الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨
منذ أكثر من أسبوعين ونحن نسمع أخبار الإبادة والقتل في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والعالم يتفرج على ما يحدث هناك، والعرب ليسوا أفضل حالاً ومقالاً، لدرجة أنه لم يوجه الاتهام لأحد لا للنظام، ولا «للغزاة» ولا للإرهابيين، فالكل من هؤلاء متهم وفي الوقت نفسه الكل بريء يفعل ما يريد؟ فماذا يحدث في الغوطة، ومن الذي يقتل الغوطانيين أهل البلد من السوريين؟! ولماذا لا يحاسب أحد؟! بالأمس، أكدت الأمم المتحدة استمرار القتال في الغوطة الشرقية رغم الهدنة.. بل ومنع المسلحون الأهالي والمدنيين من المغادرة، في إشارة إلى إصرارهم على استخدامهم كدروع بشرية، ولكنهم في الحقيقة لم يعودوا دروعاً ولا هم يردعون من يريد قصفهم وقتلهم، فالقصف مستمر، والقتل لا يتوقف. لقد تحولت الغوطة الشرقية إلى مدينة أشباح مبادة أمام أنظار العالم، فبعد أن صمت العالم عما حدث في حلب، ها هو يكرر صمته المخزي في خذلانه المتعمد للغوطانيين دون أن يفعل شيئاً لوقف نزيف الدم في مدينتهم! فما يحدث هناك انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، وتنازل رخيص عن القيم الإنسانية والأخلاقية التي يفترض أن يتمسك بها هذا العالم المتحضر الذي نعيش فيه، فمن يقرأ القوانين الدولية والاتفاقيات العالمية والمعاهدات الجماعية والثنائية، يعتقد بأن من يعيش على كوكب الأرض وفي دولة من الدول المنضوية تحت منظومة الأمم المتحدة، أنه سيكون في خير وسلام،…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
في المكان نفسه الذي تم فيه تدشين صرح زايد المؤسس أمس كانت تقف لوحة ضخمة شامخة شموخ الجبال لسنوات طويلة، وكانت تحمل الصورة الرسمية للشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، هناك على كورنيش أبوظبي في زاوية السور الشمالي الشرقي لقصر الإمارات كانت اللوحة ببروازها الجميل، والتي عشقها الجميع، تحمل صورة الرجل الذي لم ينسه أحد يوماً منذ غادر هذه الدنيا، فصحيح أن الشيخ زايد رحل عنا جسداً، لكنه باق معنا إلى اليوم، وسيبقى مع الأجيال عاماً بعد عام روحاً وفكراً وعملاً وفلسفةً وعطاءً، فما صنعه الشيخ زايد معين لا ينضب وخير لا يتوقف أبداً. وبالأمس قدمنا شيئاً جديداً رائعاً وجميلاً لهذا الرجل، ورغم أننا ندرك أنه شيء بسيط في حق الشيخ زايد وقليل أمام عطاءاته، لكنه محاولة حقيقية منا جميعاً لتأكيد الحب والتقدير والوفاء والعرفان لهذا الرجل العظيم، فما قدمه سيبقى خالداً أبداً، وما نقدمه نحاول أن يكون باقياً أبداً وخالداً على هذه الأرض، فصرح زايد المؤسس الذي تم تدشينه أمس بحضور الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد، وحكام الإمارات، هدية أمة لرجل عظيم، وهذا الصرح الخلاق في فكرته، والذي يرسم وجه الشيخ زايد كأنه نجوم في سماء هذا الكون الفسيح إنما يعكس عمق المحبة وعظيم الامتنان لرجل مهما قدمنا له فلن نصل إلى مستوى عطاءاته التي…
الإثنين ٢٦ فبراير ٢٠١٨
إعلان تفوق الإمارات وحصولها على المركز الأول في العديد من المؤشرات الدولية، هو إعلان للنجاح، وإعلان لتحقيق الأهداف التي تم وضعها قبل أكثر من عقد من الزمان، فحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وضعت لنفسها هدفاً واضحاً في عام 2007، وهو أننا نريد أن نكون في دولة الإمارات «الرقم واحد» في كل شيء .. وتدرك الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً أن الوصول إلى الرقم واحد ليس بالأمر السهل، بل على العكس إنه أمر في غاية الصعوبة لأننا نعيش في منطقة الشرق الأوسط، هذه البقعة من العالم التي تجتمع فيها كل التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تجعل التميز أمراً في غاية الصعوبة، فما بالنا بالمركز الأول، ونحن يحيط بنا العنف والتطرف والإرهاب من كل جانب ويتربص بنا الطامع والحاقد والحاسد، لكن لأننا في الإمارات وتحت ظل قيادة لا تعرف المستحيل، فإننا نحقق المعادلة الصعبة، في المكان الصعب والزمن الصعب فقط لأننا لا نعرف شيئاً اسمه «المستحيل».. لذا فقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في أن تحجز لنفسها موقع المركز الأول عالمياً في 50 مؤشراً وفق مؤشرات التنافسية العالمية للعام 2017 - 2018 .. والقطاعات التي نجحت فيها هي القطاعات الخدمية التي تهم المجتمع وتخدم الشعب .. فجودة القرارات الحكومية تهم الجميع…
الأحد ٢٥ فبراير ٢٠١٨
تحتفل دولة الكويت الشقيقة هذه الأيام بأعيادها الوطنية المجيدة، فيفرح الخليج بأسره، ويحتفل الشعب الخليجي مع الكويت، ففرحة الكويت هي فرحة كل دول مجلس التعاون الخليجي، ففي كل بيت في الإمارات هناك قصة جميلة تروى عن الكويت وأهلها، لذا فمن الطبيعي أن تكون فرحة الكويت فرحتنا. لا يأتي من الكويت إلا الخير، فهذا الوطن الكبير بشعبه وبأميره كان ولا يزال يقدم الكثير للجميع، وهو يستحق كل الخير، فمن يعرف الكويت يدرك أن هذا البلد وقف ويقف مع الجميع، ومنذ أن ذاقت الكويت طعم الخير والنعمة لم تتردد يوماً أن تشرك أشقاءها الخليجيين والعرب الخير والنعمة، فقد ساعدت الكويت الجميع وساهمت منذ عقود في نشر العلم، وتأسيس التعليم، وفي دعم الثقافة والفنون، فأصبحت منارة في ذلك، وكسبت احترام الجميع. جميل أن تكون للأوطان رسالة، وأن تكون للدول مكانة تحافظ عليها، والكويت على الرغم من كل التحديات الجغرافية والتاريخية التي واجهتها على مر العقود، إلا أنها لا تزال تقف ثابتة على أرض قناعاتها الكبيرة التي تنطلق من منطلقات عربية وإسلامية، بل ومنطلقات إنسانية عظيمة يحترمها العالم، لذا لم يكن مستغرباً منح أميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، لقب «أمير الإنسانية»، فمن يعرف الكويت منذ أنعم الله عليها بالخير، يعرف أنها بلد العطاء والإنسانية والكرم. شعب الإمارات يشعر دائماً بأن فرحة الكويت فرحته،…
الثلاثاء ٢٠ فبراير ٢٠١٨
لماذا غضبت بعض الشخصيات القطرية والحسابات القطرية المعروفة والوهمية من استقبال الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني والوفد المرافق له في أبوظبي يوم أمس، فابن سحيم مواطن قطري يزور دولة شقيقة، ومن الطبيعي أن يزور مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد المفتوح له ولكل زائر كريم من داخل الدولة ومن خارجها، فكيف إذا كان الزائر من أسرة آل ثاني الكريمة، ومن البلد الشقيق، وإن كان النظام الحاكم في ذلك البلد قد فعل الأفاعيل وشق الصف الخليجي والعربي وجاء بالعدو والطامع إلى عقر دار الخليج، وتآمر على الجميع، فالمواطن القطري وأبناء الأسرة الحاكمة القطرية لا يحملون وزراً هم يرفضونه ولا يتحملون مسؤولية قرارات ومواقف هم يرفضونها جملةً وتفصيلاً. لذا فإن وجود الشيخ سلطان بن سحيم مرحّب به في الإمارات، وهو بين أهله وناسه، له حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ولا يجب أن يختلق مؤلفو نظام الحمدين الأكاذيب والقصص الوهمية لهذه الزيارة، فدولة الإمارات كانت وستبقى أبوابها مفتوحة لكل إنسان ما دام هذا الإنسان لا يضر أحداً ولا يخطئ في حق أحد. دولة الإمارات تتبع نهجاً واضحاً وسياسةً لا غبار عليها، لذا فإنها تحظى باحترام العالم، فلم تتدخل الإمارات في شأن بلد قريب أو بعيد، ولم تُدلِ بدلوها في قضية إلا وكانت المصلحة العامة للدول والشعوب محركها، وبسبب وضوح دولة الإمارات في…
الإثنين ١٩ فبراير ٢٠١٨
لافتة للنظر كانت كلمة أمير قطر الأخيرة التي ألقاها منذ أيام في مؤتمر ميونيخ للأمن، وأغرب ما فيها أن الأمير حاول أن يلعب على الغرب، وأن يتذاكى على الغربيين، فقام بإعطائهم جرعة من الشعارات البراقة والدعوات الخادعة التي لم تعد تنطلي على دول المنطقة، فهل ستنطلي على تلك الدول القوية بمؤسساتها، والعريقة بخبراتها، والراسخة بكم المعلومات التي تمتلكها؟ غريب جداً أن تعتقد قطر حتى هذه الساعة أنها على حق، والأغرب أن تتوهم أن الدول التي تقف بجانبها مؤمنة بها، أو مؤيدة لها، فالعالم كله يدرك أن قطر في نظر كثير من الدول الإقليمية ودول العالم ما هي إلا صفقة رابحة سهلة المنال. الخطاب الذي ألقاه أمير قطر في ميونيخ هو الرابع منذ أزمة المقاطعة، اثنان منها داخليان، واثنان خارجيان، ولم تختلف لغة الخطاب ولا الرسائل في أي من الخطابات الأربعة، لكن خطاب ميونيخ كان لافتاً، لأنه كان محاولة لخداع الأوروبيين في عقر دارهم، ونشير إلى بعض ما تناوله الخطاب. فالخدعة الكبرى عندما قال مخاطباً الأوروبيين إن «الاتحاد الأوروبي أثبت أن الوحدة تقوم على المصالح الأمنية المشتركة»، فهل حافظت قطر على المصالح الأمنية لدول الخليج والدول العربية، أم أنها قامت بعكس ذلك تماماً، بإثارتها المشكلات في دول جيرانها، وبالإثارة الإعلامية بنشر الإشاعات والأكاذيب، خصوصاً على قناة الجزيرة؟ أمير قطر حاول أن…
الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨
عندما قررت دولة الإمارات المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن كانت تدرك قيادة وشعباً أن المهمة كبيرة، وأن العمل سيكون طويلاً.. ومنذ اليوم الأول لعملية «عاصفة الحزم» التي بدأت في مارس 2015 كان التعامل مع الوضع في اليمن بكل جدية وحزم. شهداء الإمارات الذين اختلطت دماؤهم بتراب اليمن وصعدت أرواحهم إلى السماء مع أرواح اليمنيين وجنود قوات التحالف العربي كانوا سداً أمام تقدم الطامعين، وكانوا رجالاً في صد المعتدين وجنوداً في صمود الشرعية واستمرار الحكومة المنتخبة في اليمن، والمعارك في اليمن لم تهدأ يوماً والميليشيات الحوثية الإيرانية كانت دائماً متمسكة بالحرب والعنف، ورافضة للسلام والحوار، ومصرة على فرض الأمر الواقع، والسيطرة على البلاد بأكملها، وذلك لأنها كانت تعتقد أن الأمور سهلة وأنها ستحقق أهدافها بسرعة، لكنها اكتشفت مع الأيام أن الحرب التي أشعلتها كانت وبالاً عليها، وأن الجنود الذين يواجهونها رجال من نوع آخر، رجال يعرفون معنى الشجاعة والإقدام وأبطال لا يخافون شيئاً في سبيل الحق والخير، وجنود الإمارات البواسل الذين كانوا كتفاً بكتف مع الجيش اليمني ومع جنود قوات التحالف من المملكة العربية السعودية والبحرين والسودان وغيرها من الدول كانوا الأداة الحقيقية في تحقيق الانتصارات في تلك المعارك، وسطروا أكبر الانتصارات على صبيان إيران في اليمن وعلى بقايا تنظيم القاعدة من الإرهابيين الذين ذاقوا أمرّ الهزائم في…
الأربعاء ١٤ فبراير ٢٠١٨
مثيرة القمة العالمية للحكومات هذا العام، فلا يزال المشاركون فيها يدهشوننا في كل مرة خلال جلساتها، وهم يقدمون صورة جديدة للعالم، تبدو صورة مخيفة للبعض لما فيها من أفكار غريبة وجديدة وغير معهودة، لأنه عالم لا يشبه العالم الذي نعيش فيه اليوم، يختلف كثيراً في تفاصيله وفي طريقة الحياة فيه، وهذا العالم نفسه الذي يخشاه أولئك يبدو لآخرين عالماً حالماً مليئاً بالإثارة والجمال والاختلاف، عالماً مليئاً بالفرص الجديدة وبالأفكار غير التقليدية، عالماً يتحدى الإنسان فيه نفسه، فينطق فيه الجماد ويتكلم ويتحرك، بل ويمتلك المشاعر والأحاسيس، ويسمى الروبوت، في العالم الجديد تبدو قوة الإنسان أكبر، وسيطرته على الحياة أكثر، وقدرته على معالجة المشكلات أسهل، فالأمراض أصبحت لها طرق جديدة للعلاج، والدواء أصبح مختلفاً والإعاقات ستصبح شيئاً من الماضي. إن القمة العالمية للحكومات فرصة سنوية لاستثارة العقول، وتحفيز الخيال، وإطلاق الطموح لدى الجميع، ورسالة هذه القمة العريضة أن ليس هناك مستحيل، وأن الإنسان عندما يريد أن يفعل شيئاً، فإنه يستطيع أن يحققه ما دام يمتلك الرؤية والإرادة والأدوات، وفِي دولة الإمارات كل هذه الأمور متوافرة، والقيادة تدفع الجميع للانطلاق إلى المستقبل دون تردد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هو الرجل الملهم للجميع في هذه الدولة، وهو القمة في الإبداع والتميز والابتكار…
الإثنين ١٢ فبراير ٢٠١٨
لا تزال القمة العالمية للحكومات تحتفظ بزخمها وقوتها ومفاجآتها، وفي كل شهر فبراير يجتمع آلاف الأشخاص من وزراء ومسؤولين من مختلف المستويات والقطاعات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص وفي هذا العام يشارك في هذه القمة 158 دولة وفيها 28 رئيس حكومة، وهذه مشاركة كبيرة تؤكد تميز ونجاح هذه القمة التي نشعر بإتقان تنظيمها وتميز موضوعات الجلسات فيها، وكذلك تفرّد المشاركين في تلك الجلسات، ومنها الجلسة الصباحية يوم أمس، والتي ألقاها البروفيسور ميتشو كاكو عالم الفيزياء النظرية وأحد مستشرفي مستقبل العالم الذي أخذنا إلى آفاق المستقبل الرائعة والعالم الرقمي الذكي والروبوتات، وأعطانا صورة رائعة للمستقبل الذي ستعيش فيه البشرية بفضل الاختراعات والأفكار الخلاقة التي يعمل عليها البشر كل يوم وتجعلنا ننتقل إلى عالم جديد، وذكرنا بأن رحلة الطيران من نيويورك إلى دبي ستستغرق ساعتين. بعد تلك الجلسة المفعمة بأحلام المستقبل التي أكدت البشرية إمكانية تحقيقها جاء أنخل غوريا أمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعده بثوان في الجلسة التالية ليوقظنا على واقع العالم، وهو الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه العالم، وتذكيره الحضور بأن جزءاً بسيطاً من العالم من يستفيد من ذلك التطور والذي لا يستفيد منه أغلب سكان العالم بسبب الفقر والأوضاع الاقتصادية لكثير من العالم. وهذه النقطة المهمة التي قال غوريا إنها جعلت الشعوب تفقد الثقة ليس في الحكومات فقط، بل…
الأحد ١١ فبراير ٢٠١٨
تأتي زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لدولة الإمارات، استكمالاً للعلاقات الاستراتيجية القوية التي تربط دولة الإمارات وجمهورية الهند، فهذه العلاقات التي تمتد إلى عشرات السنين، سياسية ودبلوماسية، وتمتد لأكثر من ذلك شعبياً وتجارياً، هي علاقات يعمل الطرفان، باستمرار، على تقويتها وتنميتها وتعزيزها وأخذها إلى آفاق أبعد، وإلى مراحل أكثر قوة وثباتاً، وأساس هذه العلاقات هو الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. بالأمس، رأينا الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس وزراء الهند، وهذه الحفاوة ليست بالغريبة، بل هي متبادلة، فقد رأينا مقدار الحفاوة والاحترام اللذين حظي بهما الشيخ محمد بن زايد لدى زيارته الأخيرة للهند، وهذا ما يؤكد أن علاقة البلدين تسير في الاتجاه الصحيح، وفي الاتجاه المطلوب، وبالأمس تم توقيع اتفاقية، وأربع مذكرات تفاهم بين البلدين، وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لخطوات سابقة، وتؤكد أن البلدين مستمران في تعزيز علاقاتهما. إن سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية، والتي تقوم على أساس العمل المشترك وتقوم في الوقت نفسه على مبادئ إنسانية أساسية هي السلام والتسامح وتقبل واحترام الآخر، وهي المبادئ نفسها التي تسير عليها جمهورية الهند، وهذا ما يجعل تفاهم البلدين أسهل واتفاقهما أكبر في مختلف المجالات. كانت زيارة يوم أمس مهمة في توقيتها، وبما ضمته من…
الخميس ٠٨ فبراير ٢٠١٨
منذ يومين اجتمع العشرات من القادة الدينيين العالميين في عاصمة الولايات المتحدة «واشنطن دي سي»، وعلى بعد عشرات الأمتار من البيت الأبيض والكونجرس الأميركي، جلس قادة الأديان السماوية الثلاثة، الإسلامية واليهودية والمسيحية تحت قبة واحدة، والهدف هو بناء الحوار والتعاون بين الأديان، ووضع حد للخلافات، وكان يبدو أنه لقاء تاريخي للأديان السماوية، ولقاء مهم في هذا التوقيت المهم الذي أصبح الدين وقوداً للصراع، وكان السؤال المهم الذي طرحه أكثر من واحد من المتحدثين، هو هل نستطيع تحويل الدين إلى «حل» بدلاً من اعتباره مشكلة ومادة للصراع والخلاف والاختلاف، بل والحروب أحياناً؟ وهذا سؤال جوهري، خصوصاً أنه بدا أن المشاركين في اللقاء يريدون الخير والسلام، ويسعون إلى نشر المحبة، وهذا هو حقيقة ما تدعو له الأديان جميعاً. وبدا لي وكأن القادة الدينيين يريدون أن يتحملوا مسؤولياتهم في ضمان ألا يتم تحريف تعاليم الأديان التي ينتمون إليها، بحيث تستغل للتفرقة والخلاف، وإنما عليهم أن يعملوا كثيراً لنشر قيم المحبة والتسامح والسلام. في واشنطن، اجتمع القادة الدينيون، وأعلنوا عن إنشاء تحالف من أجل الخير، كما كان في حلف الفضول قبل ألف وأربعمائة عام، والذي قام على أساس قيمي وليس دينياً أو عرقياً، وذلك من أجل نصرة المظلوم، ومساعدة المحتاجين من دون النظر إلى أديانهم وأجناسهم وأصولهم ومعتقداتهم. وهذا ما يمكن اعتباره خطوة تاريخية…
الأربعاء ٠٧ فبراير ٢٠١٨
وجود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الإمارات، هو وجود صاحب الدار في داره، وإن غاب عنه لأشهر أو سنوات، وعندما يكون رئيس جمهورية مصر العربية في دولة الإمارات، فإننا نشعر وكأن مصر كلها بشعبها ومدنها وحضارتها وتاريخها في الإمارات، وهذا ما يجعل سعادة الإماراتيين بهذه الزيارة كبيرة ومختلفة، فدائماً علاقة البلدين والشعبين كانت وستبقى علاقة المحبة والاحترام الأبدية، وهي علاقة مكتوب لها أن تسير في طريق واحد نحو الأمام، ونحو مزيد من العمل المشترك ومزيد من التعاون في مختلف المجالات. من يعرف الإمارات ويعرف مصر يدرك شيئاً واحداً لا شك فيه، وهو أن الإمارات تفعل كل ما تستطيع من أجل أن تكون مصر وتبقى كما يريدها ويتمناها الشعب المصري، دولة كبرى بين دول العالم وبلداً آمناً ومستقراً، لقد عرف البلدان كيف يكونان قادرين على العمل معاً، في خضم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، فعلى الرغم من تحديات مصر الداخلية الكثيرة جداً إلا أن مصر لم تنس دورها العروبي تجاه القضايا والدول العربية، وعلى رأسها فلسطين، ثم مكافحة الإرهاب والعمل على إنهاء الحروب والأزمات في الدول العربية الجريحة، وهي لم تكن وحيدة في ذلك، فالمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز تقوم بدورها مع مصر والإمارات من أجل خير وأمن واستقرار الدول العربية، ومن أجل تشكيل صف عربي واحد قوي…