأمطار التي هطلت وعمت مناطق ومدن دولة الإمارات وحسب ما تم الإعلان عنه من الجهات المختصة بأنه تم تسجيل أكبر كمية أمطار منذ بدء تسجيل وتوثيق البيانات المناخية في العام 1949 أي منذ 75 عاماً. في هذا الجانب وجب علينا تقديم الشكر والتقدير لجميع الجهات التي عملت لمواجهة هذه الظروف المناخية على مدار الساعة وعملت على ضمان سلامة المواطنين والمقيمين وتقديم الدعم والعون اللازم لهم، وذلك لن يحدث لولا وجود الخطط والبرامج الاستباقية لمواجهة مثل هذه الحالات بحيث تعرف كل جهة الدور المطلوب منها بل ويعرف كل فرد في كل جهة ما هو دوره وكيف يقوم به وذلك تم من خلال برامج تأهيلية وتدريب مستمر، لذا رأينا خلال أقل من 24 ساعة عودة الحياة طبيعية كما كانت قبل…

القوة الناعمة.. لماذا الإمارات؟

السبت ٠٢ مارس ٢٠٢٤

أعلنت منذ يومين نتائج مؤشر القوة الناعمة العالمي 2024، ضمن قمة القوة الناعمة العالمية 2024 (مؤتمر سنوي) التي نظمتها واستضافتها «براند فاينانس» في مركز الملكة إليزابيث الثانية في العاصمة البريطانية لندن، وقد شارك فيها 193 دولة، وجاءت النتائج لتحل دولة الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً والأولى عربياً ضمن مؤشر القوة الناعمة 2024. وقد وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساب سموه في منصة «X»، نتائج استطلاع آراء 170 ألف متخصص بأنها تقدير عالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. «التقدير العالمي» هو الإنجاز الأعظم بالنسبة لي، لذا هنا أطرح عدة تساؤلات لماذا وصلت دولة الإمارات إلى هذا المستوى من التقدير العالمي؟، وكيف استطاعت أن تحقق هذه النتائج والوصول إلى المراكز المتقدمة في المؤشرات؟، كيف حققت المركز الأول عالمياً في قوة الاقتصاد واستقراره، والثالث عالمياً في مؤشري الكرم والعطاء وفرص النمو المستقبلي، والثامن عالمياً في مؤشرات التكنولوجيا والابتكار والمؤشر العام للتأثير الدولي ومؤشر التأثير في الدوائر الدبلوماسية، وحققت المركز التاسع عالمياً في مؤشر الأمن والأمان، وحققت المركز العاشر في مؤشرات التقدير العالمي للقيادات ومؤشر متابعة الجمهور العالمي لشؤونها ومؤشر الصورة الإيجابية كمركز للتجارة والأعمال. كل ذلك تحقق لعدة أسباب، أهمها القيادة الإماراتية الواعية، حيث تتميز برؤيتها الواضحة وقدرتها على…

غزة.. وإصلاح الضمير العالمي

السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤

بعد أيام يكتمل الشهر الرابع على معاناة أهالي قطاع غزة المنكوبة، وما زال العالم غير قادر على فعل شيء لإيقاف هذه الكارثة، بل إن الوضع يتحول يومياً من السيئ إلى الأسوأ، والأغرب أنه وصل الأمر بالسلطات الإسرائيلية إلى المطالبة بإنهاء وإلغاء مهمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» (تم تأسيسها عام 1949) رغم الوضع الكارثي والظروف غير الإنسانية، والوضع الصحي والمعيشي المأساوي لأكثر من 2 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كأنها تريد بهذه المطالبة معاقبة أهل غزة، بل التعجيل بهلاكهم وإبادتهم. بعد الإعلان عن الرواية الإسرائيلية القائلة إنه يوجد 12 شخصاً من موظفي «الأونروا» (تم فصل 9، والتحقيق مستمر بشأن 2، وواحد متوفى) البالغ عددهم 13 ألف موظف قد شاركوا في العمليات، التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، سارعت عدد من الدول الممولة للأونروا بالإعلان عن إيقاف تمويلها، مع علمهم بخطورة هذا القرار على الإنسان الغزاوي، وقد وصف الأمين عام للأمم المتحدة «الأونروا» بأنها «العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة»، وشدد على أهمية ضمان استمرارية عملها. لو افترضنا صحة الرواية الإسرائيلية سنطرح عدداً من التساؤلات ليس لإثبات صحة الفرضية أو خطئها، كما نفعل في الدراسات والبحوث الأكاديمية، بل لنعرف ونكتشف صحة الضمير الإنساني العالمي خاصة الضمير الغربي. التساؤلات كثيرة…

تصحيح الأفكار

السبت ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣

حضرت خلال هذا الأسبوع أمسية ثقافية أقيمت في مكتبة محمد بن راشد في دبي التي تعد واحدة من أهم المنارات الثقافية العربية التي تبث فكراً وتنشر أدباً وعلماً وثقافة وتزود زوارها ومرتاديها بمختلف العلوم والمعارف كل ذلك بهدف خدمة الإنسان وتغذية عقله حتى يحصن نفسه بالمعارف ويزود عقله بالفكر والعلوم، نظمت الأمسية الثقافية لمناقشة كتاب يبدو أنه سيلقى رواجاً كبيراً وهو فعلاً يستحقه من ناحية موضوعه، حيث يتناول شخصية عظيمة ومؤثرة على المستوى الدولي؛ شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. عندما تجتمع شخصيات فكرية وأكاديمية وثقافية بالإضافة إلى الإعلاميين في الدولة في مكان هدفه الأول خدمة الثقافة والحوار الحضاري ويكون موضوع النقاش كتاب يتناول شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومؤلفه لازم سموه لمدة ثلاثة عقود، فلا بد أن يكون الحديث عن دور سموه الشجاع والجريء في إعلانه الحرب علانية على التطرف والإرهاب بكل الوسائل ومنها الوسائل والأدوات الفكرية! إلى الآن كل شيء طبيعي (في الأمسية)، ولكن الإثارة كانت في إحدى المداخلات القيمة التي تطرقت إلى أهمية إنشاء مؤسسات فكرية انطلاقاً من منطق بسيط أن الفكر المتطرف والمنحرف قد يتراجع أحياناً أو قد يختفي نتيجة لحجم الضربات الأمنية على التنظيمات والجماعات والأفراد المتبنين والحاملين لهذه الأفكار المنحرفة، ولكن سيعود بطريقة…

على العالم الحد من تفاقم الأزمة السودانية

السبت ٠٦ مايو ٢٠٢٣

إلى الآن لم تحظَ الأزمة السودانية المتصاعدة مع دخولها الأسبوع الثالث، التي نشبت بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الردع السريع بزعامة محمد حمدان دقلو «حميدتي» بالاهتمام والمتابعة من كل القوى والفاعلين والمؤثرين الدوليين، بالقدر الذي تمثله هذه الدولة من أهمية في الاستراتيجية العالمية. ما يحدث في السودان من صراع واقتتال لا يقل أهمية وتأثيراً عما يحدث في الحرب الروسية- الأوكرانية من ناحية تداعياتها على الاستقرار والأمن الدوليين، فإذا كان تأثير الحرب الأوكرانية تركز على الغذاء والطاقة، فإن للسودان أهمية جيواستراتيجية، بسبب موقعه الجغرافي على ممر بحري دولي مهم للتجارة العالمية وللنقل البحري، ما يفرض على جميع الدول ألا تستمر في الصمت. من ناحية البعد الدولي هناك مخاوف كثيرة من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان، مما سيتسبب بمزيد من التحديات والأزمات، خاصة وأن عالمنا اليوم لديه ما يكفيه من مشكلات وأزمات جميعها مرتبطة ببعضها بطريقة أو أخرى، وكلها تؤثر على بعضها سلباً، وبالتالي أي أزمة جديدة ستزيد من الضغوط على حكومات العالم، وتعرقل من مساعيها في البحث عن حلول ما يؤدي بالنتيجة إلى مضاعفة معاناة الشعوب، أي أنه وبشكل عام لا أحد يريد مزيداً من الحروب والأزمات. ولو نظرنا في البعد الإقليمي الأفريقي فكل جيران السودان يتابعون، وبقلق ما يحدث في الداخل السوداني، لأنها تكاد تكون أغلبها تعاني…

صعود الإمارات نحو المستقبل

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢

من العنوان يبدو واضحاً ما هو المقصود؛ لأن هذه العبارة ترددت كثيراً منذ أن تسلم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله»، مقاليد حكم دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن تناولي هنا له أهمية خاصة. العبارة قيلت هذه المرة في واحد من أهم المنتديات والملتقيات الفكرية والاستراتيجية في المنطقة العربية بشكل عام، ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص، وهو «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» الذي ينظمه سنوياً مركز الإمارات للسياسات، وكان الملتقى الأخير هو النسخة التاسعة، وعقد هذا الأسبوع في العاصمة أبوظبي. وذلك بحضور العديد من الباحثين والمفكرين والمحللين في العالم، والكثير من المسؤولين والسياسيين. الأهمية الخاصة التي أقصدها هو الظرف الزمني الذي يمر به العالم، والذي برزت فيه دولة الإمارات كدولة مؤثرة وفاعلة في الأزمات والتحديات الدولية. وكذلك نشاط دبلوماسيتها العالمية، فتواجدت بشكل فعلي في أكبر حدثين عالميين في نفس اللحظة التي قيلت فيها العبارة، وكأنها تؤكد الحديث المتكرر بأن دولة الإمارات ستشهد صعوداً دولياً في المرحلة الثالثة لقيادتها بعد أن كانت المرحلة الأولى تسمى بمرحلة التأسيس، ثم جاءت الثانية مرحلة التمكين، والآن يعيش الشعب الإماراتي مرحلة الصعود التنموي بكل أشكاله. فمنذ تأسيسها (دولة الإمارات) في العام 1971، وهي قائمة على رؤية مستقبلية، ومنطلقة بخطوات عملية نحو المستقبل، فواقعنا اليوم هو نتاج تلك الرؤية المستقبلية التي عمل القائد المؤسس الشيخ…