الإثنين ٠٢ مايو ٢٠١٦
على مر التاريخ اتسمت العلاقات الخليجية المغربية برسوخها وتميزها، وفي هذه الأيام تمر بأفضل حالاتها وأقوى مراحلها، ووجود العاهل المغربي محمد السادس اليوم في دولة الإمارات، بعد زيارته الرياض والمنامة والدوحة هو استمرار لنهج دعم العلاقات الخليجية المغربية، والعلاقات الإماراتية المغربية، وفي الإمارات لطالما اعتبرنا وجود ملك المغرب بيننا كأنه في بلده، لأن الإمارات بحق بلده الثاني، والإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً تستقبل العاهل المغربي بكل حب وحفاوة وترحاب. ولا ننسى من أسّس هذه العلاقات المتينة بين البلدين، وهما المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوه الملك الحسن الثاني، رحمهما الله، وطيّب ثراهما، فلم يدخرا جهداً لإيصال العلاقة بين البلدين إلى أرقى المستويات، واليوم تكمل الإمارات والمغرب بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وجلالة الملك محمد السادس، وإلى جانبهما أخواهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسيرة تدعيم هذه العلاقات سياسياً واقتصادياً وثقافياً، رسمياً وشعبياً. يحسب للعاهل المغربي الشاب أنه في خضم الأخطار التي تعانيها المنطقة العربية، وفي خضم التحديات العالمية من حولنا نجح في قيادة بلده بشكل يثير الإعجاب والاحترام، وذهب…
الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠١٦
عملية المكلا التي نفذها أُسود التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، هي أكبر ضربة للإرهاب منذ سنوات، والرسالة الأهم في هذه الضربة، التي خلّصت العالم مما يقرب من ألف إرهابي ينتمون إلى تنظيم القاعدة، أنها عربية خالصة، برجال العرب وسلاح العرب وحدهم، بلا أي تدخل لقوات أجنبية، وهذه الرسالة تؤكد أن قدرات العرب على دحر الإرهاب لا حدود لها إذا تكاتفوا وتلاحموا واتحدوا – كما أنها تؤكد أن الحرب العربية الخالصة على الإرهاب انطلقت بقوة، ولن تنتهي إلا بكتابة سطر النهاية الأخير لهذه الآفة الخطيرة، والدلالات والرسائل في عملية المكلا موجهة إلى العالم كله بأن العرب منذ انطلاق عاصفة الحزم في اليمن قرروا أن يتولوا زمام قضاياهم بأنفسهم، وأن يطّهروا المنطقة بأيديهم، وأن يفرضوا أمراً واقعاً لا سبيل للمجتمع الدولي إلا الاعتراف به وإقراره، وأن عصر انتظار العرب لتحرك الآخرين، أو حتى انتظار رأيهم أو تعليماتهم قد انتهى وولّى إلى غير رجعة وإلى الأبد. عملية المكلا على أهميتها ليست نهاية الحرب على الإرهاب في اليمن، أو في أي بلد عربي، لكنها أقوى انطلاقة لهذه الحرب، وإن تعاظم خطر الإرهاب في العالم يؤكد صواب الخطوة التي اتخذها التحالف العربي بمحاربة الإرهاب في اليمن قبل اتساع نفوذه وتهديد استقرار الأمن والسلم الإقليميين. لقد عانت وما زالت تعاني المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها تنظيم…
الإثنين ٢٥ أبريل ٢٠١٦
هذا ما يردده كل يمني في اليمن، وهذا ما يتمناه كل عربي، بل وكل إنسان يعيش على هذه الأرض ويتمنى الخير للبشرية، فالاجتماعات التي تعقد منذ أيام في الكويت بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثيين وصالح يجب أن تنتهي باتفاق بين الطرفين وعلى رؤية مشتركة لإنهاء المواجهة العسكرية بحل سياسي دائم وشامل، لا يكون فيه منتصر ولا خاسر، فالانتصار المطلوب تحقيقه هو لصالح اليمن وفي صالح شعبه الذي يعاني منذ سنوات. فعلياً مستقبل اليمن يرسم في الكويت، لكن بيد اليمنيين أنفسهم وبدعم ومساعدة دول الخليج والمجتمع الدولي، ونجاح الجهد السياسي الذي يتم حالياً في الكويت هو الفرصة الحقيقية للقضاء على الإرهاب ومحاصرة الطائفية والمذهبية وقطع يد الطامع والعدو الخارجي لليمن. اليمنيون ينتظرون فتح صفحة جديدة وطي فصول الحرب والقتل والتجويع والإرهاب، ومن رحم الألم والإحباط والخسائر يأمل كل مخلص أن تنتهي أطراف الاجتماع في الكويت إلى حل سلمي، وأن يرجعوا يداً بيد بـ «السلام» إلى اليمن رافعين علم وطنهم وراية السلام، ومتخلصين من كل الأكاذيب ومن كل الأحلام الخادعة التي لا تتحقق؛ فمصير اليمن أن يبقى لليمنيين، وإدارة اليمن وقيادته ستبقى بيد أبنائه أما الطامع الغريب، فليس له إلا الخسران والعودة إلى حيث أتى. لا أعرف كيف يمكن أن يعود المجتمعون بعد أن ينهوا اجتماعاتهم ومداولاتهم وكلامهم ونقاشهم وخلافهم واتفاقهم…
السبت ٢٣ أبريل ٢٠١٦
حتى متى تدعم دولة الإمارات جمهورية مصر العربية، وإلى متى تودع مليارات الدولارات وتستثمرها في مصر؟ وآخرها ما أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء زيارته اليومين الماضين لمصر، فبتوجيهات رئيس الدولة تم تقديم 4 مليارات دولار دعماً لمصر، منها ملياران للاستثمار في عدد من المجالات التنموية في مصر، وملياران وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري. من يسأل حتى متى؟ يجب أن يدرك أن ما تضعه الإمارات في مصر هو للإمارات ولمصر ولهذه الأمة، فالوقوف إلى جانب مصر ليس له تاريخ انتهاء ولا ختم صلاحية ولا خط نهاية، ودعم مصر هو واجب قومي، وفي الإمارات عندما نقف مع مصر نتذكر دائماً ما قدمته لكل الدول العربية والإمارات، فعندما كانت مصر قادرة على العطاء لم تبخل، ولم تتردد ساعة في الوقوف إلى جانب شقيقاتها الدول العربية، خصوصاً الصغيرة منها وحديثة الاستقلال، فلا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي لعبه أبناء مصر في المساهمة بتنمية وتطور العديد من الدول العربية. ودور مصر التاريخي وتضحيات شعبها على مر التاريخ معروف وواضح لكل منصف، وقضية فلسطين تشهد على ذلك، والأزمات التي عانتها بعض الدول العربية تشهد لمصر بمواقفها المشرفة التي ستبقى خالدة في الذاكرة العربية والإسلامية، وعندما نقول…
الخميس ٢١ أبريل ٢٠١٦
لا شك أن حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما القمة الخليجية التي تعقد في الرياض اليوم يؤكد مكانة دول الخليج العربية وثقلها على الصعيد العالمي، وفي الوقت نفسه يمكن اعتبار هذا الحضور مؤشراً على رغبة الولايات المتحدة في المحافظة على مستوى العلاقة المتميزة مع دول مجلس التعاون وتعزيز هذه العلاقة بالعمل المشترك.. وربما أصبحت الولايات المتحدة تدرك اليوم دور وتأثير دول الخليج العربية إقليمياً وعالمياً، وبالتالي لا ترغب في تجاهله أكثر. هذا كله قد لا يبدو جديداً في هذه القمة، ولكن الجديد هو حضور ملك المغرب جلالة محمد السادس إلى الرياض وعقد قمة خليجية مغربية تسبق القمة الأميركية ويحضرها قادة مجلس التعاون الخليجي ويؤكد فيها الملك المغربي أن: «أمن الخليج هو أمن المغرب» وهذا التزام مغربي أصيل يدل على عمق وقوة العلاقات بين دول الخليج والمملكة المغربية وربما يفسره ما قاله الملك محمد السادس في كلمته خلال القمة: «نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى للوحدة العربية» وهذا الدعم والتأييد دليل عملي على إيمان المغرب بأهمية التضامن والعمل العربي، وهو موقف لا يختلف عن موقف دول الخليج العربية التي كانت على الدوام تقف مع المغرب وتبادله التأييد والمساندة في كل قضاياه وعلى رأسها قضية الصحراء. القمة الخليجية المغربية التي عقدت البارحة «تاريخية» بكل المعاني وقمة استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة ليس في…
الأربعاء ٢٠ أبريل ٢٠١٦
في شهر مايو الماضي، اجتمع قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي بالرئيس الأميركي باراك أوباما، في منتجع كامب ديفيد، كان الاجتماع ضرورياً، خصوصاً بعد إعلان منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في ذلك الوقت، التوصل لاتفاق بشأن معايير أساسية لاتفاق شامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتبع هذا الإعلان بأسابيع إبرام إيران والدول الست الكبرى رسمياً الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا، لذا كان اجتماع كامب ديفيد مهماً، لتوضح دول الخليج موقفها من هذا الاتفاق، وبواعث قلقها، وما سيتبع هذا الاتفاق، وما قد يسببه من زعزعة أمن واستقرار المنطقة. التجاوب والتفاعل الأميركي مع التخوفات الخليجية جاء في صورة تهدئة، ومحاولة تأكيد التزام إيران باتفاقها مع الغرب، واحترامها لجيرانها، واليوم، وبعد مرور أحد عشر شهراً على ذلك الاجتماع، يستطيع أوباما، وهو يحلق بطائرته الرئاسية فوق منطقة الشرق الأوسط، أن ينظر بعينيه ليرى ماذا يحدث هنا، ومن الذي يعبث بأمن واستقرار دول المنطقة، وسيستطيع الرئيس الأميركي أن يدرك أن سياسته تجاه المنطقة طوال السنوات الماضية لم تخدم العرب، وإنما خدمت أعداء العرب، وخدمت من يعملون ضد مصالح الدول العربية. الملفات التي تهم المنطقة والولايات المتحدة كثيرة جداً، وقديمة قدم العلاقات الخليجية الأميركية، ويأتي على رأس هذه الملفات «أمن الخليج»، ولم يعد خافياً أن ما يهدد الأمن والاستقرار الذي تعيشه دول المنطقة…
الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠١٦
لا أجد أي عذر للحوثيين في تغيبهم عن لقاء الكويت بالأمس، ولا أرى أي مبرر غير عدم الجدية في المشاركة بالحوار، وعدم الحرص على وقف شلال الدم في اليمن. كنّا نتمنى أن يخيب الحوثيون ظننا هذه المرة، ويحضروا لدولة الكويت التي جهزت وأعدت كل شيء لنجاح هذا اللقاء، لكن يأبى من أشعل الحرب إلا أن يبقي نارها موقدة! بعد أن غابت القيادات بدأ أنصار الحوثي يضعون الأعذار والمبررات لعدم الذهاب إلى الكويت وبقائهم منتظرين في صنعاء بحجة عدم التزام «الطرف الآخر بوقف إطلاق النار»! والكل يعرف من الذي يخرق اتفاق وقف النار. يجب أن يدرك الحوثيون أن تغيبهم بالأمس يجعل موقفهم سيئاً أمام الشعب اليمني وأمام المجتمع الدولي وأمام أصدقائهم وأمام كل من يريد مساعدتهم، وهذا ما جعل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد يدعوهم إلى «عدم تضييع فرصة السلام»، وتأكيد «أن الساعات القليلة المقبلة حاسمة، وعلى الأطراف تحمل مسؤولياتها الوطنية، والعمل على الوصول إلى حلول توافقية شاملة». هذا السلوك من الطرف الحوثي ليس جديداً، فقد تكرر في جولات سابقة، ويعكس مدى الاستهانة بدماء الشعب اليمني، ومدى الاستهتار بالجهود الدولية لحل الأزمة، فالمماطلة والتسويف والبحث عن أسباب للتخلف عن حضور اللقاءات مرة تلو الأخرى تكشف عدم جدية الحوثيين في إيقاف الحرب، ووضع يدهم بيد الحكومة للمحافظة…
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦
يعقد اليمنيون مشاورات مهمة غداً الاثنين في الكويت برعاية الأمم المتحدة، الكل يترقب هذه المشاورات التاريخية، والكل يتوقع لها النجاح، وعلى الرغم من تشاؤم البعض بسبب تجارب وخبرات الماضي مع الحوثيين، فإن لا أحد ينتظر نتيجة غير النجاح، والأغلبية ترغب في التمسك بالتفاؤل وبالأمل، وإنْ كان البعض يراه ضئيلاً! فرصة الكويت قد لا تتكرر، وقد تكون الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وللاجتماع على طاولة الحوار، وعلى طاولة الاتفاق، فلا أحد ينتظر أن يكرر الانقلابيون تصرفات الماضي، وأن يتخلّوا عن تعهداتهم واتفاقاتهم مع الحكومة اليمنية الشرعية، ومع الأطراف الدولية، أو أن يتغيبوا عن المشاورات والمشاركة فيها. صمود وقف إطلاق النار خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من الخروق البسيطة، يمكن اعتباره مؤشراً إيجابياً، ولكنه بحاجة إلى إجراءات عملية في لقاء الكويت، إذ لا بد من تقديم التنازلات، والاعتراف بالأخطاء، والاستعداد لتصحيح ما ارتكب من انتهاكات من قبل الانقلابيين، ثم الاستعداد للحديث عن المشاركة في حكومة وطنية شرعية حتى تستقيم الأمور، ويفهم الشعب اليمني ماذا حدث وماذا سيحدث. الكرة اليوم في ملعب اليمنيين، فلم يعد هناك شيء بيد التحالف العربي ولا المجتمع الدولي، لذا فإن على الانقلابيين أن يصلوا إلى اتفاق يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويثبت أركان الشرعية في البلد، وفي هذه المرحلة بلا شك، هم يشعرون بمدى استعداد جميع الأطراف الخليجية والدولية…
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦
الحديث عن المرأة الإماراتية ودورها ومكانتها وإنجازاتها وتقديرها لا يمكن أن نربطه بمناسبة سنوية، أو حدث يأتي مرة في العام، فالمرأة الإماراتية جزءٌ أصيل ٌمن المجتمع، وجزءٌ من الصورة الحقيقية لدولة الإمارات، ولا تكتمل هذه الصورة إلا بها. بالأمس لفت انتباهي مشهدان في أبوظبي، الأول كان استقبال معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي معالي فالينتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) التي تزور الدولة لعدة أيام، وما رافق الزيارة من جلسات عمل واجتماعات بين الطرفين والخروج باتفاق على الارتقاء بين البلدين على الصعيد السياسي والعمل البرلماني للوصول بها إلى مستويات استراتيجية، وكذلك الاتفاق على إنشاء لجنة للتعاون البرلماني بين الإمارات وروسيا. وهذه الزيارة وما رافقها من اتفاقات تحسب للإمارات، وتصب في خانة الإنجازات التي حققتها ابنة الإمارات التي نجحت في أن تصل إلى البرلمان، ثم نجحت في أن تصل إلى محيطها الخارجي القريب والبعيد لتساهم في تقوية العلاقات بين الدولة والدول الصديقة والشقيقة. والمشهد الآخر كان في مجلس الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، الذي استضاف بالأمس السيدة مليندا غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميندا غيتس في محاضرة بعنوان «إطلاق الطاقات الكامنة للنساء والفتيات»، وأدارت المحاضرة ابنة الإمارات الوزيرة الشابة معالي شما المزروعي، وكانت أغلبية الحضور من السيدات والآنسات، وكان حديث ميليندا حديث الشخص الذي…
الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦
في يناير الماضي كان لمنظمة التعاون الإسلامي موقف واضح تجاه الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، دانت فيه المنظمة الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية والتحريض الذي أدى إلى ذلك الاعتداء، وكان هذا الموقف مهماً لوضع النقاط على الحروف بعيداً عن المجاملات السياسية والاعتبارات الدبلوماسية. غداً تنعقد في اسطنبول القمة الإسلامية الثالثة عشرة للدول الأعضاء، وكل مسلم وغير مسلم في العالم الإسلامي والعالم العربي يعرف بانعقاد هذه القمة يتساءل: متى تتحرك هذه المنظمة وتكون لها مواقف عملية وجادة مما يحدث في العالم الإسلامي؟ ليس فقط فيما يتعلق بحل الخلافات بين الدول الأعضاء، وإنما وضع خطط عمل لمواجهة «تحدي القرن» والتحديات التي تواجه الدول الإسلامية بشكل عام والدول الأعضاء بشكل خاص. لا يخفى على هذه المنظمة أن أكبر ما يهدد العالم الإسلامي اليوم هو الإرهاب وهو «تحدي القرن الحادي والعشرين» وذلك بما يمثله تنظيم «داعش» وإخوانه من خطر عالمي، وكذلك في انتشار الطائفية والمذهبية بين أبناء المسلمين، وهذان الخطران أصبحا مؤثرين بشكل واضح وكبير، وليس من المقبول أن تستمر هذه المنظمة التي تضم سبعاً وخمسين دولة، وتصف نفسها بأنها «الصوت الجماعي للعالم الإسلامي» عاجزة عن فعل أي شيء، فضلاً عن إيقاف هذا الجنون والتطرف الأعمى الذي تجاوز حدود الأخلاق والضمير، وتجاوز حدود الجغرافيا، وبعثر تاريخ البشرية، ويحاول أن…
الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠١٦
من حق الكل أن يتفاءل بجولات الملك سلمان في مصر وتركيا، ومن حق العرب أن يستبشروا بزيارة ملك الحزم لأهم عاصمتين في الإقليم، وخصوصاً بعد أن تضخم «ما صنع الحداد» بين القاهرة وأنقرة، وأصبح هذا معطلاً لكثير من الأمور في المنطقة، ويعطي أعداء الأمة فرصاً للاختراق والاستغلال بل والاحتلال، الملك سلمان الذي ودعه الرئيس السيسي في مطار القاهرة وداع الأشقاء الذين يربطهم الدم والمصير المشترك، وصل إلى أنقرة ليستقبله الرئيس أردوغان بحرارة وحفاوة كبيرتين تعكسان اهتمام الدولة التركية بزيارة الملك لها. وتلك الحفاوة التركية البروتوكولية تتطلب حفاوة سياسية وإستراتيجية تتناسب وتحديات المرحلة والمخاطر التي تواجه المنطقة، بعيداً عن الحسابات القطرية والمصالح الأيديولوجية الضيقة. وصول ملك الحزم إلى أنقرة يبعث رسائل إيجابية للمراقبين وخصوصاً أن الزيارة تأتي مباشرة بعد الزيارة التاريخية الناجحة لجمهورية مصر العربية، وبالتالي فإن الدور السعودي في إزالة الخلافات والاختلافات وسوء الفهم بين الطرفين المصري والتركي هو ما يتطلع إليه الجميع، وتفهم الرئيس التركي للوضع المصري، وإعادة حساباته، ومراجعة موقفه الهجومي والمتشدد تجاه مصر، هو ما يتمناه الجميع، وتقديم مصلحة الأمة، والتركيز على مواجهة العدو المشترك، هو ما نأمل أن يتم الاتفاق عليه. دور الملك سلمان والمملكة العربية السعودية أصبح مؤثراً في المنطقة، وسياسة المملكة الحازمة في مواجهة جميع الملفات أصبحت مثار اهتمام دول المنطقة والعالم، فلم تعد…
الإثنين ١١ أبريل ٢٠١٦
تعتبر زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لجمهورية مصر العربية واحدة من الأحداث السياسية في العالم والأهم بالمنطقة في عام 2016، فهذه الزيارة التاريخية رسمت الخطوط العريضة لمستقبل المنطقة العربية، وفي الوقت نفسه، وضعت حداً لأحلام كانت تراود أطرافاً عديدة، وتتمنى أن تتوتر العلاقة بين البلدين الكبيرين، بل كانت هذه الأطراف تتمنى أن تتدهور العلاقة، ويكون هناك خلاف حقيقي ودائم بين القاهرة والرياض. زيارة ملك الحزم للقاهرة، وضعت المسمار الأخير في نعش تلك الأحلام لتدفن كل تلك الأمنيات في أرض الْخِزْي، بعيداً عن أحلام العرب الحقيقية، فبقاء الملك سلمان في القاهرة خمسة أيام له دلالاته، وإلقاؤه كلمته التاريخية في البرلمان المصري له رمزيته الكبيرة، وتوقيع الاتفاقيات بين البلدين له أهدافه ورسائله للداخل والخارج، وهذا ما جعل صراخ الإخوان وأذنابهم يعلو ويعلو، ويمارسون عادتهم القديمة في البحث عن أي شيء ينتقدون به هذه الزيارة، فما وجدوا غير موضوع الجزيرتين، «تيران» و«صنافير» ليتراقصوا على القرار المصري بإعادتهما إلى السعودية ويصورونه وكأنه تصرف غير مقبول من الرئيس السيسي وتفريط منه بأرض مصرية، والحقيقة أن الكبير والصغير يعرف أنها جزر سعودية، عادت لأصحابها باتفاق كما كانت بيد مصر باتفاق سابق. الشرفاء في الوطن العربي هم السعداء بهذه الزيارة، وبما حققته من نتائج سياسية وأمنية واقتصادية واستراتيجية، وعلى رأس تلك الإنجازات، الاتفاق على…