السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢
أحداث اليوم هي ذكريات الغد كما تنقشع الغيوم تزول الهموم، الزمن كفيل بالهم والغم والغيم أيضاً. الحاضر هو الماضي الذي كنت تفكر فيه، والمستقبل هو اليوم الذي تعيشه لا حزن ولا قلق يبقى للأبد، لن يدوم إلا ما قدر له أن يدوم. إذا كان «الماضي» رحل عنك و«اليوم» على وشك أن يرحل، تذكر أن هناك «غداً» وسيأتي لك. حسن التصرف لمشكلاتك في الحاضر ستنظر له بعين الرضا في المستقبل، أنت وحدك من يحدد قيمة دموعك وسعر أحزانك، قوتك النفسية في مواجهة المصاعب تؤثر سلباً أو إيجاباً في طريقة حياتك، نحن نتاج لقراراتنا، وجزء كبير من تشكل شخصياتنا نحن من نحدده. أن تجلس في محطة الذكريات تنتظر قطار الماضي قد يكون خياراً صعباً جداً، ستنتظر طويلاً! وستتعب كثيراً، وستعرف متأخراً أن بعض الراحلين لا يرجعون. في رحلة العمر من يبقى معك هم فقط من يستحق أن يبقى معك.. الغائبون اختاروا الغياب والمتغيرون اختاروا غيرك. غداً يوم جميل يا صاحبي، هذا ما تعلمناه من دورة الحياة، تتساقط أوراق الشجر، لكنها تصبح أجمل في الربيع وتحترق غابات بأكملها وترجع خضراء بعد الاحتراق وتجف دموعك في غيابه، وتنتشي فرحاً عند لقائه، هناك بروق ورعود وأمطار وبعدها وديان و وأنهار وسماء صافية، كلما غصصنا بالحزن شربنا بعدها ماء الفرح. غداً يوم جميل، أترك كل الأحزان…
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
كل خير تزرعه في مجال عملك، ستحصده حتى بعد تركك لمنصبك البعد الإنساني لأصحاب المناصب والنفوذ مهم جداً.. عندما ينتهي نفوذك ويزول منصبك تبقى إنسانيتك ويتذكر الناس خير أعمالك. عندما صدر القرار بتعيينه مديراً، اغتبط بمنصبه، وفرح له الكثيرون من حوله، التغيير سنة الحياة هكذا قال الموظفون واستبشروا خيراً بقدومه، ومنذ أول يوم في عمله حاول أن يبث فكره وأسلوبه، ويفرض طريقته قسراً على الموظفين، وعندما عارضه الجميع، كان أحد خياراته أن يحارب الكل، واستعان بآخرين، متسلقين وأصحاب مبادئ متغيرة، تتغير مع المصلحة، أولئك الذين يوجدون عند كل مصلحة، ولا تخلو جهة عمل منهم، وبهم نفذ أجندته وحقق انتصارات مؤقتة على الحق، كمن دفن يوماً بذور الحق، ليواريها عن الأنظار، دون أن يعلم أنها ستنبت يوماً أشجار الحقيقة. وعندما زالت غيوم المنصب وظهرت السماء أخذ يقلب كفيه! ماذا بقي له الآن غير تاريخ مخز كلما هرب منه تبعه! إنها المبادئ عندما تتساقط، كأوراق الخريف تتفرق! قد يكون هذا السيناريو مكرراً ويحدث في كثير من أماكن العمل، لكن لماذا لا يعتبر البعض بالنهايات؟ ولماذا يغتر البعض بوهج البدايات؟ ولماذا أيضاً يفضل البعض أن يقسو في تعامله عندما يملك القوة والسلطة وعندما تزول من بين يديه، يعود سمحاً طيباً وينسى أنه في إحدى اللحظات كان سبباً في جروح الكثير من البسطاء بسبب…
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢
أحيانا قد تكون حياتنا مرآة تعكس أحلامنا تسبح في بحر من خيال وجهتك شواطئ الأمل، و رغم كثرة الأمواج وغزارة الأعماق تصل سالما لمرفأ النجاح ! هكذا هم الحالمون يختارون أحلامهم و مواعيد استيقاظهم و يبدأون مشوار نجاحهم بينما البعض يغط في سبات عميق. أؤمن أن كل الأشياء الكبيرة في حياتنا بدأت بحلم ، حلم صغير جدا نفصله على مقاسنا ، كصاحبنا هذا الذي بدأ حلمه صغيرا جدا بحجم عائلته و مدينته و عندما توفي متأثرا بمرضه ترك للبشرية مدينة من الأحلام تتسع لكل الأحلام. (كلما كانت الصعوبات قاسية كان النجاح باهرا) لم يترك للبشرية سلاحا مدمرا و جائزة عالمية يكفر بها عن ذنبه! بل استطاع أن يتحدث مع خيالنا ويداعب خيالات أطفالنا رسم القصص وصورها وأنتجها وقدمها للعالم في وقت كانت فيه الحروب العالمية تطحن العالم، لم يكن صديقنا تاجرا محترفا لأن التاجر تكبر تجارته سريعا أمامه في حياته بل كان فنانا يحمل قلب كاتب، صادف الفشل مرات وتغلب عليه مرات رغم صعوبة العقبات التي صادفته لم تمنعه من مواصلة النجاح. أن تفوز بجائزة الأوسكار مرة واحدة سيقف لك الجمهور ويصفق فرحا ويقولون ناجح ومحظوظ لكن عندما تفوز باثنين وعشرين جائزة أوسكار يقف لك العالم ويصفق صارخا مبدع يا مبدع!. بعد وفاته بسنة بدأت أعمال الإنشاءات في عالم ديزني…
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢
في رواية جون كراكاير «في البرية» تصدمك وأيضا تحزنك نهاية الشاب حين تقسو عليه الطبيعة التي لجأ إليها بحثا عن العزلة وهربا من حياته الاجتماعية وتتسارع الأحداث تباعا ليواجه مصيره وعندما علم بنهايته بدأ يدون لحظاته الأخيرة ويكتب وصيته للعالم! هذه الرواية التي تتحدث عن فلسفة الوحدة والسعادة نقلها المخرج والممثل المعروف «شين بن» إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه وقد لاقى الفيلم رواجا كبيرا بسبب النهاية التي ختمها بأن السعادة الحقيقية تجدها بالمشاركة مع الآخرين. مواعيد السعادة غير دقيقة...دائما تأتي في غير موعدها هناك من ينتظر السعادة ولا تأتي وهناك من تنتظره السعادة ولا يذهب إليها، كم نحن مهمومون بشقائنا وننسى كم هي جميلة حياتنا، سعيدة أوقاتنا! جزء كبير من السعادة تجده في تفاصيل حياتك التي تمر عليها سريعا، تجدها في ابتسامات أطفالك وحنان نظرات أمك وأحضان والدك، في الأوقات التي تقضيها مع أصدقائك فقط تخيل حياتك بلا أهل أو أصدقاء! في طريق بحثك عن السعادة تمهل قليلا فربما من تركتهم خلفك يستحقون أن يكملوا مشوار السعادة معك. السعادة لا تكشف كل أوراقها مرة واحدة، هناك نوع من السعادة تعيشه ولا تفهمه فقط عندما تفقده تبدأ بمعرفته. أحيانا أجمل ابتسامة.. المغسولة بالدموع يقال لو أننا خيرنا ما بين مصائبنا ومصائب الآخرين لاخترنا مصائبنا! فكر معي في هذه المقولة! وكيف…
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
يقول الكاتب جاكسون براون: “لا تحرم الآخرين من الأمل فقد يكون هذا كل ما يملكونه”. من بين ثمانية أطفال توفي أربعة من إخوته في مرحلة الطفولة، وفي سن المراهقة فقد أمه وأصبح العائل المسؤول عن إخوته، هده المرض طوال حياته وبعدها أصابه الصم تدريجيا ولاحقا أصبح لا يسمع ما يعزف! و لم يكن حتى يسمع تصفيق الجمهور و تشجيعهم له! قال مرة :يا ألمي عندما يعزف صوت ناي لا أستطيع سماعه أو غناء راع وأنا لا أسمع شيئا، كل هذا كان يدفعني لليأس و لولا الأمل والموسيقى لفقدت حياتي. عندما توفي بيتهوفن في نهاية العقد الخامس من عمره كان جسده مثقلا بالأمراض وكتبوا على شاهد قبره بيتهوفن و تاريخ ميلاده ووفاته فقط، أسماء العظماء شاهد على إنجازاتهم. للأمل بريق لا ينطفئ أبدا ، كلما ازددت تفاؤلا و إيجابا كلما وهج البريق قد يكون “الأمل” أحد أعمق المشاعر العاطفية التي تؤثر في الإنسان وتحدد مسيرته في كثير من الأمور الصعبة والقرارات المهمة. فقليل من الأمل يكفي لكثير من أمور الحياة وجرعاته كفيلة بالشفاء والقدرة على الوقوف ثانية بعد آلام السقوط، هناك من يتكئ على الأمل ويمضي وهناك من يركن لليأس ويسقط. في طريق الحياة الطويل تحتاج للكثير من التفاؤل و الإيجابية وقدر كاف من زاد الأمل. كم هي مخيفه ورائعة صحوة…
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٢
من يصنع الظالم ؟ تبادر إلى ذهني هذا السؤال و قد جمعتنا صلاة جماعة أنا و صديقي مع مديره الذي يشتكي الجميع من أخلاقه و ظلمه , و رغم هذه الصفات السيئة كان حريصا على أداء صلاته في المسجد بصفه يوميه , بالإضافة إلى نصح و نقد المقصرين عن أداء الصلاة في أوقاتها , وودت حينها مناقشته في العلاقة مابين السلوك السيئ و العبادة , لكن صديقي منعني خوفا علي و على منصبه . الأخلاق ليست في دور العبادة فقط ! و العدل ليس فقط عند الزواج بأكثر من واحده, العمل المهني و الإداري يتطلب أخلاقيات حقيقة خالصة غيرة مشوه لا تتغير بتغير الظروف و المناسبات. المدير الصادق و العادل في المسجد أو في البيت لابد أن يكون صادقا و عادلا أيضا في مجال عمله و مع الموظفين. ألأقنعة التي يلبسها البعض في مجال العمل الإداري, لابد أن تتساقط يوما و ينكشف معها الوجه الحقيقي للفرد. هذا التناقض يبرز في بعض المؤسسات حيث لا يتم تطبيق المنهج الأخلاقي في التعامل و تضيع حقوق الموظفين و يتم التحامل و التجامل على الأشخاص بأسم العمل و يصبح الظلم موظفا موجودا في الدوام الصباحي و المسائي مع الموظفين . و للأسف نجد أنه من خلال تجارب حية و واقعية أنه غالبا ما يربح…
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢
تقول الكاتبة غادة السمان “أتذكر أيامي معك، كمن يرى الأشياء من نافذة قطار مسرع ! نائية و جميلة و القبض عليها مستحيل” يقف النسيان عند جدار الذاكرة، يحاول أن يخترق، تحاربه الذكريات، صراع بقاء ، دائما الأقوى يعيش طويلا! أحيانا توصف الذاكرة البشرية كالمكتبة الضخمة التي يوجد بها آلاف الأرفف و عليها أعداد ضخمة من الكتب ، و الذكريات هي المحتوى الهائل لهذه المكتبة. في أي مكتبة هنالك كتب موجودة و أخرى مقروءة و هناك أيضا كتب مهملة و أخرى منسية و كتب قررنا أننا سنقرأها يوما و إلى اليوم لم نلمسها و كتب مهمة جدا أثرت في مسيرة حياتنا نضعها بحذر في مكان لا يصل إليه غيرنا، لكل كتاب في أرفف مكتبنا حكاية تستحق أن تروى يوما أو لا تستحق! هناك كتب لن يلمسها أو يقرؤها بعدنا غيرنا، نحفظها كالأسرار في مكان تعرفه أنت فقط . تماما كالذكريات مخزنة في أرفف الذاكرة، هناك ذكريات تمثل أجزاء مهمة من حياتنا و أخرى تسعدنا كلما تذكرناها، ذكريات شكلت مسارنا وغيرت شخصياتنا موجودة على واجهة الذاكرة لا تغيب و لن تغادرنا ، و ذكريات كلما سلمناها بإرادتنا للنسيان أرجعها الزمن عنوة ثانية لنا ! (بعض الذكريات هي حياتنا..لا نستطيع بدونها تكملة حياتنا) من يستطيع أن يتنازل عن ذكرياته ؟ الذكريات كالوثائق السرية…
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٢
قال حكيم أوماها عندما تبرع بمعظم ثروته لصالح مؤسسة بيل غيتس الخيريه «سأترك القليل من المال لأولادي ليعملوا، فلو تركت لهم الكثير فلن يعملوا شيئاً أبداً» وفي تصريح آخر أوضح البليونير وارن بَفِت أنه لا يريد التعامل مستقبلا مع الأمور المالية في هذه المؤسسة الخيرية. في الغالب يكون التنازل عن جزء كبير من الثروة لصالح الأعمال الخيرية، قرارا قاسيا وشجاعا ونموذجا أخلاقيا نبيلا ينفرد فيه بعض الأغنياء عن بعضهم، حيث إن النظرة إلى المال تختلف من شخص إلى آخر. فالكثير من الأغنياء لهم نظرتهم الخاصة في الثراء، كما أن لهم طرقهم الخاصة في تحصيل الثروة وإنفاقها، فالبعض مشى للثروة وآخرون ركضوا لها، ولذلك يختلف الثراء الحقيقي الذي أتى نتيجة جهد وتعب، عن الثراء الناجم عن الإرث والهِبات التي يتلقاها البعض. كثير من قصص الثراء في محيطنا غامضة وغير واضحة ولا يوجد كثير من قصص الكفاح في هذا المجال يقدر أن يستفيد منها الطامحون للثروة، وتكون أنموذجا وقصة نجاح يهتدي بها المبتدئون. العصاميون في الغرب بنوا ثروتهم بصعوبة، في ظل دولة المؤسسات ورقابة إعلامية تلاحق الفساد ووجود ضرائب عالية على دخل الفرد. أما في محيطنا العربي فالوضع مختلف وأسباب الثراء الشرعي وحتى غير الشرعي عند البعض ما زالت مجهولة. للثروة أسرار، وتأكد جيدا أن القليل من الأثرياء اليوم قد يشاركونك في…
السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٢
هل تشتاق لنا الأماكن أم نحن الذين نشتاق لها؟ أتخيل أحيانا أن للمدن قلوباً كبيرة تحتضن بشوق سكانها، تماماً كالأم الرؤوم برحمة وحب تعتني بصغارها، وأومن أيضا بأن المدن تعشق مثلنا وتختار قبلنا، تختارك حتى قبل أن تختارها ومهما أتعبتها وقسوت عليها ونسيتها، مصيرك كتفاحة نيوتن تسقط في أرضها. للمدن ذاكرة لا تنسى ذاكرة تتجدد ونحن إحدى خلاياها بعض المدن تعاني من أهلها وأصعب أنواع المعاناة عندما تأتي من الداخل عندما يظن الآخر أنه يملك الحقيقة المطلقة و يريد بجفاء أن يفرض أجندته على الآخرين هذا التفكير الأحادي والفكر المستورد يضيق بالمكان الذي كان متسعا للجميع وواسعاً بأفكاره وثقافاته وحبه للآخرين .هنالك بجهل من يساعد هدم المكان بتنظيماته وتياراته وحرصه على تحقيق رغباته ضارباً عرض الحائط بالقيم والثقافات الموروثة والمنهج الصحيح الذي يسير به المكان. هنالك مدينة للعيش ومدينة للقلب ومدينة للـ.. تخيل أنك تقف في طابور طويل حتى تحصل على تأشيرة زيارة لمدينة تعشقها وفي المقابل تخيل أيضاً أنك تقف في نفس الطابور هرباً من مدينتك مهاجراً لمدينة أخرى وتعتقد في قرار نفسك أنها ستوفر لك ما لم تستطع أن توفره لك مدينتك الأم. نفس الطابور يحمل العديد من المشاعر والأحلام. هنالك من يبحث عن حريته عند الآخرين وهناك من يجدها في مدينته. وهناك من يزور المدن فرحاً وحباً…
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢
أتصفح مجلة أجنبية، أبحث عن خبر غير مكرر عن الحقائق بعيون مختلفة، وأجدها حاضرة في أغلب الصحف والمجلات، وأتساءل عن سر هذه المدينة الصغيرة الكبيرة؟!. ينقذني المترو من زحمة مفاجئة وأجد نفسي فى الموعد المحدد لاجتماعي، ويزيد ايماني بمدينة الحلول المبتكرة . قد نختلف فى تعريف النجاح والإنجاز، لكننا جميعا سنتفق على الكم الهائل من الخيارات والخدمات التي توفرها هذه المدينة للفرد والجماعة فى جميع المجالات، ونتفق بما لاشك فيه أن العقلية أو المنهجية الإدارية الحديثة التي تدار بها المدينة صَنَعَت الفرق في تميزها إقليميا، وجعلها تقود كثير من التغيرات الإيجابية في المنطقة بطريقة مباشرة وغير مباشرة . انتبه الإعلام الغربي وبصورة دقيقة لمعطيات التطور والتنمية التي تتميز بها هذه المدينة، وركز غالباً على الواقع فى تعاطيه مع المعلومات، وطريقة إبرازها للقارئ كان محايدا أحيانا وغاضبا أحيانا، ورغم تصنيفه للتجربة على أنها قصة نجاح إلا أنه كان قاسيا فى التعامل مع الأخبار السلبية الواردة من المنطقة، ورغم التناقض الواضح مابين الدفاع و الهجوم فى الإعلام الغربي لاتزال هذه المدينة متفردة بشكل لايخلو من الإعجاب، ومازالت بصورة متكررة فى قلب الأحداث لكن ما يهمنا الأن كما يقول محدثي هو كيفية التعامل مع الأحداث. هل للمدن طريقة تدافع بها عن منجزاتها؟ أتساءل وأنا أرى الفجوة مابين المنجَز وطريقة التعامل مع الأحداث والأزمات،…
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
يقول فرويد “نستطيع أن نقاوم الهجوم والنقد ولكننا عاجزون أمام الثناء! وفي إحدى نظرياته يشرح العالم فرويد أن الشخصية الإنسانية تتكون من ثلاثة أنظمة هي الأنا والأنا العليا والهو وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة، ولا أعلم مدى صحة نظرياته في علم التحليل النفسي فهناك المختصون والعلماء الذين درسوا ونقدوا أعماله ونظرياته لكنني وقفت طويلاً عندما قرأت عن محاولاته للانتحار في آخر حياته وإخفائه مرضه عن الجميع، ورغم قوته النفسية ظاهرياً كان ضعيفاً داخلياً وكم كان يعاني وهو يحاول تخفيف معاناة الاخرين. قد نتفق معه وقد نختلف، لكن فهم الشخصية الإنسانية وسبر أغوارها والغوص فيها من الصعوبة بمكان. كلما توقعت أنك تفهم من حولك زادت هوة عدم فهمهم. نحن وجوه وأقنعة نضعها كل صباح في المساء نضع أقنعة أخرى بعض البشر كالكتب لا يخدعك العنوان! لا بد من قراءة متأنية للمحتوى، تريد أن تعرف أسرار الكتاب يجب أن تعيش بين الكلمات وتسافر بين الأسطر وكذلك البشر أحياناً الشخصية التي تراها أمامك ليست هي الحقيقية بل هي انعكاس لأحداث وتجارب ومصالح والكثير من الشوائب، ثقل أحمال الحياة تجدها معلقة على أكتاف هذه الشخصية، قلما تجد أحدهم بشخصيته الحقيقية المجردة طوال الوقت هنالك الكثير من الرتوش ومساحيق التجميل وكحل التغيير تضاف إليها ليبقى الرونق ويستمر الجمال والكمال. لا تتكبر…
السبت ٠٧ يوليو ٢٠١٢
"لماذا أحبك ؟.. كيف تخر بروقي لديك.. وتتعب ريحي على شفتيك.. فأعرف في لحظة بأن الليالي مخدة.. وأن القمر جميل كطلعة وردة.. وأني وسيم لأني لديك". كانت هذه الأبيات الرائعة من قصيدة "أبيات غزل" للشاعر الراحل محمود درويش و كلما قرأتها يراودني هذا السؤال لماذا الحب ؟ أو كما قال شاعرنا الراحل لماذا أحبك ؟ ولست هنا للغوص في أعماقه فهناك المختصون و أساتذة العشق وعلم الحب، لكني هنا في رحلة سريعة لشواطئه، متأملا أن أبلغ مرافئه وقد فهمت بعض أسرار أمواجه! الحب كالحياة ، كلما كبرنا، كلما تعلمنا فك شفراته، وعلمنا بعدها معاني الحياة فقط تخيل الحياة بدون حب! عندما تتأمل في معاني الحياة تجد أن القيم الإنسانية الأصلية من أساساتها و تربط العواطف فيما بينها و يسرى دم الحب في أجزائها. بعمق معنى الحياة، يأتي معنى الحب. هذه العلاقة الأزلية تجدها واضحة في مسيرة البشر كلما أمعنت في التأمل كلما اكتشفت قوة الحب. تاريخ الحياة يبدأ أزليا بتاريخ الحب. في الحب يتساوى الكبير والصغير وتتلاشى حينها الأعمار، لا فرق بيننا عندما تدق عاصفة الحب قلوبنا، بمقدور الحب أن يساوينا عندما تبعثرنا التصنيفات وتفرقنا الحياة. لا تبتئس! ففي جدول الحب لكل منا خانته. الحب كالفصول، يتعاقب عليك، ينساك فترة وثانية يرجع إليك. قيم الحياة الأساسية لا تخلو من الحب،…