الأربعاء ٠٦ يونيو ٢٠١٢
أرى عينيه وهي تضيء، يحكي لي عن ساحة التغيير، وكيف أن عينيه أدمعتا عند سماعه للنشيد الوطني، مع أنه كان قبل الثورة يدعو للانفصال.. صديقي الحضرمي صاحب القلب الطيب، رأيت في عينيه أحلاما كبيرة، كان يرى أن اليمن ستصبح أفضل وأن كل الفاسدين سيرحلون، وأن صالح سيعاقب هو ومن يعاونه، أحلام كبيرة كان يراها هو ورفاقه ممكنة، ولكن........ بعد سنة ونصف من الثورة اليمنية، رأيت صديقي الحضرمي. لم يعد كما كان، لا شيء يرضيه، يتذكر رفاقه ممن استشهدوا وتلمع عيناه، هذه المرة ليست لمعة الطموح والأمل وإنما لمعة بدمعة الحزن، صديقي يرى أن الثورة لم تمشِ في الطريق الذي تمناه.. صديقي الحضرمي لم يكن يتوقع هذه الصعوبات، لم يكن يتخيل أن تتحول الثورة إلى صراع بين أطراف متنازعة، لم يتوقع أن يستغلها كل طرف في مصالح شخصية به، أصيب بالإحباط وأصبح الحزن هو الشعور الدائم عنده... يسألني وفي عينيه نظرة تدعوني لأن أحيي فيه الأمل: هل تعتقدين أني رسمت أحلاما فوق الخيال؟ هل من المفترض أن يكون الحلم واقعيا؟ أجبته: كلا لم تكن أحلامك فوق الخيال، أنت حلمت بوطن حر، وطن بلا فساد، وطن مليء بالعدل، حلمت بشعب يتمتع بكافة حقوقه، حلمت بدولة لا يفرق فيها القانون بين شيخ قبيلة ومواطن عادي، حلمت بأن لا يأتي من يأخذ أرضك بلا…
السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢
لن أقول ان القات مضر بالصحة..والأسنان ..والمال..والعيال المحرومين من الغذاء لأن اهاليهم يفضلوا شراء القات...لن أقول كل هذا..كل إنسان حر في نفسه، فمن اراد ان يهمل صحته وابناءه هذه حرية شخصية بحته خاصة ان الكل يعلم بأضرار القات، ولكن مايهمني من هذا كله هو بلدي، بلدي التي تعاني من شحة المياه ومع ذلك يقدر استهلاك القات للمياة بـ 800 مليون متر مكعب سنويا، مقابل 25 ألف طن, لماذا ؟ الجواب: من أجل ساعات من التخدير. ما يهمني هو إسم اليمن، هذا الإسم الذي ارتبط في اجهزة الإعلام بصور أشخاص يملئون افواههم بالقات، إسم اليمن برز مؤخرا بشكل أجمل مع مجيء الثورة ولكن القات ظل في افواهنا، لن أقول ان تتركوا القات لأني أعلم أن هذا شيء من الصعب تحقيقه في أيام او حتى في سنة..ولكن ما اريد ان أقوله ان حملة «يوم بلا قات» هي حملة ترمز لرغبتنا في التغيير الحقيقي، هذه الحملة ستجعل كل من هو ليس يمني يعلم ان لدينا رغبة حقيقية في التغيير حتى لو كانت محاولتنا صغيره جدا ومقتصرة على يوم في الوقت الحالي، هذة الحملة أتمنى من كل أسرة وبيت وساحة وكل من لدية رغبة في تغيير نفسه أن ينضم لنا ويبتوقف عن القات ليوم واحد، يوم واحد سيمر مرور سهل بالنسبه له ولكنه سيكون…
الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢
«أنا يمنية جئتكم بسلام» ... كانت هذه الجملة التي خطرت في بالي عندما رأيت نظرة الاستغراب في عينيها، «ماذا؟ أنتِ يمنية؟» قالتها متفاجئة.. رددت: نعم يمنية! قالت: «ولكنك تشبهيننا».. سألت: وهل رأيت يمنياً من قبل؟ أجابت: «لأ»! فسكت... وظلت هذه النظرة المندهشة في عينيها إلى أن خرجت من المصعد. شعرت وقتها بأني جئت من كوكب آخر، وكما نرى في الأفلام عندما يأتي كائن فضائي من كوكب آخر ويقول الجملة المشهورة «أنا من المريخ جئتكم بسلام».. شعرت أني أريد أن أقول: «أنا يمنية جئتكم بسلام». بداية الحكاية: شاءت الأقدار أن أقضي نصف حياتي في اليمن والنصف الآخر متنقلة من بلد لآخر.. هذه التجربة أفادتني كثيراً في أن أتعرف إلى ثقافات مختلفة واستوعب فكرة أني لست الوحيدة في هذا الوجود، وان البشر مختلفون وليس هناك شيء واحد يجمع الكل عدا الإنسانية... لذلك فقد تعودت على تقبل أفكار الآخرين ماعدا الأفكار التي تنعدم منها الإنسانية أو تتبنى فكرة الرأي الأوحد. طبعا لم أصل لهذه المرحلة بسهولة، ولكن هذا ما وصلت إليه بعد أن عانيت الكثير من إلقاء الحكم عليّ بمجرد أن أقول إني يمنية.. الغريب أن فكرة الناس عن اليمن تختلف من شخص لآخر.. وللأسف حتى في الدول العربية هناك الكثير ممن لا يعرف عنا شيئاً... وسأحكي لكم عن أشخاص مختلفين لهم آراء…
الإثنين ٠٨ أغسطس ٢٠١١
الخميس إحدى ليالي 2010م إنه الخميس.. هذا اليوم الذي خصصته للذهاب إلى الصالون الثقافي.. يومي المفضل الذي انتظره كل أسبوع .. أسمع فيه الكثير وأتعلم الكثير. دخلت وأنا ممتلئة بالحماس، فهنا أقول أفكاري كيفما أشاء، وكل منا يحترم رأي الآخر، وهنا أشعر بحريتي في التعبير، حيث نتكلم في كل شيء .. سياسية، مجتمع، اقتصاد، ونناقش بعضنا، وقد تعلو الأصوات ولكن يظل دائما احترام الرأي هو سيد الموقف. هنا اشعر بأني حرة.. أسمع وأُسمِع.. قد لا اتحدث كثيرا ولكني اشعر كشعور الطائر الحر في سماء بلا أفق..يطير أينما يشاء..يعلو ويعلو..اشعر بالسعادة تغمرني.. أنا حرة... وأنا في هذه النشوة، يقطعها صوت يوجه لي سؤاله قائلا:"هل تعلمين بأن الأميه في اليمن قد تصل لـ 70 في المائة؟".. التفت لأرى صاحب الصوت، ولا يبدو عليه بأنه يمزح.. ماذا أجيب؟ لا أدرى بماذا أجيب..اصمت..أنا اعلم بأن نسبة الأمية في بلدي كبيرة لكني لا أعرف النسبة تحديدا..هل فعلا 70 في المائة؟ الكل ينظر إليّ منتظرين الإجابة..بماذا عليّ أن أجيب..هل أقول نعم أعلم، أم أقول الحقيقة بأنني لا أعلم بما أجيب؟ أشعرت بالحرج؟ هذه بلدي التي يتحدث عنها..هؤلاء ابناء وطني من يتحدث عنهم..أصحيح ان اكثر من نصفهم اميين! سقط الطائر.. وشعرت بالرغبة في الهروب. ودعت الموجودين وذهبت للبيت، فتحت حاسوبي، ودخلت على الانترنت صفحة جوجل وبحثت عن…