أماني محمد العمران
أماني محمد العمران
كاتبة إماراتية

المدارس والشغف بالتعليم

الإثنين ١٩ سبتمبر ٢٠١٦

ماذا فعلنا بهم أو ماذا فعلنا لهم ونحن نبعثهم إلى مدارسهم أو حضاناتهم؟ نسرّح شعورهم ونتأكد من أنهم تناولوا إفطاراً سريعاً، وقذفنا بهم في غياهب المدرسة، وقلوبنا واجعة خشية مكروه أو ألم أو خذلان يلاحقهم في يومهم الدراسي الجميل. فالمدرسة التي تحتل مساحة من اليوم في حياة أطفالنا لا بد لها أن تكون ملاذاً آمناً وتربة جاذبة لبذرة معرفة، تشجعهم على الشغف بالعلم والتعلق بأهداف المعرفة الفاتحة لنوافذ الأفكار والأحلام. كم من المدارس تحقق هذا الطموح، وتكون حقاً مدرسة تستحق أن يعيش فيها الصغار ساعات طوال، لأنه في نهاية اليوم سيعود تواقاً لإكمال مسيرة الشغف بالمعرفة إلى البيت. ولعل الفعل المفقود هو زراعة «الشغف» بالتعلم وبالبحث عن المعرفة، وهو ما ينساه المعلم حين يسعى إلى تنفيذ المطلوب منه حرفياً وآلياً وتعد منهج المدرسة، ولا يسعى إلى أن نزرع البذرة المنشودة التي بالضرورة ستنتج إنساناً فاعلاً ومؤثراً ناجحاً. نحن لا نتوقع من هؤلاء الصغار أن يخترعوا المستحيل، ولكن نريد منهم أن يبحثوا في التساؤلات، وأن يسارعوا إلى السؤال حين تشغلهم الحيرة، وأن يقرؤوا ما يُرضي فضولهم ويعزز من ذكاء ينمو ويطرد بالأسئلة. ولعل هذا هو الفارق الذي يضيع الجيل هناك في الغرب، فالمدرسة هناك لا تجيب على أسئلتهم، بل إنها تحفزهم للتساؤل، وتثير من الفضول لديهم ليجدوا ضالتهم دون مساعدة من…