الأحد ١١ أكتوبر ٢٠١٥
عندما قررت الدول العربية في مارس الماضي تشكيل تحالف عسكري استجابة لدعوة الرئيس الشرعي والمنتخب من أجل إنقاذ اليمن من الانقلابيين الذين رفضوا كل حل أو حوار، كانت تلك الدول واضحة ووضعت لنفسها هدفاً محدداً، وهو أن مهمتها في اليمن لن تنتهي إلا بتحرير اليمن من السيطرة الحوثية، وإعادة العاصمة صنعاء إلى الحكومة الشرعية، وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي العزيز. والعالم بأسره يراقب اليوم الانتصارات التي تحققها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، فثلاثة أرباع اليمن أصبح بيد الحكومة الشرعية، ولم يبق لمليشيات الحوثي و«عفاش» ومقاول الفتنة إلا أقل من ربع الأراضي اليمنية التي ستسترجعها الحكومة الشرعية قريباً بدعم ومساندة قوات التحالف العربي. وهذا يجعلنا نطمئن المتشككين في أن ما يحدث من عمليات مليشياتية وانتقامية وغادرة وحرب العصابات لن يثني أبطال المقاومة والتحالف عن الاستمرار في تقدمهم وتحقيق الانتصارات وإنْ كانت الدماء الغالية تسيل، فهي لا تسيل إلا من أجل غاية سامية، وهي استقرار اليمن وأمن دول المنطقة، ومن أجل مستقبل أفضل لهذه المنطقة وأجيالها، وهذا ما يجعلنا نلمس جميعاً فخر أهالي شهداء التحالف باستشهاد أبنائهم، فهم يدركون من أجل ماذا قدم أبناؤهم أرواحهم. وعندما يذهب الحوثي إلى طهران باكياً شاكياً محرفاً الحقائق على أرض الواقع في اليمن، فبلا شك أننا سنقول له كذبت وكذب مقاولك الخاسر، فمأساة…
الأربعاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٥
إنها الحرب.. ونعلم علم اليقين أننا خضناها لننتصر مع أشقائنا في اليمن، ولا بديل عن النصر وتحرير اليمن من الحثالة والخونة والعملاء والإرهابيين، ويقيننا الراسخ أن وطننا وأمننا القومي والوطني يستحقان منا التضحيات الكبيرة، وأننا لابد أن ندفع ثمناً من دم أبطالنا الطاهر وأرواحهم الزكية ليبقى وطننا عزيزاً أبياً آمناً مستقراً.. نعلم ونرى أن إمارات العز والمجد تصنع لنفسها ولأمتها تاريخاً جديداً ناصعاً مليئاً بالفخر والانتصارات.. والانتصار المؤزر القادم قريباً جداً يستحق الدماء والدموع، وأن المكارم تأتي على قدر الكرام، وأن العزائم والعظائم تأتي على قدر أهل العزم، ونعي تماماً، ومنذ بداية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، أن الطريق إلى النصر الحاسم على الحوثي وصالح ومن يدعمهم في طهران ليس ممهداً ولا مفروشاً بالورود. العمليات الغادرة والخسيسة التي تقع بين الحين والآخر لن تهزّ رجالنا، ولن تضعف عزيمتهم لأن القيادة والجنود وشعب الإمارات كلهم، يدركون أن عملية «فندق القصر» في عدن يوم أمس التي فقدنا فيها أربعة شهداء من جنودنا البواسل، وغيرها من العمليات الغادرة، ما هي إلا أفعال اليائس الخاسر، وتعلمنا أن الخاسر والمنهزم عندما يشرف على الهلاك، يرتكب حماقات وجرائم غادرة تصل من خلالها رسالة للمنتصر بيأس خصمه وانهزامه. صحيح أننا فقدنا بالأمس أربعة من أبطالنا البواسل الذين استشهدوا في عملية جبانة، وهم الذين لم يتمكن منهم…
الإثنين ٠٥ أكتوبر ٢٠١٥
أصبح العالم يلاحظ إيران، وهي تفقد أعصابها، وبدأت درجة حرارتها ترتفع بشدة حتى أشرفت على مرحلة الهذيان واللعب على المكشوف، بدلاً من اللعب المستتر في الخفاء، وتؤكد التصريحات المتوترة لقادة طهران، حول ضرورة استعداد قوات الحرس الثوري بالتدريب المتواصل، للحفاظ على نفوذ إيران في الشرق الأوسط - وهو ما قاله علي خامنئي بالحرف الواحد - وغيرها من التصريحات المتكررة، تؤكد أن إيران استشعرت الهزيمة المدوية التي لحقت بها في اليمن، فقد كان الانتصار العربي المزدوج في اليمن مؤثراً، فهو انتصار سياسي وعسكري في آن واحد أدى إلى ارتباك إيراني شديد، فلم تكن طهران تحسب أي حساب للقدرات العسكرية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية .. وكما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمة الإمارات أمام الجمعية العامة، فإن تحرير باب المندب هو بداية النهاية للانقلابيين ومن يدعمونهم في اليمن، وكان سموه أكثر وضوحاً وهو يؤكد أن الإمارات تقف بكل قوة ضد محاولات إيران التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وهذا ما نتمنى أن تستوعبه إيران الجارة جيداً وسريعاً. بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، على الإيرانيين أن يفكروا مرات كثيرة قبل الاستمرار في سياسة التدخل والهيمنة والسيطرة في الدول العربية، فليست الليلة كالبارحة، وهناك معطيات كثيرة يجب أن ينتبه إليها النظام الإيراني، فلم يعد بوسع العرب…
الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠١٥
انتهت ليلة البارحة الانتخابات البرلمانية الثالثة في تاريخ الإمارات، بارتفاع نسبة المشاركة عن الانتخابات السابقة لتتجاوز 35%. وبلغ عدد المشاركين في الانتخابات أكثر من 79 ألف ناخب، والملاحظة الرئيسة في هذه الانتخابات أن أغلب الفائزين من الشباب، والملاحظة الأخرى أن المرأة لا تزال حظوظها بالفوز محدودة، فلم تفز غير امرأة واحدة، وهي السيدة ناعمة الشرهان من إمارة رأس الخيمة.. لقد كنا نتمنى أن تكون نسبة المشاركة أعلى، وأن يكون عدد النساء الفائزات أكبر، لكن هذه هي الديمقراطية، وعلينا تقبل نتائجها واحترام قرارات واختيارات الناخبين فيها. انتهى العرس الانتخابي بعد أسابيع من العمل والحماس من المترشحين للانتخابات ومن أعضاء اللجان الانتخابية في كل إمارة والتنافس على التميز، وقد مررت ببعض مراكز الاقتراع في أبوظبي وكانت نموذجاً للعمل المنظم الذي جعل جميع الناخبين يشيدون بالجهود التي كانت خلفه. لا يمكن إلا أن نعتبر أن الكل فائز، لأن الإمارات فازت، ولأن الانتخابات نجحت واقترنت بنسبة مشاركة تعتبر جيدة مقارنة بنسبة المشاركة في الانتخابات السابقة، وبقصر العمر الزمني لهذه التجربة ولحداثتها على مجتمع الإمارات، لذا لاحظنا أن المواطن الإماراتي كان راضياً بالنتيجة وراضياً عن الأداء بشكل عام... فالمترشحون الذين فازوا والذين لم يفوزوا والناخبون يشيدون بالتجربة، ونحن نقلب صفحة هذه الانتخابات لابد أن نشكر جميع المترشحين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز في هذه الانتخابات،…
الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠١٥
ذلك المشهد لن أنساه أبداً.. رجل في الثمانين، خرج رغم ثقل سنوات عمره لأنه شعر بالمسؤولية الوطنية التي يتحملها ما دام قادراً على المشاركة والتصويت، ووصل إلى مركز الاقتراع للتصويت وهو في غاية السعادة، والابتسامة تزين وجهه، أما تلك السيدة التي وصلت إلى مركز التصويت على كرسيِّها فأرفع لها العِقال، ولها مني كل الاحترام، ونقول: شكراً لكِ، لقد أعطيتنا درساً في الوطنية والهمة والإيجابية، شكراً لأن شيئاً لم يمنعكِ من الحضور، وأكدتِ أن نساء الإمارات معدنهنَّ ذَهَبٌ، ويعتمد عليهنَّ في كل وقت وظرف ومناسبة. كان يمكن أن يجلس ذلك المسنُّ وتلك العجوز في بيتيهما، تحت التكييف وسط أبنائهما وأحفادهما، ولا يتكبدان عناء الطريق والازدحام المحتمل، وكان يمكن أن لا يذهبا للتصويت في الانتخابات، ولم يكن أحد ليلومهما، ولن يغضب منهما أحد من قريب أو بعيد، وكلنا كنّا سنجد لهما بدل العذر عشرات الأعذار، وسنقول لهما: شكراً لأنكما كنتما معنا وبيننا في هذا العرس الوطني.. لكن خيارهما كان مختلفاً وغير مفاجئ من أبناء هذا الوطن الذين تربوا على الولاء والبذل والعطاء من أجله ما داموا قادرين. وكذلك إقبال الشباب والنساء كان واضحاً، والحماس كان جميلاً، ويعكس روح أبناء الإمارات.. هذا الإقبال على التصويت المبكر رسالة للمترددين في الحضور يوم السبت الثالث من أكتوبر للمشاركة بالتصويت في الانتخابات الثالثة، نريد من كل…
الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥
عاد علم اليمن بالأمس يرفرف خفاقاً على سد مأرب، بعد أشهر من سيطرة الحوثيين والانقلابيين عليه، ولم يكن العلم اليمني يرفرف وحيداً، فكما كانت قوات التحالف ترافق الجيش اليمني، فقد كان العلم اليمني في مقدمة أعلام دول التحالف العربي هناك، على ذلك السد التاريخي، الذي يحمل من الرمزية الكثير، لكن الأكثر أهمية هو أنه انتصار على الإرهابيين والانقلابيين والعابثين بأمن واستقرار البلاد، والمستخفين بأرواح الأبرياء والمدنيين. لعلَّ الرسالة التي نريد توصيلها إلى العالم، خلال المؤتمر العالمي المنعقد في نيويورك، بعنوان «مكافحة الإرهاب»، تؤتي ثمارها، وتجد آذاناً مصغية، فالعنوان الذي ينعقد تحته المؤتمر يضيق بالموضوع والقضية، لأن المواجهة لا بد أن تكون مع الإرهاب بكل مسمياته وأشكاله وألوانه.. وخصوصاً أن هذا المؤتمر يأتي متزامناً مع اجتماعات الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث نظمت بعثة اليمن الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف حدثاً جانبياً على هامش أعمال الدورة، لفضح الجرائم التي قامت بها ميليشيا الحوثي وأتباعها من قوات المخلوع صالح في اليمن منذ عام 2012، وبعد استيلائها على السلطة بالقوة المسلحة، وتم خلال هذا الحدث كشف انتهاكات الحوثيين وصالح في حق الأطفال والنساء والمدنيين، وقيامهم بأعمال ترقى إلى جرائم إرهاب وحرب. والوضع في اليمن يجعلنا نذكّر المجتمع الدولي بأنه، كما أن هناك تحالفاً دولياً يضم ستين بلداً لمحاربة…
الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠١٥
القضية اليمنية هي الأسخن بعد الحرب الأهلية في سوريا، واليمن أصبح بحاجة ملحة إلى موقف دولي، يوقف عبث الحوثي وصالح، ويضع نهاية للتدخلات الإقليمية فيه، وبالتالي وضع نهاية للانقلاب على الحكومة الشرعية، التي اضطرت لمغادرة البلد لستة أشهر حتى تمكنت من العودة منتصرة قبل أيام إلى عدن، والتي يجب أن تصل قريباً إلى صنعاء. عندما يجتمع قادة العالم غداً، في نيويورك، في الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة لا بد أن يدركوا أنهم يتحملون مسؤوليات جساماً تجاه هذا العالم، وبلا شك أنهم سيتكلمون كثيراً وسيستعرضون العديد من قضايا العالم وهمومه، ولكننا نعتقد أن المجتمعين هناك مطالبون بتركيز أكثر على منطقتنا التي لا تزال تسمى الشرق الأوسط ودولها التي أصبحت كل واحدة منها في شأن! لا نريد أن ننتظر حتى ينقشع غبار الحرب ليُصدم العالم من هول ما سيكتشفه من انتهاكات غير مسبوقة ضد المدنيين وضد الإنسانية، بل نريد تحركاً فورياً، فما حدث في اليمن وبكل مدينة مر بها الحوثيون يدعو لتحرك جدي وسريع، فاغتصاب النساء وتجنيد الأطفال وقنص المدنيين وقصف وتدمير المنازل، كلها جرائم يعاقب عليها القانون، أما ما قاموا به من تقييد للحريات واقتحام المؤسسات الإعلامية وإغلاق العشرات منها، فضلاً عن احتجاز وتعذيب الصحفيين، فكل ذلك لا يمكن أن يمر من دون موقف دولي صارم، فالأرقام تؤكد أن أكثر…
الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠١٥
عودة الرئيس اليمني الشرعي والمنتخب عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة المؤقتة عدن، تعتبر انتصاراً حقيقياً للإرادة اليمنية، ونجاحاً لجهود التحالف العربي الذي تمكن من هزيمة الحوثيين والانقلابيين وطردهم من عدن ومن عشرات المدن، بل ونجح في تحرير ثُلثي الأراضي اليمنية خلال ستة أشهر فقط. كان الكثيرون يراهنون على عدم عودة هادي إلى عدن أمس بسبب الأوضاع الأمنية تارة، وبسبب الاعتقاد بعدم استعداده للمغامرة لعدم امتلاك حكومته الموارد التي تساعده على تحريك الوضع أو تنفيذ المشاريع، لكن شجاعة هادي وحكومته فاجأتهم، فوصل الرئيس على الرغم من المخاطر المحتملة، وقرر أن يكون مع أبناء شعبه الذين صمدوا شهوراً أمام العبث الحوثي، وقرر أن يكمل هذه الحرب من على الأرض هناك، وأن يشارك أبناء شعبه إعادة الأمل بالتعاون مع قوات التحالف العربي التي تشارك دوله بكل ما تستطيع في دعم الحكومة الشرعية من خلال إعادة الخدمات الضرورية، وإعادة الحياة الطبيعية للشعب في عدن والمدن والمناطق المحررة. اليوم، وبعد هذا الحدث التاريخي المهم في اليمن من الضروري أن يقف العالم بأسره مع الرئيس المنتخب في اليمن وحكومته الشرعية، من خلال تقديم المساعدات التي يحتاج إليها اليمن، ففي هذه الحرب لم تترك مليشيات الحوثي شبراً مرت عليه إلا وعاثت فيه خراباً وتدميراً، وزرعت فيه الألغام، حتى الأرض الجرداء لم تسلم منها! اليمن اليوم بحاجة…
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
ماذا قدمت إيران منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في اليمن - والتي تزعم أنها لا علاقة لها بها؟ وماذا وصل للشعب اليمني من طهران؟.. ربما نسي مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، وهو يحث الإمارات بالأمس، على «إرسال الدواء والغذاء إلى اليمن بدل السلاح»، ويحثنا على «حسن الجوار»!، أن السفن التي يتم ضبطها تباعاً وهي محملة بأطنان من الأسلحة - وليس الأغذية والأدوية - هي سفن إيرانية وليست إماراتية أو عربية.. أما عن حُسن الجوار، فإننا نتساءل، هل ضبط شبكات تجسس إيرانية في اليمن، وفي غيرها من دول الجوار، له علاقة بحسن الجوار الذي يتكلم عنه ويطالب به عبداللهيان؟! لم ننس بعد السفينة الإيرانية التي أوقفتها السُلطات الصومالية في يناير الماضي، وتبين أنها محملة بأسلحة نوعية وعربات مصفحة ورشاشات وأسلحة ثقيلة، و«لنشات» بحرية وذخائر، كانت في طريقها إلى اليمن. وكيف ينسى العالم السفينة الإيرانية «جيهان» التي ضبطتها السُلطات اليمنية في يناير 2013، وهي محملة بالأسلحة عندما كانت في طريقها إلى ميناء ميدي الذي يسيطر عليه الحوثيون لتزويدهم بحمولة 48 طناً من الأسلحة والقذائف والمتفجرات شديدة الانفجار.. فهل يعتبر عبداللهيان هذه الأسلحة التي تؤدي إلى قتل آلاف اليمنيين «مساعدات إنسانية»؟!. مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي ظهر وهو يحض الإمارات «على عدم توجيه اتهامات لا أساس لها لإيران، بدلاً من العمل على تعزيز…
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
من المهم أن نتذكر أن عسكرة الأزمة اليمنية لم تكن اختيار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، ولكنها اختيار الحوثيين ومخلوعهم صالح، بعد أن سدوا كل طرق الحل السياسي، سواء من خلال المبادرة الخليجية أو من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي- وقد يبدو واضحاً للعالم أن الحل السياسي قد مضى وقته، وللأسف الشديد أثبتت الأمم المتحدة فشلها في التعاطي مع القضايا العربية، وسقط المجتمع الدولي في فخ المتفرج من جديد، بعد أن سقط في سوريا من قبل، وتجلى فشل الأمم المتحدة في مبعوثيها من قبل في سوريا وليبيا وأخيراً في اليمن، بل والمثير للدهشة والشفقة أن الأمور ازدادت تعقيداً على يد هؤلاء المبعوثين، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك- ومع الأسف أيضاً- أن ما يسمى بالمجتمع الدولي المتمثل في الأمم المتحدة لا يجيد التعامل إلا مع واقع على الأرض تفرضه القوة العسكرية، كما حدث في حرب تحرير الكويت التي خلقت واقعاً على الأرض تعاطت معه قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا ما ينبغي أن يحدث فيما أسميه الآن حرب تحرير اليمن، إذ لا بد أن يمضي التحالف الدولي في زخمه العسكري حتى النصر المؤكد وعودة الشرعية، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث في أي محفل أو لقاء سياسي. لقد أقام الانقلابيون الحوثيون ومخلوعهم صالح أسواراً عالية من الدم والدمار…
السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥
الحديث من جديد عن مفاوضات سلام يمنية الأسبوع المقبل يبدو متأخراً جداً، لأنه ببساطة يعيد طرح تساؤلات قديمة لم تتم الإجابة عليها.. وعلى رأس تلك الأسئلة السلام مع من؟ هل السلام الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة، هو السلام مع رجل نقض كل العهود والاتفاقات والمعاهدات، مع عفاش الذي عض اليد التي مدت إليه، وغدر بمن أعطاه الفرص تلو الأخرى؟.. أم السلام مع الحوثي الذي قبل بأن يسلم نفسه وقومه للمقاول الإيراني، ويكون الأداة التي تتلاعب بها إيران باليمن، فأصبح لا يملك من أمره أو قراره شيئاً؟! اليمن اليوم أصبح في حالة حرب، ولا لغة يمكن للحكومة الشرعية فيها، أو الجيش اليمني أن يستخدمها غير اللغة العسكرية والحل العسكري، فالحوثي ومن يقاتل معه من الانقلابيين لا يفهمون لغة الحوار، ولا يبحثون عن السلام، هدفهم واضح وواحد، وهو السيطرة على اليمن كله واستبعاد الحكومة الشرعية، وعدم السماح لها بالقيام بدورها، ولو وقع أحد من أفراد الحكومة الشرعية في أيديهم ما نجا. لو كان الانقلابيون من مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح، يجنحون للحوار أو السلم لاغتنموا الفرص العديدة التي أتتهم على طبق من ذهب، لكنهم رفضوها جميعاً وتعالوا وتكبروا على كل حل ينهي الصراع دون إراقة الدماء، وقبلوا من دون أدنى ضمير أو مسؤولية أن يأخذوا بلدهم وشعبهم إلى حرب أهلية، بل وحاولوا…
الأربعاء ٠٩ سبتمبر ٢٠١٥
انتهت أيام العزاء الثلاثة، لكن لم يتوقف الزائرون لخيام عزاء الشهداء، ولا تزال تلك الخيام باقية، وربما يتمنى البعض أن تبقى ولا تُزال، وذلك ليس لأنها خيام عزاء كما يعتقد البعض، ولكن لأن من دخل تلك الخيام والتقى أهالي الشهداء شعر بالفخر والعزة وبالكبرياء، تلك المشاعر الصادقة التي تملأ تلك الخيام، فتجعل من المكان ملتقى وطنياً لتأكيد التلاحم والصمود والولاء والانتماء لا يريد أن يغادره من دخله. وهذا كبرياء المواطن الإماراتي والجندي الإماراتي، ومن تواصل مع أهالي الشهداء وقدم العزاء لذويهم في خيام العزاء التي انتشرت في الدولة شعر بأنه ليس في خيمة عزاء، وإنما في خيمة عزّ وفخر وإباء، نفوس وأرواح عالية، آباء عرفوا أن التاريخ والأجيال يذكرون ما قدمه أولئك الأبطال من تضحيات في سبيل خير المنطقة وسالت دماؤهم كي نعيش في خير وأمن وأمان واستقرار. الشدائد تكشف معادن الرجال وتكشف حقيقة الشعوب، وهذه المحنة بكل ما فيها من ألم كشفت لنا معدن هذا الشعب الأصيل، رجاله ونساءه، من هم في ميدان المعركة ومن هم في ميدان العمل، كشفت أنهم في وقت المحن صف واحد وقلب واحد وكبرياء وصمود بلا حدود.. وهذا ما جعل سمو الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني يؤدي التحية العسكرية خلال زيارته الجرحى، فقال سموه: «لقد ذهبنا لكي نزور، رفقة ولي عهد أبوظبي…