الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: هل هما في موضع منافسة؟! أتحدث كوني أكتب الاثنين؛ فقد أمضيت سنواتٍ لا بأس بها في التغريد، ولا يمكن أن أنكر أن منصةً X (تويتر سابقًا) منحتني مساحةً مهمة طرحتُ فيها الكثير من أفكاري بحرية تامة، كما كتبتُ المقال قبل ذلك وبعده. ولكنني ما ظننتُ يومًا أن التغريدة القصيرة في منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون بديلًا عن المقال، أو أن تلغي أهميته ووزنه وتأثيره في تناول المواضيع، وطرح المقترحات، وتحليل الظواهر، ومواجهة التحديات. ولم تُفقدني المنشورات الموجزة - رغم أنها مريحة - حنيني للمقال. صحيح أن النَّفَس الكتابي أصبح أقصر في الغالب، وذلك لعدة اعتباراتٍ، من أهمها السرعة التي أصبحت تَصِمُ مُجمَل مناحي هذا العصر، وصحيح أن منصات التواصل الاجتماعي تتيح تفاعلًا انفعاليًا - إيجابيًا أو سلبيًا - سريعًا وآنيًا وأكثر سهولة في التواصل مع الكاتب، مما يوحي بأنها أكثر جاذبية، لكنني لا أرى أن الإقبال على قراءة التغريدات المقتضَبة والمنشورات المختصَرة سيزيح المقال عن مكانته، لأن قُرّاء الاثنين يختلفون في فئاتهم، ومراحلهم العمرية، ووعيهم الفكري، وتفضيلاتهم الثقافية، وإلا لتوقف الكثير من كُتّاب المقال الذين نتابعهم وننتظر مقالاتهم! ولعل أقرب دلالةً تخطر على ذهني الآن، هي مقالات الدكتور توفيق السيف، والأستاذ عبدالرحمن الراشد في…
الثلاثاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: مع كل حملةٍ تُشَنُّ على الإمارات، يهبُّ الكثيرون للتصدّي لها والرد على شخوصها؛ يحركهم في ذلك الحميّة الوطنية، وحب أرضنا وقيادتنا، والغيرة عليها من كل ما يمسّها بسوء، أو حتى العرفان ورد الجميل من إخوتنا المقيمين والزائرين ممن وجد في هذه البقعة ترحيبًا واحتواءً ورعاية. وكلنا انقدنا في يومٍ ما - بشكلٍ أو بآخر - ودون تفكير للدفاع عن بلادنا ورد الأكاذيب والإشاعات والمعلومات المغلوطة؛ كيف لا وحب الوطن فطرةٌ جُبِلنا عليها؟! وكيف لا وشيوخنا لم يكونوا قادةً بقدر ما كانوا آباءً وإخوة؟! والسؤال الذي لا يطرحه أحد: هل توقف استهداف الإمارات؟! الواقع يقول: لا. بالأمس كانت اليمن وليبيا والصومال وفلسطين، والسودان اليوم، فهل تُراها ستتوقف تلك الحملات الممنهَجَة يومًا؟! ألم يئن الأوانُ لنَعي أن كل هجومٍ على بلادنا سيتبعه هجومٌ آخر أيًّا كانت الذريعة وأيًّا كان المكان؟! ألم يئن الأوانُ لنُدرك أن كل محاولات الرد التي نشاهدها من أبنائنا وإخواننا على وسائل التواصل الاجتماعي لم تتمكن من اجتثاث بذرة الكراهية التي تحملها التنظيمات الإجرامية والجماعات التخريبية التي كسرت الإمارات شوكتها وقطعت دابرها وضربتها في مقتل؟! هذا هو قدر الإمارات، وهذا هو الثمن الذي تدفعه مقابل رفعتها وتقدمها واستقرارها، ومقابل سعيها لنشر…
الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: "التديّن الإماراتي منسجمٌ مع هويته، تديّنٌ منسجمٌ مع إرث الشيخ زايد طيّب الله ثراه، تديّنٌ منفتح على الآخر ومتشبّعٌ بقيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش"، هكذا عبّر الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، عن واقع الحال، في كلمةٍ ألقاها مؤخرًا ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات. في فترةٍ زمنيةٍ عانت فيها المنطقة من مآلات وويلات سوء استغلال الخطاب الديني، وتوظيفه لتمرير أفكارٍ تخريبيةٍ تطعن ظهور الأوطان، وتدمر المجتمعات، وتحرف المقاصد بتأويلاتٍ أفسدت سلامة الصدور، وأقصت المختلف، وأمعنت في العزلة الدينية، رفعت بلادنا راية تجديد الفكر الإسلامي؛ من خلال رؤى ومبادرات وإنجازات وقوانين تمحو ما طاله من تشويه، في خطوةٍ شجاعة حملت على عاتقها مسؤولية تحقيق أهم أهداف الدين: كرامة الإنسان وعمارة الأرض. خطوةٌ واعية جعلت من الرحمة بوصلتها، والإنسانية هدفها الأسمى، تصحبها في ذلك النية الصالحة والعزم الجاد. ما كان ذلك ليحدث لولا قيادةٌ فهمت مراد الله وصحيح الدين، بدءًا من الباني المؤسس والدنا الشيخ زايد - رحمه الله - مرورًا بخليفته الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - وصولًا لأخينا البار بوخالد وإخوانه؛ في محطاتٍ عدّة ترجمت استنارة العقل وفهم روح الدين وضرورة استعادة صورته النقية؛ فكان مجلس الإمارات للإفتاء…
السبت ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: قرأتً ذات يوم عبارةً مقتَبَسَة تقول: "القراءة تصنع إنسانًا كاملًا، والمناقشة تصنع إنسانًا مستعدًا، والكتابة تصنع إنسانًا دقيقًا." فما هو نوع الإنسان الذي يصنعه الـ ChatGPT؟!! لا يخفى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من حياتنا، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال التسهيلات التي يقدمها لنا في كافة المجالات، لكنني أصل إلى ميدان الكتابة والإبداع فأتوقف؛ حيث أجدني عاجزةً عن فتح الباب لهذا القادم الجديد، وأرى في نفسي مقاومةً للسماح له بالتطفل على عالمٍ يفترض أن تكون أدواته قائمة على أساس الجهد والذائقة والإبداع الإنساني. بالطبع لا تفوتني قدرته الهائلة على البحث وتقديم المعلومات، وربطها وتحليلها واقتراح نتائج لها، لكنني ما زلت عاجزة عن استساغة السماح له بمزاحمتنا في الإبداع الثقافي والأدبي، ويسوؤني جدًا أن أقف أمام نصٍ باذخ لأكتشف لاحقًا أنه (نصٌّ اصطناعي)، وأخشى أننا مقبلون على حالةٍ من استمراء الكسل العقلي التي ستتضافر بلا شك مع تراجع الاهتمام باللغة العربية والذي أصبح طابعًا عامًا للكثير من أبناء هذا الجيل. كانت حصة التعبير الإنشائي - في أيامي الدراسية - فرصةً عظيمة للمران والممارسة الكتابية الإبداعية، بما تقتضيه من إعمالٍ للفكر، وترتيبٍ للأفكار، وصياغةٍ للعبارات، بالإضافة إلى الضبط النحوي، فكيف يمكن أن يتهيأ هذا لجيلٍ لديه تحدياته مع اللغة العربية، ثم يجد باب الـ ChatGPT مفتوحًا على مصراعيه…