الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧
ارتباك قطري كبير في التعامل مع ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وبداية انقسام في الأسرة الحاكمة في قطر، فهذا الظهور لا يبدو عشوائياً، وإنما هو مقصود ومؤثر والبعض يرى أنه إيجابي، فالشخص الوحيد الذي يمكن التحدث إليه في قطر اليوم هو الشيخ عبدالله بن علي، ففي حالة العناد والتعنّت التي تعيشها الحكومة القطرية لم يعد يمكن الجلوس مع أحد من المسؤولين في قطر والحديث إليه والتفاهم معه، فكل شيء يُفهم بالعكس، وكل اتفاق يتم نقضه، وكل تفاهم يتم الانقلاب عليه، بل وأصبحت القيادة القطرية تستقوي بالغريب الإيراني والتركي، وتطلب وساطة الأميركي والألماني، وتطلب مساعدة الإسرائيلي ليس لحل أزمتها، وإنما للضغط على الدول الأربع المقاطعة للتراجع. لذا وبغض النظر عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الشيخ عبدالله في المستقبل، يعتبر صوت العقل والحكمة، وهو الشخصية الوحيدة التي يمكن الجلوس معها والوثوق بها، خصوصاً أن أصل المشكلة هو انعدام الثقة في القيادة القطرية. ثمانون يوماً والعرب ينتظرون كلاماً منطقياً وحواراً ناضجاً ووعوداً موثوقة من حكومة قطر، لكنّ شيئاً من ذلك لم يحدث، بل كل ما جاء من قطر هو الصراخ والعويل والتهديد والتشويه وقلب الحقائق والحملات الإعلامية المغرضة، فضلاً عن رفض الاستماع لصوت العقل والمنطق! لذا كان ظهور الشيخ عبدالله بن علي إشارة إيجابية ليس للعرب فقط، وإنما للكثير من…
الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧
المتابع للشأن اليمني لابد أنه كان يتوقع أن يحدث الخلاف والصدام بين طرفي الانقلاب في اليمن، ميليشيات الحوثي من جهة، وميليشيات صالح من الجهة الأخرى، وما ظهر للسطح منذ أيّام من خلاف بين الطرفين لم يكن جديداً وليس هو الأول، فالتصدع في هذا التحالف قديم، ولكن الجهد الذي كان يبذله البعض من كلا الطرفين لإخفاء الخلاف، أو محاولة حلّه كان جهداً كبيراً، لكن الواقع أن الخلاف أكبر بكثير من أي محاولة للتقريب والتفاهم، فكيف يمكن أن يستمر حلف بُني على الباطل، والانقلاب، وخيانة الوطن، والاتجار بدماء المواطنين الأبرياء، بالتواطؤ مع الإيراني الغريب؟! حلف الشر الذي كان بين الرئيس المخلوع رئيس المؤتمر الشعبي علي عبدالله صالح من جهة، وعبدالملك الحوثي زعيم ما يسمى «أنصار الله» من جهة أخرى كان مبنياً على أساس محاربة الحكومة الشرعية، والانتقام الشخصي، والاستفادة من حالة الفوضى في البلد لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية أو مذهبية، لذلك رأينا التعنّت في التعامل، وعدم التجاوب مع أي مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، فابتداء من الالتفاف على المبادرة الخليجية التي اكتشفنا أن قطر كانت طرفاً في إفشالها، وصولاً إلى محادثات السلام التي احتضنتها الكويت لأكثر من شهرين وانتهت بلا نتيجة، كل ذلك يؤكد عدم حرص هذا الطرف الانقلابي على الوصول إلى حل سياسي للأزمة وإصراره على الاستحواذ الكامل على السلطة…
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧
بعد إعلان الخطوط الجوية السعودية أمس عدم تمكنها من تسيير طائرات لنقل الحجاج القطريين من الدوحة بسبب عدم حصولها على تصريح السلطات القطرية بذلك، جاءت تغريدة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني برداً وسلاماً على قلوب الشعب القطري، وهو يرسل لهم رسالة مواساة صادقة «إخواني وأبنائي: يؤسفني منع نقلكم عبر الطائرات السعودية من الدوحة لأداء الحج، وآمل من الإخوة في قطر التعاون لتسهيل شعائر الحج للمواطنين». الكل فوجئ أمس بالموقف القطري تجاه المبادرة السعودية بنقل حجاج قطر من الدوحة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فعلى الرغم من المقاطعة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية إلى جانب الإمارات ومصر والبحرين في الخامس من يونيو الماضي، وقطع جميع العلاقات مع قطر، وإغلاق الحدود البرية، ومنع الطيران القطري من التحليق في أجوائها، تعاملت المملكة العربية السعودية مع موضوع الحج والحجاج القطريين بشكل مختلف واستثنائي، ففتحت لهم الحدود البرية، ودخل أكثر من 300 حاج عبر مركز حدود سلوى، ولم تمنع وصولهم إلى مطار جدة أو المدينة عبر أي شركة طيران ما عدا الطيران القطري، وزيادة في كرم المملكة مع حجاج بيت الله والقطريين خاصة أمر خادم الحرمين الشريفين بأن يكون حجاج قطر ضيوفاً على المملكة، كما أمر بإرسال طائرات إلى الدوحة لنقل الحجاج القطريين ممن لا يتمكنون من السفر براً، وممن لا يستطيعون السفر عبر…
الأحد ٢٠ أغسطس ٢٠١٧
ما يواجهه العالم من عمليات إرهابية أصبح مؤسفاً ومحزناً، بل ومثيراً للغضب، فقد استيقظنا صباح أمس السبت على إعلان الشرطة الروسية قتل منفذ عملية طعن في مدينة سورغود بعد أن نجح في إصابة ثمانية أشخاص بجروح، بعضها خطر، ويوم الجمعة الماضي شهدت فنلندا هجوماً بالسكاكين، أسفر عن سقوط قتيلين وثمانية مصابين، وتأتي هاتان الحادثتان بعد الجريمة المروعة التي وقعت في برشلونة يوم الخميس الماضي 17 أغسطس، حيث دهست حافلة المارة في أحد أكثر الشوارع ازدحاماً بالمشاة والسياح، ونتج عن العملية 14 قتيلاً، وإصابة أكثر من 100. فبعد الأسلحة والقنابل، وبعد الأحزمة الناسفة والأجساد المفخخة، أصبح القتل العشوائي بالسكاكين، وبالسيارات غير المفخخة في الأماكن العامة وفي الشوارع المكتظة بالمشاة من الأبرياء ومن السياح، بهدف الترهيب. في مقابل هذه الحوادث، نتابع تغريدات وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي يبدو أنها ستتسبب في ضياع المزيد من الوقت على البشرية وعلى محاربي الإرهاب لتحقيق أهدافهم والانتصار على الإرهاب، وذلك بإصراره على توجيه تهمة الإرهاب للمسلمين كلهم، وبتعميم الإرهاب، ليزيد بذلك من خطاب الكراهية بدل أن يحاصره، لقد قال ترامب إنه وقّع أمس على قانون عالمي لمكافحة الإرهاب، فأي إرهاب سيحارب إذا كان يعاني من لَبْس كبير في التفريق بين الإرهابيين والدين الذي ينتمون إليه؟ فهل يستطيع العالم أن يعتمد على شخص بعقلية وبمنطق ترامب…
السبت ١٩ أغسطس ٢٠١٧
بعد شهادة واعترافات عبدالرحمن بن صبيح التي استمعنا إليها منذ أسابيع، تابع الجميع أمس اعترافات عيسى خليفة السويدي، أحد قيادات التنظيم السري لـ «الإخوان» في الإمارات، خلال البرنامج التلفزيوني الوثائقي «الملفات القطرية لدعم الإرهاب» الذي بثته قنوات الإمارات، وما يثير الاهتمام في اعترافات عيسى، أنها تكشف بشكل واضح الدور القطري التخريبي في الإمارات، فقد تكلم، وبالتفصيل والأرقام، عما فعلته قطر تجاه الإمارات، وما لعبته من أدوار أقل ما يقال عنها إنها تخريبية وتحريضية، تمس أمن الدولة واستقرارها. وعن ادعاءات القطري محمود الجيدة الذي تم العفو عنه بعد إدانته بتهمة دعم التنظيم السري في الإمارات، وقوله إنه لقي معاملة غير حسنة خلال وجوده في الإمارات، وإنه حُرِم من حقوقه في السجن، جاء كلام السويدي ليؤكد أنه لقي كما لقي هو وجميع السجناء معاملة حسنة في السجن، بل كان حظه جيداً أنه كان يجتمع بسفير دولته الذي كان يزوره في السجن. كما كشف السويدي الدور القطري في إيواء أعضاء التنظيم السري الهاربين بعد استقبالهم، ومن ثم تقديم التسهيلات لهم للخروج من قطر، وأكد أن الفارين من أعضاء التنظيم الإرهابي وصلوا إلى الدوحة وفق «خطة طوارئ»، وقطر وفرت لهم دعماً مادياً ومعنوياً.. كما كشف السويدي أنه تم استغلال وجوده في الدوحة لإعداد اجتماعات للتنظيم، وأكد فتح قنوات الجزيرة أبوابها لاستضافة أعضاء التنظيم السري…
الخميس ١٧ أغسطس ٢٠١٧
بالأمس، ربما استوعب الكثيرون، ومنهم السيد ريكس تيلرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية وبعض الحكومات الغربية والمنظمات الحقوقية لماذا كانت قطر تصرخ في هذه الأزمة وتتكلم عن سيادتها، وتتهم الدول الأربع المقاطعة بأنها تريد فرض الوصاية عليها، فبعد مكالمة العار التي بثها تلفزيون البحرين أمس، والتي كانت بين الإرهابي البحريني المسجون علي سلمان ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، اتضح من يتدخل في سيادة من، ومن الذي استحل حرمة أمن واستقرار جاره، ومن الذي تآمر مع اتباع النظام الإيراني على دولة شقيقة وعضو في مجلس التعاون الخليجي. قطر ومنذ سنوات تنتهك سيادة البحرين، وتقبل أن يعبث الغريب بهذه الدولة ليفرض عليها الوصاية، بل ويفرض عليها الاحتلال، ولأن قطر كانت تعبث بسيادة غيرها اعتقدت أن الدول الأربع المقاطعة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر تريد المساس بسيادتها عندما اتخذت قرار المقاطعة في الخامس من يونيو الماضي بإعلانها قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وإغلاق الحدود البرية، وإغلاق المجال الجوي والبحري أمام طائراتها وسفنها. كل ما عرفناه عن قطر طوال الثمانين يوماً الماضية من المقاطعة شيء، وهذه المكالمة شيء آخر، فكل خليجي وعربي، وليس كل البحرينيين فقط، يتساءلون: لماذا تقوم قطر بذلك؟ لماذا يقوم رئيس وزراء قطر شخصياً بالتواصل ودعم زعيم المعارضة وقائد الإرهاب والتحريض في البحرين؟…
الخميس ١٠ أغسطس ٢٠١٧
الحقيقة أنه ليس هناك محايدون في هذه الأزمة مع قطر، فالجميع إما مع هذه المقاطعة ويؤيدها ويعلن عن موقفه ويقول رأيه بكل شجاعة ووضوح أو أنه ضد هذه المقاطعة، فلا يقوم بالدفاع عن قطر لأنه لا يستطيع أن يدافع عنها، فوضعها صعب وأدلة اتهامها واضحة، وبالتالي يقوم بمهاجمة الدول الأربع المقاطعة ليكون بذلك قد أدى ما عليه من واجب تجاه قطر سواء كان مواطناً قطرياً يعتقد أنه يقوم بواجبه الوطني تجاه بلده، أو أنه غير قطري يعمل في قطر، ويريد أن يحافظ على لقمة عيشه، أو أنه مدفوع له من قطر، أو أنه متورط بشكل أو بآخر في العلاقة بقطر أو الإخوان. وهناك فئتان تدعيان أو تصوران نفسيهما بأنهما على الحياد.. الفئة الأولى هي ضد المقاطعة وهي مع قطر، ولكنها لا تريد أن تكشف موقفها، فتقوم بالهمز واللمز ضد الدول المقاطعة، أو تلتزم الصمت احتراماً، إما تقديراً للطرف الآخر، أو تكون قد اختارت الصمت، لأن لها مصالح اقتصادية أو تجارية أو سياسية مع قطر، أو بسبب اعتقادها بأن الأزمة ستمر بسرعة، ولن يعرف أحد مع من كان أو ضد من، والفئة الأخرى التي تدعي الحياد، وهي مع المقاطعة، فإنها تريد أن تحافظ على مصالحها مع الجميع، وتخشى أن تدفع ثمن إعلان موقفها عند انتهاء الأزمة، لذا فإنها تعتبر نفسها حكيمة…
الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠١٧
عندما قلنا إن قطر تسيء لدولة الإمارات اعتبر البعض أن في هذا الكلام الكثير من المبالغة، حينها تركناهم لأننا نعرف أن الأيام ستكشف كل شيء، وبالفعل كثير من الأمور انكشف خلال الأسابيع الماضية منذ بداية مقاطعة قطر، ويوم الاثنين الماضي اكتشف عدد أكبر من الناس، وخصوصاً المحايدين منهم أن قطر كانت تعمل بشكل خفي ضد الإمارات وتعتمد التقية في مواقفها، أما الآن ومن خلال الحلقة المفبركة من برنامج «للقصة بقية»، والذي كان بعنوان «إمارات الخوف» الذي كان ركيكاً ركاكة أي برنامج مفبرك تبثه قناة الجزيرة، فقد أصبح واضحاً للجميع ماذا تُكِنّ قطر لدولة الإمارات، فقد حاولت قناة الجزيرة بكل ما تملك من تقنيات فيلمية ورقمية أن تعرض لمشاهديها فيلم رعب عن دولة الإمارات، لكنها فشلت. وما شاهدناه وما سمعناه خلال البرنامج لم يكن مفاجئاً بالنسبة لنا، ولغيرنا ممن يعتبرون أنفسهم محايدين، بل وحتى من القطريين، وأعتقد أن البرنامج كان مقززاً بسبب كثرة التلفيق والمعلومات غير الصحيحة وغير الدقيقة التي احتوتها الحلقة. وبإنتاج وعرض قناة الجزيرة مثل هذه البرنامج، تؤكد أنها مستمرة في دورها، وعلى منهجها في تحريف الحقائق، وتزييف الوقائع، والإصرار على خداع الشارع العربي من خلال برامجها الموجهة، والتي تفتقر إلى أدنى معايير المهنية والأخلاقية. فمن حق جمهور أي قناة تلفزيونية أن تقول له القناة الحقيقة وألا تتعمد نشر…
الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠١٧
بالنسبة لقطر وإسرائيل والعلاقات التي تربط بين الحكومتين لا يبدو القرار الإسرائيلي مستغرباً في ظل المحاولات المستمرة لأصدقاء قطر إخراجها من حالة العزلة التي تعيشها وتحسين صورتها أمام الرأي العربي والخليجي والقطري، والعالمي، فالمفاجأة أن البيان الذي صدر حول إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في الأراضي المحتلة لم يكن موجهاً ضد قناة الجزيرة ولا دولة قطر، وإنما ضد الدول العربية المقاطعة لقطر، فما تضمنه البيان الإسرائيلي من حيثيات هو أن إسرائيل تدعي أنها أغلقت مكاتب الجزيرة لأنها تريد علاقات أفضل مع الدول «العربية»، وأنها «استندت لمواقف عربية اتخذت نفس القرار».. والسيناريو الذي يلي ذلك معروف، حيث يقوم الإعلام القطري باختلاق القصص عن علاقة الدول العربية المقاطعة لها ومن ثم يتهجم المغفلون على الدول المقاطعة وتستمر قطر في حملاتها الدعائية ضد الدول العربية المقاطعة وترتدي ثوب المظلومية بأن إسرائيل عدوة الأمة هي في خندق الدول المقاطعة نفسه.. اللعبة القطرية المكشوفة لا تحتاج إلى تحليل، أو تفسير، فمن تابع وسائل التواصل الاجتماعي بالأمس والحماس الإخواني والقطري للهجوم ليس على إسرائيل التي أغلقت قناة الجزيرة، وإنما على الإمارات والسعودية ومصر والبحرين يكتشف أن القطريين أصبحوا يفتقدون التكتيكات الجديدة في خداع الجماهير وأنهم أسرى أدواتهم القديمة في اللف على الحقائق وفِي الخداع، فإسرائيل ليست صديقة الدول المقاطعة، بل هي عدوتها التي لا تعترف بها ولا…
السبت ٠٥ أغسطس ٢٠١٧
الصفقة التي أدهشت العالم، أمس، والتي تعتبر الأغلى في تاريخ كرة القدم، بلغت بحسب «فرانس 24»، 712 مليون يورو، وهي القيمة الإجمالية لانتقال اللاعب البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، بين شرط جزائي «222 مليون يورو»، ورسوم «100 مليون يورو»، ومنحة التوقيع «80 مليون يورو»، وراتب لخمس سنوات «310 ملايين يورو». وبحسب موقع DW الألماني، فإن بقيمة الشرط الجزائي يمكن إطعام أكثر من خمسة ملايين طفل لمدة عام كامل! ويمكن حفر ثلاثين ألف بئر مياه عذبة للفقراء.. فهل يعرف الشعب القطري «شو اللي يصير»؟ ويخبرنا، وهل يمكن أن يجيب العالم عن لماذا تصرف حكومته هذه الأموال هنا وهناك، والشعب القطري لا يمتلك أدنى مستويات الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بل لا يستطيع أن يوفر مستلزماته الأساسية منه؟! الرياضة، وكرة القدم بالتحديد، هي إحدى أدوات قطر في الانتشار والتأثير، وما سعيها لاستضافة كأس العالم 2022، وبأي ثمن وبأي طريقة، وثم شراؤها كل ما يمكنها من حقوق نقل للبطولات المهمة في العالم، فلا يرى ويسمع المشاهد العربي الرياضة إلا برؤية ورأي قطري، إلا جزء من الهدف للتأثير على الشارع ومتخذي القرار. إنها العقلية القطرية التي نتحدث عنها منذ شهرين، عقلية المباهاة والعناد والاستعراض، عقلية شراء كل شيء بالمال، وسيدفع الأوروبيون قريباً ثمن انبطاحهم للأموال القطرية الساخنة، والتي لا شك…
الخميس ٠٣ أغسطس ٢٠١٧
للوهلة الأولى وبالنظر للعلاقة التركية القطرية، يبدو للمتابع أن تركيا هي المستفيدة من علاقتها بقطر، فمليارات الدولارات دخلت تركيا من باب الاستثمارات القطرية، وفِي المقابل فازت شركات المقاولات التركية بمناقصات ضخمة في قطر. ففي العام الماضي، فاز قطاع الإنشاء التركي بمناقصات في قطر، بلغت قيمتها 14 مليار دولار. وتخطط الشركات الإنشائية للحصول على نصيب من مبلغ 170 مليار دولار، تخطط قطر لإنفاقه على كأس العام 2020. وتحتل قطر المرتبة السابعة في أكثر الدول الأجنبية استثمارات في تركيا خلال عام 2016، بإجمالي استثمارات 375 مليون دولار، بحسب تقرير جمعية المستثمرين الدولية. ليس هذا وحسب، بل وقعت قطر وتركيا في العام الماضي 15 اتفاقية، تغطّي مجموعة واسعة من المجالات، من البيئة إلى الطاقة والتعليم. أما بعد المقاطعة، فكانت تركيا هي المستفيد الأكبر، وحسب بيانات مجلس المصدرين الأتراك، فإن صادرات تركيا إلى قطر خلال يونيو الماضي، ارتفعت بنسبة 51.5%، مقارنةً بالشهر السابق عليه، ليبلغ إجمالي قيمتها 53.5 مليون دولار، وهذه الحقائق والأرقام تقول، إن تركيا محظوظة بعلاقتها مع قطر قبل المقاطعة وبعدها. لنجيب على سؤالنا اليوم من المستفيد قطر أم تركيا؟ نحن بحاجة إلى أن نعود بالتاريخ إلى الوراء وبالتحديد إلى ما قبل ما يسمى بالربيع العربي، وندقق في علاقات قطر مع بعض الدول، وإذا أخذنا سوريا على سبيل المثال، فسنكتشف أن الشيخ…
السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧
من يسترجع أغلب خطابات الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، في الاجتماعات العربية والخليجية، وقبله والده، سيلاحظ إصرار قطر وتمسكها برأيها ومخالفتها لأغلب الدول العربية عند الحديث عن الإخوان وحماس، فهي تعتبر الإخوان حزباً سياسياً كبقية الأحزاب السياسية -على الرغم من نفي الإخوان الدائم وإصرارهم على أنهم جماعة دينية- أما حماس، فتصر على نظرتها المتحيزة لها باعتبارها حركة مقاومة، وتنسى قطر أن كل تصرفات هاتين المجموعتين ضد مواطنيهما وضد الأوطان، لا تعطي الإخوان صفة الحزب، وتنزع عن حماس صفة المقاومة بعد توجيه سلاحها ضد الفلسطينيين. ونتيجة لنظرة الدوحة المنحازة لكل ما له علاقة بالإخوان، فإنها تخسر كثيراً، وهذا أحد الأسباب التي جعلتها في حالة المقاطعة التي تعيشها قرابة الشهرين وربما إلى الأبد، فالإخوان متهمون بالإرهاب، وبأنهم يتبنون وينشرون الفكر العنيف والمتطرف، وحماس مارست الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، والاثنان كانا مطيتين سهلتين ومطيعتين لإيران التي استقلتهما ولا تزال أسوأ استغلال.. لذا فإن الكل يتساءل باستغراب ما الذي تستفيده قطر من دعمها اللا محدود لـ«الإخوان» وإصرارها على أنها ليست إرهابية، وفي المقابل ما الذي ستخسره لو اتفقت مع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر والأردن وغيرها من الدول في الاعتراف بأن الإخوان جماعة إرهابية؟ جزء من الإجابة عن هذا السؤال يكمن في تساؤل سفيرنا الفذ في واشنطن سعادة يوسف العتيبة عندما قال خلال مقابلته…