الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦
اليوم نحتفي بالأم، وفي الإمارات يحمل هذا اليوم دلالات ومعاني ليس لها مثيل في العالم أجمع، فالإمارات هي الأم وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي أم الإمارات، أم الأمهات في وطننا، أم العطاء والتفاني والإخلاص، أم العظماء من الرجال والنساء، وهي الأم العظيمة التي ولد اتحاد إماراتنا في بيتها، ولد في قلبها أولاً وعقل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثم أصبح الحلم والفكرة حقيقة واقعة بإخلاص زايد، ووقوف أم الإمارات إلى جانبه في أصعب اللحظات وأهمها، ولم يكن قيام اتحاد الإمارات نهاية أحلام الشيخ زايد وسمو الشيخة فاطمة، فقد استمر الغرس في كل مجال، وكانت الشيخة فاطمة، حفظها الله، المدرسة العظيمة التي تخرج فيها أبناء بررة محبون لهذا الوطن الغالي، ويقودونه اليوم بحكمة واقتدار وسط أنواء وأمواج عاتية تضرب المنطقة كلها، لتتحول الإمارات بين أيديهم وبإيمانهم وحبهم للوطن إلى واحة الأمن والأمان والاستقرار في خضم منطقة لا تعرف الاستقرار ولا الأمن والأمان وتواجه تحديات جسيمة، سمو الشيخة فاطمة هي أم كل الأمهات العظيمات في وطني، هي أم أمهات الشهداء اللاتي ضربن أروع الأمثلة في البذل والعطاء والصبر والجلد والقوة والتضحية، سمو الشيخة فاطمة هي المعلمة الأولى لكل أمهات ونساء الوطن، هي التي ألهمت المرأة الإماراتية عطاءها وقدراتها واقتحامها بثقة لكل مجالات العمل…
السبت ١٩ مارس ٢٠١٦
عندما تلتقي قيادتنا الخليجية فلابد أنها تجتمع على الخير وللخير ولمصلحة أوطانها وشعوبها وأمتها العربية والإسلامية ولخير الإنسانية، وبالأمس زار الإمارات ضيفها الكبير صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، ووفد رفيع المستوى، ليلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحضر هذا اللقاء عدد من كبار المسؤولين في الدولة، ولم يكن هذا اللقاء الذي شهدته العاصمة أبوظبي لقاءً عابراً، وإنما كان لقاء العمل المشترك والرؤى المستقبلية للبلدين ولدول المنطقة، فالإمارات وقطر تضعان يديهما بيد بعضهما بعضاً من أجل خير المنطقة وأمن دولها واستقرارها.. الذين يراهنون على قطع الجسور بين أي دولة وأخرى من دول مجلس التعاون الخليجي يخسرون الرهان دوماً، والذين يريدون الصيد في الماء العكر يخطئون الهدف دوماً، لأن مياه الخليج جارية وليست راكدة، والجسور بين دول الخليج العربي ليست من ورق ولا حتى من صخور وفولاذ، بل هي جسور الدم الواحد والتاريخ الواحد والمصير المشترك.. وتلاحم دول الخليج ليس ترفاً ولا اختياراً ولكنه قدر لا سبيل إلى التصدي له أو تغييره، لذا كانت زيارة أمير قطر لبنة جديدة في علاقات راسخة بين الإمارات وقطر وهي علاقات أسرة واحدة في بيتين هما البيت القطري والبيت الإماراتي. وقد أكدت مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن…
الأربعاء ١٦ مارس ٢٠١٦
تستحق أم جنودنا البواسل أن يحلق إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بطائرته من أبوظبي إلى كلباء في الساحل الشرقي، ليقدم لها التحية والتقدير في منزلها، وهي بين أبنائها، فهذه إحدى أمهات الإمارات التي عشقت الوطن حتى أصبح الأغلى في حياتها، ولم تتأخر عن الدفع بأبنائها إلى ساحة المعركة تلبية لنداء الوطن. أم عبيد (آمنة المراشدة) مثال للأم الإماراتية التي تعشق الوطن، وتعرف قيمة الإمارات ومعنى الولاء والانتماء، لذا فإنها لم ترفض أو تتردد في أن يلتحق أبناؤها الذكور السبعة بالقوات المسلحة، ستة منهم في اليمن، وواحد في الصومال، يرابطون في تلك الجبهات خدمة لعلم الإمارات، ونصرة للمظلوم، ومشاركة في مواجهة الإرهاب. أمهات الإمارات تيجان على رؤوسنا جميعاً، نفتخر بهن، وأم عبيد مثال لا يقل عن أمهات الشهداء اللاتي ضربن أروع أمثلة التضحية، وهن يودعن أبناءهن شهداء عند ربهم يرزقون، ومستعدات لأن يدفعن ببقية أبنائهن فداء لهذا الوطن.. لا نخاف على الإمارات وفيها هذه النماذج من الأمهات اللاتي يضعن الوطن في قائمة الأولويات، ويزرعن حبه في قلوب أبنائهن بعدما تمكن في قلوبهن، وأصبح يسري في عروقهن. أم عبيد يجب أن تكون قدوة لكل الفتيات الإماراتيات، ولكل الأمهات الصغيرات، وليتعلمن من هذه الأم دروس حب الوطن وليربين أبناءهن على عشق…
الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦
بالأمس لحق اثنان من جنودنا البواسل وهما زايد الكعبي ومحمد الحمودي بقافلة الشرف والخلود، قافلة شهداء الإمارات وشهداء الحق من أجل استعادة الشرعية في دولة نهشتها مخالب الغدر والخيانة والإرهاب، فقد أعلنت القوات المسلحة استشهادهما أثناء تأدية الواجب في اليمن، فكل العزاء لذويهما ولنا جميعاً، لكننا في الإمارات تعلمنا أن لا نعتبر استشهاد أحد جنودنا في معركة الشرف والعزة خسارة، وإنما فخر وعز، فيأتي استشهاد أولئك الرجال ليؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح فأرواحهم تنير لنا الدروب وتأخذنا إلى النصر القريب. الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً كلها ضد الإرهاب، الرجال والنساء، الكبار والصغار، لا يختلف اثنان في هذه الأرض على ضرورة الوقوف ضد الإرهابيين ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله، والإمارات التي تؤمن بذلك عميق الإيمان أرسلت جنودها إلى اليمن لحماية هذه الدولة من المليشيات الحوثية الإرهابية ومن أتباع المخلوع صالح الذي وضع يده بيد الإرهابيين والانقلابيين ووقف في صف الإرهاب من أجل الكرسي ووهم السلطة الذي انتهى. لذا لا يستغرب من يعرف الإمارات، تأكيدها الوقوف إلى جانب تركيا -رغم اختلاف المواقف السياسية والأيديولوجية معها- فعندما يكون الأمر متعلقاً بالإرهاب لن يختلف اثنان على إدانة ذلك الشر وتلك الخيانة، وذلك التضليل الذي تمارسه جماعات فقدت عقلها وضميرها فعبثت بكل شيء. وإدانة د. أنور قرقاش العملية الإرهابية التي استهدفت تجمعاً للسيارات في ساحة «كازالاي»…
الإثنين ١٤ مارس ٢٠١٦
«إنَّ الذين عاشوا ورأوا (أبونا) الشيخ زايد في الخمسين سنة التي مرت يقولون.. قدوتنا الشيخ زايد.. لهذا السبب ظهرت جملة في بلادنا الكل يذكرها... نحن أولاد الشيخ زايد.. لكن هذه الكلمة أرجو أن تقال في المكان والزمان الصحيحين وللعمل الصحيح»... بهذه الكلمات أنهى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الحفل الأنيق لتكريم الفائزين بجائزة أبوظبي في دورتها العاشرة ليلة أمس. لقد كانت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مباشرة، صادقة ومعبرة، عندما بدأها قائلاً «إننا اجتمعنا اليوم لحاجتنا للقدوة الحسنة»، واعتبر سموه أن الفائزين الثمانية بجائزة أبوظبي هم قدوات حسنة لنا جميعاً، يجب أن نقتدي بهم في العمل والعطاء والتميز، وبدا سموه حريصاً على أن يُنهي كلامه بنصيحة موجهة لكل من يطلق على نفسه أنه من «أولاد زايد» أو «عيال زايد» بأن يستخدموا هذا الوصف في المكان الصحيح والزمان الصحيح وللعمل الصحيح، ولا يخفى على أحد أهمية هذه النصيحة من سموه، فاسم المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يجب أن يستخدم بالشكل الصحيح، ومن يريد أن يفتخر بأنه من «عيال زايد» فعليه أن يتصف بأخلاق زايد وبتصرفات وأعمال زايد، لا أن يتصرف عكس ذلك. ففي الإمارات، نفتخر جميعاً بأننا عيال زايد وأولاده الذين تربوا في…
الأحد ١٣ مارس ٢٠١٦
قدر هذه المنطقة أن تعيش التحديات الكبرى وسط محيط جغرافي لا يهدأ، والعقد الجديد من القرن الحادي والعشرين، فرض على دول الشرق الأوسط واقعاً جديداً، وهو أن تعتمد على نفسها في مواجهة التحديات الجدية بعد أن أصبحت لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما «قناعات خاصة» في كل ما يتعلق بهذه المنطقة ومشاكلها وتحدياتها. الجانب المشرق في هذه الأزمات والتحديات، هو أن دول المنطقة تنبهت مبكراً للواقع الجديد، وتعاملت معه بشكل عملي، فبمواقف الإمارات والسعودية وبعض دول الخليج، تم إنقاذ مصر من مستقبل مجهول بعد حكم «الإخوان»، وبقيادة المملكة العربية السعودية تم تشكيل التحالفات من أجل مواجهة الأخطار والتحديات، ففي العام الماضي شكلت التحالف العربي للوقوف مع الشرعية في اليمن، وانطلقت «عاصفة الحزم» لتحرير اليمن من الانقلابيين، فقد استشعرت المملكة ودولة الإمارات الخطر الكبير الذي يهدد اليمن، فتدخلتا من أجل دعم الشرعية وطرد الطامعين والعابثين.. وبالأمس أتتنا بشائر الانتصارات من جنوب الجزيرة العربية، ومن تعز بالتحديد، بعد أشهر من الحصار والتجويع والتخريب، فبعد تحرير عدن والانتصار الكبير بتحرير باب المندب، يواصل التحالف العربي انتصاراته في تعز، وسيطرت قوات التحالف على مدخل مدينة تعز، والوعد صنعاء لاستعادة الشرعية وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي عانى كثيراً وطويلاً من ميلشيات الحوثي وصالح. وفي شمال الجزيرة العربية، مشاهد العزيمة والقوة رآها العالم في حفر…
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
«هل تستطيع سوريا أن تحطم أوروبا؟»، بهذا التساؤل الكبير بدأ الدبلوماسي السويسري المخضرم دانيال ووكر مقاله الذي نشر مؤخراً في مجلة «ذا ناشيونال انتريست»... إنه سؤال كبير وخطير في الوقت نفسه ولكنه سؤال منطقي جداً وإن تأخر كثيراً. يقول الكاتب: «إن الاتحاد الأوروبي يتعرض للتحدي من جانب سوريا، والتحدي يتمثل برأيه في أزمات ثلاث تهز أوروبا من جذورها، الأولى تدفق اللاجئين الذين يعتبرهم مهاجرين اقتصاديين، والثانية سياسات بوتين وأردوغان على أطراف الاتحاد الأوروبي التي تعرقل معالجة الحرب السورية وتعيق مكافحة «داعش»، والثالثة بروز القومية في بعض دول الاتحاد». التساؤلات الكبيرة عندما تطرح في وقت متأخر تكون مؤلمة جداً، فأوروبا تأخرت كثيراً وتباطأت في التعامل مع الأزمة السورية، ونسيت أن ما يفصل بين ما يحدث في سوريا وبين أوروبا مجرد «قارب مطاطي» لا يكلف اللاجئ مائة يورو. طوال سنوات الحرب في سوريا وأصدقاء الأوروبيين من العرب ينصحونهم بأن يكون لهم موقف واضح وحازم وجدي في الأزمة السورية، إلا أن المزاج الأوروبي كان متراخياً ومتساهلاً مع هذه الأزمة، وربما اعتبرها بعيدة عنه، لذا قلل من شأنها، مع أن الوضع في سوريا معقد جداً وملفاته متشابكة، تبدأ بإرهاب الدولة وجرائم النظام، مروراً بإرهاب الجماعات المتطرفة، وانتهاءً بالأزمات الإنسانية ومعاناة الملايين من السوريين الذي أصبحوا بين مقتول ومعتقل ومهجر ولاجئ. بلا شك أن لا…
الإثنين ٠٧ مارس ٢٠١٦
لم يكن قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بتصنيف حزب نصر الله منظمة إرهابية وليد غضب وانفعال كما حاول أن يزعم نصر الله في خطابه بالأمس أمام أنصاره بل سبقت هذا القرار جهود كثيرة ومنذ فترات طويلة من أجل تحرير نصر الله وحزبه من أسر إيران وخضوعه الذليل لها حتى جر معه لبنان كله إلى الحظيرة الإيرانية.. ومزاعم نصر الله بأن القرار الخليجي جاء تعبيراً عن الغضب والانفعال يدحضه تماماً إحساسنا جميعاً في المنطقة الخليجية، وربما في العالم العربي، بأن القرار جاء متأخراً جداً وأن الصبر على إرهاب نصر الله وحزبه قد طال أكثر مما ينبغي وكأن لسان حال الشعوب العربية والخليجية يتساءل: إلى متى الصبر على نصر الله ومليشياته، وقد علم القاصي والداني، أنه ينفذ بكل وضوح وبلا حياء أجندة إيران الرامية إلى زعزعة استقرار وأمن الدول العربية وإثارة الفوضى والفتنة الطائفية بهدف تفكيك الدول الوطنية لصالح الثقافة المليشياوية التي تحكم إيران. والمتابع لكلمة نصر الله يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه هو الذي فَقَدَ صوابه وأعصابه بسبب القرار الخليجي، وأنه فَقَدَ رُشده بعد أن أسقط هذا القرار الخليجي الحازم قناع المقاومة الزائف الذي كان نصر الله يخفي به وجهه القبيح وارتماءه في أحضان المقاول الإيراني الذي يسعى إلى هدم المنطقة والمتاجرة بأنقاضها في سوق الإرهاب. لقد…
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
لا نريد في هذه المنطقة دويلات طوائف ولا دويلات مذاهب، وإنما نريد دولاً وطنية تُحكم بالقانون، وتسير على نظام ودستور. باختصار هذا مطلب كل عربي من المحيط إلى الخليج، الكبار والصغار، النساء والرجال، ووصل الناس إلى هذه الحال بعد ما رأت الشعوب بأعينها من أخطاء، وما عاشته من أيام صعبة، فعرفت أنها لا يمكن أن تعيش إلا ضمن دولة وطنية تحمي الجميع دون تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو مذهبي، فالمواطن العربي، كأي مواطن في العالم، يريد أن يثق في مستقبله ومستقبل وطنه وأبنائه. لبنان حالة واضحة للدولة التي يعاني فيها المواطن، ولم يعد يثق في مستقبله، وهذا ما يردده اللبنانيون أنفسهم، والأزمة الأخيرة مع دول الخليج تجعل الكل يفكر في الوقوف إلى جانب هذا البلد الذي عانى الحرب الأهلية لسنوات طوال، فخسر الكثير، لكنه عمل بكل جد من أجل استعادة عافيته وقوته، ونجح، إلى أن جاءت لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام 2005، فانقلبت الأمور رأساً على عقب، وتراجع هذا البلد يوماً بعد يوم إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم. اللبنانيون بحاجة لأن يستمعوا إلى اللبنانيين، وليس إلى أي أحد آخر، وأن يثقوا في بعضهم، وأن يعملوا من أجل مستقبلهم ومن أجل بلدهم، ومنذ إيقاف المملكة العربية السعودية مساعداتها للبنان، وبعد ذلك اتخاذ دول الخليج…
السبت ٠٥ مارس ٢٠١٦
لم يعد هناك مجال للشك في أن حزب الله «إرهابي»، فبعد أن خلع عمامة المقاومة ضد المحتل، ووجه سلاحه تجاه الشعب اللبناني قبل عشر سنوات تقريباً، وبعد أن تلطخت يداه وأصبح مشتبهاً به في جرائم قتل واغتيالات، وبعد أن أصبح شريكاً أساسياً في قتل وتهجير الشعب السوري، لم يعد هناك تصنيف آخر لهذا الحزب، ولم يعد هناك مجال للدفاع عنه، واعتباره مقاومة شريفة. حزب الله الذي سلمه زعيمه حسن نصرالله لإيران، فتحول الحزب وكل من ينضم إليه إلى أداة سهلة التحريك بيد النظام الإيراني، كان يفترض أن لا يذهب بعيداً في ولائه وتبعيته لنظام دولة أخرى، وفي لحظة ما كان يجب أن يتوقف عن الاستمرار في لعب دور «الجندي المطيع» لإيران و«الانتحاري الجاهز» لتفجير نفسه في أي مكان، وضد أي أحد. لذا كانت خطوة دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، اعتبار «حزب الله» إرهابياً، خطوة طبيعية وإنْ تأخرت قليلاً، إلا أن هذا التأخير من صفات المجلس الذي أصبح منهجه إعطاء الفرص والوقت الكافي للطرف المعني كي يراجع نفسه ويعمل على تصحيح وضعه، لكن لا حياة لمن تنادي، فهذا الحزب بدلاً من أن يصحح أخطاءه، ويستمع للعقلاء من أتباعه، وبدلاً من أن يلقي بالاً لنصائح أصدقائه من الأحزاب الأخرى أو لأهل الرأي في لبنان، فإنه استخف بالجميع وتجاهل الكل، بل ووصل به…
الأحد ٢٨ فبراير ٢٠١٦
جاء كلام جون كيري وزير الخارجية الأميركي ليؤكد ما هو معروف وما هو مؤكد، فقد قال أمام مشرعين أميركيين الأسبوع الماضي، إن إيران تواصل دعمها مليشيات الحوثي وصالح، وقال: «أوقفنا شحنة سلاح قادمة من إيران إلى اليمن، وهي دليل على مواصلة إيران دعمها لبعض الجماعات».. وكانت بحرية التحالف قد احتجزت الأسبوع الماضي سفينة تحمل أجهزة اتصالات متطورة مخبأة مع مواد إغاثية وتموينية. التدخل الإيراني في اليمن الذي ينكره النظام الإيراني ويدعي أن لا علاقة له بكل ما يحدث في اليمن، واضح ولم يعد هناك مجال لإنكاره من قبل النظام الإيراني أو تجاهله من قبل دول العالم التي أصبحت عليها مسؤولية كبيرة تجاه هذا البلد، فتقرير منظمة العفو الدولية السنوي يكشف من جديد ما يحدث في اليمن من جرائم ترتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، فقد ذكرت المنظمة، في تقريرها السنوي، أن «ميليشيا الحوثي وصالح قتلت خلال فترات متقاربة عشرة متظاهرين على الأقل في صنعاء وتعز وإب، وجرحت المئات، كما نفذت عمليات اعتقال تعسفي واختطاف لمؤيدي الحكومة وصحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان وآخرين». قائمة جرائم الانقلابيين في اليمن طويلة جداً، ويصل تصنيفها إلى «جرائم حرب» يعاقب عليها القانون الدولي، والحقيقة المهمة أن كل تلك الجرائم البشعة والخطيرة لم تكن لترتكبها المجموعات الانقلابية لو أنها لم تجد الدعم الخارجي القوي، فنتيجة طبيعية للدعم…
الخميس ٢٥ فبراير ٢٠١٦
لا جدوى من التصريحات النارية للساسة اللبنانيين بمختلف توجهاتهم حول انتماء لبنان العروبي ووقوفه مع الإجماع العربي، لأن هذه التصريحات مع كل التقدير لمن صدرت عنهم، تبقى فردية ومعبرة عن وجهة نظر شخصية أو حتى حزبية، وذلك كله في غياب تام لموقف حكومي لبناني واضح، وقرارات مجلس التعاون الأخيرة جاءت رداً على مواقف رسمية لبنانية متخاذلة ومتناقضة بشأن القضايا العربية والإجماع العربي، ولا يمكن الرجوع عن قرارات مجلس التعاون الخليجي من خلال تصريحات فردية وشخصية جيدة لبعض الساسة اللبنانيين، فالقرارات فرضتها مواقف لبنانية رسمية، ولن تلغيها إلا مواقف لبنانية رسمية قوية وواضحة، وهذه القرارات الخليجية القوية لا أظن أنها كانت مفاجئة للحكومة اللبنانية، ولا أظن أنها جاءت وليدة انفعال أو غضب خليجي عارض، فقد سبقتها جهود دبلوماسية متواصلة لإعادة لبنان الرسمي إلى المنظومة العربية، وهذا ما أكده وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش. صبر دول مجلس التعاون الخليجي على تجاوزات مليشيات نصر الله وتخاذل الموقف الرسمي اللبناني إزاء هذه التجاوزات، نفد تماماً، ولم تفلح الجهود الدبلوماسية في حلحلة هذا الموقف الرسمي الباهت، لذلك كان لا بد من وقفة قوية مع الشقيق من أجل أن يعود إلى صوابه، ويدرك خطورة المنحدر الذي ينزلق إليه لبنان بسبب وقوعه فريسة للهيمنة الإيرانية من خلال مليشيات نصر الله التي اختطفت لبنان الرسمي…