الجمعة ٢٨ يوليو ٢٠١٧
اللافت في مشهد القدس، هذه المرة، أنه كان بعيداً عن التأثيرات الخارجية أو الاستعراضات الحزبية، فالفلسطينيون من أبناء القدس ورجال الدين فيها، وقفوا في وجه البوابات الإلكترونية ورفضوها بلا عنف، وإنما بقوة وصمود وإصرار على الحق، لدرجة أن قنوات الفتنة وأحزاب المفرقعات لم تستطع أن تفعل شيئاً ولا تلعب على أوتار التحريض. وفي المقابل تحركت الدول العربية الكبيرة، وليس تركيا أو قطر الملوثة أياديهما بمصافحة المحتل، واللتان لا تملكان إلا لغة الشعارات والصراخ، ولا نرى أي نتيجة لأفعالهما إلا تكريساً لمزيد من الشعوبية والغوغائية التي تضيع معها الحقوق، أما الكبار فأفعالهم تأتي بالنتائج وتدخل الفرح في قلوب الفلسطينيين، وهذا ما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فقد نجح بعد القيام باتصالات مع العديد من زعماء العالم في إنهاء إغلاق المسجد الأقصى، وتم ذلك، وعادت الطمأنينة للمصلين، بعد أن تمكنوا، بالأمس، من أداء الصلاة في المسجد، وستعود الطمأنينة لأهلنا في غزة، بعد أن يطرد أهلها الدخلاء والمتاجرين بقضيتهم ومن فرق بين أبناء الشعب الواحد وجعلهم يحملون السلاح ضد بعضهم بعضاً. ونجاح خادم الحرمين الشريفين في إنهاء قيود الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، يؤكد دور ومكانة المملكة المركزية في قضية فلسطين، ويؤكد المسؤولية التاريخية التي تتحملها في خدمة الإسلام والمسلمين. من أكثر المشاهد المؤثرة التي سيسجلها التاريخ في هذه الأزمة،…
الخميس ٢٧ يوليو ٢٠١٧
كل يوم يستيقظ فيه المسؤولون في قطر ينتظرون شيئاً واحداً، وهو قرار إيقاف المقاطعة من الدول الأربع، فهم غير مصدقين حتى اللحظة أن هذه المقاطعة قد حدثت فعلاً، كما أنهم غير قادرين على أن يستوعبوا أن هذه المقاطعة مستمرة ولن تتوقف إلا إذا غيّرت قطر سلوكها وسياساتها وتصرفاتها وأصبحت جزءاً إيجابياً في المنطقة، فلا نريدها تحت سيادة أحد، ولا أحد لديه الوقت كي يكون وصياً عليها، فكل لديه خططه ومشاريعه واهتماماته، فمن ذا الذي يبحث عن صغير مشاغب ليكون وصيّاً عليه! اللف على الحقائق وتمييع القضايا هو ما تحاول قطر أن تقوله للعالم ولشعبها في الداخل، فما نسمعه منها هو عبارة عن إسقاطات لا نهاية لها، ومنها أن الدول المقاطعة لا تحارب الإرهاب، وأنها متهمة بتمويل الإرهابيين، وأنها سبب الإرهاب، بل وحتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر تروّج قطر بأن سببها الدول المقاطعة، فقطر تتهم الدول الأربع كل يوم بسيل من الاتهامات العبثية، والعالم اكتشف ذلك لأنها تتكلم وتلقي التهم، ولا تقدم دليلاً واحداً يجعل العالم يصدق ادعاءاتها واتهاماتها. لذا فإن ترك قطر تعيش في أوهامها وتلف وتدور حول نفسها يبدو منطقياً، فهي لا تريد أن تستمع إلى أي أحد، بل هي تزيد من تطاولها وتعدّيها على الدول، وهذا ما لن يقبل به أحد. إيمان الدول العربية بعدالة قضيتها وسلامة…
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
من يعرف قطر وسياساتها ومعتقداتها لم يفاجأ عند إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إضافة تسعة أشخاص وتسع جهات من قطر والكويت وليبيا واليمن إلى قائمة الإرهاب التي تدعمها دولة قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، وربما اعتقد أتباع قطر والمستفيدون من أموالها التي تصب في دعم الإرهاب أن بعد قائمة الـ 57 والـ 12 التي أعلنتها الدول الأربع المقاطعة لقطر في رمضان الماضي ليس هناك أسماء أو جهات إضافية يمكن الكشف عنها، ولكن فجر يوم أمس فاجأت الدول الأربع التي تحارب الإرهاب بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات، وتوقيع «اتفاقيات التفاهم» لمحاربة الإرهاب، قطر بقائمة جديدة تضاف إلى السابقة، ولتؤكد من جديد أنها لا ولن تتراجع عن دورها الأخلاقي والإنساني في محاربة الإرهاب وفضح الإرهابيين والتشهير بهم، وربما لا يسعف مستشاري النظام القطري ذكاؤهم ليتوقعوا أن هناك أسماء وجهات أخرى بالإضافة إلى الـ 87 شخصاً وجهة التي تم الإعلان عنها، وأنه سيتم فضح آخرين قريباً إذا استمرت قطر في تعنّتها وإصرارها على السير في طريق دعم التطرّف والعنف وفي تمويل الإرهاب وإيوائه. اليوم يكتشف من مارسوا اللعبة القذرة مع قطر بنشر العنف والتطرف والإرهاب وتجنيد الشباب وقتل الأبرياء والتلاعب بأموال وصدقات المحسنين أن لا شيء يحميهم، وأن كل ما تستطيع قطر فعله لهم وهي التي ورطتهم في هذه الجرائم، هو أن تطلق…
الثلاثاء ٢٥ يوليو ٢٠١٧
تابع الجميع «الفرحة» القطرية يوم أمس بوصول الرئيس التركي إلى الدوحة واستقباله بشكل استثنائي رسمياً وشعبياً، وفِي مثل الظروف التي تمر بها قطر من المتوقع أن «تصنع» الفرح لنفسها كما غيرها من الشعوب والحكومات التي من حقها أن تبحث عن السعادة، خصوصاً عندما تكون في مشكلة، فما بالنا إذا كانت في أزمة كبرى كالتي تعيشها قطر منذ خمسين يوماً بمقاطعة أربع دول شقيقة لها، وقطع جميع علاقاتها معها، وإغلاق حدودها البرية وأجوائها ومياهها الإقليمية؟ لا شك في أن أي شيء بسيط سيتم تحويله إلى مظاهرة فرح كبرى، وأي بارقة أمل لانفراج الأزمة سيتغنى بها الإعلام، وسيحاول أن يوهم الشعب بأنه ليس هناك تأثير للأزمة، وأن الأمور على ما يرام وجميع الأصدقاء معها، بل ودول العالم تقف معها، وأن الأزمة ستنتهي قريباً، وأنهم الطرف الأقوى والطرف الذي سينجح في النهاية، وهذا ما لاحظناه منذ أيّام عندما تكلمت الدول الأربع عن المبادئ الستة لحل الأزمة، فاعتبر إعلام قطر الأمر تراجعاً أو تخفيضاً من الدول لشروطها، وتراجعاً عن المطالب الـ 13 واحتفل إعلامه بذلك، وقال إن قطر تنتصر! وكانت محاولة غير موفقة لإشاعة فرح مفبرك! ولو رجع المطبّلون إلى عدة أيّام لاكتشفوا أن الكلام عن المبادئ الستة قيل في اجتماع القاهرة عندما اعتبر الوزراء الأربعة المطالب الثلاثة عشر لاغية، ولا يمكن الحديث عنها،…
الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧
زيارات الرئيس التركي للمنطقة التي بدأت يوم أمس للمملكة العربية والسعودية، ثم الكويت، وستنتهي اليوم بزيارة قطر، لم تنل اهتمام الكثيرين، وخصوصاً الدول المقاطعة.. فالإعلان التركي أنها زيارة من أجل الوساطة، أما من الناحية الفعلية فيبدو أن هذا الاستعراض السياسي مفيد للداخل التركي، كما أنه سيرضي غرور عدد من العرب المعجبين بأردوغان، ويعتقدون أنه القادر على حل أزمات المنطقة وفعل ما لا يستطيع أن يفعله غيره! والحقيقة أن الرئيس أردوغان كان منذ اليوم الأول للأزمة منحازاً لقطر، كما أنه هاجم الدول الأربع المقاطعة أكثر من مرة، بل وانتقد الخطوات التي اتخذتها، وهاجم قراراتها في مقابل تأييد مواقف قطر ودعمها. فضلاً عن أن موضوع الوساطة تم الانتهاء منه منذ البداية، وتحديده بأنها ستكون وساطة خليجية وفِي إطار مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي وضع ملف الوساطة في الكويت وبين يدي أميرها الشيخ صباح الأحمد، لذا كانت نتائج كل الوساطات الدولية والغربية مصيرها الفشل. هذا ما جعل البعض يقيم جولة أردوغان لا تعدو كونها جولة بروتوكولية استعراضية وذات طابع علاقات عامة لا أكثر.. ويتوقع البعض الآخر أن نتائج هذه الجولة لن تظهر إلا في قطر اليوم من خلال تقديم المزيد من الدعم المعنوي وتقديم مزيد من الوعود بالتأييد للخطوات القطرية، وفي الوقت نفسه قد تشهد الزيارة توقيع المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والأمنية…
السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧
لا شيء جديداً في كلمة الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، كلام عن «سيادة قطر» وترديد لادعاء «فرض الوصاية» عليها.. لاشك أنه خطاب أصاب الكثيرين في قطر بخيبة أمل كبيرة، أما الجمهور الخليجي والعربي الذي تباينت توقعاته بمجرد أن تم الإعلان بالأمس عن كلمة الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، فقد كان بين غير مكترث لهذه الكلمة، وبين متوقع لقرار كإعلان عودة قطر للصف الخليجي، لكن الذي حدث أن الكلمة المرتقبة تأخرت شهرين كاملين منذ ادعاء اختراق وكالة أنباء قطر، وادعاء أن تصريحات الشيخ تميم مفبركة، فمنذ ذلك الوقت لم نسمع كلمة واحدة من القيادة القطرية التي لم تجد ما تقوله حول كل الاتهامات التي وجهت إليها بدعم الإرهاب وتأزيم الأوضاع في المنطقة، والبارحة فقط قرر الشيخ تميم أو طُلب منه أن يتكلم ويلقي تلك الكلمة المسجلة تلفزيونياً والمليئة بالتناقضات. اختار أمير قطر أن يتباكى في كلمته بالأمس وتكلم عن الظلم والتشهير والوشاية السياسية، ثم قال إن هناك افتراءات وتحريضاً من «خلف الستار» ضد قطر، ولا ندري من الذي يعمل خلف الستار؟! فالدول المقاطعة تعمل بكل وضوح وبقرارات شجاعة أمام العالم، حيث أصدرت قراراتها بالمقاطعة، وكشفت أدلتها بالصوت والصورة التي تدين قطر وتعزز من موقف هذه الدول، فلا شيء تحت الطاولة ولا شيء خلف الستار. من الواضح أن الشيخ تميم…
الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧
آخر شيء كان يتوقعه المواطن الإماراتي من قطر هو أن تكون يدها ملطخة بدماء شهدائنا في اليمن، فرغم كل الخلافات السياسية مع قطر، ورغم إساءات قطر المتتالية لدولة الإمارات وشعب الإمارات وتاريخ الإمارات، فإن الحقيقة التي استيقظ عليها الشعب، يوم أمس، كانت الأسوأ، وذلك عندما أعلن سفير الإمارات في موسكو عمر غباش، خلال مقابلته مع برنامج «Hard Talk» على «BBC»، عن تعاون قطر مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن، وإرسالها معلومات لمقاتلي التنظيم، بهدف تنفيذ عملية إرهابية ضد الجنود الإماراتيين في اليمن، لقد كانت هذه المعلومة حقيقة مرعبة ومقززة في الوقت نفسه، فقد كنّا نسمع بين الحين والآخر عن تورط قطر في بعض الأمور ضد قوات التحالف في اليمن، لكن أحداً لم يتوقع أن تصل الدناءة والغدر بالنظام القطري لأن يعبث بأرواح جنودنا وأبنائنا هناك، فقد أرسلت الإمارات جنودها إلى اليمن، بناء على طلب الحكومة الشرعية، لمساعدتها بعد ازدياد الخطر الإيراني وأطماعه التوسعية، وبعد استقواء صبيان إيران من الانقلابيين في اليمن وسيطرتهم على مؤسسات الدولة وعلى أجزاء كبيرة من اليمن، ورفضهم كل المبادرات، لذلك كانت عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن وحماية المنطقة. قطر كانت مجبرة على المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن -كما أعلن وزير دفاعها منذ يومين- لذلك يبدو أنها اختارت أن تكون ضد دول التحالف، وأن تشارك…
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧
الحياة ليست مالاً ونفطاً وغازاً، والجيران لا يشترون بالمال ولا يباعون به، والعلاقات معهم أكبر من أن تختزل بالمصالح الآنية والرؤى الضيقة، أما التعاون بين الشركاء فليس تنازلاً عن السيادة، واتخاذ مواقف مشتركة تجاه تحديات ومخاطر تراه الأغلبية ليس وصاية.. الدول الناضجة تعرف قيمة الجار وتعرف مكانته الكبيرة، فلا تتنازل عن كبريائها، وفي الوقت ذاته لا تضر بمصالح واستقرار الآخرين. بالأمس فاجأنا وزير الدفاع القطري بإعلان أن قطر أُجبرت على المشاركة في التحالف العربي في اليمن! وهذا تصريح غريب جداً، ويضع علامات التعجب على سياسات قطر ومواقفها، فمن الذي أجبرها؟ ولماذا قبلت الضغط عليها، وهي الدولة التي ترفض التدخل في سيادتها؟! قطر اليوم تعاني حالة سياسية تمر ومرت بها العديد من الدول الصغيرة التي أصبحت غنية بشكل مفاجئ وسريع، فأصبحت تعتقد أنها ومن خلال الأموال التي تمتلكها تستطيع أن تفعل ما تشاء من دون أي اعتبار لأي ثوابت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو استراتيجية ولا حتى اجتماعية، فقررت قطر أن يكون لها حلم خاص بها بعيداً عن أشقائها في مجلس التعاون الخليجي، وآخر بعيداً عن جامعة الدول العربية، وربما لو سنح لها الوقت أكثر لرأيناها تبحث عن حلم بعيد عن دول العالم، وتبحث لها عن شركاء في الفضاء الخارجي! فقد أصبح واضحاً أن قيادة قطر غير مقتنعة بمجلس التعاون…
الأربعاء ١٩ يوليو ٢٠١٧
كان رد الوزير د.أنور قرقاش على «موظف» قناة الجزيرة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد منذ يومين في «تشاتام هاوس» في لندن مفحماً، فبعد أن عرّف بنفسه وبمكان عمله قال: أنا أعلم أنك لا تحب قناة الجزيرة، فكانت سرعة بديهة وصدق الدكتور قرقاش حاضراً، ليرد عليه مبتسماً «أنا لا أكره الجزيرة، ولكنني لا أشاهدها»، الأمر الذي زاد من إحراج رجل الجزيرة أمام العالم، أما اللافت في ترجمة بعض القنوات التابعة لقطر، أنها ترجمت رد قرقاش «أنا لا أحبها ولا أشاهدها» وهذه سقطة مهنية لابد أن نعتاد عليها. ويوم أمس كان المشهد على قناة الجزيرة فنتازياً، عندما استضاف أحد مذيعي القناة الباحث السياسي المصري من واشنطن توفيق حميد، وسأله عن تقرير صحيفة واشنطن بوست الذي يتهم الإمارات باختراق وكالة الأنباء القطرية في نهاية مايو الماضي، والذي على أثرها كان قرار مقاطعة الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين لقطر، وكان المحلل السياسي موضوعياً ومحايداً، فقال «لو أنك رأيت الصحيفة بدقة ستعرف أنها أعلنت بوضوح أنه لا توجد واحدة من وكالات المخابرات الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية - وهي دايركت ناشيونال اوف انتلجنت، ولا آلاف بي اي، ولا سي اي أيه - ، تقر أي منها بهذا الأمر، ولم تؤكد هذه المعلومة» وفجأة قاطعه المذيع وبأسلوب هجومي سأله ماذا تقصد؟! أننا نتكلم عن صحيفة…
السبت ١٥ يوليو ٢٠١٧
لم تأت الدسائس إلى الإمارات من بلد بقدر ما جاءتها من جارتها قطر، فكل يوم نكتشف شيئاً جديداً وتصرفاً مريباً لا يليق بالغريب، فما بالك إذا كان من الجار والقريب والشقيق؟! فبالأمس فوجئنا بحجم تورط قطر في دعمها للتنظيم السري في دولة الإمارات، ومدى علاقتها بأفراد تنظيم الإخوان المصنف إرهابياً في الدولة.. الأمر الذي أزعج كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات. فقطر تعرف موقف الإمارات من الإخوان، ومطلعة على الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة على مدى سنوات لاجتثاث فكر التنظيم من الدولة؟ فالإمارات، حكومة وشعباً، مقتنعون تماماً بأن الإخوان خطر وشر على البلد بعد أن ثبت تورطهم في العنف والتطرف وتمويل الإرهاب، لذلك تم اتخاذ القرار بالقضاء عليهم. وإذا كانت قطر لا تتفق مع دولة الإمارات في هذه الرؤية فهو شأنها وقرارها ولا نتدخل فيه، ولكن ما هو ليس من شأنها ولا قرارها، هو أن تؤوي الهاربين منهم والمطلوبين للعدالة، وتدعمهم في قطر مالياً ولوجستياً وإعلامياً، بل وتساعدهم لاستخراج وثائق سفر! فهذا السلوك القطري غريب، وهو مخالف لكل الأعراف بين الدول، فما بالك بالأشقاء والجيران، والغريب أنه بدل أن تسلم قطر مطلوبين لديها، فإنها تستقبل المزيد ممن يذهبون إليها وتدعمهم بسخاء مريب. هذا بعض مما ذكره المواطن الإماراتي الشجاع عبدالرحمن بن صبيح السويدي المنشق عن تنظيم الإخوان في الإمارات خلال…
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧
بلا شك إن قبلة الحياة التي أعطاها تيلرسون لقطر من خلال توقيع الاتفاق الثنائي لمحاربة الإرهاب كانت محاولة لإنعاشها وإعطائها الأمل في الحياة! وربما اعتقد هو وقطر أن هذه القبلة هي الحل لأزمتها العميقة مع دول المنطقة, ولكنهم اكتشفوا قبل أن يجف حبر الاتفاق أن الأزمة بحاجة إلى تدخل جراحي، وليس مجرد قبلة حياة عابرة ينتهي مفعولها قبل عودة الوزير تيلرسون إلى قطر مرة أخرى فالواقع أن مذكرة التفاهم التي وقعتها الدوحة مع واشنطن لمكافحة الإرهاب - والتي لم يتم الإعلان عن بنودها- لا تعني أي شيء في هذه الأزمة الحقيقية بتفاصيلها. قطر تريد أن تقول لشعبها في الداخل إن الدول المقاطعة تفتري عليها، وإنها تحارب الإرهاب، وليس كما يقولون إنها تدعم الإرهاب، وإن الدليل على ذلك أنها توقع مذكرة تفاهم مع أكبر دولة في العالم لمحاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه توصل رسالة للدول الغربية مفادها أنها شريكة الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وهي ملتزمة بذلك من خلال «الورقة» التي وقعتها أمام عدسات الفضائيات! ذلك ما تستفيده الدوحة، ولكن ماذا يمكن أن تستفيد الولايات المتحدة من «حفلة محاربة الإرهاب» مع قطر؟! هذا ما يسأل عنه الشارع الخليجي والعربي؟ فما الذي يجعل وزير خارجية الولايات المتحدة مضطراً لتوقيع هذا الاتفاق في هذا التوقيت؟ وهو يعلم أن أصدقاء أميركا في الطرف الآخر…
الثلاثاء ١١ يوليو ٢٠١٧
أخيراً تم الكشف عن الوثائق التي تؤكد توقيع قطر وموافقتها على مطالب أشقائها الدول الخليجية، وذلك قبل أربعة أعوام، فقد كشفت قناة «سي إن إن» الأميركية أمس عن وثائق سرية للاتفاق الشهير بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقطر عام 2013، وكذلك الاتفاق التكميلي عام 2014 اللذين يجعلان قطر اليوم متهمة أمام دول مجلس التعاون الخليجي بأنها انتهكت اتفاقية الرياض وما سبقها من اتفاقيات، وأنها تهربت مما التزمت به بقية الدول. وتكشف الوثائق أن دول المجلس بما فيها دولة قطر وقعت على أن تلتزم بالعديد من الأمور ومنها «منع كافة الأنشطة والتنظيمات الإرهابية المناهضة لدول الخليج العربي ومصر مثل جماعة الإخوان الإرهابية»، وهذا ما لم تلتزم به قطر، وهو ما أوصلنا إلى قرار المقاطعة، وهو ما جعل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يتنقل هذه الأيام بين دول المنطقة بحثاً عن حل ضائع، وبلا شك أن الكشف عن هذه الوثائق في هذا التوقيت سيسهل كثيراً من مهمة الوزير ويجعله يتحرك على بينة ويتجاوز المطبات والحجج التي تدعيها الحكومة القطرية، فهذه الوثائق تفند بما لا يدع مجالاً للشك ادعاء قطر بأن قرار المقاطعة كان مفاجئاً، كما أنها تنفي تماماً ادعاء قطر بأن الدول المقاطعة لم تحاورها وتكشف في الوقت نفسه سبب رفض الدول المقاطعة التفاوض مع قطر حول المطالب. كما تكشف…