الخميس ١٥ يونيو ٢٠١٧
لم يكن ينقص هذه المقاطعة الخليجية العربية لقطر إلا ظهور حمد بن جاسم! فقد ظهر الوزير المخضرم بعد طول غياب ليتحف العالم ببعض التعليقات والتصريحات التي كانت «تنقص» الحفلة في الدوحة، ليزيد النار حطباً وليسقط ما بقي من ستر على الأفعال المشؤومة. يحب البعض أن يطلق «أمير المتآمرين» على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وهو الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في عهد الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويحب أولئك أن يطلقوا عليه هذا الوصف لأدواره في كثير من الأحداث خلال الربع قرن الماضي وذلك منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده الراحل ومن ثم بداية سلسلة من المؤامرات على الدول الخليجية ابتداءً بالبحرين حيث أعلنها صريحة في أحد المؤتمرات الصحفية بأنه «يمكن» أن يعمل ضدها، مروراً بتآمره على المملكة العربية السعودية، وقد سمع العالم التسجيلات الصوتية المسربة له وهو يتآمر مع القذافي على آل سعود، ووصولاً لمؤامرته الكبرى على مصر الكنانة التي أمعن في التآمر عليها من خلال دعم الإخوان للوصول إلى السلطة ومن ثم دعم المجموعات الإرهابية، الأمر الذي كان سبباً في زعزعة أمن واستقرار مصر طوال السنوات الماضية، بالإضافة إلى دوره والأمير السابق في أحداث ليبيا وحرب اليمن ودعم الحوثيين. كنت أتمنى بدل أن يظهر لنا…
الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧
قلناها، ونرددها، وعلى من يريد أن يسمع ويفهم ويستوعب، فلديه الكلام، أما من لا يريد ذلك، فسيدفع ثمن غبائه السياسي باهظاً، فحل أزمة قطر مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين وليبيا واليمن وغيرها من الدول، ليس في بريطانيا ولا ألمانيا ولا حتى الولايات المتحدة الأميركية، حل هذه الأزمة في البيت الخليجي والعربي، حل الأزمة في الرياض، عند ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز، وهروب قطر إلى الأمام لا ولن يفيدها أبداً، والمحاولة المكشوفة لكسب الوقت، هي في الحقيقة مضيعة لوقت الشعب القطري - لو كان وقته ومصالحه تهم القيادة القطرية -، كما أن رهان الدوحة على تململ قيادات الدول المقاطعة وتراجع حماسها مع مرور الوقت، هو رهان خاسر - كرهانات قطر الخاسرة سابقاً - فالدول المقاطعة لن تتراجع، ولن تتزحزح شبراً واحداً عن موقفها المبدئي والأخلاقي في مواجهة تصرفات الدوحة، ولن تسمح لها بالعودة من جديد لدعم وتمويل الإرهاب، واحتضان المتهمين بالإرهاب في منطقتنا التي لطالما كانت عنصر أمن وأمان وخير وسلام للمنطقة والعالم، أما السماح بأن يبقى بين ظهرانينا من يلعب بنار الإرهاب، فهذا هو المستحيل. المجتمع الدولي يكتشف أساليب الحكومة القطرية الملتوية وغير المسؤولة في عرض هذه الأزمة، والرد على زيارات وزير خارجية قطر لبعض العواصم الأوروبية بالأمس جاءها بشكل مباشر، ففي الوقت نفسه الذي كان يعرض فيه الشيخ محمد…
الأحد ١١ يونيو ٢٠١٧
ما تعرضت له جريدة الاتحاد، أمس، لا يدل إلا على أن الأفعال الصبيانية لها من يمارسها، على الرغم من سذاجتها وتفاهتها وقلة تأثيرها، فقد فوجئنا يوم أمس بخبر منسوب لجريدة «الاتحاد»، يبدو وكأنه منشور في صفحتها على الموقع الإلكتروني ومصدره «وام»، خبر غريب في شكله، ومريب في مضمونه، منسوب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومفاد الخبر أن سموه يدعو خادم الحرمين الشريفين، في اجتماع بينهما، إلى «اتخاذ خطوات حازمة للحد من سياسات مزدوجة تتبناها بعض دول مجلس التعاون الخليجي، في إشارة إلى دولة الكويت وسلطنة عُمان».. ومن يعرف الشيخ محمد بن زايد، يدرك للوهلة الأولى أنه من المستحيل أن يكون هذا موقفه أو كلامه، فاحترام وحب وتقدير الشيخ محمد بن زايد للشيخ صباح الأحمد وشعب الكويت وللسلطان قابوس وشعب عُمان، يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى دليل، وقد أعجبني تعليق مغرد عُماني وصلني على الخاص في «تويتر»، حيث قال: «أشك في أن مثل هذا الكلام يصدر عن الشيخ محمد»، وهذا موقف كل عُماني وكويتي مخلص وشريف يحب وطنه ويحب الخليج، فمن يعرف الشيخ محمد بن زايد، يعرف تماماً أنه أحد أكثر رجال الخليج العربي تمسكاً بمجلس التعاون الخليجي، وأكثرهم حرصاً على دوله ومصالح شعوبه، وهو القلب الرحيم ليس على شعبه…
الثلاثاء ٠٦ يونيو ٢٠١٧
لأننا نعرف ماذا فعلت قطر فإننا لا نستغرب مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر وليبيا واليمن وجزر المالديف وموريشيوس لها بالأمس، ولأن هذه الدول، وخصوصاً الخليجية منها، ومصر وليبيا أصابها الأذى والضرر المنظم والممنهج والمخطط له بشكل دقيق، فإننا لا نستغرب هذه الخطوة التي لا شك أننا نراها قاسية، بل قاسية جداً، ولكن لأننا نعرف ماذا فعلت الحكومة القطرية في السعودية طوال عقدين، وماذا تفعل في البحرين منذ سنوات طويلة، وماذا فعلت ضد الإمارات، وفي مصر، وفي ليبيا، وفي اليمن، فإننا ندرك أن هذه القرار القاسي لا يساوي شيئاً أمام الأفعال القاسية التي قامت بها طوال سنوات طويلة في حق الدول الخليجية والعربية، والتي يمكن أن تحاكم بها قطر دولياً. بلا شك إن الكثيرين ينظرون اليوم إلى النتيجة وهي المقاطعة، وينسون السبب وهو العبث المتعمد من حكومة قطر ضد هذه الدول، والذي أدى إلى هذه النتيجة، والأسباب كثيرة جداً، منها ما هو معروف ومعلن، ومنها ما هو غير معروف وغير معلن، وقد يكون من الصعب الإعلان عنه. لقد جاء قرار الدول العربية الست بقطع العلاقات مع قطر بعد أن بلغ السيل الزبى، وضاقت الدول ذرعاً بسلوكيات حكومة قطر ولعبها بالنار المجوسية وبالدمى الإرهابية، بعد أن أغلقت الدوحة كل أبواب العودة عن مخططها، لقد كان تحمّل السعودية والإمارات ومصر أفعال قطر وحماقاتها…
الإثنين ٠٥ يونيو ٢٠١٧
في قطر يدّعون أنهم يراهنون على حكمة الملك سلمان، حكمة الملك سلمان ليست قطرية، وإنما حكمة عربية إسلامية أخلاقيه إنسانية، فهل تتحمل قطر حكمة الملك، وهل تستطيع أن تستفيد من حكمة الملك سلمان؟ المعطيات لا تشير إلى ذلك، فكل ما حدث في الأيام العشرة الأخيرة منذ بدء الأزمة الحالية إلى اليوم يشير إلى أن قطر لا تستمع إلى أحد، وإنما تصر على مواقفها السابقة والمعروفة، فحكمة الملك سلمان واضحة لمن يريد أن يستفيد منها، فما على الدوحة إلا الرجوع إلى ما قررته قمم الرياض الثلاث في مايو الماضي، وأن تلتزم بها الالتزام الفعلي والصادق، وإذا أرادت الاستزادة من الحكمة السعودية فعليها أن ترجع إلى اتفاق الرياض في عام 2014، وستجد فيه من الحكمة ما يوفر عليها عناء الاستمرار فيما هي فيه، أما إذا كانت تقصد بحكمة الملك سلمان أن يتم إغلاق ملف الأزمة الحالية بسياسة «حب الخشوم» التي اعتادت عليها قطر طوال العشرين سنة الماضية فعليها ألّا تعوّل كثيراً على ذلك، فمرحلة «حب الخشوم» انتهت وتم تجاوزها، والتعويل عليها ليس من أدوات المرحلة الحالية. الحكمة العربية والسلمانية تقول إذا صدقت قطر في رغبتها في حكمة الملك سلمان، أو حكمة الشيخ صباح، أو حكمة أي من حكماء العالم فعليها أن تعير الحكماء سمعها وتعطيهم اهتمامها وتلتزم بما ينصحونها به، وقبل كل…
الأحد ٠٤ يونيو ٢٠١٧
إعلامٌ ينشغل بالتسريبات ويروج الأكاذيب، ويعمل على الاختراقات والفبركات بلا شك هو مفلس، وقارب على النهاية بعد كل ذلك الانحدار، لقد حاول الإعلام القطري المتمثل في قناة الجزيرة، وغيرها من أدوات الإعلام الممولة من قطر سراً أو جهراً، أن يبين للعالم وكأنه قد وقع على كنز ثمين بعد خبر اختراق البريد الخاص بسعادة يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن، شخصياً وكثيرون مثلي في الإمارات لم يكن خبر الاختراق مقلقاً بالنسبة لنا لسبب بسيط جداً، وهو أن عمل السفير معلن ودولة الإمارات وسياستها واضحة، لا ازدواجية فيها ولا تتعامل بسياسة معلنة وأخرى خفية، كما تفعل الشقيقة قطر وحليفتها إيران اللتان تعلنان غير ما تبطنان وتنفذان عكس ما يتم الاتفاق عليه، وهما نفسهما اللتان انطلقتا وقامتا بحملة إعلامية منسقة ضد الإمارات على خلفية الرسائل المسربة المنسوبة للسفير العتيبة، ولكن كان مصير حملتهما الفشل، فحبل الكذب قصير. بل جاء هذا التسريب ليخدم سمعة الإمارات ودورها المشرف في كل القضايا، فموقع «انترسبت» الذي نشر جزءاً من التسريبات وصف يوسف العتيبة بأنه «واحد من أقوى الشخصيات في واشنطن»، وهذا إنجاز للإمارات أن يكون سفيرها من الشخصيات القوية في عاصمة القرار في العالم، كما جاء في الرسائل المنسوبة لسفيرنا أنه قال «علينا أن ندعم محمد بن سلمان بكل الوسائل المتاحة»، وهذا من البديهيات في شراكتنا الاستراتيجية…
الجمعة ٠٢ يونيو ٢٠١٧
غريب أمر الشقيقة قطر، تترك الحلول البسيطة وتبحث عن المعقدة، وتترك الاحتمالات القريبة، وتذهب إلى الاحتمالات البعيدة، تذكرنا بالمثل الشعبي «وين أذنك يا جحا»، فمشكلة قطر مع دول مجلس التعاون، وعلى شواطئ الخليج العربي الدافئة دائماً والساخنة حالياً، وبدلاً من أن تجد حلاً لمشكلاتها مع السعودية والإمارات وباقي الدول العربية، فإنها تذهب بعيداً وتقف على أبواب دول العالم عبر سفاراتها لتدافع عن نفسها، وتبرر تصرفاتها، وتلقي باللوم على الإمارات والسعودية، وتحول الأزمة الحالية إلى مجرد «حملة إعلامية» وتصفها بـ «الخبيثة»؟! فعنوان الرسالة التي تلقتها السفارات القطرية في مختلف دول العالم هو «الحملة الإعلامية الخبيثة ضد دولة قطر»... هذا ما تريد أن تقوله قطر للعالم، وهذا ما تريد أن يفهمه العالم، وتنسى قطر أننا نعيش في عام 2017، في عصر ثورة المعلومات، وفي الزمن الذي لم يعد فيه العالم يعتمد على قناة الجزيرة لمعرفة الخبر والمعلومة، فقد أصبح فضاء الإعلام والمعلومة مفتوحاً على مصراعيه، كما أن حبل الكذب لم يعد طويلاً، كما كان، فالسوشيال ميديا جعلته حبلاً قصيراً جداً. في هذه الرسالة أعادت الخارجية القطرية نظرية «الاختراق والفبركة»، التي فشلت في أن تقنع بها الخليجيين والعرب، وأصبحت تحاول اليوم أن تقنع بها الغرب والشرق، وبدلاً من أن تصحح وضعها، وتعلن عن موقفها الحقيقي تجاه إيران والإرهاب والتطرف في العالم، أخذت تتباكى…
الأربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧
يتطاير الكلام هنا وهناك عن وساطة يتم الإعداد لها بين قطر ودول الخليج، السعودية والإمارات بالتحديد، وأن زيارة أمير قطر للكويت اليوم هي من أجل ذلك، ونتساءل، وساطة من أجل ماذا ولماذا، بعد أن أحرقت قطر كل مراكب العودة إلى محيطها العربي والخليجي، فالدوحة تنكرت تماماً لكل ثوابت وغايات الخليج العربي وارتمت في حضن إيران العدو اللدود لدول مجلس التعاون الخليجي وللدول العربية، ولا أحد يشك في حبنا واحترامنا لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فهو ليس أميراً للكويت فقط، وإنما هو رمز خليجي كبير يحترمه الجميع ويقدره الصغير قبل الكبير، بل وهو والد الجميع، وكلمته على «العين والراس»، ولكن كل خليجي يتساءل هل أتت الوساطات السابقة بنتيجة حتى نتكلم عن وساطة جديدة؟! قطر قررت بكل وضوح أن تكون حليفاً لعدوين خطيرين للأمة العربية، هما إيران والإرهاب، وإيران على لسان رئيسها حسن روحاني قالت لأمير قطر، نحن نريد تقوية العلاقات مع قطر الشقيقة، وقطر أصبحت محكومة تماماً من جانب جماعة الإخوان الإرهابية التي صارت ترسم التوجهات القطرية في كل مجال، وقطر تموّل الجماعات الإرهابية وتدعمها في سوريا وليبيا واليمن ومصر، وبالتالي فإن قطر اختارت طريق اللاعودة واللاتراجع عن نهجها العدائي، بل إن قطر لا تساند ولا تتحالف مع أعداء الأمة فقط، بل اختارت أن تكون هي نفسها طرفاً لا يمكن الوثوق…
الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠١٧
عندما تقرأ أو تسمع أي خبر عن خلاف إماراتي سعودي، أو معلومة هدفها ضرب العلاقة بين دولة الإمارات والسعودية، فلا بد أن تعرف مباشرة أن الدوحة وراء هذا الخبر، وإعلامها المباشر وغير المباشر الممول من قطر. العلاقة بين الإمارات والسعودية عميقة وقوية جداً، علاقة لا تقدر بثمن ولا تشترى بأموال الدنيا، كما تعتقد الشقيقة قطر، فليس كل شيء قابل للبيع والشراء، هناك أمور أكبر من البيع ومن الشراء ومن أموال الأرض، فما يربط الإمارات بالسعودية علاقة ثقة راسخة، إنها علاقة الشقيق بالشقيق، علاقة العضيد بالعضيد، فهل تعرف عشرات وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة والرقمية الممولة من الدوحة ماذا يعني ذلك؟ لا أعتقد. لقد قرأنا خلال الأشهر الماضية مئات الأخبار والتقارير التي تتكلم بسوء عن العلاقة بين الرياض وأبوظبي، وآخرها أمس، حيث قام أحد المواقع التابعة للنظام القطري في الخارج بنشر موضوع «مفبرك» عن خلاف إماراتي سعودي في اليمن، ويتكلم التقرير عن دور إماراتي للتأثير في القرار السعودي الداخلي، حديث عن شيء «مستحيل»، فالطفل العربي الصغير الذي يلعب بـ«آيباده» يعرف أن السعودية دولة كبرى لا يمكن لأحد اختراقها، ولا تسمح لأحد مهما كان بأن يؤثر فيها، ولكن هذه التقارير من أماني قطر التي لن تتحقق. اللافت في محاولات أذرع قطر الإعلامية هو أنه في كل مرة تصدر تلك الإشاعات، يأتي الرد مباشرة…
الأحد ٢٨ مايو ٢٠١٧
هناك مشكلة لدى فريق من الشعوب العربية، وهي أن هذا الفريق معني بالقول ويصدقه ولا يعنيه الفعل المناقض لهذا القول.. يحكم بالبراءة لمن يتكلم، كمن هو مجني عليه، ولا يحكم بإدانة من يفعل الجريمة ويرتكب الجناية. وهكذا بدت قطر في رأي هذا الفريق بريئة جداً لمجرد أن مسؤوليها قالوا إنهم يحافظون على العلاقات القوية ووحدة المصير مع دول الخليج العربية، ولمجرد أنهم قالوا إن تصريحات أميرهم مفبركة ووكالة أنبائهم مقرصنة، قطر تبدو في رأي هؤلاء بريئة لمجرد أقوال مرسلة لم يعد لها معنى لدى من لديه شيء من العقل والإدراك، والواقع العملي يؤكد أن قطر مدانة تماماً؛ لأنها تقول خيراً وتفعل شراً على طريقة الإخوان، وعلى طريقة ملالي إيران، قطر مثلها مثل الإخوان والمقاول الفارسي تتبع مبدأ التقية الذي اتخذته ستاراً للنفاق والمراوغة، ومحاولة أن تكون شقيقاً ذَا وجهين، وجه كاذب يُزعم الانتماء لمجلس التعاون والمنظومة العربية، ووجه حقيقي يتحالف مع الشيطان ضد الشقيق الخليجي والعربي. وأعتقد أن الأمر أكبر من قطر بكثير، ولا ينبغي أن يقال إنها تدير العمليات الإرهابية في مصر وليبيا وسوريا، بل ربما الغرب أيضاً، فقطر لا تفعل ذلك من تلقاء نفسها، ولكنها تأتمر بأمر شياطين استخدموها أداة لتدمير الأمة العربية ومنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. في الظاهر، قد يبدو للبعض أن المشروع الإخواني الذي…
الجمعة ٢٦ مايو ٢٠١٧
أليست مفارقة كبرى أن تصدر التصريحات القطرية عشية ذكرى قيام مجلس التعاون الخليجي، ففي 25 مايو 1981 اجتمع قادة ست دول خليجية في أبوظبي ليعلنوا قيام هذا الكيان الخليجي القوي، وتأتي واحدة من هذه الدول، وبتصريح لأميرها لتنسف بناءً دام أكثر من 36 عاماً.. ولصالح من يتم هذا النسف والتدمير؟ لصالح من نشأ المجلس لمواجهته، وهو النظام الإيراني، والذي كانت تهديدات ثورته الجديدة مثار قلق لدول الخليج العربية، فكان الحل أن تجتمع الدول في كيان واحد حتى تستطيع حماية نفسها ومواجهة العدو، وقد نجحت هذه الدول فعلياً وبقيت طوال العقود الماضية عصية على ذلك النظام وأطماعه، إلى أن جاء من تسبب في شق الصف الخليجي، وبدأ يدعم نظاماً يعاديه ويعادينا جميعاً، وبدلاً من أن تقف هذه الدولة، وهي قطر، مع أشقائها دول الخليج، اختارت الوقوف مع إيران والدفاع عن ذلك النظام، وتلميع صورته البشعة التي يعرفها العالم أجمع. وفي الوقت الذي نجحت فيه المملكة العربية السعودية في أن تقنع الإدارة الأميركية بأن تقف في صف العرب والمسلمين في وجه النظام الذي يعادي العرب، ويدعم الإرهاب، وينشر الفوضى في دول جيرانه العرب، وغير العرب، فإن قطر لا تتفق معها في ذلك، بل تتخذ مواقف معاكسة تماماً، وتعلن تلك المواقف هنا وهناك، وتتبناها وسائل إعلامها، بينما في اجتماعاتها مع أشقائها الخليجيين تبدي…
الخميس ٢٥ مايو ٢٠١٧
ما حدث بالأمس يراه البعض اختراقاً وأراه انشقاقاً بين الأشقاء كبيراً وليس مجرد اختراق قراصنة، فليس بهذه الطريقة يتم التعامل مع الاختراقات الكبيرة، والشقيقة قطر تعرف كيف تتعامل مع اختراق مزلزل كهذا، أما طريقة التعامل الرسمية فتبين أنه انشقاق عن الصف، وابتعاد عن الإجماع العربي والإسلامي. لذا فإن التصريحات القطرية كانت بحاجة إلى توضيح عاجل وسريع ومن أعلى المستويات.. فلا يمكن أن يصدق المواطن الخليجي والعربي أن تصريحات صاحب السمو أمير قطر التي نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية مفبركة وأن هناك اختراقاً للموقع الإلكتروني للوكالة! خصوصاً أن الكل يتذكر موقف الإعلام الموالي لقطر طوال الأيام التي سبقت قمم الرياض الثلاث، ولاحظ أن هناك توجهاً متعمداً للهجوم على المملكة العربية السعودية، والتقليل من أهمية زيارة ترامب، وتلك القمة الكبيرة والتاريخية، التي تعقد لأول مرة على مثل ذلك المستوى. قد نختار وقد نتخذ مواقف غير صحيحة، وقد نقف مع الجانب الخطأ، وقد نراهن على الفرس الخاسر، وكل ذلك ليس مشكلة، ولكن المشكلة هي أن نصر على الخطأ، ونكابر فيما نخطئ فيه، وألا نعود إلى جادة الصواب.. المشكلة أن نعتقد أننا على صواب دائماً، وأن العالم كله من حولنا على خطأ! إن العناد والمكابرة والإصرار على المواقف الخاطئة لا يفيد، ولكن للأسف هذا ما نلمسه، وهذا ما نشعر به مع الأشقاء في قطر..…