الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠١٦
لا يمكن تفسير موقف الحكومة اللبنانية، وبيانها الهزيل الذي صدر بعد الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء اللبناني الاثنين الماضي لمناقشة الموقف بعد قرار السعودية وقف المساعدات للجيش والقوى الأمنية ومواقف دول مجلس التعاون الخليجي المؤيدة لهذا القرار، إلا بأنه موقف ضد لبنان. منذ سنوات يفتقد العرب لبنان ويبحثون عن هذا البلد الذي اختُطِف في غفلة من الزمن ولم يرجع، واليوم يشعر كل لبناني بأن بلده أصبح مرتهناً للخارج، وأنه كشعب أصبح يدفع ثمن سياسات ومواقف حكومته والطبقة السياسية التي تراخت كثيراً في الاهتمام بمصالح لبنان والشعب اللبناني، فالعرب لم يتخلوا عن لبنان، وحتى خلال التطاولات المستمرة لحسن نصر الله على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، تغاضى الخليجيون عن تلك التجاوزات وترفعوا عنها، معتبرين أنها لا تمثل إلا شخص نصر الله المختبئ في جحره منذ سنوات، وبالتالي لم تكن دول الخليج لتُحمّل الشعب اللبناني بأكمله تصرفات شخص مستسلم لقوة خارجية. أما اليوم، وقد أصبح لبنان فاقداً لقراره، وغير قادر على تحديد مصيره، بل ومتجهاً نحو أعداء العرب، وملتزماً الصمت تجاه عبث حزب الله في سوريا واليمن والبحرين والعراق، فلم يعد أمام العرب غير اتخاذ المواقف الواضحة، وقرار الإمارات بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان اعتباراً من أمس الثلاثاء، وكذلك قرار وزارة الخارجية تخفيض عدد أفراد بعثتها الدبلوماسية في بيروت إلى حدها الأدنى،…
الإثنين ٢٢ فبراير ٢٠١٦
هذا هو السؤال الأهم الذي يفترض أنه يطرح الآن في الأروقة السياسية بلبنان، فهل القرار السعودي والمساندة الخليجية له ينتهي بإيقاف الدعم والمساعدات للبنان، أم أن هناك خطوات أخرى؟ وما يجعل هذا السؤال مهماً وملحاً هو أن من اختطف القرار السياسي والسيادي في لبنان لا يكتفي بالعبث في حدود لبنان، وإنما طالت يداه لتصل إلى دول الخليج بالتحريض والتخريب والإرهاب. فحزب الله متورط بشكل لم يعد فيه شك في دعم الإرهابيين ببعض دول الخليج، وأصبح مؤكداً أن عناصر خليجية عديدة تدربت على يد «حزب الله» وفي معسكراته، فضلاً عن عملياته الإجرامية ضد الشعب في سوريا. حالة الاسترخاء في التعامل مع الأزمات الجدية بالمنطقة لن تجدي لبنان في هذه المرحلة، فالوضع في المنطقة يحتاج إلى مواقف واضحة وحازمة واختطاف حزب الله للدولة اللبنانية وللقرار السياسي اللبناني ستكون له تأثيرات وتداعيات على مختلف المستويات ما لم يتدارك المسؤولون الرسميون الموقف ويتخذوا إجراءات سريعة لوضع الأمور في نصابها. الوضع لم يعد يتحمل اللف والدوران، ولا المكابرة أو المزايدة، فالمملكة العربية السعودية ودول الخليج لم تتخل يوماً عن مسؤولياتها السياسية والقومية والأخلاقية تجاه لبنان، واليوم أصبح على لبنان أن يتحمل مسؤوليات قراراته واختياراته، وخروجه عن الإجماع العربي ليس بالأمر الذي يمكن تجاوزه أو تجاهله، وخصوصاً في ظل التدخلات الإيرانية الواضحة في القرار اللبناني وعلى…
الأحد ٢١ فبراير ٢٠١٦
أوضح ما قيل بشأن قرار المملكة العربية السعودية وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، هو البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الإماراتية، وأكدت فيه بحسم أن القرار اللبناني أصبح مختطفاً من جانب ما يسمى «حزب الله»، وأن لبنان المختطف أصبح ضد الإجماع العربي وضد المصالح العربية. والحقيقة أن التحديات الخطيرة التي تحدق بالأمة العربية من كل اتجاه، ومن كل صوب وحدب، لم تعد تحتمل إمساك العصا من المنتصف، ولم تعد تحتمل المواقف الرمادية الباهتة التي عانت منها الأمة كثيراً تحت شعار ضبط النفس والتغاضي عن أخطاء الأشقاء، فالأخطاء اليوم جرائم نكراء تستوجب التعامل معها بمنتهى الوضوح والقوة، والشعار الذي يجب أن نرفعه جميعاً اليوم هو «من ليس مع الإجماع العربي فهو ضده، ومن ليس مع مصالح الأمة العربية فهو ضدها».. ومن غير المقبول ولا المنطقي ولا المعقول أن تستمر المملكة العربية السعودية في دعم جيش وأمن دولة لم تعد تملك من أمرها شيئاً، وأصبحت عاجزة حتى عن مجرد بيان إدانة للاعتداء الهمجي على السفارة والقنصلية السعوديتين بإيران، واستمرار المساعدات في هذه الحالة يعتبر من قبيل العبث، بل يعتبر دعماً صريحاً لدولة أصبحت خاضعة تماماً لإيران عن طريق مليشيات حسن نصر الله. لبنان لم يعد مع الدول العربية، هذا ما أشار إليه أكثر من مسؤول عربي، بل إن سعد الحريري…
الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠١٦
عندما يكون التغيير مدروساً بشكل جيد، فإن ذلك يعني أن النتائج ستكون على مستوى التغيير، وستتحقق النتائج المرجوة من وراء التغيير. الإمارات شهدت خلال الأيام الماضية تغييرات كبيرة جداً في هيكل الحكومة الاتحادية، كان أبرز سماتها، دمج عناصر شابة جديدة في مجلس الوزراء، وأمس شهد المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي قرارات جديدة بتعيينات وتغييرات أيضاً في الهيكل الإداري للمجلس، فدخل أعضاء جدد إلى المجلس، وخرج أعضاء، وتم إدراج بعض الجهات وتغيير جهات أخرى. هذا التغيير كان مرتقباً في المجلس، وكان الكل ينتظر خطوة كهذه لتجديد الدماء أولاً، ولتحفيز الجهات والمسؤولين على بذل المزيد، وتقديم الأفضل للإمارة والمواطنين. قرارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتشكيل مجلس الوزراء والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في هذه الأيام والظروف، تعني أن تحمل المسؤولية صعب جداً، والمسؤول لا يحسد على المنصب الذي يكلف به، لأن المطلوب منه الكثير، والتراخي أو التهاون أو التقصير لا يمكن أن يمر دون حساب، خصوصاً في ظل وجود رؤية واضحة لدى القيادة في جميع القطاعات، وربما هذه التغييرات تعتبر منطقية جداً ومتوقعة بعد الخلوة الوزارية الأخيرة التي عقدت يومي 30 و31 يناير الماضي في دبي، والتي اجتمع فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه…
الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠١٦
ستشهد لندن غداً اجتماع المانحين للشعب السوري، وستجلس تلك الدول الكريمة والسخية لتعلن عن الملايين، وربما مليارات الدولارات التي ستخصصها لمساعدة الشعب السوري المنكوب، وتعتقد تلك الدول أنها ستساهم في تخفيف معاناة شعب، لا يموت بسبب البراميل المتفجرة ، ولا بقصف الطائرات، ولا برصاص القناصة وسياط الجلادين، ولا بسكاكين الإرهابيين، فقط، بل أصبح حتى برد الشتاء يجعل ذلك الشعب متجمداً في مكانه. السر الكبير الذي لا يعرفه المانحون، أو ربما يعرفونه أكثر منا، هو أن الشعب السوري الذي صمد على أرضه لا ينتظر من العالم دولاراته، لأنه يعلم أن تلك المليارات ستتبخر وهي في طريقها إليه، ولن يكون نصيب الشعب منها إلا قليلاً، لذا فإن ما ينتظره ذلك الشعب الصامد من العالم هو أن يمنحه «السلام».. منحة سلام عالمية لشعب قُتّل وشُرّد وجُوّع، هذا هو المطلوب فقط، فهل يستطيع العالم أن يقدم هذه المنحة التي لن تكلف خزائن حكومات العالم شيئاً، وستمنح الشعب السوري كل شيء وتعيد إليه الأمل في الحياة من جديد؟ الأمم المتحدة تناشد المانحين التبرع بمبلغ 7,7 مليار دولار لتمويل عمليات إغاثة لـ 22,5 مليون نسمة في سوريا والبلدان المجاورة في العام الجاري. ولكن المانحين لم يتبرعوا إلا بـ 43 بالمئة من مبلغ الـ 2,9 مليار دولار الذي طلبته المنظمة الدولية في عام 2015... وتقول الجهات التي…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥
إن وجود واجتماع قيادة عربية واعية، في ظروف إقليمية صعبة، وفي ظل تحديات داخلية دقيقة، يعني أن هناك عملاً عربياً يتم، وأن هناك نظاماً عربياً جديداً يولد من رحم المعاناة، ومن بين ركام ما يسمى الربيع العربي. وتأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الإمارات، أمس، في وقت وفي ظروف غاية في الحساسية للمنطقة، تكتسب فيها مثل هذه اللقاءات أهمية استثنائية، كما أن لقاءه بقيادات الدولة، يعكس قوة وعمق العلاقة بين البلدين، ويبين مدى ما تحمله القيادتان الإماراتية والمصرية من هموم هذه الأمة، واستعدادهما للعمل من أجل خير العرب ومستقبل دول المنطقة، فهذه اللقاءات لا تنتهي إلا وقد ناقشت فيها القيادتان شؤون دول المنطقة وهمومها. علاقة الدولتين قوية، وبعد أن أصبحت الثقة بينهما متبادلة، صارت هذه العلاقات في مرحلة العمل من أجل دول المنطقة، فصحيح أن النار لا تزال تحت الرماد، وأن مصر لا تزال تعاني، إلا أن هذا لا يعفيها، ولن يعفيها من القيام بدورها الإقليمي المهم في المنطقة، ولا يمكن أن نقبل الرأي الذي يردده البعض بأن «على مصر أن تحل مشاكلها قبل أن تفكر في حل مشاكل الآخرين»، فمصر مطالبة بلعب دورها بوصفها دولة محورية في المنطقة، ولها وزنها العالمي، وإنْ كانت تعاني شيئاً أو أشياء، فهذا لا يعني ألا تضع يديها في مشكلات المنطقة، وتشارك في…
الأحد ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥
على العرب والمسلمين أن ينتبهوا إلى ما تقوم به إيران من هجوم منظم وموجه ومركز على المملكة العربية السعودية، والتحريض على هذا البلد العربي، والسعي لشق الصف الداخلي، ودعم الحملات الإعلامية التي تشوه كل شيء في المملكة، ليست المملكة هي المستهدفة من وراء هذه الحملة، ويجب أن ندرك جميعاً، أن تلك التصرفات تضر كل العرب والمسلمين، بغض النظر عن أصولهم أو مذاهبهم، وطهران تعتقد أن ذلك سيفيدها كنظام إيراني، لأنها تظن أنها بإضعافها وإنهاكها المملكة العربية السعودية، ستكون قد قضت على الدولة العربية الكبرى التي تواجهها بحزم وتتصدى لأطماع هذا النظام التوسعي. إساءات النظام الإيراني للمملكة، ليست موجهة للسعودية، وإنما للعرب، كما أنها ليست حديثة، بل قديمة جداً، ولم تتوقف يوماً منذ سنوات طوال، لكنها كانت في الماضي تتم على استحياء أحياناً، وأحياناً أخرى كانت عن طريق طرف ثالث يهاجم بالنيابة عن النظام الإيراني، لكن في الفترة الأخيرة لاحظنا هجوماً مسعوراً من إيران على السعودية، وزاد الصراخ والعويل بعد الانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن، وتحرير عدن، وتحرير مضيق باب المندب، الأمر الذي جعل من حادثة منى ووفاة مئات الحجاج، ذريعة لمحاولة إيرانية للتدخل في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية، والتدخل في شأن عربي جديد من خلال المطالبة بإجراء تحقيق دولي - وليس إسلامياً - في حادثة منى،…
السبت ٢٤ أكتوبر ٢٠١٥
منتدى «الاتحاد» العاشر الذي اختتم أعماله بالأمس، كان علامة فارقة في مسيرة منتديات «الاتحاد»، فقد تناول موضوعاً في غاية الحساسية والأهمية، وهو الملف اليمني الذي لا يزال ساخناً، ولا يزال بعض الكتّاب والمفكرين والأكاديميين العرب يختلفون على مدى صواب قرار الحرب هناك، ويختلفون في تقييم نتائج عاصفة الحزم، وبعضهم يعتبر اليمن مستنقعاً يصعب الخروج منه على الرغم من سهولة الدخول إليه، والبعض الآخر من مثقفينا وكتّابنا ضد فكرة الحرب مهما كانت الأسباب والظروف والنتائج المترتبة على عدم اتخاذ قرار الحرب، باعتبار أن الدم لا يأتي إلا بمزيد من الدم، وأن الحوار والحوار ثم الحوار هو الحل الأفضل لكل المشكلات! هذه النظرة يعتبرها البعض مثالية أو خيالية في زمن توحش فيه الشر، وأصبح من الضروري محاربته. في منتدانا العاشر استمعنا إلى وجهات النظر المختلفة حول الحرب في اليمن، لكننا اكتشفنا أن الكل يتفق على ضرورة حفظ أمن واستقرار المنطقة، وحماية الأمن القومي العربي والأمن الوطني للدول، فهناك اختلاف في الوسائل، لكن الأهداف لا يختلف عليها أحد. الأمر الآخر الذي من الواضح أننا سنعاني منه طويلاً، كعرب، هو اختلاف مواقف المثقفين العرب من تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة، واستغلالها للفراغات العربية الكثيرة، وكذلك لعبها على الاختلافات العربية العربية، وبالتالي اختلاف المثقفين في تقييم مدى خطر إيران على دول المنطقة، وهل هي…
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠١٥
في مثل هذا اليوم قبل 46 عاماً صدر في أبوظبي العدد الأول من صحيفة «الاتحاد»، لتكون أول صحيفة على هذه الأرض الطيبة، وكان صدورها فأل خير، فقد حملت اسم حلم رجال هذا الوطن العظماء، حلم تشكيل وطن كبير يجمع سبع إمارات - وقبل ذلك تسع إمارات - في اتحاد عربي جديد يحقق أمنية ظلت تداعب فكر وطموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وجعل الجنة مثواه، فهو الذي أطلق على الصحيفة اسم «الاتحاد» تفاؤلاً بقيام دولة الاتحاد التي أصبحت واقعاً في عام 1971، وكتبت صحيفة «الاتحاد» في هذا العام خبر قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر. لقد ولدت صحيفة «الاتحاد» لتكون رائدة في كل شيء، وولدت كبيرة، لأنها تأسست على يد رجل كبير، ولأنها على مر السنوات حملت قضايا الوطن والأمة بكل صدقية وشفافية، فاستحقت أن تكون المصدر الأول للقارئ في الإمارات، وتكون مصدراً لمعرفة أخبار الإمارات في العالم. اليوم تستكمل «الاتحاد» مشوار الريادة بالتزامها بنهج المؤسسين ومن تبعهم، وبإصرارها على التميز وتقديم الصحافة الحرة والمسؤولة لقرائها، وسعيها المستمر إلى التطوير وملاحقة كل ما هو حديث وجديد، فلا يشعر القارئ بأن صحيفته التي يحبها ويرتبط بها أقل من أي صحيفة يمكن أن تقع بين يديه. و«الاتحاد» لم تتوقف يوماً عن التقدم…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
تبدو الدعوة الأخيرة لبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، للمشاركة في جولة مشاورات جديدة مع الحوثیین وصالح غريبة، فصحيح أن لا أحد يرفض السلام والحل السياسي، لكن الحديث عن التفاوض المفتوح بلا سقف وبلا شروط مسبقة، بلا شك أنه عبث مرفوض.. ترفضه الانتصارات الساحقة للمقاومة والتحالف، وترفضه دماء الشهداء الأبرار، ويرفضه الشعب اليمني، الذي لفظ الحوثي وعفاش إلى الأبد، ويرفض أن يكون لهم مكان في مستقبل اليمن، إلا إذا عادوا جزءاً من هذا الشعب والتزموا بالشرعية التي اختارها. وإذا اتفقنا أن أحداً لا يرفض السلام والحل السياسي للأزمة اليمنية، فإننا لا بد أن نتساءل، هل يوجد شريك للسلام في اليمن؟ ما نراه أن هناك فقط انقلابيين متآمرين ومخلوعاً ومقاولاً فارسياً لا يمكن الوثوق بأي طرف منهم، ومن الصعب التفاوض معهم، فقد جرب اليمنيون جلسات التفاوض العقيمة، وكانت النتيجة صفراً كبيراً، والخطأ الفادح دوماً هو التفاوض بين الشرعي وغير الشرعي، بين الوطني والعميل المأجور، بين القاتل والقتيل.. ثم ما معنى التفاوض وعلى أي أساس؟ فأمين عام الأمم المتحدة يعرف أن هناك القرار الدولي 2216 الصادر عن مجلس الأمن، وهناك مبادرة خليجية، وهناك مخرجات الحوار الوطني، وهناك انقلابيين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو الذي ينص على استخدام القوة ضد من لا…
الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥
المراقب للمشهد في المنطقة العربية لابد أن يتساءل: لماذا يبدو الحل قريباً لأزمة ما، بينما يبدو بعيداً في أزمة أخرى؟ الوضع في اليمن يتغير، واليمنيون يقتربون من حل مشكلتهم وكل يوم هو أفضل من سابقه، والمقاومة الشعبية الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحقق انتصارات متوالية وسريعة وتحاصر التمرد الحوثي وميليشيات المخلوع في كل المناطق، والنصر الحاسم وتحرير صنعاء أصبح قاب قوسين أو أدنى. وقبل ذلك في مصر التي نجت من فوضى لم يكن يعرف عقباها أحد. وإذا ولينا وجوهنا شطر البؤر الملتهبة في عالمنا العربي، وخصوصاً سوريا وليبيا، نرى أن الوضع فيهما هو الأسوأ، والحل يبتعد أكثر، والأزمة تتفاقم، ولا نلمح أي ضوء في نهاية النفق المظلم، وقد يخفى السبب على كثيرين، لكنه لن يخفى علينا وعلى من يستقرئ الأحداث، ولا يكتفي بتصفحها بسرعة، فلماذا تقدم هنا وتأخر هناك؟ لماذا مد هنا وجزر هناك؟ القول الفصل في الأمر إن ما يسمى بالمجتمع الدولي، المتمثل في الأمم المتحدة والدول الكبرى، ما دخل في أمر من أمور العرب إلا شانه وما خرج من أمر عربي إلا زانه.. الخلاصة أن العرب إذا تولوا أمرهم بأنفسهم وتركوا القول واتجهوا للفعل وامتلكوا زمام المبادرة، فإن الأمر يسير نحو الحسم ويتجه إلى الأفضل، وهذا ما يجري في اليمن، حيث بادر العرب باسترجاع…
الإثنين ١٢ أكتوبر ٢٠١٥
ما هو الفرق بين الإرهاب، الذي ضرب أنقرة وقتل وجرح المئات، والإرهاب الحوثي الذي يضرب اليمن منذ أكثر من عام وراح ضحيته الآلاف؟ لا فرق وما الفرق بين الإرهاب الذي يحصد الجنود المصريين في سيناء والأبرياء المصريين في القاهرة ومدن مصر، والإرهاب الذي يضرب الشعب السوري في كل مدن سوريا بيد «حزب الله» و«داعش» وأخواتهما؟ لا فرق. الإرهاب واحد والشر واحد، ومهما أراد وحاول البعض تصنيفه وتجزيئه وتزيين بعضه وتشويه بعضه الآخر في نهاية الأمر هو إرهاب وشر وخطيئة، وفي آخر المطاف سيصل إلى من رعاه وحماه. الإمارات عندما وضعت قائمتها بالجماعات والمنظمات والتجمعات الإرهابية، حاولت أن تكون منصفة في ذلك، سعياً لحماية نفسها أولاً، وثانياً تحذير الآخرين من الجماعات الإرهابية التي لم يكن البعض منتبهاً لها، وسلطت الإمارات الضوء عليها، وعلى جهات كانت تتبنى فكر الإرهابيين وتشكل حواضن لهم، فلا يمكن استثناؤهم من الإرهاب، فمن يرعى الإرهاب هو إرهابي أيضاً ويجب كشفه وفضحه. لم يكن أحد يتمنى أن يصل الإرهاب إلى تركيا، فنحن في هذه المنطقة اكتوينا ونكتوي كل يوم بنار الإرهاب والتعصب والطائفية والمذهبية، ولا نتمنى أن تصيب هذه الآفات أياً من الدول والمجتمعات، لأنها بمجرد أن تصيب المجتمع لا يمكن التخلص منها بسهولة، فالأمر يستغرق وقتاً طويلاً جداً. إن الإرهاب الذي ينتشر في المنطقة بحاجة إلى أن…