الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠١٥
ا أظن أن أحدا لديه الاستعداد لاستيعاب حقيقة: "حياة بلا إنترنت"، فحين تنظر حولك تجد نفسك مرتبطا تماما بهذه الشبكة، حتى أصبحت من وسائل العمل وكسب الرزق، خلافا لدورها الكبير في تسهيل حركة الحياة المعقدة والترفيه الذي يأتي أولا عند الشريحة الأكبر من مستخدمي الإنترنت. تخيل أنك تصحو يوما لتجد حياتك بلا إنترنت، لا شبكات تواصل، لا بريد إلكتروني، لا يوتيوب، لا تطبيقات ذكية، لا شيء مما كنت معتادا على التعامل معه والقيام به عبر شبكة الإنترنت. حتما إنه شعور صادم وكارثي، لكن إذا عرفت أنك واحد من 3 مليارات ونصف المليار مستخدم من أصل 7 مليارات هم سكان الأرض، ربما سيكون الأمر عليك هينا. نهاية شبكة الإنترنت أمر وارد ولن يكون من المستحيلات، لكنك ستكون أمام أكثر من خيار، إما أن يتسبب حدث ما بضرب الشبكات أو إخراجها من الخدمة، وبالتالي فقدانها ولو موقتا، أو أن تتسبب الفيروسات وديدان الإنترنت في كسب المعركة مع دخول الشبكة عصرها الجديد أو ما يسمى بـ"الإنترنت 2"، أو أن تجد نفسك أمام شبكات أكثر تطورا كالتي يتحدث عنها باحثو جوجل ومهندسو الشبكات، وعرفوها بـ"إنترنت الأشياء". وقد كشف في وقت سابق الرئيس التنفيذي السابق لـ"جوجل" اريك شميدت حين سئل مطلع السنة الميلادية الحالية عن مستقبل الإنترنت؛ أن الإنترنت بشكله الحالي سيختفي قريبا، وستحل مكانه…
الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
هذه المرة الثالثة التي أكتب فيها مطالبا إدارة الموقع الاجتماعي الشهير تويتر بأن تحاصر الحسابات الإباحية التي تنتشر بشكل كبير ومخزٍ في الموقع بلا أي رقابة، وحين نقول رقابة نعرف تماما أن من شروط استخدام أي موقع على الإنترنت عدم السماح بنشر مواد إباحية أو مخلة بالأخلاق، وتقرأ ذلك من شروط استخدام تويتر أيضا، لكن الموقع لا يراقب ما يحدث.أعيد الكتابة اليوم لأن الوضع تفاقم عن السابق بعد أن أضاف موقع تويتر خاصية إضافة الفيديو في ثلاثين دقيقة، فبعد أن كانت المواد المنشورة تنحصر في صور وروابط صارت اليوم مادة فيديو تفتح مباشرة بمجرد المرور على الحساب، وهو ما يجعل نشر المواد الإباحية غاية في السهولة.وقبل أيام أعلنت هيئة الأمر بالمعروف أنها ستبدأ ملاحقة الحسابات الإباحية على تويتر، وهذا أمر جيد يحسب للهيئة التي أغفلت مثل هذه المظاهر واكتفت بملاحقة الناس في الشوارع، لكن المشكلة تبقى أن الهيئة لن يكون لديها صلاحية إلغاء الحسابات المخالفة خلافا لكون عملها محصورا في السعودية، ومن الطبيعي أن تكون معظم هذه الحسابات خارج البلاد. تويتر هو الموقع الاجتماعي الذي تكثر فيه الحسابات الإباحية ولا يتعاون مع البلاغات كما يفعل موقع فيس بوك مثلا، رغم أنه خرج من البلد ذاته، ولأنه ليس مقاما للدخول في النوايا والتنظير حول استهداف أخلاق شباب الأمة، سنكتفي بإعادة مطالبة أجهزتنا…
الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥
لا أدري ما سر عشقنا الكبير لكلمة "شيخ"! وما الذي جعل هذه الكلمة تدخل كمهنة رسمية في بعض القطاعات؟ كشيخ الدلالين وشيخ الصاغة وشيخ السكراب... الخ. ووصل الأمر إلى أن يكون بيننا "شيخ الدجاج" وهي الوظيفة التي أعلنت عنها بلدية طريف مؤخرا، وقالت إنها ترغب في شغلها مع مجموعة من وظائف "المشيخة".هذه الكلمة لم تعد حكرا علينا كعرب، فقد أصبحت مصطلحا معروفا في اللغة الإنجليزية، ودخلت المعاجم بشكل رسمي وتعرف على أنها تعبير وصفي يحمل دلالة على المكانة الرفيعة عند العرب، وتعني كبير السن في قومه أو الشخص الحكيم أو الواعظ، وتستخدم عادة عند القبائل أو الأسر العريقة، وبالفعل صارت هذه الكلمة دارجة بين الغربيين وعادة ما تستخدم لتوصيف الرجل الثري وصاحب النفوذ. وهذا التعريف، وهو نفسه المتعارف عليه عند العرب، ليست له علاقة بما يحدث في بلدية طريف وغيرها، وحتى في التعريف الرسمي للكلمة في معجم اللغة العربية تعني كلمة "شيخ" الرجل الذي استبانت عليه السن وظهر عليه الشيب، غير أن الكلمة تطور استخدامها لاحقا، مثل أي مصطلح آخر يخضع للتطور اللغوي الاجتماعي، وأصبحت تعني الرجل ذا المال والجاه أو كبير القبيلة أو العائلة أو رجل الدين.وحتى لا تفقد هذه الكلمة بريقها وتصبح مستهلكة ومبتذلة، وهي التي ترافق أسماء كبار القوم في بلدان الخليج، أقترح منع استخدامها في المهن وقصرها…
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
الخبر اليوم لم يعد خبرا فقط، صار بإمكانك أن تقيس ردة الفعل ومدى التقبل، من خلال الردود والإعجاب وعدم الإعجاب، ولك أن تتخيل أن خبر الطالب السعودي الذي حطم التماثيل في معبد باليابان، وجد من يشيد به ويبارك جهد من فعله، وبعض هذه الردود حظيت بقدر كبير من الإعجاب والإشادة. هذا يؤكد أن القضية ليست تصرفا فرديا كما يحاول أن يصورها البعض، إنها أزمة مجتمع وثقافة جمعية يستعصي عليها فهم وتقبل الآخر، لدرجة أن تحطيم تماثيل بوذا، التي تعد من الممتلكات العامة عملا صالحا، لأنها أصنام، والأصنام شرك بالله، مما يفسر أن هناك خلطا كبيرا بين المفاهيم دون أي اعتبار لأي شيء كان. الطالب الذي حطم التماثيل فعل ذلك في البلاد التي رحبت به ليتلقى فيها العلوم، ولتمنحه درجة علمية يعود بها إلى وطنه، لكنه فضل أن يمارس التخريب والإساءة لنفسه ووطنه، فوقع اختياره على تماثيل عمرها مئات السنوات، تمثل رموزا دينية وثقافية مهمة عند اليابانيين، ليحطمها ويحطم معها صورة الإنسان المسلم بشكل أو بآخر. وعلى الجانب الآخر، جاءت تعليقات القراء على نفس الخبر في المواقع الأجنبية الصادرة باللغة الإنجليزية تستهجن هذه الفعلة بنفس درجة العنف في الواقعة، وحملت إساءات كبيرة للإسلام كدين، على اعتبار أن ما فعله الشاب نوع من الجهاد، ووصف أحدهم السعوديين بالمخربين الذين يهدمون ولا يبنون،…
الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣
يبدو أن تركيبتنا الاجتماعية انعكست بشكل مباشر على حضورنا في شبكات التواصل الاجتماعي، فمن كان صوته عاليا من قبل، ما زال يحتفظ بهذه الميزة، ويستطيع الوصول إلى الناس بسهولة، أما الفقراء والمهمشون، فلم يغير هذا الحراك الاجتماعي من أحوالهم، هذا إن قدر لهم الدخول والمشاركة في الشبكات. في مجتمعات أخرى ـ تعيش قدرا من المساواة وتعنى قليلا بالإنسانية ـ يجد الفقراء مكانا لهم في هذه الشبكات، وقد أكدت إحدى الدراسات التي تناولت وضع الشبكات الاجتماعية في أميركا، أن 75% من المشردين "الهومليس" يوجدون في الشبكات الاجتماعية، ويشاركون بفاعلية، ويؤثرون في صنع القرار. وقالت الدراسة، إن معظم هؤلاء المشردين هم من فئة الشباب، ويستخدمون هواتفهم المحمولة، وعادة ما يبحثون عن نقاط خدمة "واي فاي" المجانية، ليتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم على "فيسبوك وتويتر وتمبلر ولنكد ان وانستقرام" وغيرها. لم تأخذهم مأساة العيش بلا مأوى من الاستمتاع بالحياة، والمشاركة في الحياة الافتراضية والتعرف على الأصدقاء، وربما البحث عن فرص وظيفية، أو حياة جديدة قد يكون الحساب هو الطريق إليها، وهذا الأجمل في الشبكات، تحتوي الجميع بالمجان، وقد تجعل الملياردير صديقا للمشرد. من الدراسات الأخرى، دراسة تشير إلى وصول نسبة كبيرة من الشباب في أميركا إلى درجة الملل من الوجود على الشبكات الاجتماعية، وهو ما يجعلهم يطالبون بالبدائل، وهناك من ينصح شركات سوق…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
رغم ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي ووصولهم إلى أكثر من 90 مليون مستخدم، ورغم أن اللغة العربية تأتي في مرتبة متقدمة – سادسا أو سابعا - بين 650 لغة حول العالم، إلا أن المحتوى العربي على الشبكة ما زال فقيرا جدا ويفتقد إلى المشاركات الجادة والكتب والبحوث، ويأتي المحتوى في مجمله على هيئة "سوالف" ومشاركات لا تسمن ولا تغني من جوع. يقول تقرير نشره أحد المواقع المتخصصة في مجال التقنية والإنترنت: "من يبحث في الشبكة العنكبوتية باللغة العربية عن موضوع جاد فهو حتماً كمن يبحث عن إبرة في أكوام (وليس كومة واحدة) من القش"، في تأكيد على ضعف المحتوى العربي، واستمرار تعاطي العرب مع الشبكة المعلوماتية على أنها مكان للهو والتنفيس. ويضيف التقرير أنه في حال بدأتَ البحث عن موضوع معين على الشبكة ستجد نفسك في صفحة مُلوّنة مليئة بالقلوب والأزهار لمُنتدى يحمل في الغالب اسماً من نوعية الأسماء السخيفة المُعتادة، مثل "عيون القلب، همس المشاعر، طير حوران"، وهذه المواقع غالبا ما يشارك بها هواة لا علاقة لهم باللغة العربية ولا الثقافة وليس لهم أي دور تنويري. هذا طبعا بالإضافة إلى الأخطاء الإملائية الكارثية، التي يقول عنها التقرير: اللغة الكارثية الكسيحة تكاد تكون سمة سائدة.. لغة دون قواعد أو ضوابط لغوية أو إملائية، حتى لتشعر أن الكثير من…
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣
لم يأت "تويتر" حتى اليوم بأجمل وأصدق وأقوى من وسم أو هاشتاق "هلكوني"؛ لأنه ببساطة كشف عن حالة "غفلة" يعيشها بعض حملة الشهادات العليا، بعد أن تأكدوا أن الجامعات التي حصلوا منها على الدرجة الأكاديمية، جامعات وهمية وغير معترف بها. قد نجد لهؤلاء العذر، فقبل أن يكونوا ضحايا تجارة عالمية تقوم على إغراء الناس بالدرجة الأكاديمية وحرف الدال مقابل الكثير من المال والقليل من العلم، هم في نهاية الأمر طلاب علم، حرصوا على إكمال دراستهم، وقد لا يعرفون أصلا أن جامعتهم وهمية. الأجمل في كل هذه القضية أن من خرجت أسماؤهم ضمن قائمة مشتري الشهادات الوهمية، لم يحاولوا الدفاع عن أنفسهم أو شهاداتهم، تقبلوا الموضوع بأريحية، رغم ما سببه لهم من جرح غائر، فقد اكتشفوا أنهم إما: غشاشون أو مغفلون، ولعل الأخيرة ستكون أقل وطأة، أما حرف الدال فقد طار به "هلكوني". ما يميز هذا الهاشتاق، وله الحق أن نسميه شيخ الـ"هاشتاقات"، أنه أحدث الفعل وردة الفعل، فقد نشر أسماء حاملي الدكتوارة المزيفة، وعلى الفور أعلن بعضهم عن التخلي عن الشهادة، ومنهم الشيخ خالد الخليوي، الذي خرج في محاضرة مسجلة على "يوتيوب"، ومزق شهاداته كلها وأعلن براءته منها في موقف حضاري نبيل. "هلكوني" وصل إلى مجلس الشورى، وأصبحت الشهادات الوهمية قيد نظر المجلس، ومن ضمن مهامه الرئيسة خلال الفترة المنصرمة،…
الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢
جاء عمار بوقس بعد أن قهر المستحيل، ليكشف بعضاً من عوارنا وتجنينا على أنفسنا وأهلنا، بعد أن رفضنا أن نعتبره واحداً منّا وهو الذي أصر على أن يفعل ذلك، وحقق أعلى درجات التميز من أجل أن يكون بيننا. حقق عمار ما يتعدى المستحيل، وحصل على الأول على دفعته في الدراسة الجامعية، وهو أكاديمياً يعني أنه يستحق أن يكون معيداً في الجامعة، لكن جامعة الملك عبدالعزيز، حيث تخرج، رفضت قبوله معيداً. وتحدث مخرج فيلمه بدر الحمود عن قصة تندى لها الجبين، حين أراد عمار أن يقابل مدير الجامعة قبل شهر رمضان، لكن مدير مكتبه اعتدى عليه لفظياً وطرده، وكاد أن يقع أرضاً، ذلك الإنسان الذي لا يتحرك فيه سوى لسانه. وخرجت قبل أيام قصة أخرى مع الشيخ الداعية محمد العريفي، أكدها معد في برنامج تلفزيوني حين قال إن العريفي رفض ظهور عمار بوقس في برنامجه «مسافرون»، ولو صدقت هذه الرواية فإن وزرها عظيم على العريفي الذي راح يثني على عمار بعد أن شاع فيلمه. خذلنا عمار وأنصفه الإماراتيون، فكان الشيخ محمد بن زايد أول المتفاعلين مع قضيته وحالته، وأمطره بسيل من الاتصالات، ثم جاء الدور على حمدان بن محمد بن راشد، فاستقبله في بيته وحقق حلمه في أن يكون معيداً في جامعة دبي ووعد باستكمال مسيرته العلمية والعلاجية. شكراً عمار على…