الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧
الأجواء في الكويت مليئة بالمشاعر الخليجية الدافئة لا تعكرها إلا الأزمة القطرية والإعلام القطري و«جزيرة الفتنة»، لكن الخليجيين مصرون على انعقاد قمتهم اليوم، ومصرون على المحافظة على الكيان الخليجي، على الرغم من أن أحد أجزائه ينعق خارج السرب، ويصر على السير عكس التيار. منذ وصولنا إلى بلدنا الكويت بالأمس ونحن نشعر بل ونلمس كل ما بذله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، حفظه الله، من جهود لعقد القمة الـ 38 في موعدها ومكانها المحددين، ونرى بأعيننا كيف أن سموه لا يألو جهداً في أن لا تؤثر الأزمة مع قطر على تجمع قادة الخليج، وعلى اجتماعهم السنوي لأنه يدرك أهمية المجلس وحريص على بقائه، وقد يكون اجتماع اليوم أكثر أهمية وحساسية وإلحاحاً وخصوصاً أنه يأتي بعد يوم واحد من اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد الميليشيات الإيرانية الحوثية، التي لم تكتف بقتله غدراً بل قامت بالتمثيل بجثته ونشر صوره مقتولاً، وهو الذي كان حليفها وشريكها وداعمها منذ أيّام قليلة، فبمجرد أن اختلف معها كان قرار التصفية في طهران معداً سلفاً، وكان تنفيذ القرار من صعدة إلى صنعاء جاهزاً. لقد كشف الحوثيون بالأمس عن إرهابهم اللا متناهي، وجرأتهم في الاغتيال والتصفية وهم بذلك لا يختلفون عن شقيقهم الأكبر الحزب الإرهابي في لبنان الذي اغتال الرئيس الحريري منذ سنوات،…
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧
دور الحوار والجدال وتتطاير التساؤلات منذ أيام حول انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي الثامنة والثلاثين في دولة الكويت الشقيقة، وما مر به المجلس هذا العام يجعل هذا الأمر طبيعياً، فدول المجلس تمر بظروف صعبة بسبب الأزمة مع دولة قطر الشقيقة، التي اختارت أن تغرد خارج السرب، وأن تكون بعيدة عن شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي، وبعيدة عن الإجماع العربي. على مدى أربعة عقود لم تتعطل القمة الخليجية، بل على العكس، ففي وقت الأزمات كان العام الواحد يشهد أكثر من قمة خليجية، ولشدة اهتمام وحرص القادة على هذا الكيان وعلى العمل المشترك، قرروا أن يجتمعوا بين القمتين في قمة تشاورية لزيادة التنسيق والعمل على تنفيذ القرارات. انعقاد القمة الخليجية أمر مهم، وحضور جميع الدول مهم أيضاً، وإذا أرادت قطر التي صدر بحقها قرار المقاطعة من نصف دول المجلس أن تشارك، فالباب مفتوح فلا هي محاصرة، ولا هي مستلبة الإرادة أو منزوعة السيادة. ويجب أن نؤكد أنه تمت مقاطعة قطر عندما اكتشفت الدول الثلاث ومصر أنها مصرة على دعم الإرهاب وتمويله واكتشفت أيضاً إصرارها على التدخل في شؤون جيرانها من الدول الخليجية، وكذلك شؤون الدول العربية، وليس أدل على إصرارها على التغريد خارج السرب أكثر من موقفها منذ يومين في اليمن ومحاولتها إطالة أمد الأزمة اليمنية من خلال محاولة ثني علي عبدالله…
الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠١٧
مرت الأربعون والستة أعوام سريعة جداً كلمح البصر أمام شعب الإمارات، وخصوصاً أمام الآباء والأجداد الذين عاشوا فترة ما قبل قيام دولة الاتحاد وهم لا يزالون يعيشون اليوم بيننا فترة ما بعد الاتحاد وقيام هذه الدولة الكبيرة في مكانتها وإنجازاتها وعطائها، وهؤلاء شهداء على العصر وهم خير من يعبر عما كانت عليه هذه الأرض وما أصبحت عليه اليوم، وهم خير من يذكّرنا بفضل هذه الأرض علينا وبفضل القيادة المؤسسة لدولة الاتحاد على هذا الشعب. لذا، فإننا ونحن نشاهد الحفل الرسمي لليوم الوطني السادس والأربعين، أمس، والذي كان عنوانه «هنا المستقبل»، وكانت لوحاته الفنية الرائعة، تصوّر لنا، وبشكل فني رائع ومتطور وبإبهار بصري وسمعي وحسي رائع، المستقبل الذي سنعيشه ويعيشه أبناؤنا في هذا الوطن بعد سنوات، ففي دولة الإمارات لم نعد نعيش الحاضر ونستمتع به فقط، ولم نعد ننشغل بالماضي التليد ونتغنى به فقط، فحاضرنا جميل وماضينا رائع، ولكن الأهم هو المستقبل، وفي دولة الإمارات نعيش المستقبل في جوانب كثيرة، ومن خلال قيادة تتمتع برؤية ثاقبة وبطموح لا حدود له. كنت أتابع لوحات الحفل الواحدة تلو الأخرى وكأنني وكل من حضر الاحتفالية يردد: هنا الإمارات.. هنا المستقبل.. هنا العلم.. هنا المعرفة.. هنا العمل.. هنا الأفعال.. هنا الإنجازات.. هنا الابتكارات.. هنا الإخلاص.. هنا الحلم.. هنا الريادة.. هنا الجِد.. هنا الشباب.. هنا الأمل..…
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
«غاية الحكومة هي إسعاد الناس، ورسالتها جعل الوطن مقاماً طيباً، وهدفها توفير بيئة حاضنة للآمال وسياسات راعية للأحلام ومشروعات محققة لأعلى الطموحات وأفعال يستشعرها المواطن أمناً ورعاية ووظيفةً وسكناً ومدرسةً»، هكذا يرى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسؤوليات الحكومة ونحن نحتفل بالذكرى الـ 46 لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ويدعو للتركيز بقوة على دعم التميز والابتكار والارتقاء بقدرات القوى البشرية المواطنة ومهاراتها.. كل ما حدث ويحدث على هذه الأرض خلال العقود الخمسة الماضية هو أن الإنسان الإماراتي أصبح يتقدم يوماً بعد يوم، وكل من يعيش على أرض الإمارات أصبح يشعر بالأمن والأمان والاستقرار، وبعد أن أصبح هذا الوطن سائراً بثبات على طريق البناء والتقدم والازدهار، أصبحت الإمارات ترى في خضم التحديات التي تمر بها المنطقة أنها مسؤولة تجاه شقيقاتها من الدول العربية، وهذا ما عكسته تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عندما قال إننا «نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التعاون والتضامن العربي المشترك؛ ليس لمواجهة التحديات فقط، وإنما للعمل معاً من أجل تغيير الواقع المرِّ الذي يعانيه الكثير من شعوبنا العربية، وبث الأمل في نفوس الشباب العربي». التكامل في رؤية الإمارات مسألة في غاية الأهمية، فهي لا تقتصر على الإنجاز في الداخل، وإنما تعطي رؤية أكثر بعداً وعمقاً للتعامل…
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
بالأمس صدر تقرير في بريطانيا يتكلم عن ازدهار الدول في المنطقة، وكانت دولة الإمارات أكثر الدول ازدهاراً في المنطقة العربية فقد احتلت المركز الأول كأكثر الدول ازدهاراً في العالم العربي، بحسب مؤشر الازدهار العالمي الصادر عن مؤسسة ليجاتوم البريطانية، العريقة في مجال رصد رخاء الدول وازدهارها، وجاءت في هذا الترتيب متقدمة مرتبتين عن السنة الماضية. في هذا اليوم ونحن نستعد للاحتفال بالعيد الوطني السادس والأربعين لقيام الاتحاد نشعر بالفخر بأن دولة الإمارات تحقق هذه المرتبة، بل وتتقدم عن العام الماضي، وربما المشهد الذي عشناه بالأمس ونحن نحتفي بجنودنا البواسل الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل الوطن يجعلنا نشعر بالفخر المضاعف، حيث إن هذا الازدهار لم يأت من فراغ، ولم يأت بالصدفة، وإنما جاء بشيئين مهمين وبعد مسألتين مهمتين، الأولى العمل، والأخرى التضحية. فدولة الإمارات قيادة وشعباً مؤمنة بأن لا تقدم ولا ازدهار إلا بالعمل الجاد والمستمر، ولن يكون هذا العمل ناجحاً، إلا إذا كان بتكاتف جميع أفراد المجتمع وبخطة واضحة وتوجيهات دائمة من القيادة وبمجهود مضاعف من كل مواطن ومقيم على هذه الأرض.. أما الأمر الآخر فهو التضحية من أجل ما تم إنجازه، وهذه التضحية تكون في أشكال وطرق ومستويات مختلفة، ولكن أعلى وأرقى مستويات التضحية، التضحية بالنفس، والروح، التي هي أغلى ما يملكه الإنسان، والتضحية بالأبناء وهم أغلى…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
لقد كان يوم أمس مبهراً ومثيراً للذكريات... فعلى أرض مدينة زايد العسكرية في منطقة سويحان بأبوظبي وقبل سبعة وعشرين عاماً عشت المشهد مع آلاف الشباب من أبناء الإمارات، ومشهد ذلك اليوم تكرر أمام عيني يوم أمس في حفل تخريج دفعة من مجندي الخدمة الوطنية، والذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ففي الميدان نفسه شهد الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في أكتوبر من عام 1990 حفل تخريج الدفعة الأولى من المتطوعين، وكان لي الشرف أن أكون أحد أولئك الشباب الذين لبوا نداء الوطن عندما بدأت واحدة من أسوأ الحروب في المنطقة، وذلك بعد غزو صدام حسين للكويت في الثاني من أغسطس من العام نفسه. لقد اصطف أبناء الإمارات صفاً واحداً خلف القيادة قبل ثلاثة عقود، واليوم يتكرر المشهد من جديد ليعيدوا مشهد التلاحم بين القيادة والشعب، وليؤكد أبناء الإمارات أنهم رجال يعتمد عليهم في جميع الأوقات، سواء في وقت الحروب، أو وقت السلم والرخاء. لقد تكرر مشهد ذلك العام مرة أخرى يوم أمس عندما رأينا الشيخ محمد بن زايد يشهد تخريج الدفعة الثامنة من منتسبي الخدمة الوطنية من الشباب والدفعة السادسة من الفتيات، في المكان نفسه ويستعرض طابور الخريجين.. وبنفس روح الولاء والانتماء والاستعداد لنداء الوطن الذي…
الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
يؤكد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واهتمامه بلقاء الشباب العربي من القيادات الإعلامية الشابة، أن سموه يؤمن بدور الشباب، ويدرك دور الإعلام وتأثيره، فعلى الرغم من انشغال سموه بالقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية الكبرى لم ينس يوماً الدور المهم للإعلام، ومدى تأثير الصورة والكلمة على حياة الناس، وعلى مصير الشعوب، لذا فإنه في كلماته الموجزة للشباب أكد أنه يتطلع إلى أن يكون الإعلام منصة لنماء وازدهار وتطور مجتمعاتنا العربية والعالمية. إن المستوى الهابط الذي وصل إليه الإعلام في بعض الدول من حولنا يجعلنا نؤكد ما قاله الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، فالإعلام مسؤولية وأمانة، والإعلام العربي وللأسف الشديد تتغلغل فيه الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وتتسلل إليه الأموال القذرة التي حولت الإعلام في تلك الدول إلى وسائل للابتزاز، وأدوات للهدم وأبواق للفتنة، ومنصات للأخبار الكاذبة. لذا، فإن دور الإعلام مهم في التنمية، وفي البناء والتقدم في هذه المنطقة العربية وفي الوقت نفسه مهم في محاربة التطرّف والإرهاب، وكشف الإرهابيين والفاسدين... وتغيير واقع الإعلام العربي لن يكون إلا بيد الشباب العربي، فهم أمل هذه الأمة، وهم أداة التغيير الرئيسة، بما يحملونه من فكر مستنير وطموح كبير وأمل جميل بمستقبل أفضل، بعيداً عن الحسابات الحزبية والأيديولوجية والمادية والمصلحية. إن طموح الشيخ محمد…
الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
يمكن اعتبار يوم أمس يوماً تاريخياً في الحرب الإنسانية على الإرهاب، فاجتماع 41 دولة إسلامية في المملكة العربية السعودية ضمن الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يعتبر أكبر تجمع دولي لمحاربة الإرهاب، والحقيقة أن أغلب دول هذا التحالف عانى الإرهاب واكتوى بنار الإرهابيين، لذا فإن حربها على الإرهاب ستكون حرباً قائمة على معرفة مسبقة، وهذا التحالف في اجتماعه بالأمس أعطى مؤشراً يدعو للتفاؤل، وهو أنه لم يركز فقط على مواجهة الإرهاب عسكرياً وأمنياً، وإنما تكلم عن هذه المواجهة فكرياً وإعلامياً وتنموياً، وهذا ما ذكره وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع معالي محمد البواردي، حيث أعطى رؤية جديدة لمكافحة الإرهاب عندما قال إنها معركة تنموية، فهذه هي الحقيقة التي يجب أن تقتنع بها الدول وكل من يريد محاربة الإرهاب.. فما يريده الإرهابيون هو الدمار والتخريب والفوضى والخوف، وما نريده جميعاً، وما يريده العالم، و البشرية كلها، هو التقدم والتنمية والتطور والإنجاز والأمن والأمان والرفاهية لشعوبها، لذا فإن حربنا حرب وجودية مع قوى الظلام التي تريد أن تعيد البشرية إلى عصور الجهل والتخلف. ما ما ذكره محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام في مملكة الأردن خلال اجتماع يوم أمس، فهو مهم جداً ويأخذنا إلى نقطة رئيسية عندما قال: يجب تعزيز الإعلام المهني والباحث عن الحقيقة لمواجهة الإرهاب، فالحقيقة التي…
الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧
عندما نتمعن في أي عملية إرهابية فإننا نصل إلى حقيقة واحدة، وهي أن الإرهاب في العقول وليس في الأسلحة والبنادق والقنابل.. فالإرهاب فكرة وأساس الإرهاب العنف والتطرف في الأفكار والمواقف ورفض الآخر.. ثم نصل إلى مرحلة القتل والحرق وقطع الرؤوس بدم بارد، فلا يمكن أن يكون قد وصل الإرهابي إلى هذه الحال إلا بعد أن تخلّى عن كل القيم الإنسانية والدينية الحقيقية واستبدلها بالمنحرفة. يذهب الإرهابيون في كل الاتجاهات يقتلون هنا وهناك، يقتلون المسيحيين والمسلمين.. يقتلون العرب والغربيين.. يحرقون المساجد والكنائس والمعابد وكل شيء، لا محرّم لديهم، ولا قدسية لشيء أمام ما يتشبثون به من فكر عنيف وإقصائي ومتطرف، فالإرهابي لا يقبل الآخر ولا يستطيع الحوار معه. مجزرة مسجد الروضة في بئر العبد شمال سيناء تؤكد بكل معنى الكلمة هذه الحقيقة، فعدد القتلى تجاوز 305 شهداء، بينهم 27 طفلاً، وقرابة 128 جريحاً، وهؤلاء جميعهم كانوا في بيت من بيوت الله آمنين يؤدون فريضتهم في يوم الجمعة لا يحملون فكراً عنيفاً، بينما من يدعون الإسلام والتديّن تركوا فريضة الصلاة والاستماع لخطبة الجمعة، وذهبوا مدججين بالقنابل والأسلحة ليقتلوا مؤمنين يؤدون فرض ربهم. غضب في مصر.. مسلمون ومسيحيون يطالبون بالثأر للشهداء - شهداء هذه المجزرة وما سبقها- وهو واجب، فالثأر ليس فقط لأولئك الذين ماتوا، وإنما للإنسانية وللخير والسلام الذي يريد الإرهابيون طمسه،…
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
نصف كلام حسن نصر الله البارحة كان عن إسرائيل، وكل استشهاداته كانت بمصادر إسرائيلية وتصريحات مسؤولين إسرائيليين فقط ليدين السعودية والعرب، في حين أنه يدعي أنه يحارب إسرائيل، فإذا كانت إسرائيل عدواً، فكيف يصدق نصر الله كلامها، بل ويروّج لذلك الكلام ويستشهد به؟!! وردد نصرالله ما قاله المسؤول في الخارجية الإيرانية صباحاً في تعليقه على اجتماع وزراء الخارجية العرب، حيث وصف ما خرج به الوزراء بأنه «تافه»، وزاد على ذلك نصر الله بأنه «تافه وسخيف وضعيف»، وفي موضوع آخر قال نصرالله: «ما الذي عند العرب حتى ليتفاخروا بأنفسهم» وليس غريباً على من يتبع طهران ويخدم أجندتها أن يقول ذلك، ولكن الغريب أن يصمت من يعيشون معه وحوله»! قال نصر الله في كلمته إن العرب لم يجتمعوا لفلسطين، وإنما اجتمعوا لأن صاروخاً انفجر فوق الرياض، وبالنسبة لنصر الله فإن إطلاق صاروخ على عاصمة عربية أمر عادي، ويبدو أنه مستغرب من الانزعاج السعودي والعربي، وكيف لا يراه عادياً وهو شريك في إطلاقه، أما الأمر الآخر فيبدو أنه لا يتابع اجتماعات وقرارات جامعة الدول العربية طول العقود الماضية التي كان أغلبها حول القضية الفلسطينية ولا غير هذه القضية الأم، التي وقف ويقف كل العرب بجانبها بالأفعال، وتقف إيران التي تدافع عنها معها بالكلام والشعارات. في كلمته كان تحريض نصرالله واضحاً ضد السعودية، ومباشراً،…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
ونحن نعيش الأزمات التي تشهدها المنطقة، والتي أصبح لبنان جزءاً منها، نستطيع أن نؤكد نقطتين مهمتين في دول الخليج، الأولى أننا ندرك أن من يسيئون للخليج من أفراد هم قلة قليلة، ولا يمثلون الشعب اللبناني، فهم يمثلون أنفسهم وأطرافاً أخرى، ربما لا تكون حتى عربية، لذا فإننا نقول مهما حاول أولئك أن يسيئوا للعلاقة بين الدول الخليجية ولبنان، فإنهم لن ينجحوا أبداً، فكل ما تقوم به دول الخليج، وما قامت به من قبل للبنان، كان من أجل خير واستقرار وأمن وأمان هذا البلد الشقيق وشعبه. أما النقطة الأخرى، والتي لا تقل أهمية عن النقطة الأولى، فهي أن كل لبناني يعيش في دولة الإمارات، أو في بقية دول الخليج هو في حماية القانون وفي رعاية شعوب تحبه، ولن يتعرض إلا للخير، ولن تمسه يد الأذى، كما حدث في لبنان لبعض الخليجيين من تصرفات ندرك تماماً أنها لا تأتي إلا من جهات وأشخاص يتعمدون خلق الأزمات بين لبنان ودول الخليج، بل ويسعون لتكون الأمور أصعب وأصعب على الشعب اللبناني في الداخل وفي دول الخليج، حتى تطلق يدها أكثر في البلد، لكن دول الخليج قيادة وشعباً متيقظة لهذه الأمور، وتنطلق من مسؤولياتها الوطنية والعربية في علاقتها مع لبنان، وبالتالي تفوّت الفرصة على أولئك المحرضين والمخربين حتى لا تتحقق أهدافهم الخبيثة. بالنسبة للعالم العربي…
الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠١٧
فجأة اكتشف اللبنانيون أنهم يحبون رئيس الوزراء سعد الحريري، وأنهم غاضبون لأنه غادر مع عائلته إلى السعودية، وأصبح فريق منهم، وعلى رأسهم حزب نصر الله ومن معهم يرددون أنه محتجز من قبل السعودية، وأصبح شغل أولئك الشاغل هو إعادته واستعادته إلى لبنان. اللبنانيون مصرّون على أن الحريري محتجز في الرياض والرئيس ميشيل عون صرّح بالأمس بأنه محتجز، وأن السعودية تقوم بعمل عدائي ضد لبنان! ووسط هذه الفوضى السياسية أصدر بهاء الحريري الشقيق الأكبر لسعد الحريري بيانه العام الأول، الذي أدان فيه إيران و«حزب الله» بالسعي إلى «السيطرة على لبنان»، وشكر المملكة العربية السعودية، وفي وقت متأخر من ليلة البارحة دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سعد الحريري وعائلته لزيارة فرنسا. استقالة الحريري شأن لبناني، لكن ما يهمنا في هذه الأزمة هو السلوك السياسي اللبناني الذي هو بحاجة إلى تفكيك، وهو يدور في الفلك الإيراني بشكل مطلق.. فالحريري صرح، وغرّد، وأعلن على الهواء مباشرة أنه حر، وبخير، وسيعود إلى لبنان خلال أيام، لكن يبدو أن من «يحبون» الحريري ولا يستطيعون فراقه أسبوعاً واحداً لا يقتنعون بكلامه، بل ويدّعون عكسه، وهو الموقف الإيراني منذ اليوم الأول الذي يريد تشويه دور المملكة بأي شكل. فالهجوم اللبناني على السعودية لا يبدو طبيعياً، فمن الواضح أن هناك إملاءات إيرانية على مراكز القرار في بيروت، وهناك ضغط…