السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
العقار قطاع اقتصادي لا يجاري نهضتنا الاقتصادية، بل يعوقها، فهو اقتصاد مضاربات، وصفقات خارج المعقول والطبيعي، ولا تتسق مع اقتصاد مزدهر تتنوع استثماراته، ويسهم في مسيرة التنمية، ويكون له نفع عام مثل كل مرفق اقتصادي، وباختصار فالعقار السعودي لم يعد سلعة مستهلك، بل يشبه كنزا مدفونا، قيمته الإنتاجية صفر. أولى المشكلات هي الاحتكار، ثم إن التوعية العقارية تنعدم للدرجة التي يعتقد البعض أن غلاء السكن والعقار في السعودية يبرر شراء المنازل في مصر، أو تركيا، أو غيرها لغرض الاستهلاك، ولا توجد توعية للاستثمار في عقارات واقتصادات الوطن، فتذهب الاستثمارات ضالة لبلاد أخرى، فهوس السعوديين والخليجيين بشراء بيوت في بلاد عربية وأجنبية غير طبيعي، وسببه تعذر تحريك الاستثمارات الصغيرة في العقار داخل الوطن، مع أن الشراء في بلاد أخرى مغامرة اقتصادية غير محسوبة تهدر كثيرا من المال. قال أوائلنا في مثل بليغ "أرض ليست ببلادك لا لك ولا لأولادك"، والمعنى منزلك في بلاد الآخرين وإن ملكته فهو ليس لك، وفي السنين الأخيرة وفي المنتجات السياحية ظهر تسويق عقاري للسياح السعوديين متوسطي الدخل، يشترون عقارات "مسترخصينها" قياسا إلى العقار في السعودية، لكنهم ينسون أنها ليست لهم، ولا لوطنهم، ولا لأولادهم، بل هي في النهاية لأهل الأرض. الناس أحرار في مالهم، لكن توعية هؤلاء حول هدر سياحي تجاوز السفر واستئجار فندق، لوهم أنك…
الإثنين ٢٥ مايو ٢٠١٥
بيانات وزارة الداخلية حول ما توصل إليه الأمن العام من حقائق، حول استهداف المملكة يخرجه من كونه عمل شذاذ هواة، إلى تنظيم سياسي وراءه دولة معروفة توجهه وتخطط له؛ لأن هذه الدولة السوداء في كل ما فيها صنعت تنظيمات سوداء مثلها، وأسست خلاياها في المملكة لمواصلة حروبها التي تشنها علينا من 30 سنة وفشلت حتى الآن. الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- توعد كل من ينتسب لجرائم الإرهاب بالعقاب الشديد، ونحن نثق بكلمة خادم الحرمين الشريفين قائد الحزم بأننا سنرى عقوبات رادعة وقاسية تجعل هؤلاء يفكرون مرات قبل الإقدام على حركات مراهقة لإثبات الذات تنتهي بموتهم بلا سبب أو مبرر. جذور "داعش" وجذور الإرهاب في إيران دولة الشر؛ وكانت أمريكا بالدليل صرحت بذلك، و"داعش" و"القاعدة" اعترفا به، بل إن سيئ الذكر رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب المقيم في لندن وهو شيعي موال لإيران اعترف بهذه العلاقة في الإرهاب، وقال إن إيران تدعم إرهاب الشيعة وإرهاب السنة على حد سواء. إيران تعتقد أنها بهذا الرقص على الحبال المتقاطعة تخل بأمن الدول من خلال وسطاء وعصابات بدلا من الدخول في حرب مباشرة؛ فإيران تعرف أنها ليست قوية، وشعبها أول من يسخر من قوتها؛ فكل حيلة إيران صناعة صواريخ سيئة التصويب ودخولها في حرب يعني هزيمتها. مع العطف على تصريحات المتحدث الرسمي…
الجمعة ٠٢ يناير ٢٠١٥
في أعلى مستوى للاهتمام، رعى الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد في الأسبوع الماضي، جائزة المياه التي تركز على تطوير الموارد وإيجاد الحلول، وهو أمر في غاية الأهمية إذا علما أننا من أفقر بلاد الأرض في المياه، ولدينا شعب هو الأكثر استهلاكا وهدرا للمياه، وكأنه على مورد غير ناضب، ومع هذا الفقر تتأخر الحلول لحد البطء، فكل منجزات التكنولوجيا الموعودة للمياه لم تخرج عن كونها مخترعات موصوفة، ولم تطبق بعد حلولٌ عملية مثل التحلية بالطاقة الشمسية غير الناضبة، أو التحلية بأسلوب أسهل من هذه الأساليب الصناعية المكلفة. تاريخيا تأقلم الآباء على شرب الماء القليل وإرواء زرع محدود لا يتعدى الكمية القليلة التي يزودهم بها المطر سنويا وتتسرب لآبارهم الجوفية، لكن الأجيال الجديدة لم تعد تحد من استهلاكها ولا ترشده، صار الماء لا يكفي مع هذا التوسع العمراني وتجمع معظم الناس في مدن كبيرة تاركين موارد قراهم ومناطقهم الزراعية ليرهقوا موارد المدن من الماء. بدأ التفكير في توفير المياه بشكل مستدام في العالم مع بدايات القرن الماضي، ففي 1930م بني سد هوفر العظيم، وفي الخمسينيات بني السد العالي في مصر، وهما ليسا أول السدود في التاريخ فقد سبقهما الكثير لكنهما الأعظمان، اللذان كان وراءهما هاجس أهمية الماء الحلو الصالح للشرب، واليوم تبنى في الصين قناة يزيد طولها على ألف متر لنقل…
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
حاجات الإنسان المعاصر لا تقتصر على العمل والتعليم، والصحة، والسكن فهو يحتاج إلى أماكن الترفيه والمساحات المفتوحة للتريض بعد العمل، له، ولأطفاله. مدننا الكبرى غير البحرية، لم يؤخذ في الاعتبار الترفيه عند تأسيسها، ما جعل بيوتها عبارة عن صناديق مغلقة تعوزها الشمس، وتفتقر لنسائم الهواء النقي وأزمة الإسكان لا تستحضر معها أماكن الترفيه بسبب أنها حالة لاحقة ومقترحي اليوم هو حل لمساحات الترفيه في مقترح بسيط. سيقول قائل ومن أين الأرض، فهي شحيحة للسكن ناهيك عن الترفيه؟ الإسكان وأزماته هو حديث الساعة على الرغم من كل الحلول، وفي الأسبوع الماضي، تناقلت الأخبار أن 100 مليون متر مربع من الأراضي المستولى عليها عادت للدولة، وأحسب أن مثلها سيعود إذا تتبعت الجهات المسؤولة بؤر الفساد التي أضرت بالبلاد والعباد. الصورة المقابلة لهذه الصورة المختنقة هي مساحات شاسعة من الأراضي الخام غير المطورة، أو المطورة ومتروكة كاستثمارات، وأرصدة بنسبة تصل إلى ثلث المعمور حولها في مدننا، وهذه الأراضي المحتكرة قد تكون الضارة النافعة، لو استغلت كمساحات تهوية وترفيه، بل مباني أندية لفك اختناق هذه الصناديق المعمارية المحيطة بها، فكل الفكر(جمع فكرة) طرحت مثل زكاة الأرض، أو تسييلها، لكن لم يطرح أحد فكرة أن تزرع وتوضع حدائق ليتنفس الجوار في مدن صارت مكتظة بالناس، وهذه ضريبة بلدية مناسبة حتى يعمرها صاحبها، أو يبيعوها للبلدية…
الجمعة ١٧ أكتوبر ٢٠١٤
حين ينقلب سطح المحيط في ظاهرة كونية معروفة، تظهر من القاع للسطح طحالب، وكائنات تعيش في الظلام بين الصخور العميقة، وهو ما يحدث حين ينقلب سطح المجتمع الساكن بأي متغير خارجي شديد، فتتحرك الكائنات المختفية التي تعيش في ظلام الأعماق الاجتماعية إلى السطح، فتعكر نقاء المجتمع، ولقوتها التفاعلية، وتأثيرها تكون لها السيطرة الغالبة على الأمور، وتصعب إدارتها لأنها كائنات عاشت في الخفاء، وكانت متحفزة للعب دور تكسب منه وجودها، وتأتي انقلابات سطح المجتمع لتعطي هذه الكائنات فرصتها التي لا تعوض للظهور بعد زمن من الانتظار. في هذه العقود المتأخرة صار ينقلب سطح المحيط الاجتماعي في العالم العربي بأحداث مدبرة يروجونها؛ وفي ذيلها دمار مادي وروحي خطط له أعداء الإنسان في هذه المنطقة، ونفذوه بمعونة هوس أن جنس العرب سينتهي لحساب الحلمين الإيراني والإسرائيلي، وهو مفهوم خاطئ سرعان ما يحفز قوة جديدة في الجسد العربي. في كل ما يجري في العالم العربي لم تعد هناك مؤامرة خفية، فكل شيء ينفذ في العلن ونحن نسأل عن هذا التحالف العسكري لضرب المدن بحجة مقاومة الإرهاب، فالإرهاب جيش مجيش في الصراع القائم يؤدي دوره لمن وظفوه، لأنه طرف في هذا الانقلاب الاجتماعي الذي يعد بمزيد من الدمار. فوضى العالم العربي الخلاقة المزعومة تبدأ بخلخلة القناعات، والحروب، ثم هدم المدن الكبرى لضرب الثقافة في جسدها…
الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤
ماذا لو قرأنا ما قبل الانتحار، في الوقت الذي يبني الانتحاري فكرة الجهاد، والانتحار، المرحلة ما قبل القرار، ثم القرار، لو استطعنا دراسة هذه المرحلة قبل شروع شاب بالسفر للانتحار في أرض غريبة، ومع أناس غرباء، أقول لو درسنا ما قبل الانتحار ودوافعه الأولية السلوكية، وهو أمر سهل التتبع في تفكير هؤلاء الشباب، هو سهل التتبع لأن تفكيرهم مثل تفكير أي محدود في الثقافة العامة، والدينية لا يتميز بالتعقيد. أنا هنا أنطلق من حقيقة أنه لن يذهب شاب للموت في المجهول، وفي بلد مجهول، لأنه ببساطة كان يحلم ببنت من الحور العين، فهناك ما هو أبعد من الحلم بفتاة، وما هو أعمق ليتشكل هدف في عقل هذا الشاب بأهم أبعاده النفعية، فيصير الانتحار له منفعة، ومن هنا فحتى فكرة الذهاب للموت للخلاص لا تكفي لتجعل هذا الشاب يفكر أنه في ذهابه لهذه الحرب الإرهابية سيموت، لكن الشهادة شعار يعلن لا ليتحقق، ولعلنا نجده في سلوك الانتحار عند بعض الكائنات مثل انتحار الحيتان، وهي أقوى، وأكبر كائنات البحر، فهذا الانتحار للحيوانات غالبا يتم بشكل قدوم جماعي لا نستطيع أن نصفه بالانتحار؛ لكنه سلوك توجهه ظروف طبيعية لا فردية كما عند الانتحاري المغرر به. القول بتغير فكري يقود الشاب للانتحار لا خلاف عليه، لكن قبل هذه القناعة الفكرية المتكررة لا بد أن…
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤
أعان الله الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، فأمامه غابة ملتفة من المشكلات التعليمية، وهو الآن يرأس قطاعاً هائل الحجم، يُدار بالبركة، وتتركز فيه قوى موجّهة تعتقد أن التعليم قطاعها وملكيتها، وتحسب أنه لا سلطة ولا تغيير عليه، فإن كان المسؤول المصلح مثل الوزير قادراً على جوانب مادية، مثل الكتاب والمبنى والأثاث، فإن المعلم والإداري مشكلة مزمنة شبه مستعصية، لأن الجانب البشري صعب التغيير، وغير إيجابي الاستجابة في محاولات التغيير السابقة، ويجب ألا نغفل قناعة الطالب، والطالبة، وثقتهما بالتغيير، فهم أولاد وبنات بعضهم كبير السن وبنى رأياً حول مدرسته، والتغيير الذي سيصيبها، فإذا تبنى رأي معلمه السيئ، فقد اعترض على التغيير. التعليم يعني تنمية وطن، وعبث المؤدلجين يذهب ضده، وبالتالي ضد الوطن ونتوقع من سموه أن يضرب بيد قوية، وألا يجامل في ترك معلمين وإداريين يغرّرون بتلاميذهم. ومع ذلك ففي التعليم عناصر بشرية إدارية، وتربوية مفكرة ومستنيرة، وتستطيع موازنة الكفة، وأكثر في حال دعمها، وتشجيعها لتفتح للطلاب والطالبات أبواب العلم والمعرفة، والتفوق وعدم كبتهم بإلغاء جوانب الترفيه من رياضة وفنون أدائية منوعة، وتشجيعهم على إبداع ترفيههم بأنفسهم عن طريق تشجيع المواهب، واستقطاب أساتذة في الفنون والرياضة لتغيير الوجه الكئيب للتعليم الذي فرضه البعض عليه لتوجيهه وتدمير عقول الشبيبة. علينا أن نقرّ أن العقد الماضي استجاب لدعوة خادم الحرمين للتطوير وخطا…
الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤
أقول لمن رفض التطور: لا أعتقد أننا الآن نملك خيارا، فإما التطور وتنظيف العقول الصدئة المستفيدة من التخلف، أو الانحدار نحو الحضيض، والتخلف، ونهاية الأمة. بمعنى آخر، انتهى وقت الخيارات، إما أن نبقى في العصر، وإما نذهب لنسيان التاريخ. قليلة هي الخيارات ويبدو أن أنجع الحلول في اقتصاد المعرفة، وهو مفهوم مما بعد الحداثة في الاقتصاد، وهو منظومة واسعة من الإجراءات في التعليم وتطوير الحياة لا تكفي سطور لشرح جوانبه، لكن أحد عناصره أن تقدم سلعتك متقدمة على ما سواها بمبتكر أضفته، وصنعته وتخصصت به، لتتجاوز المنافس بأسلوب قدرتك العلمية، وتشجيعك الابتكار، وهو ما يجعل دور المطور في مقدمة الصناعة والزراعة، وكل ما يخص الإنتاج، وهو أيضا ما يعطي منتجك، ووجودك في سوق التنافس بروزا تستحقه، وهو أيضا ما جعل الدول التي ركنت لمنجزها العلمي والفني في زمن مضى تتراجع أمام ما قدمته دول حديثة في التصنيع والابتكار وتبيعه متجاوزة حدودها. هذه الصورة لجزئية من اقتصاد المعرفة تعطي من تغيب عنهم الفكرة بعض الضوء، والمملكة ليست غائبة بهذا الخصوص، فصناعاتنا البترولية لها دور كبير في الإنتاج العالمي للمعرفة، لكن تنويع اقتصادنا ليشمل كل ما يمكن أن ينتج بتبني أساليب اقتصاد المعرفة هو مدار الحديث. بهذا الجانب قال الدكتور محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط، في تصريح لهذه الجريدة، إن وزارته سترفع…
الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤
حركات الربيع العربي وانقلاباته المدمرة، إرهاصات مبكرة لم تنضج للحصول على استحقاقات ومزايا مستحقة، لكنها ليست واضحة في ذهن المجتمع، ولا في ذهن السلطات المهيمنة وليست واضحة في أذهان أصحابها، وهذا مكمن خطأ تقييم حقوقي عند من هو في سدة السلطة، ويصعب عليه فهم وتقييم التغيير الذي جعل الناس تخرج للشوارع لتطالب بإسقاط نظامه، وبين من هم في جحيم استلاب الحقوق الهائجين، مع أن الأمر يمكن تداركه قبل الانفجار بالقضاء على الفساد، الذي يعمي الرؤية عن كثير من الحقائق، وأيضا تحقيق العدل. كل ما نراه من عنف وتوتر، بل حروب بينية، أو أهلية .. بل كل ما يتعب أفهامنا كل يوم، حول سجالات فكرية لا تقل توترا عن العنف؛ لكنها في صدامات الفكر التي سرعان ما تتحول لعنف، وتقاتل أو حروب حتى بلغ بعض تصورات الحروب العربية أن تقوم الحكومات بقتل شعوبها في عجز عن التواؤم، والانسجام مع الواقع المتغير للحداثة، وفكر مصلحي يربط السلطة بقدراتها بالماضي، وقوانينه حتى لو عملت السلطة على تبني الحداثة فإنها تتكلم عن حداثة كاذبة متوهمة، فالسلطات مهما كانت، لا يمكن أن تسبق مجتمعاتها للحداثة وكل مطالب المجتمع هي مطالب حدثية ترغم السلطة على التنازل عن بعض سلطاتها لحساب حياة حديثة اقتصاد حديث صناعات حديثة، وتجارة حديثة، فالصراع باختصار هو صراع مع الحداثة والتحديث، لأن…
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
تزامنت الجنادرية تاريخيا مع مد صحوي ديني يحارب الموسيقى، ولا يحفل بمفرداتها المادية والمعنوية، وقد استمرت الحرب على التراث الشعبي والموسيقى ثلاثين عاما، وفي هذه الفترة كانت الجنادرية النافذة الوحيدة التي توثق موسيقى رقصات تراث شعبي أوشكت أن تنسى، وكانت المسألة في البدء اجتهادا من الملحنين لتبني ألحان تراثية من نفس روح الرقصات الشعبية وإيقاعاتها للتسهيل على الراقصين الفطريين غير المحترفين أداء رقصاتهم، وهكذا حفظت الجنادرية تراثنا الموسيقي بألحان ثلاثين سنة من عمل الملحنين الكبار في بلادنا حتى صار تراكم موسيقانا التراثية في أوبريتات الجنادرية مرجعا مهما لإيقاعات وموسيقى التراث الشعبي. هذا الجانب الشعبي لا يوجد من يزعم أن لديه جهدا مكتملا لتوثيقه ورصده رغم كل محاولات الجمعيات التراثية، لذلك كانت الجنادرية أكبر جهد رسمي لرصد التراث وتجميعه، وقد تقل أهمية هذا التراث لكنها أهم منها قبل أربعين سنة وسيكون ذات أهمية بالغة بعد مائة سنة عندما يختفي التراث من ناقليه الفطريين، فيوصف دون أن يكون أحد سمعه كما هو، فالتسجيلات البصرية والسمعية هي الثروة المتجمعة للعصور التي تستعيدها الجنادرية من تراث أبناء المملكة. فعلا قبل الجنادرية كان التراث غائبا ما عدا الرسمي منه، لكن بعد الجنادرية تبارى الباحثون والرواة في وضع صرح من التراث في عروض الحواضر والبادية فتجمع أرشيف شعبي لم يكن موجودا في الثمانينيات وظهر هواة ومهتمون…