محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الإرهاب واحد والشر واحد

آراء

ما هو الفرق بين الإرهاب، الذي ضرب أنقرة وقتل وجرح المئات، والإرهاب الحوثي الذي يضرب اليمن منذ أكثر من عام وراح ضحيته الآلاف؟ لا فرق

وما الفرق بين الإرهاب الذي يحصد الجنود المصريين في سيناء والأبرياء المصريين في القاهرة ومدن مصر، والإرهاب الذي يضرب الشعب السوري في كل مدن سوريا بيد «حزب الله» و«داعش» وأخواتهما؟ لا فرق.

الإرهاب واحد والشر واحد، ومهما أراد وحاول البعض تصنيفه وتجزيئه وتزيين بعضه وتشويه بعضه الآخر في نهاية الأمر هو إرهاب وشر وخطيئة، وفي آخر المطاف سيصل إلى من رعاه وحماه.

الإمارات عندما وضعت قائمتها بالجماعات والمنظمات والتجمعات الإرهابية، حاولت أن تكون منصفة في ذلك، سعياً لحماية نفسها أولاً، وثانياً تحذير الآخرين من الجماعات الإرهابية التي لم يكن البعض منتبهاً لها، وسلطت الإمارات الضوء عليها، وعلى جهات كانت تتبنى فكر الإرهابيين وتشكل حواضن لهم، فلا يمكن استثناؤهم من الإرهاب، فمن يرعى الإرهاب هو إرهابي أيضاً ويجب كشفه وفضحه.

لم يكن أحد يتمنى أن يصل الإرهاب إلى تركيا، فنحن في هذه المنطقة اكتوينا ونكتوي كل يوم بنار الإرهاب والتعصب والطائفية والمذهبية، ولا نتمنى أن تصيب هذه الآفات أياً من الدول والمجتمعات، لأنها بمجرد أن تصيب المجتمع لا يمكن التخلص منها بسهولة، فالأمر يستغرق وقتاً طويلاً جداً.

إن الإرهاب الذي ينتشر في المنطقة بحاجة إلى أن نضعه في بوتقة واحدة، وأن نواجهه مجتمعين، وإذا أردنا أن نكون منصفين وشفافين مع أنفسنا، يجب أن نعترف بأن السبب الأول والأقوى الذي ساعد الإرهاب على أن ينتشر ويقوى هو ضعفنا وتفرقنا في مواجهته واختلافنا وتبايننا في تقييم خطره.

اليوم أصبح العالم بأسره بحاجة إلى تحرك جدي لمواجهة خطر الإرهاب، لأنه وببساطة شديدة يمكننا أن نقول إن تأخر العالم أكثر في محاربة الإرهاب والقضاء عليه يعني ازدياد صعوبة القضاء على هذا الإرهاب ومضاعفة تكلفة محاربته وطول زمن مواجهته..

فمنذ ظهرت موجة الإرهاب بشكلها الحالي، وهي تحصد آلاف الأشخاص، وأغلبهم من الأبرياء من النساء والأطفال والرجال الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يكونون متواجدين في اللحظة والمكان الذي يقرر فيه الإرهاب القيام بجريمته.

لقد دفعت هذه الأمة الكثير من أرواح أبنائها وجنودها ثمناً باهظاً لمحاربة الإرهاب، وضيعت من عمرها سنوات لمواجهته ومحاصرته، ولولا هذا الإرهاب ما ضيعنا عقوداً من عمرنا وخسرنا أجيالاً كان يمكن أن نغير بهم حالنا وحال العالم، ولكن الإرهاب والتخلف قاما بجرنا إلى الوراء بقوة فخسرنا كثيراً، فمتى نتدارك وضعنا وننتبه للعدو الواضح ونواجهه بدون تردد، صفاً واحداً متحدين ومصرين على القضاء عليه نهائياً؟

*الإمارات عندما وضعت قائمتها بالجماعات والمنظمات والتجمعات الإرهابية حاولت أن تكون منصفة في ذلك، سعياً لحماية نفسها أولاً، وثانياً تحذير الآخرين من الجماعات الإرهابية

*الإرهاب الذي ينتشر في المنطقة بحاجة إلى أن نضعه في بوتقة واحدة، وان نواجهه مجتمعين، وإذا أردنا أن نكون منصفين وشفافين مع أنفسنا يجب أن نعترف بأن السبب الأول والأقوى الذي ساعد الإرهاب على أن ينتشر ويقوى هو ضعفنا وتفرقن

المصدر: صحيفة الاتحاد