الإثنين ١٥ أغسطس ٢٠١٦
«أنا لا أقول إن زويل مشرك، لا بل هو كافر، ولا يجوز الترحم عليه». بهذه العبارة رد المتشدد، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، الهارب خارج مصر، وجدي غنيم، حينما سأله مذيع قناة «مكملين» الإخوانية التي تبث من تركيا: «هل يجوز لعن الخائن أحمد زويل أم هل يجوز الترحم عليه؟». وتابع غنيم قائلاً إنه يجوز لعن الدكتور زويل، واستشهد على ذلك بآيات قرانية تتكلم عن الكفار والمشركين. كما استشهد بكتاب «البيان في كفر من أعان الأميركان» للمتشدد السعودي، القابع في السجن حالياً، ناصر الفهد. فصل جديد من فصول فتاوى التكفير، عاد به المتشدد الأهوج وجدي غنيم إلى الواجهة من جديد، بعد أن تصدى للرد عليه عدد من العلماء والكُتّاب والإعلاميين، وأصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بياناً، ندد فيه بحملات التكفير والتشويه التي تقوم بها بعض التيارات والجماعات ضد رموز الوطن وعلمائه الكبار، مؤكداً أن التكفير دائماً وأبداً هو سلاح المتطرفين للنيل من خصومهم، وتشويه صورتهم، وتبرير الاعتداء عليهم، واغتيالهم مادياً ومعنوياً. وقد كان الدكتور أحمد زويل، عليه رحمة الله، آخر ضحايا هؤلاء المكفرين، وهم يحاولون اغتياله معنوياً وهو ميت، بعد أن عجزوا عن الارتقاء إلى مكانته العلمية والوطنية حياً، لكنهم لن يستطيعوا ذلك مهما فعلوا، لأن العالم أجمع يعرف من هو الدكتور زويل، عليه رحمة الله،…
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦
حدث هذا قبل أكثر من ثلاثة عقود. كنت وقتها قد تخرجت من الجامعة، وبدأت حياتي العملية في «تلفزيون الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي» رئيساً لقسم الأخبار، فنائباً لمدير عام التلفزيون ومراقباً عاماً للبرامج، ثم مديراً عاما للتلفزيون. كانت الساعة تشير إلى حوالي الثامنة مساء، عندما وجدت التليفون يرن في مكتبي وعامل البدالة يقول لي إن هناك مشاهداً اسمه «سلطان القاسمي» يريد التحدث إليك. أخذت الخط لأجد على الطرف الآخر صوتا وقوراً هادئاً يبدأ بالسلام، ويعرّف بنفسه دون ألقاب، ويقول لي إنه جالس أمام شاشة التلفزيون يتابع برامجناً، عندما شده اسم البرنامج الذي كان يبث على الهواء وقتها، وكان اسمه «جولة الكاميرا» فقرر أن يتابعه بعد أن توقع أن تأخذه مقدمة البرنامج إلى خارج الأستوديو بكاميرا التلفزيون لعمل تقارير خاصة بالبرنامج، لكنه فوجئ بها لا تغادر الأستوديو إطلاقا، وتقدم تقارير واردة من وكالات أنباء أجنبية، لم تبذل فيها مجهوداً سوى قراءة التعليق العربي الذي غالباً ما يكون وارداً معها. كنت أستمع إلى الصوت الوقور الذي لم يكن غريباً عليّ، لكن عنصر المفاجأة جعلني لا أستوعب في البداية أن من كان يحدثني على الطرف الآخر هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. رحبت بسموه بعد أن أكمل ملاحظته، وشكرته على الاتصال، وقلت له إنني أتفق…
الإثنين ١٢ أكتوبر ٢٠١٥
نحن نعيش حالة حرب، وهي حرب دفاع عن الوجود. لا يستطيع أن ينكر هذا أحد، بدليل هؤلاء الشهداء، الذين سقطوا على أرض اليمن الشقيق، ليسطروا صفحات ناصعة في تاريخ الوطن، لأن الشهادة هي أرفع مراتب التضحية، وعندما تكون التضحية من أجل الوطن، يصبح كل غال رخيصاً، وليس ثمة ما هو أغلى لدى الإنسان من الروح. وفي حالة الحروب يصبح دور الإعلام أكثر صعوبة، وهو دور لا يقل أهمية عن دور الجندي على أرض المعركة، لأنه يحشد الشعب خلف الجنود الذين يقاتلون ويبذلون أرواحهم رخيصة هناك، ويرفع روحهم المعنوية، ويجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز بما يقدمونه للوطن، وما يقدمونه كثير يجلّ عن الوصف. وفي دولة الإمارات لعبت عوامل ثلاثة دوراً أساسياً في تسهيل مهمة الإعلام الإماراتي، وأتاحت له العمل بسهولة ويسر لإيصال رسالته إلى الجميع في الداخل والخارج. أول هذه العوامل هو موقف قيادة دولة الإمارات من الشهداء وأسرهم، وهو موقف بهر الجميع وأثار إعجابهم، وإن لم يكن موقفاً غريباً على قادة دولة الإمارات، الذين كانوا ومازالوا قريبين من شعبهم، لكن الأحداث الأخيرة جعلت من هذه العلاقة العميقة والمتجذرة بين القيادة والشعب حديث الجميع، ليس في دولة الإمارات فقط، وإنما في الدول الأخرى التي خاضت حروباً قبلنا، وتلك التي تخوض هذه الحرب معنا، لكنها لم تشهد مثل هذه المواقف التي شهدتها دولتنا…
الإثنين ٠٥ أكتوبر ٢٠١٥
محيرة مواقف المسؤولين الإيرانيين، ليس لنا نحن فقط، وإنما للشعب الإيراني أيضاً، ففي حين يعلن وزير الصحة الإيراني أن حادث تدافع الحجاج في منى خارج عن إرادة المملكة العربية السعودية، ويثني على جهودها واستجابتها في التعامل مع الحادث، وتقديمها كل الخدمات الصحية والإسعافية، ويتفق معه في ذلك محمد هاشمي رئيس مكتب هاشمي رفسنجاني، في عدم إلقاء اللوم على المسؤولين السعوديين في الحادث، نجد المرشد الأعلى للنظام الإيراني، علي خامنئي، يلقي اللوم على المملكة في حادثة منى، ويهدد برد قاسٍ وعنيف، ويسير على نهجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، في محاولة لتسييس الحادثة، وتحويلها إلى مناسبة لكيل الاتهامات للمملكة، والتعبير عن أحقاد قديمة لها علاقة بالسياسة والتعصب المذهبي، أكثر مما لها علاقة بالحرص على حجاج بيت الله الحرام، الذين توليهم المملكة كل الاهتمام والعناية، باعتراف الجميع، ومنهم إيرانيون، مثل الناشط السياسي الإيراني «صادق زيبا كلام»، الذي اعتبر تصريحات المسؤولين الإيرانيين ناتجة عن خلافاتهم مع الرياض حول اليمن وسوريا ومناطق أخرى، وأنه لا علاقة لها بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى الحادث المؤلم. هذا الملف الذي تفتحه إيران في كل موسم حج، مدعية الحرص على سلامة الحجاج وأداء المناسك بيسر وسهولة، ما هو إلا قميص عثمان الذي تستخدمه السلطات الإيرانية، التي يبدو التخبط واضحاً في تصريحات مسؤوليها، ويظهر التناقض جلياً بينهم، وهو ملفٌ، على…
الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠١٥
مام الخيارين اللذين طرحهما عليّ الموظف المختص في الدائرة الحكومية التي كنت أنجز معاملة فيها، وجدت نفسي أميل إلى الخيار الثاني، وهو أن ألجأ إلى أحد مكاتب الطباعة المعتمدة من قبل الدائرة لتقديم الطلب الذكي، كما أطلق عليه الموظف.. عوضاً عن الوقوف أمام الجهاز المخصص لتقديم الطلبات الذكية، خشية أن لا يسعفني ذكائي في التعامل مع الجهاز الذي كان يتصدر الصالة كواجهة للخدمات الذكية التي تقدمها الدائرة، خاصة وأن هناك من كان يستخدم الجهاز وقتها والعرق يتصبب منه، فقررت أن أختصر الطريق على نفسي وأتوجه إلى أحد مكاتب الطباعة كي أضمن أن يتم تقديم الطلب دون أخطاء قد يسببها قصور ذكائي.. وليس ذكاء الجهاز بالطبع. ولا أبالغ إذا قلت إن تقديم الطلب قد استغرق من موظف مكتب الطباعة الذي يُفترَض أن يكون معتاداً على تقديم هذا النوع من الطلبات قرابة الساعة، فحمدت الله على أنني لم أحاول تقديم الطلب عبر جهاز الدائرة، وسط جموع الموظفين والمراجعين الذين كانت تكتظ بهم الصالة. وبعد انتهى موظف مكتب الطباعة من تقديم الطلب، أخبرني أن إنجازه من قبل الدائرة سيستغرق خمسة أيام عمل، فشكرته وشكرت الدائرة التي أتاحت لنا هذه الخدمات الذكية، كي تختصر علينا الوقت والإجراءات. حدث هذا في اليوم الأول من شهر سبتمبر الحالي، ويوم الاثنين الماضي 21 من الشهر نفسه، أي…
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
مستمتع أنا بالدعايات الانتخابية التي أستمع إليها في قنواتنا الإذاعية والتلفزيونية، وأقرؤها في صحفنا المحلية، منذ أن بدأت الحملات الدعائية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي في دورته المقبلة، وبتلك التي يقوم المرشحون بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم تداولها على نطاق واسع، رغم طرافة بعض هذه الدعايات التي عرّضت أصحابها للهجوم.. وجعلت البعض يطلب من اللجنة الوطنية للانتخابات التدخل، فهذه الحملات هي ملح أي عملية انتخابية، وهي التي تعطيها بعداً تنافسياً، والمبالغة فيها مشروعة، تحدث في كل الانتخابات التشريعية والرئاسية في أكثر دول العالم ديمقراطية وأعرقها ممارسة برلمانية، ونظرة سريعة إلى وعود الرؤساء خلال حملاتهم الانتخابية، تجعلنا نرى كيف يضعون الشمس في يد ناخبيهم.. والقمر في اليد الأخرى، ثم يخرجون بعد انتهاء فتراتهم الرئاسية دون أن يضعوا شمعة واحدة في يد من انتخبهم وأوصلهم إلى الكرسي، والأمثلة على ذلك كثيرة يضيق المجال عن حصرها. دون الدخول في تفاصيل الدعايات الانتخابية، والجدل الذي يدور حولها، نعود إلى ضوابط الحملات الانتخابية التي وضعتها اللجنة الوطنية للانتخابات لنجدها ضوابط واضحة، تتيح للمرشح حق التعبير عن نفسه، والقيام بأي نشاط يستهدف إقناع الناخبين باختياره، والدعاية لبرنامجه الانتخابي بحرية تامة، شريطة الالتزام بقواعد منها المحافظة على قيم ومبادئ المجتمع، والتقيد بالنظم واللوائح، واحترام النظام العام.. وعدم تضمين الحملة الانتخابية أفكاراً تدعو إلى استغلال أو إثارة التعصب…
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
كل الشعوب تحتفي بشهدائها وتجلّهم، وتضعهم في مكانة رفيعة بين أبنائها، لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل أوطانهم، ولا يملك الإنسان ما هو أغلى من روحه كي يضحي به. ليس ثمة من يختلف على هذا، لكن احتفاء الإمارات بشهدائها.. كما عشناه ورأيناه على مدى الأيام الماضية، ونحن نودع شهداءنا الأبرار إلى جنان الخلد، بإذن الله تعالى، كان مختلفا. لا نقول هذا من باب التفاخر على الشعوب التي تقدر شهداءها وتحتفي بهم على طريقتها، ولا من باب التقليل من غيرنا، وإنما نقوله من باب إحقاق الحق، والاعتزاز بقيادتنا وشعبنا، ومن واقع الإحساس الذي يسري في مشاعرنا كلما تم الإعلان عن ارتقاء شهيد لنا في قائمة مجد قواتنا المسلحة، ويستمر بالزخم نفسه، دون أن يطرأ عليه فتور. من شاهد التفاف شعب دولة الإمارات العربية المتحدة حول قيادته خلال الأيام الماضية يلمس هذا الإحساس النابع من القلب، ويدرك أنه ليس إحساسا مفتعلا. ومن رأى المشاعر الفياضة التي غمر بها قادة دولة الإمارات وشعبها أهالي الشهداء وذويهم خلال هذه الأيام يعرف مدى قوة اللحمة التي تربط بين أبناء هذا الوطن، قيادة وشعبا، ويلمس الروح التي تجمع بين أبناء هذه الأرض، الذين يشعرون أنهم أسرة واحدة.. لا فرق فيها بين حاكم ومحكوم، تماما كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة…
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥
كنت في عدن، وعندما تقول هذه الأيام إنك كنت في عدن تتجه إليك الأنظار، ويسألك الجميع: وما الذي جعلك تذهب إلى عدن؟! كأن الذهاب إلى عدن أصبح مغامرة غير محسوبة العواقب، وهي التي طالما عُرفت بشواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة التي أكسبتها أهمية سياحية، كما عُرفت بأنها «عين اليمن» لأهميتها. وقد شهدت عدن على مدى التاريخ الكثير من الأحداث.. ودارت الكثير من الصراعات للاستيلاء عليها منذ بدايات القرن السابع قبل الميلاد، عندما شن «كرب إيل وتر» الأول، ملك مملكة «سبأ»، حملة على مملكة «أوسان» التي كانت تستوطنها، قتل خلالها ستة عشر ألفاً من سكانها، واستعبد أربعين ألفاً، وقدم ملوك «أوسان» قرابين للإله «إيل مقه». وظلت عدن مطمعاً لكل الغزاة والطامعين، وكان آخرُهم «الحوثيين» الذين حررها منهم جنود الإمارات البواسل، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بعد أن انتزعها «الحوثيون» من يد الحكومة الشرعية التي لجأت إليها بعد سيطرة «الحوثيين» على العاصمة «صنعاء»، مكملين بذلك استيلائهم على اليمن كله، لتحويله إلى بؤرة لتصدير العنف والتوتر إلى المنطقة، في إطار مخطط أفشلته دول التحالف العربي، وبرز فيه دور دولة الإمارات في إنقاذ اليمن من الهاوية التي كان يقوده إليها «الحوثيون» والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بدعم وتوجيه إيرانيين. كنت في عدن قبل يومين من استشهاد أبطال الإمارات في مأرب، وهناك…
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
كنت في عدن، وعندما تقول هذه الأيام إنك كنت في عدن تتجه إليك الأنظار، ويسألك الجميع: وما الذي جعلك تذهب إلى عدن؟! كأن الذهاب إلى عدن أصبح مغامرة غير محسوبة العواقب، وهي التي طالما عُرفت بشواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة التي أكسبتها أهمية سياحية، كما عُرفت بأنها «عين اليمن» لأهميتها. وقد شهدت عدن على مدى التاريخ الكثير من الأحداث.. ودارت الكثير من الصراعات للاستيلاء عليها منذ بدايات القرن السابع قبل الميلاد، عندما شن «كرب إيل وتر» الأول، ملك مملكة «سبأ»، حملة على مملكة «أوسان» التي كانت تستوطنها، قتل خلالها ستة عشر ألفاً من سكانها، واستعبد أربعين ألفاً، وقدم ملوك «أوسان» قرابين للإله «إيل مقه». وظلت عدن مطمعاً لكل الغزاة والطامعين، وكان آخرُهم «الحوثيين» الذين حررها منهم جنود الإمارات البواسل، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بعد أن انتزعها «الحوثيون» من يد الحكومة الشرعية التي لجأت إليها بعد سيطرة «الحوثيين» على العاصمة «صنعاء»، مكملين بذلك استيلائهم على اليمن كله، لتحويله إلى بؤرة لتصدير العنف والتوتر إلى المنطقة، في إطار مخطط أفشلته دول التحالف العربي، وبرز فيه دور دولة الإمارات في إنقاذ اليمن من الهاوية التي كان يقوده إليها «الحوثيون» والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بدعم وتوجيه إيرانيين. كنت في عدن قبل يومين من استشهاد أبطال الإمارات في مأرب، وهناك…
الإثنين ٢٤ أغسطس ٢٠١٥
في لقائه مع الجالية الهندية، الذي جرى في استاد دبي للكريكت بمدينة دبي الرياضية، مختتماً زيارته لدولة الإمارات، قال رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» موجهاً حديثه للآلاف الذين احتشدوا في أرض الاستاد الذي يستوعب 30 ألف شخص: «تأتي إلى الإمارات أسبوعياً أكثر من 700 رحلة جوية، وليس هناك مثيل لهذا الاتفاق الملاحي بين أي دولتين أخريين في العالم، ورغم ذلك تأخرت زيارة رئيس الوزراء الهندي للإمارات 34 عاماً». هذه العبارة تلخص الكثير من الكلام حول زيارة رئيس الوزراء الهندي لدولة الإمارات؛ هذه الزيارة التي ألقت الكثير من الأسئلة حول توقيتها، والهدف منها، والنتائج التي تمخضت عنها. لكنها أسئلة تصب إجاباتها جميعاً في صالح دولة الإمارات، وتعبر عن المنحى السليم الذي تنتهجه قيادة الدولة في دبلوماسيتها المتوازنة والذكية، التي تعرف متى تتحرك، وكيف تتحرك، وإلى أي مسار توجه دفة علاقاتها مع الدول الأخرى، واضعة نصب عينيها مصلحة دولة الإمارات أولاً، ثم مصلحة الإقليم الذي تقع في نطاقه، ومصلحة الأمة العربية التي تنتمي إليها، تتأثر بكل ما يحدث في شتى أنحائها وتؤثر فيها، ولكن بشكل إيجابي يراعي مصالح شعوبها ولا ينتهك سيادتها، مهما حاول الآخرون تشويه الدور الذي يلعبه إسهام دولة الإمارات في قضايا شعوب هذه الأمة لحفظ وصيانة أوطانها من تدخلات الآخرين الذين يسعون لأهداف غير نبيلة، يعرفها الجميع ولا تخفى…
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠١٥
بدأ الصيف، وبدأ معه موسم الحرائق، وهي حرائق اعتادها الناس هنا منذ سنوات، منذ مرحلة ما قبل النفط والكهرباء، لأنها مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، وازدادت بعد دخول الكهرباء لعدم قدرة الأجهزة الكهربائية على تحمل درجة الحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى سوء التخزين في المستودعات، ونوعية المواد المخزنة فيها. هذه الحرائق الصيفية التي اعتادها الناس في بلادنا منذ سنوات، يجب أن لا تكون محل استغراب، أو مدعاة لإثارة أسئلة لا داعي لإثارتها، لأنها لا تخدم سوى مطلقي الشائعات، والعاملين على نشرها في مجتمعنا الآمن المطمئن، الذي نحرص جميعاً على أمنه واستقراره، وحمايته من مطلقي الشائعات المغرضين. الحرائق التي نقصدها هنا حرائق ليست صيفية، لأنها ليست مرتبطة بفصل من الفصول أو موسم من المواسم، وإنما هي مرتبطة بتلك العقول المريضة التي تخطط لزعزعة أمن هذه المنطقة الآمنة المطمئنة، وإشاعة الفوضى فيها، عن طريق نشر هذه الحرائق، وتجنيد من يقوم بإشعالها، وتدريبه وتزويده بالأدوات اللازمة لإشعالها، ومده بالأموال التي تستخدم لتجنيد خونة الأوطان، الذين يسهل شراؤهم بالمال، وإغراؤهم بمعسول الوعود والكلام، لإشعال الحرائق في البلدان التي وفرت لهم شرف الانتماء إليها، وحمل جنسياتها وجوازات سفرها، وهم أبعد ما يكونون عن هذا الشرف، وأقل من أن يستحقوا الانتساب إلى أهل هذه البلدان الأوفياء الأحرار. يوم الثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الداخلية البحرينية مقتل اثنين من رجال…
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥
يذكّرني مقال فهمي هويدي الذي نشره قبل أيام في جريدة «الشروق» المصرية، تحت عنوان «حروب أبوظبي»، منتقداً الجهود التي تبذلها «دولة الإمارات العربية المتحدة» في مكافحة الإرهاب والتطرف، يذكرني هذا المقال غير المستغرَب من كاتب كفهمي هويدي بالمثل الإنجليزي المعروف «من يدفع أجرة الزمار يختر اللحن». وهو المثل نفسه الذي اقتبست منه الكاتبة الإنجليزية «فرنسيس ستونر سوندرز» عنوان كتابها الذي قدمت فيه وصفاً دقيقاً للطرق والأساليب التي تستخدمها المخابرات المركزية الأميركية في اختراق وبسط نفوذها على المنظمات الإنسانية، والفعاليات الثقافية، وفصّلت فيه لماذا وكيف تقوم الوكالة برعاية مؤتمرات ومعارض، وتنظيم حفلات موسيقية، وندوات ولقاءات ثقافية وفكرية، وتنشر وتترجم وتروِّج للعديد من المثقفين والكتاب الذين يسوّقون للسياسات الأميركية. رب قائل يقول: وما هي مصلحة المخابرات المركزية الأميركية في دعم كتّاب يهاجمون أصدقاءها وحلفاءها في محاربة الإرهاب، وفقاً للنظرة التقليدية السائدة حول العلاقة التي تربط الولايات المتحدة الأميركية بدول الخليج العربي؟ هنا أقف أمام المقولة الشهيرة لثعلب السياسة الأميركية، وزير خارجيتها الأسبق «هنري كيسنجر» الذي يقول: «على أعداء أميركا أن يخشوا أميركا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر». وهي العبارة التي ختم بها الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رسالته التي نشرها في موقع «إيلاف» الإلكتروني تحت عنوان «طبق الأصل ثانية»، مقدِّماً من خلالها قراءةً حول الاتفاق النووي الذي وقّعه…