هند الأرياني
هند الأرياني
ناشطة سياسية واجتماعية ومدونة يمنية مقيمة حالياً في بيروت، نشر لها مقالات في عدة صحف منها جريدة السفير ويمن تايمز والجمهورية والمصدر أونلاين، حاصلة على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من اليمن وماجستير في إدارة الأعمال من بيروت، وتعمل حاليا كمحللة سياسية.

حلم في عيون حضرمي

آراء

أرى عينيه وهي تضيء، يحكي لي عن ساحة التغيير، وكيف أن عينيه أدمعتا عند سماعه للنشيد الوطني، مع أنه كان قبل الثورة يدعو للانفصال..

صديقي الحضرمي صاحب القلب الطيب، رأيت في عينيه أحلاما كبيرة، كان يرى أن اليمن ستصبح أفضل وأن كل الفاسدين سيرحلون، وأن صالح سيعاقب هو ومن يعاونه، أحلام كبيرة كان يراها هو ورفاقه ممكنة، ولكن……..

بعد سنة ونصف من الثورة اليمنية، رأيت صديقي الحضرمي. لم يعد كما كان، لا شيء يرضيه، يتذكر رفاقه ممن استشهدوا وتلمع عيناه، هذه المرة ليست لمعة الطموح والأمل وإنما لمعة بدمعة الحزن، صديقي يرى أن الثورة لم تمشِ في الطريق الذي تمناه..

صديقي الحضرمي لم يكن يتوقع هذه الصعوبات، لم يكن يتخيل أن تتحول الثورة إلى صراع بين أطراف متنازعة، لم يتوقع أن يستغلها كل طرف في مصالح شخصية به، أصيب بالإحباط وأصبح الحزن هو الشعور الدائم عنده…

يسألني وفي عينيه نظرة تدعوني لأن أحيي فيه الأمل: هل تعتقدين أني رسمت أحلاما فوق الخيال؟ هل من المفترض أن يكون الحلم واقعيا؟
أجبته: كلا لم تكن أحلامك فوق الخيال، أنت حلمت بوطن حر، وطن بلا فساد، وطن مليء بالعدل، حلمت بشعب يتمتع بكافة حقوقه، حلمت بدولة لا يفرق فيها القانون بين شيخ قبيلة ومواطن عادي، حلمت بأن لا يأتي من يأخذ أرضك بلا حق لمجرد أن لديه قوة وسُلطة، حلمت بأنك عندما تمرض تجد مستشفى نظيفا فيه أطباء متخصصون يداوون مرضك…

أتدري بما حلمت يا صديقي؟

حلمت بأن يكون لك وطن… وطن لا تشعر بأنك غريب فيه.. هذا ماحملت به ياصديقي..

كلا هذا الحلم ليس فوق الخيال، هذا حقك وأبسط ما يطالب به كل الشعوب..

تطلعت إليه.. رأيت الدمعة المحبوسه تنزل من مقلتيه.. حاول أن يجاوبني فلم يستطع.. أخرج من جيبه ورقة وكتب فيها…

من أجلك يا شهيد… سأبني وطني وسيصبح الحلم حقيقة.

هند الإرياني