السبت ٠٣ سبتمبر ٢٠١٦
فتحت عيني صباح أمس على فنجان القهوة المعتاد وعلى انفجارات بغداد الثلاثة؛ المعتادة أيضا. من أسوأ ما يمكن أن يشعر به إنسان أن يكون من أمة تُصبحها الأخبار والشوارع على دوي الانفجارات وأشلاء الموتى وبؤس النازحين واللاجئين. فرق صباحي أمس أنه كان في إستانبول حيث يقف كل خمس دقائق عجوز أو طفل أو أب سوري على طاولتي يشحذ قوت يومه بعد أن هجر من بلده التي ما يزال رئيسها يقول إنه يحافظ على سوريا الكريمة الموحدة!! سياسات الأنظمة الملعونة، التي لم تكتف ببناء دول التخلف وأحزمة الفقر فيما سبق، هي المسؤولة تاريخيا عن ما آلت إليه مصائر دولها وشعوبها وليس كما يشاع، في وسائل إعلام هذه الأنظمة، أن هذه الدولة في الغرب أو تلك الدولة في الشرق هي السبب فيما انتهت إليه من دمار وفشل. لو أن هذه الأنظمة تعاملت مع شعوبها بمنطق الدولة الحقيقية وليس بمنطق العصابات والطائفيات العاتية لما كان هذا حالها وحال شعوبها؛ ولما تحولت إلى خرائب رغم كل ما لديها من إمكانات الحياة والتنمية. لا أحد يمكن أن يتخيل أن تكون كوريا الجنوبية سوريا اليوم ولا أن تكون سنغافورة ليبيا ولا ماليزيا يمكن أن تكون عراق الانفجارات أو يمن الحوثيين. وليس بإمكان أي قوة على الأرض أن تخترق استقرار هذه الدول الناجحة أو غزو نسيجها الوطني…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦
قلت من قبل، ولا أزال أقول، إن اختطاف من يسميهم الناس (مطاوعة) ويسمون أنفسهم (ملتزمين) لمؤسسات المجتمع وفعالياته تفّه وهمش وقلل من شأن هذه المؤسسات والفعاليات إلى الدرجة التي غاب فيها الخيال والإبداع تماما. خذ مثلا فعاليات ترفيه هذا الصيف التي نقلت mbc وبعض وسائل الإعلام صورا من بعضها، من باب أن درجة (تفاهتها) لا تكاد تصدق. من هذا الذي لا يصدق أو لا يعقل أولئك الذكور الذين استلقوا على ظهورهم في مهرجان صيف عرعر في عملية تنكيت رديئة عن إرضاع الكبير. أو أولئك الذين تصدروا خيمة صيفية في جدة ووزعوا ابتساماتهم وإيحاءاتهم الجنسية على الحضور. أو حتى أولئك الذين فرغوا السوق من الصابون ليدشنوا مزيدا من رغوات التزحلق والتفاهة.!! هذا يعني أننا في وادٍ والترفيه في وادٍ آخر تماما. ويبدو أننا لم نسمع قط، خصوصا على المستوى الرسمي، عن صناعة الترفيه حول العالم. تلك الصناعة التي تدر الآن على الدول الناشطة فيها مئات المليارات وتضيف كل يوم ابتكارا جديدا يبقيها في دائرة المنافسة السياحية الترفيهية التي ترتفع وتيرتها كل يوم. نحن قلنا إننا سنبني صناعة ترفيه حقيقية متطورة وتفاءلنا بذلك، لكن يبدو أن حالة الاختطاف لمهرجانات الصيف وبرامج الترفيه تقطع الطريق على المبدعين والمستثمرين الحقيقيين في هذا المجال، الذين تعبوا من ملاحقة الأذونات وقبول الأجهزة الحكومية لبرامجهم واقتراحاتهم. هذه…
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
الذي أعرفه أن الأضحية سنة يقوم بها من لديه قدرة مادية تمكنه من مقابلة هذه الأسعار الجنونية التي تبدأ، هذه السنة، من ألفين ولا تتوقف عند ثلاثة آلاف ريال. ولذلك لا داعي لهذا الحزن الذي أبدته، عبر إيميلي، إحدى النساء غير القادرات لأنها لا تستطيع توفير قيمة أضحية لوالدتها الغالية، رحمها الله، كما تعودت في السنوات الفائتة. وما دمتِ يا سيدتي ضحيتِ فيما سبق من سنوات فمن باب أولى أن ترضي من غنيمة الأضحية بما فات مع أمل أن يزول تضخم أسعار الأضاحي في السنوات المقبلة فتتمكني من العودة إلى سابق عادتك في كل عيد. ولعل هذه مناسبة لأؤكد على ما ألاحظه عند بعض الناس من تحويلهم لا شعوريا بعض السنن إلى فروض واجبة. وهذا في الحقيقة ضد يسر الدين وتوسيعه على الناس حيث ربطت كثير من العبادات بالاستطاعة.. وحتى الحج، وهو فرض على كل مسلم ومسلمة، إذا لم تستطع إليه سبيلا فإنه لا يعود فرضا. لذلك فإن ما يصيب الناس من (ارتفاع) أسعار الأضاحي لا مبرر له، إذ لن يصيبك ذنب إذا لم تضح حتى لو كنت مستطيعا فما بالك بغير المستطيع. وهنا تأتي مهمة الدعاة والوعاظ الذين لا بد أن يركزوا في هذه الأيام على توعية الناس بمعنى الأضحية وأحكامها لكي لا يرهقوا أنفسهم ويقتطعوا من أرزاق عيالهم…
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥
من يظن أن دحر إيران من (الأراضي العربية) سيتم بلا ثمن فهو مخطئ، ليس لأن ذلك ضد منطق الأشياء، بل لأن إيران وأذرعها العربية الخائنة، لا سيما حزب الله، يريدون سفك مزيد من الدماء ليشتعل البارود الذي يتحينونه لإحراق المنطقة. شهداء الخليج، من السعودية والإمارات والبحرين، يسجلون الآن، وكل يوم، موقفا عربيا شديد الوضوح بأننا، حتى لو تطلب ذلك مزيدا من الأرواح، لن نترك أي أرض عربية لقمة سائغة في فم إيران وأزلامها. ربما نكون غفلنا، أو تغافلنا، في العقد الأخير لكننا نعود بقوة لنعلن وجودنا وحقوقنا الجغرافية الثابتة. وندحر، بكل ما أوتينا من القوة السياسية والعسكرية، الأفعى الإيرانية التي تنفث سمومها في كل ركن خليجي وعربي. وليس، بالمناسبة، هناك خيار أمام دولنا وشعوبنا غير خيار الحزم والمواجهة، خاصة أن الإيرانيين يواصلون تذاكيهم الإعلامي حين يقولون شيئا ويفعلون ما هو ضده تماما كما حدث في الكويت العزيزة التي دفن حزب الله والإيرانيون ترسانة سلاح تحت أراضيها. التذاكي الإيراني، الذي لا يزال يراهن على تردد دول الخليج وشكوكها، وصل مداه حين وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان (الاتهامات المطروحة) في الكويت ضد بلاده بأنها لا أساس لها بتاتا. وقال «إن المعارضين للعلاقات الطيبة بين البلدين يقفون وراء مثل هذه الإجراءات غير البناءة، وأن ذلك يتم في…
الإثنين ٢٤ أغسطس ٢٠١٥
أبسط ما يمكن أن تفعله أن تضع رجلا على رجل وتصدر صكوك (التكفير) بحق هذا أو ذاك أو هؤلاء أو أولئك، فالأمر لا يتطلب أكثر من أن تنطق بكلمة الكفر ليصبح من اتهمته على المستوى الجماهيري كافرا يستحق ما يُفعل به حتى لو كان ذلك سحله أو قتله أو دفنه مع أسرته في قبر جماعي.!! هذا هو الحال الآن مع ماكينة التكفير التي تهدر في طول العالمين، العربي والإسلامي. لم تعد تفاجئني على (تويتر) هذه الهاشتاقات التي تنقل تصريحات التكفير وتحكم على الآخرين بالمروق من الدين وترسلهم إلى النار بجرة لسان أو قلم. هي حالة طاغية يتنافس فيها كثيرون من المحرضين والمؤلبين والقتلة الذين يخترعون أدلتهم ويستندون إليها لتهديد أمن الناس وسلامتهم، خاصة أن طاسة (الوسطية) ضائعة في زحمة التزيد على ألوية هذا التكفير. كنا نأمل، بعد ما شهدناه من روائح الدم والقبور في السنوات الأخيرة، أن يتنادى العقلاء لدحض هذه الموجة العارمة التي تسود حياتنا، لكن هذا الأمل خاب بعد أن تفرقت بهؤلاء العقلاء السبل وأصبحت صيحاتهم فردية تتفرق في أودية الإلغاء والتصنيف الواسعة والطافحة. وستبقى هذه الأصوات مشتتة وضائعة طالما أن المؤسسات الدينية الرسمية والأهلية، في كل العالم الإسلامي، لم تجتمع وتحسم أمر التكفير بين المذاهب والطوائف. وطالما أن الأنظار لم تلتفت، كما يجب، إلى أصوات المكفرين للجمها…
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
للحكيم الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، مقولة بليغة (جارحة) هي أنه: «عندما يفشل الياباني ينتحر وعندما يفشل العربي يرقى»! وما يسبق ترقيات الفاشلين في العالم العربي هو توظيفهم، دون تردد، في مواقع صناعة القرار وصياغة حياة الناس من بطون أمهاتهم إلى قبورهم. والسبب هو أن الوظيفة عند العربي مزرعة بينما هي عند الياباني مصنع. في الأولى يربى كل شيء ويكبر وينتفخ على يد المالك وفي ظله ومن أجل سواد عينيه وطرب أذنيه. وفي الثانية تتداخل خطوط الإنتاج وتنجح أو تفشل بناء على العزف الجماعي للباحثين عن المصلحة الوطنية العامة التي يتشاركون فوائدها بالتساوي. ولذلك، تحت وطأة الممارسة الفلاحية، يتأخر الوطن العربي كل هذا التأخر ويهاجر أبناؤه إلى أصقاع الممارسات الصناعية يتكسبون رزقهم ويبنون كراماتهم التي تهدر لسقيا أحواض الواصلين والمتنفذين والفاسدين والفاشلين. ولو أنك ألقيت نظرة واحدة على الأسماء العربية المبدعة التي تشرق عليها شمس الغرب والشرق كل يوم لفهمت ما أقول هنا. كل الموهوبين العرب من الشباب لا نسمع عنهم ولا نقرأ أخبارهم إلا من خلال حواضن الإبداع والإنتاج الأجنبية التي لا تفرق ولا توزع (المغانم) حسب القرب والبعد من المسؤول والمدير ومن يعز عليهما من جماعة وأقارب وأهل ثقة. التخلف، تخلف أي مجتمع، يبدأ من السلوك الخاطئ ويكبر به إلى أن يصبح هذا السلوك طبعا وقد يتحول أيضا…
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
على مستوى مسؤوليات وواجبات المؤسسات فإن الأنظمة هي التي تحكم علاقة الناس ببعضهم وليس (حب الخشوم) وسامحنا غلطانين وكنا نظن وما إلى ذلك من أعذار واهية لا تقدم ولا تؤخر. أما إذا أردتم التمسك بهذه العادة فلا مانع بشرط أن يصاحبها إنفاذ للقانون على من أخطأ في حق أحد أو اتهمه بما ليس فيه. أي أن نستقبل قبلات المخطئين من غير أن نلغي التصرف تجاه الخطأ الذي ارتكب هنا أو هناك، لكي لا يتكرر ثم نعود مرة أخرى نقفز على (الخشوم) وأصحابها وهكذا دواليك. نريد فعلا أن نؤطر كل العلاقات بين الأجهزة والمواطنين، وبين المواطنين وبعضهم، على أساس من احترام خصوصية الآخر وبراءته وبياض تصرفاته، بدلا من هذه (الشواحن) اليومية. وهذا أمر طبيعي جبل عليه الناس منذ الأزل وليس اختراعا ابتدعناه أمس ونحاول أن نفرضه اليوم. وبالتالي ما هو مفروض أولا قبل الوقوع في ورطات (حب الخشوم) أن نحسن الظن بالآخرين وتقديم حسن النية في النظر إلى حركاتهم وسكناتهم وتصرفاتهم، لكي نقطع الطريق على هذه التهم الجاهزة من المتبرعين، وربما من الكيديين، التي توقعنا تكرارا ومرارا بمزيد من الأخطاء في حقوق الناس وخطأ الحكم على نتائج أعمالهم. ثانيا، وهذا ما أصر وأوكد عليه، نضع من الأنظمة وتطبيقاتها ما هو كفيل بردع كل شخص يسيء إلى شخص آخر…
الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤
أخيرا ناسبنا (هوليود) بعد أن تزوج الممثل والمخرج الأمريكي المثير جورج كلوني من المحامية اللبنانية أمل علم الدين. وأصبحنا، بناء على ذلك، أخوال عيال كلوني الذي سيتعلم من الآن وصاعدا (اللغى) اللبناني وستسعده (أموله) بأطباق التبولة والكبة النية وزنود الست. وهذا يعني أن (حلواتنا) العربيات قادرات على غزو ثقافات الرجال الغربيين وتغيير مذاقاتهم وأفكارهم. والأخيرة هي ما نأمل من بنتنا العربية أمل أن تفعله مع هذا النجم الكبير الذي تؤمن به أمريكا أكثر من إيمانها برئيسها. نريد من أمل، وقد أعطاها الله هذا السحر الأنثوي الطاغي، أن تستخدم الحكمة في إقناع كلوني بأن العرب فيهم (أوادم) وأنهم ليسوا كلهم إرهابيين، بدليل أنها هي أسقطت قلبه بين يديها لذكائها ونعومتها وحلاوة منطقها وإيمانها بالسلام الذي يجب أن يعم كل العالم. وأكثر من ذلك بدفاعها، كمحامية، عن حقوق الإنسان في كل مكان. ولدينا أمل في (أمل)، وقد عرف عن اللبنانيين أكل السياسة مع الفتوش، أن تتحدث للأمريكان المغيبين عن ثقافات الآخرين وأحوالهم السياسية. وتقنعهم بأن من في تلك البقع الجغرافية، الشرق أوسطية، يريدون مثل الأمريكان أن تخلوا بلدانهم من الحروب والتقاتل والإرهاب. أي أن حب الحياة وحب الأمن والطمأنينة ليس قصرا عليهم وممنوعا على غيرهم. وإذا استطاعت، بحكمتها وحنكتها، أن تحول كلوني إلى صوت مؤيد للمواقف الفلسطينية والعربية فهي ستكون قد فعلت…
الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤
الصورة تنقل المنظر التالي: ثلاث نساء وسط كومة نفايات في محطة على طريق ما يؤدين صلاة الفجر على الرصيف، النساء الثلاث مدرسات يتجشمن يوميا عناء السفر والتعرض للمخاطر وصولا إلى وظائفهن التي تتوزع لكثير من المعلمات على أصقاع المملكة. وكم من معلمة ذهبت ولم تعد، لأن السائق غير المؤهل وغير الخاضع للنظام في سلوكه المروري تصرف خطأ أو ارتكب حماقة أو داس على البنزين أكثر من اللازم!! وكم من المعلمات ارتعبن خوفا وتحسبا من حالة تحرش أو نوايا سيئة لدى هذا السائق أو هذا العابر أو ذاك؟! وكم وكم من أمور المعلمات اللائي تعصف بهن رياح (الحاجة) لراتب الوظيفة فيؤدين صلاة الرصيف ويجازفن بأرواحهن ويبتلعن معاناتهن وخوفهن صابرات ومؤملات أن يكون هناك حل أو حلول قريبة. والحل الوحيد الناجز الذي نادينا به تكرارا ومرارا هو أن يكون هناك خارطة طريق واضحة لتعيين المعلمات، كلما كان ذلك ممكنا في أماكن إقامتهن، أو في المدارس الأقرب ثم الأقرب لأماكن الإقامة، بحيث نتخلص تدريجيا من حذف المعلمة مثلا إلى القويعية وهي تسكن الرياض أو إلى السعيرة وهي تسكن الدمام أو إلى الرس وهي تسكن بريدة. أما الحل الآخر المساعد في تخفيف معاناة المعلمات على الطرق، فهو إنشاء مؤسسة نقل عام تختص بنقلهن مجانا في سيارات جديدة و (مفحوصة) ومريحة…
الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠١٤
الحمد لله أنني عشت حتى رأيت وزير التربية والتعليم، الأمير خالد الفيصل، ينتقد سيطرة الفكر المتشدد على ميدان التعليم وغيره من ميادين العمل في الماضي. وهذا يؤكد ما كتبته وكتبه غيري، تكرارا ومرارا، من أن حياتنا، من مركز الحي إلى الجامعة، مختطفة من بعض المتشددين الذين، كما قال الأمير الوزير، اختطفوا أبناءنا بعد أن استهتر المجتمع، والمشهد الوطني برمته، وترك هؤلاء الأبناء لقمة سائغة لهؤلاء المتشددين ومحاضن أفكارهم. لقد دقت مسامير تشدد كبرى في كل زاوية من زوايا مجتمعنا إلى أن وصلنا إلى هذه الحالة المؤسفة والمزرية من الفرز و(تفكيك) الناس على هوى هذه الجماعة أو تلك. بل لقد بلغ دق المسامير والأسافين التي تهدد سلامتنا الاجتماعية مبلغا لم نتصور حدوثه من قبل، إذ قبل أيام فقط كان هناك على تويتر من يستبيح الرؤوس ويطالب أو ينادي بحزها نظير ما قاله أصحابها هنا وهناك. وهذه نتيجة طبيعية يصل إليها كل من لا يرون رأيا غير رأيهم ولا يعترفون بفكر غير فكرهم ولا يقبلون الألوان التي خلق الله الدنيا عليها. وما يفعله (الداعشيون) الآن في سوريا أو ما يفعله متطرفو ليبيا أو مصر هو من إفرازات التشدد الأكبر الذي ظل يرعى في صفوف المجتمعات حتى بلغ ما بلغه من استباحة الدماء والكرامات، بل واستباحة حياة الناس بكل وأدق تفاصيلها. لقد تأخرنا…
الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠١٤
أنا قلبا وقالبا مع الأستاذ سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة، وأشعر بألمه حين يكون أمامه أفق واسع لتطوير ثقافتنا وفنوننا ثم تقيده مخصصات الميزانية الحكومية لهذا المجال، الذي مضى عليه، في صورته الرسمية، أكثر من أربعين سنة وما زال يعاني الضعف والتقليل من أهميته والنظر إليه باعتباره هامشا وليس متنا في تطور مجتمعنا. المجتمعات المتحضرة كما نعلم، قديما وحديثا، تسير على قدمين: ثقافتها وفنونها. وإذا أصاب الوهن هاتين القدمين تأخر المجتمع وأصبح كسيحا وعاجزا عن التطور، فضلا عن عجزه في تحقيق مشاركة حضارية أممية يؤثر من خلالها بالآخرين ويتأثر. ولا أظن أن بي حاجة للاستشهاد بالأثر المعاصر لثقافات وفنون الآخرين عليهم وعلينا نظير رعايتهم وعنايتهم الفائقة بحضورهم الثقافي والفني، سواء على صعيد تخصيص ميزانيات ضخمة ومحترمة لهذا المجال أو احتضان المواهب التي تتعاقب وتستلم رايات الريادة والتفوق جيلا بعد جيل. ولذلك أستغرب فعلا أن نقصر في شؤون ثقافتنا وفنوننا إلى هذا الحد. وأستغرب أكثر حين يستمر هذا التقصير بالرغم من النداءات المتكررة الأخيرة من أن هناك عجزا ثقافيا وفنيا سعوديا نظرا لأن الميزانيات المخصصة للصرف على الأنشطة لا تكاد تكفي لصيانة مقرات الجمعيات المتهالكة. ومن المهم جدا في هذه الحالة (المستفحلة) أن تتنادى كافة صفوف المجتمع لإنقاذ جميعات الثقافة والفنون مما يتهددها من الإلغاء…
الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤
غير الرسائل التي يتلقاها وزير الصحة المكلف عادل فقيه عن كورونا هذه الأيام، أريد أن أوجه له رسالة أخرى عن جدوى وجود لجان دينية بالمستشفيات تشغل منسوبيها بما ليس شغلهم. وقد أخبرني أحد الأطباء الأصدقاء أن هذه اللجان (المفعلة بقوة) تعقد اجتماعات دورية مطولة وتعمل على قرارات ومطولات كتابية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد في الشأن الطبي. قد نفهم أن تكون هناك مجموعة صغيرة مكلفة من إدارة المستشفى أو القطاع الطبي لمراقبة الزي المناسب والذوق العام فيها، لكننا لا نفهم أن تكون في المستشفى لجنة دينية تدعو وترشد وتتحفظ وتفسر الأمور حسب وجهات نظر أعضائها. الدعوة والإرشاد لهما مؤسساتهما الوعظية الناشطة ويفترض أن هذه المؤسسات هي المخولة وهي الأعلم أصلا بأسس هذه الدعوة وهذا الإرشاد لأن منسوبيها ذوو اختصاص وتجربة في هذا المجال. ولذلك، يا معالي الوزيـر، وأنتم تعملون الآن حثيثا لتخليص الأجهزة الطبية من ترهلاتها وتشتيت انتباهها إلى أمور لا علاقة لها بها، ليتكم تعملون على إعادة النظر في تكوين اللجان الدينية بالمستشفيات ليتفرغ أعضاء هذه اللجان بحق لأعمالهم الطبية الأصلية أو المساندة، فنحن أحوج ما نكون إلى الاتقان في الخدمات الطبية التي لابد أنكم ترون الآن حجم ما اعتراها من ارتخاء في كافة مفاصلها، الصغيرة والكبيرة. ومن حق أعضاء هذه اللجان، إذا كان…