المعلم والمعلمة أساس التغيير الاجتماعي
مع بدايات طفرة السبعينات المالية في القرن الماضي تغيرت ثقافة المجتمع وتغير معها واقعه. الحديث عن ذلك التغيير يحتاج إلى وقفات طويلة وشروحات أطول لفرز إيجابيات وسلبيات ذلك التغيير. لكن ربما العامل الذي غيّر وجه المجتمع بالكامل هو: تجفيف كل الطرق المؤدية إلى المستقبل وجعل الطريق الوحيد له هو «الشهادة الجامعية». في تلك الفترة كان هذا التوجه يهدف إلى تشجيع المجتمع على الدراسة الجامعية، لكنه لم يكن متوازنا بدرجة كافية للإبقاء على الطرق الأخرى -كالأعمال المهنية- مفتوحة ليسلكها من لا يرغب في تعليم جامعي. وانتشرت ثقافة تَلازم الشهادة الجامعية والمستقبل في خط واحد.. وحيد.. لم يلتفت لأطياف التعليم الأخرى وطرق المستقبل المتعددة. وحدث أن شُغلت الخطوط الأخرى بأيد مهنية غير سعودية وسيطرت بالكامل عليها. واحدة من الحلول في ذلك الوقت كان يفترض أن تكون «ثقافة الجامعة المفتوحة»؛ أي التعليم الحر ليس من أجل الشهادة في حد ذاتها -كمفتاح للمستقبل- ولكن بهدف «دعم تنمية جوانب الشخصية الإنسانية وزيادة القدرة على التصرف بشكل حضاري متمدن».. ليصبح من الأفكار السائدة في المجتمع. فالهدف بناء الإنسان وليس تحبير ظله. الآن تحاول أجهزة الدولة التي تضع الخطط الحالية والمستقبلية المتمثلة في رؤية المملكة 2030 العودة إلى تقليل مميزات الشهادة الجامعية والاعتماد على الأداء وتطوير الذات والمهارات المهنية لشغل مناطق الياقات الزرقاء والزهرية؛ الياقات الزرقاء هي…